بوابة الفجر:
2024-09-19@03:06:25 GMT

اتركوا «الملحد» ليموت

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

الملحد.. فيلم جديد على موعد من الجدل وإثارة الرأي العام المصري، للكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، استكمالا لأعماله التي دأب من خلالها أن يحدث ضجة.

وما أن ظهر اسم الفيلم، حتى انهالت الانتقادات من كل حدب وصوب، اعتراضا على الاسم الذي كان كفيلا بأن يوصل رسالة الفيلم، قبل عرضه، خصوصا وأن بوستر الفيلم التشويقي يظهر فيها بطل الفيلم أحمد حاتم، الذي يجسد دور الملحد، وبجواره الفنان محمود حميدة الملتحي، وبجواره الفنانة صابرين «المنتقبة».

الفيلم هو امتداد لأعمال فنية جدلية كثيرة، شهدتها مصر الفترة الأخيرة، ولا أجد لها وصفا سليما إلا أنها أعمال موجهة لهدف معين وهو إفراغ المجتمع من القيم والأخلاق التي نفتقر إليها حاليا، أفلام تظهر البطل بلطجي وتاجر مخدرات وشيخ منصر، ونصاب وخمورجي وملحد، ومن ثم ظهر أثرها في الواقع بتقليد أبطال العمل في مظهرهم وطريقة كلامهم حتى في المعارك التي نفذوها في الأفلام وتطبيقها في الواقع فشاهدنا جرائم ظهر المجني عليهم فيها بثياب نسائية داخلية، أجبرهم عليها الجناة، وغيرها من الظواهر السلبية التي انتشرت بسبب تلك المشاهد البذيئة، التي يروج لها صناع الأفلام بأنها تحدث في الواقع، وما ذلك إلا مبررا واهيا تسبب في الكثير من الانحلال.

تأخر عرض «الملحد» في السينمات، بشكل مفاجئ عن الموعد الذي حدده المنتج، رغم اجتيازه كل شروط الرقابة، أرجح أن يكون حملة تسويقية للفيلم، من منطلق «الممنوع مرغوب» وليس لذلك علاقة بمصنفات أو رقابة أو غيره، وما هي إلا أيام قليلة ويعرض في دور العرض للجميع.

ومن خلال بعض التصريحات المنسوبة لصناع الفيلم، بدت الخطوط العريضة للفيلم، حول شاب تعرض لمواقف كثيرة في حياته التي قضاها وسط أسرة متدينة ملتزمة، أوصلته في النهاية إلى الإلحاد، الذي -حسب الفيلم- كتبت نهاية تلك الضغوط، وهي بالكاد ترويج لفكرة تتعارض مع الدين وتشجع على تنحيته بعيدا ليسود مجتمع أشبه ببيئة الحيوانات التي لا يردعها وازع ديني أخلاقي ولنا في الغرب عبرة في مجتمع يروج للشذوذ والتردي الأخلاقي.

والحقيقة أنني أرفض فكرة منع عرض الفيلم، لأن المنع نفسه يقوي موقف صناعه، وأؤيد عرضه لينال مصير الأعمال السابقة التي على شاكلته، التي قتلها التجاهل، عكس الأعمال التي وجدت سهولة في الوصول إلى عقول الشباب بسبب المنع والعقبات التي سبقت عرضها.

ولكنني أدعو في المقابل لتسهيل إنتاج أعمال فنية ودرامية، قادرة على ضحد الشبهات والقضايا الجدلية التي تطرحها أمثال «الملحد» وغيره، وتوضح حكم الإلحاد وكيفية الاستتابة منه وكيف نقي أنفسنا من الإلحاد.

وهناك من الجهات الوطنية الوسطية، من يقدر على إنتاج أعمال تفند وتناقش قضايا الإلحاد والبلطجة وغيرها من الظواهر السلبية التي تظهرها الأفلام، يكون هدفها الأول هو إعادة منظومة القيم والأخلاق إلى المجتمع، بعيدا عن مبدأ الربحية، فأن تعيد قيم ومبادئ المجتمع التي كانت في وقت من الأوقات سببا في تقدمه، خير لك من أن تجني حفنة من الجنيهات في وطن ضائع.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: فيلم إبراهيم عيسى الملحد الفيلم التشويقي بوستر أحمد حاتم محمود حميدة صابرين بلطجي صناع الأفلام الإلحاد أعمال فنية قيم مبادئ المجتمع

إقرأ أيضاً:

أسرة مُستقرة في عالم مُتغيِّر

 

د. خالد بن علي الخوالدي

احتضنت مُحافظة شمال الباطنة المحاضرة الجماهيرية "أسرة مُستقرة في عالم مُتغير"، والتي نظمتها مشكورة المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بالمُحافظة، وحاضر فيها الخبير الأسري والتربوي الدكتور جاسم المطوع.

ولعمري إنَّ مثل هذه المحاضرات والندوات تمثل جانبًا مُهمًّا في التوعية والإرشاد والتوجيه والنصح في زمن طغت عليه التطورات التكنولوجية المُتسارعة، لدرجة أصبح الوصول إليها يُعد من الصعوبات والتحديات؛ إذ إن عالم التكنولوجيا يتطور بينما فكرنا وثقافتنا الأسرية تتراجع أو تقف عند فهمنا السابق إلّا من رحم ربي!

وإذا لم نُحاول مجاراة الواقع الأسري الجديد الذي نعيشه والتأقلم معه وتحديث وتطوير مكامن القوة التي نمتلكها، سنعيش بعد سنوات متاهات خطيرة على المستوى الوطني والمجتمعي؛ فالأسرة هي المحرك الأول والحاضنة الأساسية في تنشئة أجيال المستقبل إلى جانب حاضنات أخرى أقل أهمية. وإذا لم نتدارك الوضع الأسري خلال السنوات المُقبلة، ونُعيد لها هيبتها ومكانتها وإيمانها المتمسك بالدين الإسلامي والقيم والأخلاق الحميدة، فلا غرابة إذا رأينا انسلاخًا لكثير من القيم وانتشار الكثير من السلوكيات المتنافية مع ديننا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا.

إنَّ الحفاظ على استقرار الأسرة في مثل هذه الظروف ليس مُهمة سهلة؛ بل تعيش الأسر تحديًا كبيرًا ومستمرًا يتطلب التكيف والابتكار والمرونة؛ فالتغيرات السريعة التي يشهدها العالم سواءً على الصعيد التكنولوجي أو الثقافي، تترك أثرها المباشر على حياة الأسرة؛ فالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أخذت الكثير من أوقاتنا وأوقات أولادنا، وغيَّرت طريقة تواصلنا وتفاعلنا، وبدّلت الأولويات لدينا، وجعلتنا تحت أخطار كثيرة في إدارة الوقت وتغيير نظام الأسرة وروابطها، مع الأخذ في الاعتبار الأخطار الأخرى التي علينا التصدي لها وحسابها كالحاجة إلى كسب الرزق وتوفير الحياة المادية المناسبة للأسرة.

الأسرة المُستقرة اليوم هي تلك المستعدة للتعلم المستمر والتعايش مع الواقع بروح متقدة ومتسلحة بالإيمان الحقيقي والصادق؛ فالأسر التي يكون أساسها الإيماني قويًّا تستطيع الاستفادة من التطورات التقنية في تحقيق المزيد من الفوائد المادية والمعنوية مع الحفاظ على القيم والمبادئ والأخلاق السليمة، وتستطيع النمو والتطور بروح الوحدة والترابط بين أفرادها. وفي الواقع العُماني، نستطيع تجاوز الكثير من التحديات، فنحن لا نزال نحافظ على قدر كبير من التماسك، وكثير من العائلات تحافظ على التجمع العائلي والأسري بشكل مستمر؛ وهو ما يمثل حماية للأولاد ويعزز لديهم الكثير من الروابط والشعور بالانتماء ويكسبهم العادات والتقاليد الحميدة.

إنَّ الاستقرار الأسري يبدأ من اختيار الزوج لزوجته والعكس صحيح، ومن خلال المعطيات الإيمانية وعدم الانجرار وراء الشكليات، وبعد الزواج تأتي مُعطيات أخرى مهمة تقوم على التفاهم والحوار والتعاون والمحبة والمودة، وفَهْم كل طرف للآخر من حيث الاحتياجات والرغبات والتعبير عن المشاعر، والإيمان التام بأنَّه لا توجد حياة بدون تحديات ومطبات ومشكلات، وأن كل ذلك يَهُون عندما يتصدر الحب الموقف ويكون هو المحرك الأساسي للأسرة. وفي نهاية المطاف، لا يتعلق الاستقرار الأسري بالسعي وراء الكمال؛ بل بالقدرة على العيش بوعي وحب، واحتضان الفوضى والتغير بروح منفتحة ومتجددة.

ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • «الوطني الفلسطيني» يدعو المجتمع الدولي للتعامل بشكل عملي مع القرارات الأممية التي تدعم القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو
  • دورة النشاط الشمسي في القرن الـ 21 هي الأقوى
  • خاص| أحمد سعد الدين عن "الملحد": إحنا مش عايشين في عصر حجري نتفرج علي الفيلم ونحكم
  • نظارات Snap تُدخل يديك إلى الواقع المعزز
  • النهج النبوي حارب الأنانية والرأسمالية التي يتغول فيها الأغنياء على حساب الفقراء
  • أسرة مُستقرة في عالم مُتغيِّر
  • #عاجل إحسان الفقيه .. هكذا تسببت حماس في نشر الإلحاد!
  • انتهاء أزمة فيلم “الملحد” لأحمد حاتم
  • غادة والي تدعو المجتمع الدولي لمساندة جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية