ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس الياس عودة، قداسا في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.

بعد الإنجيل قال في عظته: "سمعنا في إنجيل اليوم حادثة إكثار الخبز والسمك وإشباع الجموع. بدأ الرب كرازته، بحسب الإنجيلي متى، مباشرة بعد تجربة إبليس له. نجده بعد ذلك واعظا على الجبل، ثم نقرأ عن معجزاته وعن دعوته لبعض تلاميذه، وإرساله إياهم للبشارة.

بعد ذلك، تبدأ مواجهة الرب لفساد الفريسيين والكتبة، وبدء تآمرهم على قتله، وصولا إلى اتباع الشعب يسوع والبحث عنه لسماع أمثاله التعليمية وطلب الشفاء لمرضاهم".

أضاف: "نقرأ في الإصحاح الرابع عشر من متى حادثة قتل النبي يوحنا المعمدان، بعدها يأخذنا الإنجيلي إلى معجزة إشباع الجموع. فبعدما لحقت الجموع الرب يسوع من مدينة إلى أخرى ومن شاطئ إلى آخر «تحنن عليهم وأبرأ مرضاهم» (مت 14: 14). في آخر اليوم، تقدم التلاميذ إلى معلمهم طالبين أن يصرف الجموع كي يستطيعوا إيجاد ما يأكلونه قبل أن يدركهم الظلام في طريق عودتهم. يدلنا هذا الحوار على المدة الزمنية الطويلة التي قضاها الجمع مع الرب منتظرين مع مرضاهم. طلب الرب يسوع من تلاميذه أن يطعموا الجموع عوض صرفهم. طبعا، كان الرب يعلم أن عدد تابعيه كبير، وربما كان طلب إطعامهم غريبا بالنسبة لتلاميذه لأنهم لم يعتادوا على مثل هذه الطلب ولم يكونوا جاهزين. لذلك أجابوه أن ما لديهم لا يكفي، إذ معهم خمسة أرغفة وسمكتان فقط، أي ما يطعم عددا قليلا، وربما احتفظوا بها لتقديمها للرب نفسه. حينئذ، طلب منهم الرب أن يقدموا له الخبز والسمك، وطلب من الجموع أن يتكئوا على العشب، وأن يتحضروا للطعام. توقع التلاميذ أن يصرف الرب الجموع، لكنه أمرهم أن يستعدوا للأكل. حينئذ «أخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره إلى السماء وبارك وكسر وأعطى الأرغفة للتلاميذ والتلاميذ للجموع. فأكل الجميع وشبعوا» (مت 14: 19-20)."

وتابع: "حادثة إشباع الجموع هي إحدى الحوادث التي ترد عند الإنجيليين الأربعة (مت 14؛ مر 6؛ لو 9؛ يو 6). تقدم لنا الكنيسة، عبر قراءة هذا المقطع الإنجيلي، عدة دروس. الدرس الأول أن من يكون مع الرب يجب ألا يقلق من أي شيء. نقرأ في سفر المزامير: «ألق على الرب همك فهو يعولك» (مز 55: 22). الرب يعرف ما نحن بحاجة إليه وقد قال: «لا تطلبوا أنتم ما تأكلون وما تشربون ولا تقلقوا... أبوكم يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه. بل أطلبوا ملكوت الله وهذه كلها تزاد لكم» (لو 12: 29-31). علينا أن نطلب ملكوت الله، أي أن نكون معه، وعندما نكون معه بكليتنا يعطينا ما نحتاج إليه حتى من دون أن نسأل".

وقال: "الدرس الثاني الذي تقدمه لنا الكنيسة هو أن الرب كريم بما يفوق قدرتنا على الفهم. لم يطعم الرب الجموع وحسب، بل «أكل الجميع وشبعوا، ثم رفعوا ما فضل من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوءة» (مت 14: 20). من يثبت مع الرب، ينال أكثر مما يحتاج وليس فقط حاجته. نقرأ في العهد القديم أن الرب أمطر للشعب خبزا في الصحراء، وأمرهم أن يأخذ كل منهم كل يوم حسب حاجته، لكنهم «التقطوا فمنهم من أكثر ومنهم من أقل. ثم كالوه بالعمر فالمكثر لم يفضل له والمقل لم ينقص عنه فكان كل واحد قد التقط على قدر أكله» (خر 16: 17-18)، وكل ما كان يفضل من المن إلى اليوم التالي كان ينتن. أما في العهد الجديد، فكل ما فضل قد تم رفعه ليكون بركة للآكلين. يكمن الدرس الثالث في الكمية القليلة من الخبز والسمك التي قدمها التلاميذ مقابل الكمية العظيمة التي خلقها الرب يسوع. كأن الرب يقول لنا إننا مهما ظننا أن ما نملكه من عطاياه قليل هو عظيم ويستطيع أن يكون مادة لفعل المستحيل. علينا فقط أن نسمع كلامه ونؤمن به".

أضاف: "تذكرنا الكنيسة، من خلال هذا المقطع الإنجيلي، أن علينا أن نطلب الله ونكون معه. إذا طلبنا المعجزات، فهو الذي يجترحها، وإذا طلبنا حكمة وتعليما فإن الحكمة من لدنه. حتى ولو كان طلبنا طعاما وشرابا، فكل شيء من خيره. لذلك على أبناء هذا البلد أن يضعوا رجاءهم على الرب وأن يثقوا أنه قادر على كل شيء، وأن «ما لا يستطاع عند الناس مستطاع عند الله» (لو 19: 27)".

وختم: "بلدنا لن ينجو من محنته بقدرة قادته بل بمشيئة الله الذي يعمل من خلالهم إن أتاحوا له ذلك. لذا على هؤلاء القادة، إن كانوا محبين حقا لبلدهم وأوفياء لشعبهم، أن يتوكلوا على الله ويعتنقوا المحبة والتواضع والصدق والأمانة واحترام الآخر، وأن يتحلقوا حول فكرة الدولة ويعملوا على بنائها واضعين نصب أعينهم خير لبنان وخلاصه، والرب القادر على كل شيء يوفقهم ويمنحهم سؤل قلبهم. فلنتكل على الرب في كل شيء، وهو يدبر لنا الأفضل".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: کل شیء

إقرأ أيضاً:

شاب ينجو من حادث مروّع بسبب رقصه وقفزه من أعلى السيارة .. فيديو

خاص

في لحظة مُريبة تحبس الأنفاس، نجا شاب من حادث محقق كاد أن يفقده حياته بسبب تهوره على أحد الطرقات .

وظهر الشاب في مقطع فيديو وهو يقفز من أعلى السيارة على الطريق قبل أن تنقذه سرعة بديهته عندما وجد نفسه أمام سيارة مسرعة على الطريق .

وسمع في المقطع فزعة سائق سيارة النقل وهو يقوم بتنبيه الشاب بصوتٍ عالٍ حتى تمكن الشاب من القفز مرة ثانية لينجو من الحادث بأعجوبة .

ولقى المقطع تفاعلاً واسعًا من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث علّق أحدهم قائلاً:” غلطة واحدة كانت كفيلة توديه القبر .

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2024/11/فيديو-طولي-189.mp4

مقالات مشابهة

  • شاب ينجو من حادث مروّع بسبب رقصه وقفزه من أعلى السيارة .. فيديو
  • ناطق الحكومة: موقف بلدنا باستهداف حاملات الطائرات يجسد ارادة الشعب
  • صلاة من أجل السلام في لبنان بذكرى الاستقلال في جامعة الروح القدس
  • رئيس الطائفة الإنجيلية ينعى الشيخ نعيم عاطف شيخ كنيسة قصر الدوبارة
  • سائح ينجو من مصير مجهول فى جبال البيرو بفضل كلب … فيديو
  • الخارجية: سورية تطالب جميع دول العالم بالقيام بواجبها الإنساني واتخاذها موقفاً حازماً لإيقاف المجازر المتسلسلة التي يرتكبها كيان الاحتلال في المنطقة ومحاسبة قادته على جرائمهم وعدوانهم وضمان عدم إفلاتهم من العقاب
  • عودة سداسي الأهلي الدولي ويحيي عطية الله ينتظم في مران اليوم
  • في ذكرى تجليسه الـ12.. البابا تواضروس الثاني رائد العمل الرعوي في الكنيسة القبطية
  • ترامب يختار جراحًا أمريكيًا مسلمًا لتولي إدارة مراكز الرعاية والخدمات الصحية
  • ترامب يختار محمد أوز لإدارة مراكز الرعاية والخدمات الصحية