قد يرى البعضُ أن هذه الحرب عبثية وأولئك أعينهم وأفئدتهم صماءُ يُقطي عليها الداء وشيء من دناءة النفس وخٍسة المواقف إن معركة اليوم التي خاضها الجيش السوداني بأمدرمان لم تكن في الصحراء وميادين القتال حيث اللقاء والنٍزال بل كانت داخل منازل المواطنين وحٍماهم المٌغتصبه من أهلها الذين تشردوا في العراء وعانوا من وعثاء السفر وضجر الرحول من مكان لمكان هذا الوصف وحده كفيلُ بأن ينتفض السودان كُله في وجه الطغاة الأرزال ليخوض معركة الكرامة ،،

تلك الكرامة التي مستها فعائل الجنجويد بالإزلال والنهب والترويع والقتل والإغتصاب الذي أصاب شرف الحرائر في خُضرهن وهُن آمنات !! إن هذه المعركه لعًمري واجبةُ ومكتوبه وليست عبثيه لأنها تجاوزت الخصم وتعدت حدودها وأصابت شعب السودان في مقتل فإنتقلت من العبث إلى المصير وكُتب عليها معركة بقاء الدولة أو فناءها وزوال تاريخها ،،

تبيان توفيق

.

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

مكتسباتُ معركة “طوفان الأقصى”

د. فؤاد عبد الوهَّـاب الشامي

مما لا شك فيه أن معركة “طوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها في السابع من أُكتوبر من عام 2023م قد حقّقت مكتسباتٍ عديدةً على المستوى الفلسطيني والمستوى العربي وكذلك على المستوى الدولي.

فعلى المستوى الفلسطيني أعادت هذه المعركة للمقاومة المسلحة دورَها في الساحة وزخمها الشعبي.

وعلى المستوى العربي تمت عرقلة سير عجلة التطبيع التي كانت قد بدأت منذ التطبيع المصري مع الكيان الصهيوني وتوسعت في فترة ترمب السابقة واستمرت في عهد بايدن، وكانت كثيرٌ من الدول العربية تنتظر أن تلتحق السعوديّة بركب المطبِّعين فيلتحقون بها وكانت على وشك القيام بذلك.

وكذلك كشفت معركة “طوفان الأقصى” حجمَ التغلغل الصهيوني بين النخب السياسية والثقافية العربية والتي كانت تعمل على جَرِّ الأُمَّــة إلى جانب المطبِّعين، فقد كانت تصول وتجول في معظم القنوات العربية الرسمية وفي مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للتطبيع وتقديم العدوّ الصهيوني كحَمَلٍ وديع يحب العرب وعلى العرب أن يتجاوبوا معه، وخلال الحرب انكشف كذبُ وتدليس تلك النخب بعد أن رأى العالم الجرائم الصهيونية في حق سكان غزة، وتم إعادة القضية الفلسطينية إلى أذهان الأُمَّــة العربية والإسلامية.

وأما على المستوى الدولي نجحت معركة “طوفان الأقصى” في التأثير على الرأي العام العالمي من خلال الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي وتفاعل الكثير من المؤثرين العالميين مع القضية الفلسطينية، ومن خلال مواكبة وسائل الإعلام للأحداث في غزة ونقلها لما يجري بشكل مباشر؛ ونتيجةً لتلك التأثيرات خرجت المظاهراتُ في معظم المدن الأُورُوبية والأمريكية؛ دعماً للفلسطينيين في غزة، وتحَرّك طلاب الجامعات الأمريكية والأُورُوبية في مظاهرات واعتصامات وقوفاً مع سكان غزة، واعتبر البعض تلك التحَرُّكات التي استمرت حتى توقفت الحرب بداية لتغيير الرأي العام العالمي نحو القضية الفلسطينية.

ولكن يجب أن نعيَ أن العدوّ الصهيوني -بدعم من أمريكا وأُورُوبا- يعمل منذ عشرات السنيين على تثبيت كيانه في الأراضي العربية الفلسطينية، ولن يسمح للفلسطينيين بالاستفادة من المكاسب التي حقّقتها معركة “طوفان الأقصى”، وسيعمل بكل إمْكَانياته وقدراته الفائقة على إعادة السردية الصهيونية إلى الأذهان؛ ولذلك على الشعوب العربية والإسلامية أن تقفَ إلى جوار المقاومة الفلسطينية للمحافظة على تلك المكاسب وتطويرها بكافة الطرق المتاحة، ولا تنتظر أيَّ تحَرّك من النظام العربي الرسمي الذي يقفُ إلى جانب العدوّ الصهيوني في هذه المرحلة رغم الإهانات التي يتلقاها.

مقالات مشابهة

  • دُمرت أبراجه .. الموت يحاصر سكان حي الكرامة في غزة
  • البحرية الأمريكية: معركة البحر الأحمر غير مسبوقة وكلفها باهظة
  • «لا نملك الحماية»: الأزمة المتفاقمة في منطقة أبيي المتنازع عليها
  • المجتمع البشري في عهد النبي إبراهيم عليه السلام.. (لماذا حظر الطغاة ذكر الله وسمحوا باتخاذ آلهة غيره؟)
  • مكتسباتُ معركة “طوفان الأقصى”
  • الأردن يرفض المحاولات التي قد تهدد وحدة السودان عبر الدعوة لتشكيل حكومة موازية
  • هذا الحدث محطة فاصلة في معارك حرب الكرامة ضد مليشيات التمرد بدارفور
  • حارس الزمالك السابق: أخطاء التحكيم فاقت الوصف والفار علامة تعجب
  • تدشين كيان صحافيون من أجل الكرامة
  • اكتشاف مركب في الزنجبيل كفيل بتقليل التهابات الأمعاء المزمنة