وول ستريت جورنال: هكذا قتلت إسرائيل فؤاد شكر
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن قائد حزب الله فؤاد شكر الذي أعجز الولايات المتحدة لنحو 4 عقود، منذ أن ساهم في التخطيط لمقتل 241 من مشاة البحرية في العاصمة اللبنانية بيروت، كان يعيش حياة غير مرئية لدرجة أن قلة من الناس عرفوا اسمه ووجهه قبل قتله بغارة جوية إسرائيلية وضعت الشرق الأوسط على شفا حرب شاملة أو تكاد.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير مشترك بقلم سوني إنجل راسموسن وآدم شمس الدين وكاري كيلر لين- أن فؤاد شكر ظل غائبا عن الأنظار حتى قتلته غارة جوية إسرائيلية في الطابق السابع من مبنى سكني بالضاحية الجنوبية من بيروت نهاية يوليو/تموز الماضي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: هجوم كورسك تسبب بتأجيل مفاوضات روسية أوكرانيةlist 2 of 2قصة طالب طب من غزة قُتل 20 من عائلته فأنشأ مؤسسة إنقاذend of listووصفت الصحيفة فؤاد شكر، وهو أحدد مؤسسي حزب الله الذي صنفته الولايات المتحدة على أنه جماعة "إرهابية"، بأنه متشدد وبأنه أكثر عناصر الحزب أهمية، وبأنه صديق موثوق به منذ فترة طويلة للزعيم حسن نصر الله الذي جعل من حزب الله أفضل مليشيا غير حكومية مسلحة في العالم.
ظهر هذا العام لبضع دقائقكان فؤاد شكر الذي يقود المناوشات الحدودية مع إسرائيل يعيش حياة غير مرئية -حسب الصحيفة- ولم يظهر إلا في تجمعات صغيرة لقدامى المحاربين، وقد ظهر علنا هذا العام لبضع دقائق في جنازة ابن أخيه، وكما قال أحد معارفه إنه كان سريا للغاية لدرجة أن وسائل الإعلام اللبنانية نشرت صورا لرجل آخر مكانه.
وقال مسؤول في حزب الله إن القائد الذي لا يعرفه سوى قلة من الناس أمضى يومه الأخير في مكتبه بالطابق الثاني من مبنى سكني في الضاحية، وهو المبنى نفسه الذي كان يعيش في الطابق السابع منه، وقال مسؤول بالحزب إنه تلقى مكالمة من شخص يطلب منه الذهاب إلى شقته قبل أن تسقط عليها القنابل الإسرائيلية، مما أسفر عن مقتل شكر وزوجته وامرأتين أخريين وطفلين، وإصابة أكثر من 70 شخصا، حسب وزارة الصحة اللبنانية.
اختراق
وقال المسؤول إن المكالمة التي طالبت شكر بالصعود إلى الطابق السابع لتسهيل استهدافه، جاءت من شخص اخترق شبكة الاتصالات الداخلية لحزب الله، الذي ما زال مع إيران يواصل التحقيق في فشل الاستخبارات، مع الاعتقاد بأن إسرائيل استخدمت تكنولوجيا أفضل للاختراق.
كان الاغتيال ضربة قوية لحزب الله -حسب الصحيفة- وقد شكل مع مقتل زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) السياسي إسماعيل هنية في طهران، دفعا كبيرا للشرق الأوسط إلى شفا حرب إقليمية تسعى الولايات المتحدة جاهدة لتجنبها.
من ناحيتها، قالت كارميت فالنسي، الباحثة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إن "عمليات القتل المستهدفة لها تأثير تراكمي على القدرة العملياتية لحزب الله"، وقالت إن شكر "كان مصدرا للمعرفة. يعرف كيف يعمل ويتواصل مع نصر الله. لقد تحدثوا اللغة نفسها".
أدوار غاية في الأهميةوعاش شكر طيلة حياته تقريبا في قلب عمليات حزب الله وصنع القرار -حسب الصحيفة- وكان حلقة وصل رئيسية بينه وبين راعيه الرئيسي إيران، وكان يعمل في المديرية العامة للأمن العام، وهي وكالة استخبارات حكومية لبنانية.
ساعد في تنظيم مقاتلي حرب العصابات في بيروت لمعارضة غزو إسرائيل للبنان خلال الحرب الأهلية، ثم أصبح الرجل المحوري بين الإيرانيين والمعسكر الذي أنشؤوه في منطقة البقاع، لتدريب مقاتلي حزب الله، كما سافر إلى إيران للإشراف على تدريب قوات النخبة من حزب الله.
وتتهم الولايات المتحدة شكر بأنه لعب دورا رئيسيا في التخطيط للهجوم الذي استهدف ثكنة مشاة البحرية الأميركية في بيروت عام 1983، قبل أن يعلن حزب الله رسميا عن وجوده، وتبنت جماعة تسمى الجهاد الإسلامي المسؤولية عنه.
كان حزب الله قد أعلن رسميا عن تشكيله عام 1985، وأصبح شكر أول قائد عسكري له، واستمر -كما تقول الصحيفة- في شن حرب عصابات في الجنوب حتى انسحبت القوات الإسرائيلية بالكامل من البلاد عام 2000 واكتسب سمعة بوصفه مفكرا إستراتيجيا لديه معرفة بالمنطقة بأكملها.
وعندما اندلعت الحرب الإسرائيلية المدمرة على لبنان عام 2006، كان شكر مرة أخرى فعالا، وساعد في قيادة المقاتلين الذين تسللوا إلى شمال إسرائيل، وقتلوا 8 جنود واختطفوا اثنين، مما أدى إلى غزو استمر شهرا ودمر أجزاء من لبنان.
وسّع ترسانة الحزب
وبعد الحرب، أشرف شكر على بناء عسكري وسّع خلاله ترسانة حزب الله من نحو 15 ألف صاروخ وقذيفة إلى نحو 150 ألفا، وأصبح الرجل الرئيسي لتسليم إيران، عبر سوريا، للمكونات التي تحول الصواريخ غير الموجهة إلى صواريخ موجهة بدقة، وفقا للجيش الإسرائيلي.
عام 2008، قُتل صديق شكر والقائد العام لحزب الله عماد مغنية في انفجار سيارة مفخخة في عملية مشتركة بين وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) والموساد في دمشق، وفي عام 2016، قتل صديق آخر، هو مصطفى بدر الدين في انفجار أيضا بالعاصمة السورية، ولكن شكر بدا أكثر استرخاءً خلال السنوات الأخيرة.
وبعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، عندما شنت حماس عملية طوفان الأقصى، ووقع شكر في مرمى نيران إسرائيل بعد سقوط صاروخ في ملعب كرة قدم في مجدل شمس في مرتفعات الجولان المحتلة، ونفى حزب الله تورطه، لكن إسرائيل ألقت باللوم عليه، قائلة إن الصاروخ كان أحد صواريخ حزب الله وجاء من لبنان.
وأخيرا كما تختم الصحيفة، أخرج الموت شكر من الظل، فطُبع وجهه على لوحات إعلانية، وعرضت لقطات من حياته في ساحة المعركة على شاشة كبيرة، وأشاد صوت معلق بفضائله بصوت عالٍ، ثم دفن في مقبرة عامة في بيروت إلى جانب شاب مات وهو يقاتل في سوريا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الولایات المتحدة لحزب الله حزب الله فؤاد شکر
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تخشى سيناريو 2006... هذا ما قد يقوم به حزب الله
ذكر موقع "الإمارات 24" أنّ صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تساءلت ما إذا كان حزب الله سيعيد تنظيم نفسه كما حدث في عام 2006 بعد حرب لبنان الثانية، على خلفية وقف إطلاق النار أم لا.
ونقلت الصحيفة عن البرفيسور الإسرائيلي أماتسيا برعام، الخبير في دراسات الشرق الأوسط، الصورة المعقدة للواقع على الحدود الشمالية لإسرائيل، قائلاً إن "الحزب" قد يفسر الصمت على أنه فرصة له لحرب أخرى.
وقال برعام في حديثه مع "معاريف" إن وقف إطلاق النار اختبار استراتيجي حساس يجب على إسرائيل إجراؤه بحذر، ولكن أيضاً بتصميم، مشيراً إلى أن تراجع حزب الله أيديولوجياً عندما أعلن الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم عن فصل الجبهتين بين الشمال والجنوب، خلافاً لتصريحات الأمين العام السابق حسن نصرالله الأولية، التي تقول إنه طالما أن هناك حرباً في غزة، فإن الشمال أيضاً سيتم تدميره، ووصف برعام ذلك بأنه نوع من الاستسلام التكتيكي من جانب حزب الله. وأشار إلى أن الاختبار التالي سيتم في 27 كانون الثاني، وهو التاريخ الذي يفترض أن تنسحب فيه إسرائيل من جنوب لبنان بحسب الاتفاقات الحالية، وإذا أكد الأميركيون أن التفاهمات باقية في المنطقة التي يتعين على إسرائيل أن تنسحب منها، فإن الانسحاب سيكون ممكناً، ولكن إذا تبين أن حزب الله يستغل الوقت لبناء مواقع جديدة، وتهريب الأسلحة وإعادة بناء نفسه، فإن إسرائيل قد تبقى في مكانها وتخرب هذه المحاولات، حتى على حساب تجدد الصراع.
وبحسب برعام، فإن السلام النسبي الذي قد ينشأ على الحدود الشمالية يحمل خطراً معروفاً، فقد يفسره حزب الله على أنه فرصة لحرب أخرى، تماماً كما حدث بعد حرب لبنان الثانية، عندما حدد قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الشروط، ويضيف: "وهكذا، وبعد ستة أشهر فقط، عادوا إلى المنطقة، وبدأوا في تسليح أنفسهم، وإعادة بناء تشكيلاتهم الدفاعية والهجومية، بينما تجنبت إسرائيل أي رد فعل في ظل هذه الظروف".
وأشار إلى الافتراض بأن "الصمت في مقابل الصمت" كان خطأً فادحاً، لأن الصمت خدمهم لحفر الأنفاق وجمع الأسلحة، وهو ما أوصلنا في النهاية إلى أحداث مثل 7 تشرين الأول في الجنوب"، ولذلك، يرى برعام أن السياسة الحالية يجب أن تتغير، بدلاً من انتظار الانتهاكات بشكل سلبي، وعلى إسرائيل أن ترد بإطلاق النار على كل إشارة لبناء مواقع أو تهريب أسلحة أو أي استعداد للحرب.
وأوضح برعام أن هناك مشكلة أخرى تتعلق بما سيحدث داخل المناطق الجنوبية من لبنان وكيفية تعامل إسرائيل مع سكان القرى الحدودية، حيث إن بعض أعضاء حزب الله هم من سكان القرى نفسها، وعندما تعود الحياة إلى طبيعتها قد يعودون إلى منازلهم مع عائلاتهم، وإذا عادوا مسلحين أو بدأوا في بناء التحصينات، فسيكون ذلك انتهاكاً واضحاً للاتفاق يتطلب رداً فورياً، وإذا عادوا إلى منازلهم من دون أسلحة، وإلى الحياة المدنية الكاملة، فلن تتمكن إسرائيل من فعل أي شيء، حتى لو كان هؤلاء أشخاصاً مرتبطين بالحزب. وأكد برعام على أهمية التدخل الأميركي بما يجري، مشيراً إلى أن إسرائيل تحظى بدعم أميركي للرد عسكرياً على أي انتهاك، ولكن السؤال هو ما إذا كان حزب الله سيستمر في التمسك بالهدوء من منطلق رغبته في إعادة تأهيل نفسه، أو ما إذا كان سيشعر أن المساس بشرفه يبرر رداً قد يشعل الحرب برمتها من جديد في المنطقة.
وأشار إلى أن لحزب الله مصلحة مزدوجة، لناحية الهدوء الذي سيسمح له بإعادة تنظيم صفوفه، كما الحفاظ على روايته كمدافع عن لبنان، وإذا لم تنسحب إسرائيل من مناطق القرى الواقعة أمام المطلة، كما وعدت، فقد يشعر التنظيم بأنه مضطر للرد من أجل الحفاظ على صورته، ومع ذلك، يقدر برعام، بأنه إذا رد حزب الله بإطلاق النار، فإن إسرائيل لن تتردد في استخدام قوتها في مراكز مهمة مثل بيروت.
وأوضح برعام أن وقف إطلاق النار اختبار معقد قد يصبح نقطة اختبار للمنطقة بأكملها، وإذا تصرفت إسرائيل بدافع اليقظة وحافظت على سياسة التعطيل الحازم لكل انتهاك، فيمكنها الحفاظ على الردع وتجنب حرب شاملة، ومن ناحية أخرى، إذا سمحت لحزب الله بتنظيم نفسه دون انقطاع، فقد يؤدي ذلك إلى دورة أخرى من العنف ستندلع بمجرد أن يشعر الحزب بأنه جاهز، مؤكداً: "لا يجب الرد على الأمر بالصمت، كل استعداد للحرب يجب أن يقابل بالنار، وهذا مبدأ لا يجب التخلي عنه في مواجهة حزب الله". (الامارات 24)