الجفاف والجوع يحاصران منطقة جنوب قارة أفريقيا
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
قالت "المجموعة الإنمائية بمنطقة جنوب قارة أفريقيا"، أمس السبت، إن نحو 68 مليون شخص في هذه المنطقة يعانون من آثار الجفاف الناجم عن ظاهرة النينو، التي قضت على المحاصيل الزراعية في أنحاء المنطقة.
وقد أضر الجفاف، الذي بدأ مطلع العام الحالي، بإنتاج المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية، مما تسبب في نقص الغذاء وإلحاق الضرر باقتصادات بلدان المنطقة.
واجتمع رؤساء المجموعة الإنمائية بمنطقة جنوب قارة أفريقيا، التي تضم 16 دولة، في هراري عاصمة زيمبابوي، لمناقشة قضايا إقليمية، بما في ذلك الأمن الغذائي.
وقال الأمين التنفيذي للجموعة إلياس ماغوسي إن حوالي 68 مليون شخص، أو 17% من سكان المنطقة، بحاجة إلى مساعدات.
وقال ماغوسي إن موسم الأمطار لهذا العام كان صعبا، فقد عانت معظم أجزاء المنطقة من الآثار السلبية لظاهرة النينو، التي تتسم بتأخر هطول الأمطار، مضيفا أنه أسوأ جفاف تعيشه المنطقة منذ سنوات.
وأرجع المسؤول هذه الموجة من الجفاف إلى مزيج من ظاهرة النينو وارتفاع متوسط درجات الحرارة الناتجة عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وتحدث ظاهرة النينو بشكل طبيعي عندما تؤدي الحرارة غير الطبيعية للمياه في شرق المحيط الهادئ إلى تغيير أنماط الطقس في العالم.
وقد أعلنت دول، من بينها زيمبابوي وزامبيا وملاوي، بالفعل حالة الطوارئ بسبب أزمة المجاعة، في حين دعت ليسوتو وناميبيا إلى مساعدتها.
وقال رئيس المجموعة المنتهية ولايته جواو لورينكو -وهو رئيس أنغولا- إن المنطقة أطلقت نداء في مايو/أيار الماضي للحصول على 5.5 مليارات دولار من المساعدات الإنسانية لدعم جهود مواجهة الجفاف، لكن لم ترد أي تبرعات.
وأضاف لورينكو أن "المبلغ الذي تمت تعبئته حتى الآن هو للأسف أقل من المبالغ المقدرة، وأود أن أكرر النداء للشركاء الإقليميين والدوليين لمضاعفة جهودهم ومساعدة شعوبنا التي تضررت من النينو".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
جنوب أفريقيا تتقرب من أوروبا وسط تراجع العلاقات مع أميركا
مع تصاعد التوترات الجيوسياسية، تراجعت العلاقات بين جنوب أفريقيا والولايات المتحدة بشكل ملحوظ، بعد أن فرضت إدارة الرئيس دونالد ترامب سياسات عقابية تجاه بريتوريا.
وفي المقابل، يبدو أن الاتحاد الأوروبي قد استغل الفرصة لتعزيز علاقاته مع جنوب أفريقيا، في خطوة تؤكد الدور الأوروبي المتنامي في القارة الأفريقية وسط تراجع النفوذ الأميركي.
تعزيز التحالف الأوروبيوجاء التحرك الأوروبي بعد سلسلة من التوترات بين بريتوريا وواشنطن، حيث قررت الأخيرة تعليق بعض برامجها الاقتصادية مع جنوب أفريقيا، مع انتقادات علنية من جانب مستشاري ترامب، بمن فيهم إيلون ماسك الذي زعم أن حكومة جنوب أفريقيا تمارس "إبادة جماعية" ضد المزارعين البيض.
وقد زادت هذه التصريحات من حدة التوتر، خاصة مع سياسات ترامب الحمائية التي فرضت رسومًا جمركية عالمية متبادلة، مما أثار استياء الاتحاد الأوروبي ودفعه إلى البحث عن شركاء اقتصاديين جدد، من بينهم جنوب أفريقيا.
وفي هذا الإطار، كثّفت الدول الأوروبية جهودها لتعزيز التعاون مع بريتوريا، حيث شهدت الأسابيع الأخيرة اجتماعات دبلوماسية مكثفة بين الطرفين، كان آخرها في 19 فبراير/شباط الحالي، حيث التقى دبلوماسيون أوروبيون مسؤولين من جنوب أفريقيا لمناقشة سبل توسيع التعاون الاقتصادي والسياسي.
ووفقًا لمصادر مطلعة، شدد الطرفان على أهمية تعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة المستدامة.
إعلان استثمارات أوروبيةمن المتوقع أن تُتوَّج هذه الجهود بالقمة الثنائية المرتقبة في 13 مارس/آذار المقبل، حيث تخطط بروكسل للإعلان عن استثمارات جديدة في قطاع الطاقة النظيفة في جنوب أفريقيا، في إطار مبادرات الاتحاد الأوروبي لتعزيز الشراكات الخضراء حول العالم.
وتتضمن المفاوضات بين الطرفين استثمارات في الطاقة المتجددة، إضافةً إلى مشاريع لاستخراج المعادن النادرة التي تعد جنوب أفريقيا أحد أكبر منتجيها عالميًا.
ويأتي هذا الاهتمام الأوروبي مدفوعًا بالحاجة إلى تقليل الاعتماد على الصين، خاصة في ظل تنامي أهمية هذه الموارد في التحول العالمي نحو التكنولوجيا النظيفة.
ويأتي هذا في وقت يواجه فيه الاتحاد الأوروبي تحديات في تأمين إمدادات المعادن الحيوية، بديلا عن الصين التي تهيمن على سوق هذه المعادن عالميًا.
وفي هذا السياق، يمكن أن تلعب جنوب أفريقيا دورًا إستراتيجيًا كبديل موثوق، مما يعزز شراكتها الاقتصادية مع أوروبا.
الاتحاد الأوروبي وترامبمن جانب آخر، أعرب مسؤولون أوروبيون عن قلقهم المتزايد من القرارات التجارية الحمائية لإدارة ترامب، وخاصة الرسوم الجمركية التي قد تعرقل التجارة مع أميركا.
ففي عام 2024، بلغ إجمالي حجم التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي 975.9 مليار دولار، مع تسجيل عجز تجاري أميركي بقيمة 235.6 مليار دولار لصالح الاتحاد الأوروبي.
وقد دفعت هذه الإجراءات بروكسل إلى إعادة النظر في إستراتيجياتها التجارية، مما يفسر جزءًا من توجهها نحو تعزيز العلاقات مع جنوب أفريقيا وشركاء آخرين في قارتي أفريقيا وآسيا.
مجموعة العشرين وتوجهات بريتورياعلى الصعيد الدبلوماسي، افتتح رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في جوهانسبرغ بدعوة إلى "التعاون والتعددية" في مواجهة التحديات الجيوسياسية المتزايدة.
وأكد رامافوزا أهمية دعم المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية، مشددًا على ضرورة تعزيز الشراكات الاقتصادية العادلة.
إعلانومع استمرار التغيرات في المشهد الدولي، تتجه جنوب أفريقيا نحو شراكة إستراتيجية أعمق مع الاتحاد الأوروبي، في خطوة قد تعيد رسم خريطة التحالفات العالمية.
ويعكس هذا التحول ابتعاد العديد من الدول عن السياسات الأحادية التي تنتهجها إدارة ترامب، لصالح شراكات أكثر تعددية وتوازنًا، بما في ذلك مع القوى الصاعدة في أفريقيا وآسيا.