أفادت تقارير إعلامية بأن موظفا حكوميا بريطانيًا في وزارة الخارجية استقال بسبب ما وصفه بتورط حكومة بلاده في جرائم الحرب الإسرائيلية التي تخوضها في قطاع غزة، وذلك ببيعها الأسلحة لتل أبيب.

ونقل موقع "ميدل إيست آي" عن مصادره أن مسؤولا "كبيرا" في وزارة الخارجية أرسل بريدا إلكترونيا إلى الموظفين بعد استقالة مارك سميث، موضحا أن مخاوف الموظفين المعترضين على سياسة الحكومة البريطانية في قضية غزة "قد تم الاستماع إليها"، واعدا بعقد جلسة استماع بهذا الصدد قريبا.

وكانت الصحفية هند حسن نشرت -عبر حسابها على منصة إكس- الرسالة المنسوبة للموظف الحكومية المستقيل، وجاء فيها "من المحزن أن أستقيل بعد مسيرة طويلة في الخدمة الدبلوماسية، ومع ذلك لم يعد بإمكاني القيام بواجباتي وأنا أعلم أن هذه الوزارة قد تكون متواطئة في جرائم حرب".

ويصف صاحب الرسالة نفسه بكونه سبق أن شارك في عملية تقييم تراخيص صادرات الأسلحة في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن ثم "خبير في مجال سياسة مبيعات الأسلحة".

Full resignation letter from FCDO British diplomat Mark Smith: pic.twitter.com/k9y7varCHC

— Hind Hassan (@HindHassanNews) August 16, 2024

دعوات لاتخاذ موقف مماثل

وتتابع الرسالة "لا يوجد مبرر لاستمرار مبيعات الأسلحة البريطانية لإسرائيل، ومع ذلك فهي مستمرة بطريقة أو أخرى".

وأضاف الموظف الذي تنسب له الرسالة "لقد أثرتُ هذه المسألة على كل المستويات في المنظمة، بما في ذلك عبر تحقيق رسمي، ولم أتلق أكثر من عبارة: (شكرا لك، لقد لاحظنا قلقك)".

ويقول كاتب الرسالة إن تجاهل الأمر بهذه الطريقة يعد "أمرا مقلقا للغاية، ومن واجبي بصفتي موظفا عاما أن أثير هذه المسألة"، داعيا المسؤولين "للانضمام إلى عديد من الزملاء الذين أثاروا أيضا مخاوف بشأن هذه القضية".

وعلقت فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، على الرسالة قائلة "آمل أن يتبع مزيد من الدبلوماسيين القيادة الشجاعة لمارك سميث ويتحدثوا عن ميسري الفظائع التي ترتكبها إسرائيل".

وكانت تقارير نشرتها الصحف البريطانية تحدثت بشأن تعليق لندن صادراتها من الأسلحة إلى إسرائيل، لكن الحكومة البريطانية نفت صحتها.

وذكرت صحيفة غارديان البريطانية أن موظفي الخدمة المدنية أوقفوا معالجة تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل حتى انتهاء المراجعة الحكومية للتراخيص ودعاوى انتهاك القانون الإنساني في قطاع غزة.

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية لصحيفة تايمز إنه لم يطرأ أي تغيير على نهج المملكة المتحدة بشأن تراخيص التصدير إلى إسرائيل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

قدريّة ترامبيّة، أم تواطؤ عربي؟!

لا مستقبل أكثر إظلامًا من ذلك الذي يتصوّره ترامب، لا في غزّة وحدها، فانفلات كلّ معيار للقياس إو الحكم أو حتى الفهم يشي بما قد يتبعه، لا أصول تاريخ ولا حدود جغرافيا، البلطجي يعيد تقديم نفسه بصورة أكثر جنونًا، ليجتمع العالم فقط على محاولة إقناعه بما هو أقل (أن يدع غزّة لنيتنياهو مثلاً؟) ويكون هو والعدو ـ كلاهما عدوّ ـ رابحين وزيادة، وتزامنًا سيشعر العالم والعرب في قلبه بانتصار زائف لأنّهم أحبطوا خطط المختلّ الأكبر.

صحيح بدا الوضعُ أهون ما قبل المؤتمر الصحفي الأخير مساء أمس، وإن كان ما قيل ليس غريبًا عن قائله، ولا مباغتًا في سياق مخططاته التي سبق وأعلنها، لعلّها فقط مواجهتنا نحن مع قابليّتها للحدوث أكثر بعد مشاهدة الإبادة بكل ما يصاحبها من بشاعات على الهواء مباشرةً دون أن يحرّك العالم الرسمي ساكنًا (أتحدّث عن المتفرّجين لا المشاركين مباشرةً كألمانيا مثلاً)، بل وبتورّط الكثير من عرّابي الديمقراطيّة وحقوق الإنسان في ذات الجريمة ودفاعهم عنها ـ تصادمًا مع كلّ تاريخهم المدّعى ـ بوقاحة مرعبة تسليحًا وتمويلاً وسحلاً وقمعًا لشعوبهم واستعادةً لروح المحتلّ الأبيض القديم الذي يحتقر الأغيار ولا يمانع بقتلهم بل ويتقرّب لألهة الحضارة بالتخلص منهم ومما يحملونه.

م تعد رأس حربةٍ إلا المقاومة رغم ما جرى لها ومنها في الشهور التي لم تخمد نار حربها كما لم تنسَ بطولاتهم فيها، ولولا بقيّةٌ من إدراك واقع لعدتُ لأطالب الكلّ بدعمها تسليحًا وتمويلاً ومعلومات، إذ لا سبيل آخر لضمان إفشال الخطّة.لم يعد من العربِ عربٌ إلا القليل، وربّما يسبقهم أصحاب التجارب الملهمة كأيرلندا وجنوب أفريقيا وبعض اللاتيننين، ولعلّها أحوجُ اللحظات لأحيي إيماني الراسخ بـ "الفئة القليلة" قبل أن تكونَ كارثةٌ أفظع مما جرت ومازالت أشلاءها تحت الأقاض.

ولم تعد رأس حربةٍ إلا المقاومة رغم ما جرى لها ومنها في الشهور التي لم تخمد نار حربها كما لم تنسَ بطولاتهم فيها، ولولا بقيّةٌ من إدراك واقع لعدتُ لأطالب الكلّ بدعمها تسليحًا وتمويلاً ومعلومات، إذ لا سبيل آخر لضمان إفشال الخطّة.

لكنّي سأعودُ لأضعفِ الإيمان قياسًا على حال المُخاطَبين، وإن كان حالُنا لا يحتمل، لكنّ موقفًا جماعيًا حاسمًا برفض الحاصل ( رسميًّا وشعبيًّا) .

وعلميًّا سيكون التعليق هنا، رغم مبادئيّة المسألة:

يبدو أن السبيل الوحيد لضمان فشل التهجير هو توفير كافّة سبل العيش والاستقرار داخل القطاع بكامله، والإسراع في إعادة الإعمار ابتداءً من إزاحة الركام وإعادة إنشاء المرافق الأساسيّة (كهرباء، مياة، صرف صحي، مستشفيات، إلخ) أو استباقًا له بإدخال الخيام والبيوت سابقة التجهيز ومولدات الكهرباء المتنقّلة بجانب الأدوية والملابس والطعام ولوازم العيش الرئيسة، ولن يكون هذا بحال المعبر القائم، أو بالحدود الحاصلة في عدد وطبيعة الشاحنات المتّفق على دخولها حتى الآن.

وتزامنًا يجب فتح باب الرفض الشعبي على مصراعيه، فالعالم ليس زنزانة انفراديّة يمكنك بها فعل ما تشاء دون أن يدري أحد، ترامب وكل دول العالم تعرف طبيعة الحاشدين والمحشودين في لقطة معبر رفح المسرحيّة، وبالتالي لن ينظروا لها بجديّة، بل على العكس قد يعتبرونها دليل لموقف متحايل، على غير الأثر الذي يمكن أن يحدثه وجود الآلاف من المصريين في الشوارع وأمام سفارة الأمريكان والمقار الأمميّة مثلاً رفضًا لمخططات المختلّ ترامب.

وكما سبق وادّعت مصر الرسميّة، عليها فقط التنفيذ بالانضمام -وهي وكل رافضي المخطط- لدعوى جنوب أفريقيا أمام الجنائيّة الدولية إدانةً للإبادة في فلسطين وإدانةً للعدو وشركائه (أمريكا وألمانيا وغيرهما)، وقد يمكن لذلك الحدوث كخطوة عمليّة تتبع موقفًا رسميًّا جماعيًّا حاسمًا على مستوى القمّة -بعيدًا عن رأيي فيها- عربيًّا وإسلاميًّا ودوليًّا.

يلوى ذراعك بالمساعدات تهديدًا، وأنت تدّعي الرفضُ لكنّك في اللحظةِ نفسها تعقد الاتفاقات حول الطاقة والغاز، وتتبادل المعلومات الأمنيّة، وتعتقلُ أعضاء فصائل ومناصرين مصريين للمقاومة أو القضيّة عمومًا، وتمنع الجماهير من التعبير عن رأيها الحاسم رفضًا للتهجير، ولا تستمرّ فقط في التعاون الاقتصادي مع العدو -وأنت تشارك حصار الفلسطينيين- بل تنمّيه وتحدث فيه طفرات فاضحة، كوجود ٣١٣شركة مصريّة تورّد للعدو كافة مستلزمات الحياة ضروريّها ورفاهها طعامًا وشرابًا وفاطهة وملابس وأدوات تجميل ومبيدات زراعيّة وأدوات كهربائيّة وإلكترونيّات وغيرها.

أمّ المصائب أنكَ تقدّم نفسك ـ والبلد ـ كميناء تفريغ وشحن وعبور للسفن الحربيّة الصهيونيّة في طريقها للمشاركة في الإبادة، محمّلةً بالذخيرة والمواد المتفجّرة والمعدّات الحربيّة، بل وتدافع عن ذلك تارةً بحجّة المعاهدات الدوليّة، وتارات بالادّعاء الكاذب حول ملكيّة الشحنات وهويّتها.ووقتَ كان المعبر في يدكَ وحدك أحكمت الخناق وأغلقته إلا قليلاً، وفرضت إتاوةً على الأرواح والرؤوس وصلت لـ ١٢ ألف دولار على الشخص الواحد تحت دعوى تنسيق الدخول لصالح شركة رئيسها زعيم عصابة، يعرف الكلّ أنها واجهة لك ولأجهزتك، ومازلتَ تفعل في لاتجاه المعاكس (دخولاً للمساعدات التي يقدّمها ناسٌ ومؤسسات أو حتى دول) إذ تفرض ما يصل لعشرين ألف دولار على الشاحنة.

وأمّ المصائب أنكَ تقدّم نفسك ـ والبلد ـ كميناء تفريغ وشحن وعبور للسفن الحربيّة الصهيونيّة في طريقها للمشاركة في الإبادة، محمّلةً بالذخيرة والمواد المتفجّرة والمعدّات الحربيّة، بل وتدافع عن ذلك تارةً بحجّة المعاهدات الدوليّة، وتارات بالادّعاء الكاذب حول ملكيّة الشحنات وهويّتها.

ومع هذا وقبله تسحق كلّ وجودٍ شعبيٍّ وسياسيٍ وأهليٍ في هذا البلد المسكين، رغم كونه ورقة شبه وحيدة في المواجهة، يمكنك التعلل أو الضغط بها في مساومات لن تكون بعيدة، وتمنع القوافل وتعتقل المشاركين بها ومحاولي التظاهر أو التعبير عن دعمهم للمقاومة ورفضهم للإبادة ولو برفع لافتة أو علم.

الأزمة لا تهدد غزّة وحدها هذه المرّة، مصر في قلبها، وغالب المنطقة كذلك، بما في ذلك كراسي وأنظمة الحكم فيها والعاقل من يبادر قبل أن تقرعه القارعة، حتى وإن كان مستحقًّا.

مقالات مشابهة

  • مفاجأة جديدة في قضية انتحار موظف الأوبرا.. إخلاء سبيل كاتب الرسالة
  • الداخلية تواصل مكافحة جرائم تصنيع وحيازة الأسلحة النارية بدون ترخيص
  • قدريّة ترامبيّة، أم تواطؤ عربي؟!
  • حبس وتزييف.. تطورات صادمة في قضية انتحار موظف الأوبرا هاني عبد القادر
  • الرئيس اللبناني يطالب فرنسا بالضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها ضد بلاده
  • أحمد موسى: النيابة تأمر بحبس المتهم بفبركة رسالة واقعة موظف الأوبر
  • أول مسؤول بارز يستقيل من إدارة بايدن السابقة: نهج واشنطن تجاه حرب غزة كان فاشلا (حوار)
  • ليست بخط يده.. من كتب رسالة هاني عبدالقادر موظف الأوبرا قبل رحيله؟
  • «رايتس ووتش» تدعو واشنطن لوقف تواطؤها في جرائم حرب غزة
  • رايتس ووتش تدعو واشنطن لوقف تواطؤها في فظائع غزة