تناولت النشرة الأسبوعية لـ "الاتحاد المصري للتأمين" اليوم، التأمين الرقمي على اعتبار أن التقنيات الرقمية أحد أبرز التطورات التي تشهدها مختلف الصناعات في العصر الحديث، وأن صناعة التأمين أحد الصناعات التي تواكب التقدم التكنولوجي السريع وتحقيق متطلبات العملاء للحصول على خدمات فورية ومرنة.

وقالت نشرة اتحاد التأمين، إن التأمين الرقمي هو تحويل خدمات التأمين التقليدية إلى خدمات رقمية بما يسهل على العملاء الحصول على الخدمات التأمينية دون الحاجة إلى التعامل المباشر مع شركة التأمين.

هذا ويتيح التأمين الرقمي للعملاء الوصول إلى منتجات وخدمات تأمينية متنوعة عبر منصة إلكترونية أو عبر الإنترنت. وتستخدم هذه المنصات الخوارزميات الرقمية لتسعير التغطيات التأمينية.

التأمين الرقمي

وعن الاتجاهات الحالية في التأمين الرقمي اسرد اتحاد التأمين التحول عبر 4 فروع، هي

- التحول الرقمي، حيث بدأت العديد من شركات التأمين تعتمد على التكنولوجيا الرقمية لتحسين تجربة العملاء، من خلال منصات إلكترونية وتطبيقات مخصصة لتسهيل عملية شراء التغطيات التأمينية وتقديم المطالبات حال تحقق الخطر المؤمن عليه.

- الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، وتمثل في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتقديم حلول تأمينية مخصصة والتنبؤ بالمخاطر وتحديد التغطيات التأمينية التي تلائم الخطر بشكل أكثر دقة.

- التأمين كخدمة Insurance as a Service، ويأتي انتشار مفهوم التأمين كخدمة، حيث يمكن للأفراد والشركات الوصول إلى منتجات التأمين بسهولة عبر منصات رقمية دون الحاجة إلى التعامل المباشر مع شركة التأمين بما يحقق تجربة أفضل للعملاء.

- Blockchain، استخدام تلك التقنية في تأمين المعاملات وتسهيل إصدار الوثائق وتقليل الاحتيال في التأمين.

مستقبل التأمين الرقمي

وعن مستقبل التأمين الرقمي بقطاع التأمين، يري الاتحاد المصري للتأمين أن ذلك يأتي عن طريق

- زيادة الاعتماد على تحليل البيانات الضخمة، فمن المتوقع أن تستمر شركات التأمين في زيادة اعتمادها على تحليل البيانات الكبيرة لتحسين التنبؤ بالمخاطر وإدارة المطالبات.

- استخدام التكنولوجيا القابلة للارتداء، مثل أجهزة قياس اللياقة البدنية، حيث تلعب هذه التكنولوجيا دورا كبير في جمع البيانات وتحديد التغطيات التأمينية المناسبة للخطر.

- تطوير الخدمة المقدمة للعملاء، حيث تسعى الشركات إلى تحسين تجربة العملاء من خلال توفير التكنولوجيا الرقمية و التي تتيح للعملاء سهولة التعامل بالإضافة إلى تقديم دعم للعملاء عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي.

- التوسع في أسواق جديدة، وتسعى شركات التأمين إلى دخول أسواق جديدة وفتح فرص لعملاء جدد.

- الابتكار في نماذج الأعمال، حيث تهتم شركات التأمين بإعداد نماذج أعمال جديدة وتحسين عملياتها وتقديم خدمات أكثر تخصصاً في قطاع التأمين، مثل التأمين عند الطلب، حيث يمكن للعملاء شراء التغطية حسب الحاجة، مثال: التأمين على رحلة قصيرة أو حدث خاص.

مزايا التأمين الرقمي

وكشف الاتحاد المصري للتأمين عن المزايا التي يقدمها التأمين الرقمي، والتي تمثلت في

- خفض التكلفة، حيث نجحت التكنولوجيا في سد الفجوة بين شركة التأمين والعميل إلى حد كبير، ويرجع توافر المعلومات الفورية عن طريق التقنيات الرقمية والتي تسهل وجود اتصال مباشر بين شركة التأمين والعميل من خلال عده قنوات رقمية مما يساهم بشكل كبير فى تقليل التكاليف التشغيلية.

- اكتشاف الاحتيال، ويعد الاحتيال في مجال التأمين مشكلة تواجه شركات التأمين وتعتمد تطبيقات التأمين الرقمية بشكل كبير على حجم البيانات التي تساعد شركات التأمين على أداء وظائفها بشكل أفضل وحصول العملاء على التسعير المناسب للتغطيات التأمينية، فمن خلال البيانات واستخدام تحليلات تنبؤية يتم عن طريقها الكشف عن الاحتيال فى المطالبات و تحديد التغيير في سلوك العملاء.

وبمساعدة الذكاء الاصطناعي، يمكن مراجعة كميات كبيرة من البيانات بكفاءة أكبر، مما يسمح بكشف الاحتيال قبل حدوث أي ضرر، كما يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة العملاء في تحديد المخاطر المحتملة المرتبطة بمطالبات محددة واتخاذ قرار أفضل بشأن شراء وثائق التأمين.

- سهولة إجراء العمليات، حيث توفر المعاملات الرقمية سهولة فى إجراء مختلف العمليات المتعلقة بالتأمين سواء إصدار التغطيات التأمينية أو تسوية المطالبات عبر الإنترنت في أي مكان وفي أي وقت، مما يوفر الراحة للعملاء ويحسن تجربة العميل بشكل عام.

- الميزة التنافسية، حيث تتبنى شركات التأمين الاستثمار في التكنولوجيا الرقمية والتقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي/التعلم الآلي، وإنترنت الأشياء، وBlockchain، وما إلى ذلك حيث تتيح التكنولوجيا الرقمية للعملاء الوصول إلى وثائق التأمين الخاصة بهم بكل سهولة، وتقديم المطالبات، ودفع أقساط التأمين من خلال نظام رقمي واحد واتخاذ قرارات مستنيرة عند الحاجة. لذا يجب على شركات التأمين الاستثمار في التكنولوجيا الرقمية لمواكبة المنافسة في السوق.

- ضمان الامتثال للمعايير التنظيمية والرقابية، وتأتي في الالتزام بتطبيق القوانين واللوائح المحلية والدولية التي تنظم التأمين الرقمي، مثل قوانين حماية البيانات والخصوصية، ومتطلبات الترخيص، ولوائح مكافحة الاحتيال.

حجم سوق منصات التأمين الرقمية من 2022-2028

هذا وبلغت قيمة السوق العالمية لمنصات التأمين الرقمية 81.7 مليار دولار فى عام 2023 ومن المتوقع أن ينمو بمعدل نمو سنوي مركب قدره 13.8% ليصل إلى 156.0مليار دولار بحلول عام 2028.

ويشير سوق منصات التأمين الرقمية إلى المشهد المتطور للحلول التكنولوجية المصممة خصيصًا لقطاع التأمين حيث تدمج هذه المنصات تقنيات رقمية مختلفة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وBlockchain والحوسبة السحابية بهدف تبسيط عمليات التأمين وتعزيز تجربة العملاء وتحسين الكفاءة الإجمالية عبر سلسلة قيمة التأمين. كما أنها توفر لشركات التأمين أدوات شاملة لإدارة التغطيات والمطالبات والاكتتاب وقنوات التوزيع في بيئة رقمية مترابطة.

اقرأ أيضاًالاتحاد المصري للتأمين يستعرض التغطيات التأمينية المقدمة للمزارع السمكية

الاتحاد المصري للتأمين يكرم «معيط» على مساندته الدائمة للقطاع

بحضور 850 خريج.. الاتحاد المصري للتأمين ينظم ملتقى التوظيف الأول لكلية التجارة بجامعة القاهرة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: قطاع التأمين الاتحاد المصري للتأمين اتحاد التأمين التأمين الرقمي الاتحاد المصری للتأمین التکنولوجیا الرقمیة الذکاء الاصطناعی التأمین الرقمیة التأمین الرقمی شرکات التأمین شرکة التأمین من خلال

إقرأ أيضاً:

مستقبل الاتصالات الرقمية.. من الـ 5G إلى الاتصالات الكمومية

كما نشاهد، فإن التقدم التكنولوجي في مجال الاتصالات يتطور بوتيرة مذهلة، حيث انتقلنا من شبكات الاتصال التقليدية إلى الألياف الضوئية، ثم إلى شبكات الجيل الخامس (5G)، والآن تجري الشركات تجارب على شبكات الجيل السادس (6G). وفي الوقت الحالي، تُناقَش الاتصالات الكمومية بشكل واسع في المؤتمرات المتخصصة، باعتبارها خطوة ثورية نحو المستقبل.

في هذه المقالة، نقدم نظرة شاملة حول الإمكانيات المختلفة التي ستتيحها تقنيات الكم في مجالات الحوسبة والاتصالات وغيرها من القطاعات، وهو ما قد يؤدي إلى تغيير الاتجاه العام للتنمية المشتركة بين الفيزياء الحديثة، وتكنولوجيا المعلومات، والتشفير، والذكاء الاصطناعي.

فما هو الاتصال الكمي؟ وكيف يسهم في حماية نقل المعلومات؟ وكيف سيؤثر على مستقبل الاتصالات؟ كل هذه التساؤلات سنجيب عنها في هذا السرد.

في البداية دعونا نتحدث عن الحوسبة الكمومية التي سوف تعتمد على مبدأها الاتصالات الكمومية. إنها تقنية تعتمد على مبادئ ميكانيكا الكمّ وظواهرها، مثل التراكب الكمومي والتشابك الكمومي؛ لمعالجة البيانات بطرق غير تقليدية. في الحواسيب التقليدية، تُقاس البيانات بوحدات البت (Bit)، والتي تستخدم لمعالجة كل شيء في هواتفنا وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المكتبية والمعالجات المضمنة وخوادم مراكز البيانات والسحابة. بينما تُستخدم في الحوسبة الكمومية وحدات البت الكمومي أو «كيوبت» (Qubit)، وهو اختصار لـ Quantum Bit. يكمن المبدأ الأساسي للحوسبة الكمومية في استغلال الخواص الكمومية للجسيمات لتمثيل البيانات ومعالجتها، بالإضافة إلى توظيف قواعد ميكانيكا الكم في بناء وتنفيذ العمليات الحسابية بطريقة أكثر كفاءة وقدرة مقارنةً بالحوسبة التقليدية.

الفرق بين الحوسبة التقليدية والحوسبة الكمومية

ولو أتينا أن نفرق علميًّا بين الحوسبة الكمومية والحوسبة التقليدية فممكن القول إن الحوسبة الكمومية تعتمد على الكيوبتات مثل ما أسلفنا سابقا، وهي وحدات معلوماتية ممكن أن تكون 0 و1 في الوقت نفسه بفضل خاصية التراكب الكمومي. في المقابل، تعمل الحوسبة التقليدية باستخدام الترانزستورات، التي يمكنها تخزين إما 0 أو 1 فقط، مما يجعلها أقل مرونة من الحوسبة الكمومية.

أما من حيث القوة الحسابية فتتميز الحوسبة الكمومية بقدرتها على النمو أُسِّيًّا مع زيادة عدد الكيوبتات، مما يمنحها إمكانيات مذهلة في معالجة البيانات. بينما في الحوسبة التقليدية، تزداد القدرة الحسابية بشكل خطي مع عدد الترانزستورات، مما يعني أنها تحتاج إلى عدد كبير من الترانزستورات لتحقيق أداء أقوى.

أما من حيث التطبيقات، فإن الحوسبة الكمومية مناسبة لحل المشكلات المعقدة مثل تحليل البيانات الضخمة، المحاكاة، وحل مسائل التحسين التي يصعب حلها بالحواسيب التقليدية. في المقابل، تبقى الحوسبة التقليدية الأفضل للمهمات اليومية مثل تصفح الإنترنت، تشغيل البرامج، ومعالجة البيانات العادية؛ نظرًا لاستقرارها وكفاءتها العالية في هذه الجوانب.

نتقل الآن إلى الاتصالات الكمومية والتي تعد فرعا من العلوم والتكنولوجيا يُعنى بنقل المعلومات عبر الحالات الكمومية، مثل الفوتونات (جسيمات الضوء). وعلى الرغم من أن استخدام هذه التقنية قد لا يُحدث تغييرًا جذريًّا في الحياة اليومية للأفراد، فإنه يمثل ثورة في مجال تبادل المعلومات الآمنة، مما يعزز من مستوى الأمان والسرية في الاتصالات.

وكما نعرف، يرتبط تطور التقنيات الرقمية بالزيادة العالمية في حجم البيانات وتغلغل البيئة الرقمية في جميع مجالات الحياة البشرية. ويعتمد نجاح تطبيقات الذكاء الاصطناعي على حجم البيانات الرقمية المتوفرة والمتاحة والتي تولدها حساسات تقنيات إنترنت الأشياء، فمثلا تتيح الحلول السحابية تخزين ونقل كميات هائلة من المعلومات المتعلقة بالبيانات الشخصية والأسرار التجارية والمالية والإدارة العامة وإدارة البنية التحتية والطاقة والنقل وغيرها، وكلما تم نقل المزيد من المعلومات إلى البيئة الرقمية وتم تنفيذ المزيد من تقنيات إنترنت الأشياء (التحكم عن بعد)، على سبيل المثال، في محطات الطاقة أو المستشفيات أو السيارات أو القطارات، أصبحت الحاجة إلى حمايتها من مجرمي الإنترنت أكثر إلحاحًا.

إن الحاجة إلى إنشاء بيئة رقمية آمنة تشكل تحديا رئيسيا في عصر الثورة الصناعية الخامسة وأحد أهم القضايا في تطوير أنظمة المعلومات والاتصالات بشكل عام، فمع تزايد الهجمات الإلكترونية والتوترات الجيوسياسية، أصبح أمن البيانات أولوية قصوى، ومن دون تكنولوجيات جديدة شاملة تضمن أعلى مستوى من الحماية للبيانات المنقولة فإن تطوير المجتمع الرقمي أمر مستحيل في المستقبل القريب، ولضمان الحماية الموثوقة للمعلومات يتم اليوم إيلاء اهتمام خاص للاتصالات الكمومية، التي تستخدم قوانين الفيزياء الكمومية وطريقة توزيع المفاتيح الكمومية المبنية عليها لإنشاء قنوات اتصال آمنة، والتي ستصبح المعيار الجديد لأمن البيانات في السنوات القادمة.

إن الميزة الأساسية للاتصالات الكمومية هي قدرتها على بناء أنظمة اتصالات آمنة يتم فيها ضمان ثبات المعلومات المنقولة وموثوقيتها من خلال المبادئ الفيزيائية، وليس من خلال الخوارزميات الرياضية، كما هو الحال في الأساليب الحالية.

تستخدم شبكات الاتصالات التقليدية إشارات بصرية عالية الكثافة لنقل المعلومات، حيث تنبعث منها تريليونات الفوتونات في جزء من الثانية، ومع ذلك يمكن للمهاجم اعتراض هذه الإشارة والحصول على جزء صغير منها، وحتى لو كانت المعلومات مشفرة فإن التطورات في تقنيات الحوسبة وزيادة قوة المعالجة تمنح المهاجمين قدرة متزايدة على تحليل البيانات ومحاولة فك تشفيرها.

وعلى عكس شبكات الاتصالات التقليدية، تعتمد الشبكات الكمومية على نقل كميات صغيرة جدًا من الإشعاع الضوئي، بحيث تكون أصغر مما تسمح به قوانين الفيزياء التقليدية. وفي الواقع، يتم نقل فوتونات فردية، حيث يتم ترميز كل نبضة فوتونية بشكل منفصل ومستقل عن النبضات الأخرى. هذا النهج يجعل من الصعب جدًا على أي جهة خارجية اعتراض المعلومات دون التأثير على حالتها، مما يوفر مستوى غير مسبوق من الأمان في نقل البيانات.

وبفضل هذه الخصائص، من المستحيل تحويل مثل هذه الإشارة من خط الاتصال دون أن يتم اكتشافها -وهذا هو الفيزياء التي تم بناء النظام الجديد في مجال أمن المعلومات عليها، حيث لا يملك مجرمو الإنترنت بأي وسيلة لاختراق مثل هذه القناة وإنشاء اتصال سري بخط الاتصال؛ وسوف يصبح أي تدخل من هذا القبيل معروفًا على الفور لمالك النظام.

ومن هنا ممكن أن نقول إن هناك تشفيرا كميا كاملا في نقل المعلومات، مما يجعل من المستحيل على أطراف ثالثة اعتراضها، حيث تحتوي كل رسالة مرسلة على مفتاحها السري الفريد. علاوة على ذلك، فإن السرية المطلقة للمعلومات المنقولة لا يتم ضمانها من خلال القدرات الحاسوبية والتقنية، ولكن من خلال قوانين الطبيعة، حيث يتم نقل الإشارات باستخدام تيار من الفوتونات الفردية، ولا يمكن تقسيم الفوتون أو قياسه أو نسخه أو إزالته دون أن تتم ملاحظته، وبسبب هذه الإجراءات يتم تدمير الفوتون ببساطة ولا يتمكن من الوصول إلى مستقبله.

وتشتمل معدات توزيع المفتاح الكمي على جهاز إرسال كمي (مرسل)، والذي يقوم بتوليد ونقل الإشارات الكمومية، وجهاز استقبال كمي (مستقبل)، والذي يستقبلها ويعالجها. ولكي تعمل هذه المكونات، هناك حاجة إلى قناة خدمات كلاسيكية، وقناة مزامنة لنقل إشارات التحكم، وقناة كمية. يُطلق على هذا الهيكل المعقد من المعدات وقنوات الاتصال اسم نظام الاتصالات الكمومية.

بشكل عام، تعد أنظمة الاتصالات الكمومية جيلًا جديدًا من الأنظمة في مجال الاتصالات الآمنة. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، انتقلت تقنيات الاتصالات الكمومية من البحث الأساسي إلى التطوير التطبيقي والتنفيذ العملي. ويُفسَّر الاهتمام الكبير بهذا المجال بالأهمية الاستراتيجية للاتصالات الكمومية لضمان السيادة الرقمية.

من يتسيد المستقبل؟

وفي الوقت الحالي، تعمل الكثير من الدول مثل الولايات المتحدة وأوروبا والمملكة المتحدة واليابان والصين وروسيا على إنشاء أطر استخدام تقنيات الاتصالات الكمومية والتي تعد العمود الفقري للاتصالات الكمومية. تقدم هذه الإطارات على مصطلحات وتعريفات وتصف المبادئ العامة ومعايير لاستخدام اتصالات الكم.

وعمليا، عملت كل من الصين وكندا والاتحاد الأوروبي وجمهورية كوريا على دمج الشبكة الكمومية الأرضية مع قطاع الفضاء لإنشاء مساحة معلوماتية آمنة واحدة.

ويعتقد الخبراء أن الاتصالات الكمية ستصبح خلال 10 إلى 15 عامًا عنصرًا أساسيًّا في البنية التحتية الرقمية مثل الحماية من الفيروسات أو تشفير البيانات في كل التطبيقات. ويناقش الخبراء القواعد التنظيمية التي ستلزم المنظمات بحماية أنواع معينة من البيانات باستخدام طرق مقاومة الكم.

وبما أننا في عصر الذكاء الاصطناعي، يعد الاستخدام المشترك للحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي موضوعًا ساخنًا هذه الأيام. وقد دفع هذا النمو البعض إلى القول بأن أجهزة الكمبيوتر الكمومية ستكون قادرة على معالجة كميات هائلة من البيانات لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، متفوقة بذلك على الأنظمة التقليدية. تبدو هذه الفكرة واعدة، ولكن يبقى التحدي في كيفية إدخال كل هذه البيانات إلى الكيوبتات بكفاءة. هناك عدة طرق مقترحة لتحقيق ذلك، ولكن حتى الآن، لا يوجد أي منها يتمتع بالسرعة والكفاءة الكافيتين لجعل الحوسبة الكمومية قابلة للتطبيق على نطاق واسع.

لهذا السبب، من الضروري التعامل بحذر مع العبارات مثل «على نطاق صغير» أو «النموذج الأولي» عند الحديث عن الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي الكمي. في معظم الحالات، يتم تطبيق الحوسبة الكمومية لحل مشكلات محدودة الحجم، بينما لا تزال الأنظمة الكمية بعيدة عن أن تكون قوية وموثوقة بما يكفي للاستخدام التجاري واسع النطاق. ومع ذلك، يواصل الباحثون تطوير تقنيات مثل تصحيح الأخطاء الكمومية وتحسين استقرار الكيوبتات، مما قد يمهد الطريق لمستقبل تصبح فيه الحوسبة الكمومية أداة رئيسية في الذكاء الاصطناعي والتطبيقات المتقدمة الأخرى.

ولطالما كان الذكاء الاصطناعي في الحوسبة الكمومية يكتسب زخمًا كبيرًا يومًا بعد يوم، سيظل كذلك طالما استمر تطور أنظمة الحوسبة الكمومية، ومع التقدم السريع في هذا المجال، يتزايد فهم كيفية معالجة البيانات وإدخالها وإخراجها داخل أنظمة الحوسبة عالية الأداء، مما يعزز من إمكانات الذكاء الاصطناعي الكمي.

وفي السنوات القادمة، وحسب قراءتنا للبحوث العلمي نتوقع أن نرى نتائج عملية واعدة بحلول نهاية هذا العقد، حيث ستبدأ التطبيقات الكمية في تحقيق قيمة واضحة مقارنة بالأنظمة التقليدية، ومع ذلك، لا تزال تقنيات الحوسبة الكمومية بحاجة إلى تطوير كبير قبل أن تتجاوز مرحلة إثبات مفهومها، حيث تقتصر حتى الآن على حل المشكلات الصغيرة بمستويات أداء تقارب الذكاء الاصطناعي التقليدي.

ويظل الذكاء الاصطناعي الكمي أحد أكثر الاستخدامات طموحًا للحوسبة الكمومية، ولكن لتحقيق إمكانياته الكاملة، سنحتاج إلى أنظمة كبيرة تدعم تصحيح الأخطاء الكمومية، ووفقًا لتوقعات الخبراء والباحثين قد يستغرق الوصول إلى هذه المرحلة من سبع إلى عشر سنوات، مما يعني أن التطبيقات الحقيقية في المجال قد تظهر بوضوح في ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين.

مع استمرار تطور الحوسبة الكمومية، ستتطور كذلك أساليب الذكاء الاصطناعي المرتبطة به، حيث من المحتمل أن تتغير الأساليب الحالية خلال السنوات العشر القادمة، وتتطور مجالات الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي بشكل مستقل، لذا من الضروري مراعاة هذا التغيير في الأبحاث والتطوير؛ لضمان تكامل فعال بين المجالين والاستفادة من إمكانياتهما المتزايدة بشكل متكامل.

د. محمود البحري أستاذ مساعد- كلية الحاسوب وتقنية المعلومات - جامعة صحار

مقالات مشابهة

  • العملات الرقمية والجنيه الرقمي بين الواقع والمأمول.. ندوة للفنون التطبيقية بجامعة حلوان
  • ندوة تثقيفية لفنون تطبيقية حلوان حول «العملات الرقمية والجنية الرقمي بين الواقع والمأمول»
  • اتحاد شركات التأمين المصرية يطلق الدليل الاسترشادي الأول لتسوية تعويضات الممتلكات والهندسي
  • مستقبل الاتصالات الرقمية.. من الـ 5G إلى الاتصالات الكمومية
  • مصر تسمح لـ 8 شركات باستخدام التكنولوجيا المالية في أنشطتها
  • الموافقة لـ 5 شركات غير مصرفية على تقديم خدماتها باستخدام مجالات التكنولوجيا المالية
  • "الرقابة" توافق لـ3 شركات على مزاولة نشاط السمسرة بالأوراق المالية باستخدام التكنولوجيا
  • الرقابة المالية توافق لـ 5 شركات مالية غير مصرفية على تقديم خدماتها باستخدام مجالات التكنولوجيا المالية
  • الموافقة لشركتي «مصر» و«ثروة» للتأمين على إصدار وثائق السيارات التكميلي باستخدام التكنولوجيا المالية
  • الحكومة الرقمية تُطلق قياس التحول الرقمي 2025