عودة: بلدنا لن ينجو من محنته بقدرة قادته بل بمشيئة الله
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس الياس عودة، قداسا في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.
بعد الإنجيل قال في عظته: "سمعنا في إنجيل اليوم حادثة إكثار الخبز والسمك وإشباع الجموع. بدأ الرب كرازته، بحسب الإنجيلي متى، مباشرة بعد تجربة إبليس له. نجده بعد ذلك واعظا على الجبل، ثم نقرأ عن معجزاته وعن دعوته لبعض تلاميذه، وإرساله إياهم للبشارة.
أضاف: "نقرأ في الإصحاح الرابع عشر من متى حادثة قتل النبي يوحنا المعمدان، بعدها يأخذنا الإنجيلي إلى معجزة إشباع الجموع. فبعدما لحقت الجموع الرب يسوع من مدينة إلى أخرى ومن شاطئ إلى آخر «تحنن عليهم وأبرأ مرضاهم» (مت 14: 14). في آخر اليوم، تقدم التلاميذ إلى معلمهم طالبين أن يصرف الجموع كي يستطيعوا إيجاد ما يأكلونه قبل أن يدركهم الظلام في طريق عودتهم. يدلنا هذا الحوار على المدة الزمنية الطويلة التي قضاها الجمع مع الرب منتظرين مع مرضاهم. طلب الرب يسوع من تلاميذه أن يطعموا الجموع عوض صرفهم. طبعا، كان الرب يعلم أن عدد تابعيه كبير، وربما كان طلب إطعامهم غريبا بالنسبة لتلاميذه لأنهم لم يعتادوا على مثل هذه الطلب ولم يكونوا جاهزين. لذلك أجابوه أن ما لديهم لا يكفي، إذ معهم خمسة أرغفة وسمكتان فقط، أي ما يطعم عددا قليلا، وربما احتفظوا بها لتقديمها للرب نفسه. حينئذ، طلب منهم الرب أن يقدموا له الخبز والسمك، وطلب من الجموع أن يتكئوا على العشب، وأن يتحضروا للطعام. توقع التلاميذ أن يصرف الرب الجموع، لكنه أمرهم أن يستعدوا للأكل. حينئذ «أخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره إلى السماء وبارك وكسر وأعطى الأرغفة للتلاميذ والتلاميذ للجموع. فأكل الجميع وشبعوا» (مت 14: 19-20)."
وتابع: "حادثة إشباع الجموع هي إحدى الحوادث التي ترد عند الإنجيليين الأربعة (مت 14؛ مر 6؛ لو 9؛ يو 6). تقدم لنا الكنيسة، عبر قراءة هذا المقطع الإنجيلي، عدة دروس. الدرس الأول أن من يكون مع الرب يجب ألا يقلق من أي شيء. نقرأ في سفر المزامير: «ألق على الرب همك فهو يعولك» (مز 55: 22). الرب يعرف ما نحن بحاجة إليه وقد قال: «لا تطلبوا أنتم ما تأكلون وما تشربون ولا تقلقوا... أبوكم يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه. بل أطلبوا ملكوت الله وهذه كلها تزاد لكم» (لو 12: 29-31). علينا أن نطلب ملكوت الله، أي أن نكون معه، وعندما نكون معه بكليتنا يعطينا ما نحتاج إليه حتى من دون أن نسأل".
وقال: "الدرس الثاني الذي تقدمه لنا الكنيسة هو أن الرب كريم بما يفوق قدرتنا على الفهم. لم يطعم الرب الجموع وحسب، بل «أكل الجميع وشبعوا، ثم رفعوا ما فضل من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوءة» (مت 14: 20). من يثبت مع الرب، ينال أكثر مما يحتاج وليس فقط حاجته. نقرأ في العهد القديم أن الرب أمطر للشعب خبزا في الصحراء، وأمرهم أن يأخذ كل منهم كل يوم حسب حاجته، لكنهم «التقطوا فمنهم من أكثر ومنهم من أقل. ثم كالوه بالعمر فالمكثر لم يفضل له والمقل لم ينقص عنه فكان كل واحد قد التقط على قدر أكله» (خر 16: 17-18)، وكل ما كان يفضل من المن إلى اليوم التالي كان ينتن. أما في العهد الجديد، فكل ما فضل قد تم رفعه ليكون بركة للآكلين. يكمن الدرس الثالث في الكمية القليلة من الخبز والسمك التي قدمها التلاميذ مقابل الكمية العظيمة التي خلقها الرب يسوع. كأن الرب يقول لنا إننا مهما ظننا أن ما نملكه من عطاياه قليل هو عظيم ويستطيع أن يكون مادة لفعل المستحيل. علينا فقط أن نسمع كلامه ونؤمن به".
أضاف: "تذكرنا الكنيسة، من خلال هذا المقطع الإنجيلي، أن علينا أن نطلب الله ونكون معه. إذا طلبنا المعجزات، فهو الذي يجترحها، وإذا طلبنا حكمة وتعليما فإن الحكمة من لدنه. حتى ولو كان طلبنا طعاما وشرابا، فكل شيء من خيره. لذلك على أبناء هذا البلد أن يضعوا رجاءهم على الرب وأن يثقوا أنه قادر على كل شيء، وأن «ما لا يستطاع عند الناس مستطاع عند الله» (لو 19: 27)".
وختم: "بلدنا لن ينجو من محنته بقدرة قادته بل بمشيئة الله الذي يعمل من خلالهم إن أتاحوا له ذلك. لذا على هؤلاء القادة، إن كانوا محبين حقا لبلدهم وأوفياء لشعبهم، أن يتوكلوا على الله ويعتنقوا المحبة والتواضع والصدق والأمانة واحترام الآخر، وأن يتحلقوا حول فكرة الدولة ويعملوا على بنائها واضعين نصب أعينهم خير لبنان وخلاصه، والرب القادر على كل شيء يوفقهم ويمنحهم سؤل قلبهم. فلنتكل على الرب في كل شيء، وهو يدبر لنا الأفضل".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: کل شیء
إقرأ أيضاً:
أربيل يهود الأسيرة التي اشترطت إسرائيل الإفراج عنها لاستكمال عودة الغزيين للشمال
أربيل يهود إسرائيلية وُلدت عام 1995 في كيبوتس تير عوز. عملت مرشدة للفضاء والفلك في مجمع "غروبتك" التكنولوجي، وتقول حركة الجهاد الإسلامي إنها عملت عسكرية لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي. أسرتها المقاومة الفلسطينية بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
النشأة والمجال المهنيوُلدت أربيل يحيئيل يهود في يونيو/حزيران 1995 في كيبوتس نير عوز، ولديها شقيقان هما نيطاع ودوليف، الذي قُتل في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة.
أسس جدّاها الكيبوتس الذي يعيشون فيه، وهو من المستوطنات التعاونية التي تضم جماعة من المستوطنين الإسرائيليين يعيشون ويعملون معا ويتعاونون في الزراعة.
انتقل والدها إلى مدينة ريشون لتسيون الإسرائيلية، وعندما كبرت، غادرت الكيبوتس في رحلة إلى أميركا الجنوبية مع شريكها أريئيل كونو، الذي تعرفت عليه منذ طفولتها، ثم عادا لاحقا إلى إسرائيل.
بدأت "يهود" العمل مرشدة للفضاء والفلك في مجمع "غروبتك" التكنولوجي التابع لمجلس أشكول الإقليمي، واستمرت في عملها حتى أسرت في عملية طوفان الأقصى.
ووفقا لمصدر مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي، فإن "يهود" كانت عسكرية مدربة في برنامج الفضاء التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
الأسرأُسرت أربيل يهود في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 من داخل غرفة محصنة في منزلها بكيبوتس نير عوز، وأسر معها شريكها.
كما أسرت حركة المقااومة الإسلامية (حماس) شقيق شريكها ديفيد كونو وزوجته شارون أيلوني كونو وابنتيه التوأم اللتين أطلق سراحهما في اتفاق الهدنة الذي تم إبرامه في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
إعلانوظنّت العائلة أن شقيقها أسر معها، لكن عثرت وحدة "إيتان" (للبحث عن المفقودين) فيما بعد على جثته داخل المستوطنة.
وأكد الأسرى الذين كانوا لدى حماس وأطلق سراحهم في الصفقة الأولى من اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة، أن أربيل على قيد الحياة.
واتفقت حركة حماس مع إسرائيل على الإفراج عن أربيل وغيرها من المجندات الإسرائيليات مقابل الإفراج عن أسرى فلسيطينيين، في اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 15 يناير/كانون الثاني 2025.
لكنها لم تكن من المفرج عنهن في المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى، فقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لن تسمح بعودة سكان غزة إلى مناطق الشمال حتى يتم ترتيب الإفراج عنها.
وفي المقابل، قال مصدر قيادي من حركة حماس في غزة للجزيرة إن المقاومة أبلغت الوسطاء أن الأسيرة "يهود" على قيد الحياة وسيتم الإفراج عنها يوم السبت الأول من فبراير/شباط 2025.
وقال مصدر مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي للجزيرة إن "يهود" أسيرة لدى سرايا القدس بصفتها عسكرية، مؤكدا أنها مدربة في برنامج الفضاء التابع لجيش الاحتلال.
وأضافت حركة الجهاد أنه سيتم الإفراج عن "يهود" ضمن شروط صفقة التبادل المتفق عليها، وحملت الحكومة الإسرائيلية مسؤولية أي عرقلة للاتفاق.