في العاشر من آب/ أغسطس الجاري؛ أعلنت مجموعة من الأحزاب والقوى والشخصيات اليسارية المصرية (ناصرية وشيوعية) تحالفا سياسيا باسم الجبهة الشعبية للعدالة الاجتماعية، وهو تحالف يقوم على المشتركات بين هذه القوى في مجالات العدالة الاجتماعية والتنمية المستقلة، ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، ورغم أن الأحزاب التي شاركت في التأسيس (الكرامة، الاشتراكي، العيش والحرية، الناصري، الشيوعي، الوفاق القومي، التحالف الشعبي الاشتراكي) لا تمثل كل الطيف اليساري إذ يغيب عنها حزب التجمع؛ أقدم الأحزاب اليسارية الرسمية، كما تغيب عنها حركة الاشتراكيين الثوريين، إلا أنه في ظاهره صار عنوانا لقوى اليسار رغم عدم امتلاكه تمثيلا برلمانيا أيضا.



سبق هذه الجبهة اليسارية تأسيس مظلة للتيار الليبرالي باسم التيار الحر، قادها السياسي والحقوقي المصري هشام قاسم وضمت عددا قليلا أيضا من الأحزاب الليبرالية عند تأسيسها في 26 حزيران/ يونيو 2023، لكنها ما لبثت أن تفككت، خاصة بعد اعتقال منظرها هشام قاسم، والذي يئس أيضا من استكمال الفكرة عقب خروجه من السجن، بسبب وجود تباينات في مواقف أعضاء هذا التيار.

في ظل هذا الانسداد السياسي تحاول بعض القوى السياسية إيجاد ثقب ولو صغير في هذا الجدار، استعدادا للانتخابات البرلمانية بعد عام
الحركة المدنية الديمقراطية التي تأسست في العام 2017، والتي مثلت الجناح المعارض في معسكر 30 حزيران/ يونيو بجناحيه اليساري والليبرالي، تتعرض حاليا لهزات كبيرة تنبئ بانفجارها قريبا، قبل أو أثناء التحضير للانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث قررت الحركة خوض الانتخابات بقائمة موحدة مستقلة، بعيدا عن تحالف حزب السلطة (مستقبل وطن)، وهو التحالف الذي خاضت بعض أحزاب الحركة الانتخابات ضمنه في الانتخابات الماضية، وحصلت من خلاله على عدد من المقاعد البرلمانية في غرفتي البرلمان (النواب والشيوخ)، بينما لا يزال بعض أحزاب الحركة مقتنعا بضرورة الاستمرار في تحالف السلطة -التي يعارضها- حتى يضمن نوابا في البرلمان المقبل.

حاولت الحركة أن تقدم نفسها باعتبارها ممثلة للقوى المدنية غير الإسلامية، وقد ضمت بالفعل 12 حزبا وعددا كبيرا من الشخصيات العامة التي تنتمي تنظيميا لتلك الأحزاب أو تحمل فكرها فقط، ولكن الحركة استبعدت مبكرا قوى وشخصيات غير إسلامية مهمة، مثل حركتي 6 أبريل الليبرالية، والاشتراكيين الثوريين اليسارية.

ورغم أن الحركة مثلت ولا تزال جزءا من معسكر 30 يونيو، إلا أنها تعرضت لبعض المضايقات التي كان أشهرها اقتحام بلطجية تابعين للسلطة حفل إفطار رمضاني نظمته في العام 2018، وتحطيم طاولاته، والاعتداء البدني على المدعوين، كما تعرض عدد من وجوهها البارزة للحبس والمطاردة، مثل أول متحدث باسمها المهندس يحيي حسين عبد الهادي (الحبيس حاليا)، والسفير معصوم مرزوق، وآخرين. كما ترفض السلطة منح تراخيص لفعاليات الحركة فتضطر لعقدها داخل مقرات بعض أحزابها، ولمواجهة خطر انقسام هددها في الفترة الماضية بسبب اتهام التيار الناصري بالهيمنة عليها، فقد تم اختيار رئيسة حزب ليبرالي (رئيسة حزب الدستور جميلة إسماعيل) لرئاسة الحركة، كما تم اختيار أمين عام لها ليبرالي أيضا، ومع ذلك لا تزال الخلافات قائمة داخل الحركة بين الطرفين الليبرالي واليساري، وغالبا ستنفجر قريبا بسبب الموقف من الانتخابات البرلمانية المقبلة، وسيكون البديل لذلك هو تأسيس تحالفات واضحة لليسار كما حدث مؤخرا، ولليبراليين كما هو متوقع.

لا يسمح النظام المصري بحرية العمل السياسي الحقيقي حتى لمن كانوا ضمن داعمي انقلابه، ناهيك عن إقصائه التام للإخوان وحلفائهم لأنه لا يؤمن بالسياسة أصلا، وقد أكد السيسي مرات عدة أنه ليس "سياسيا"، وهو كذلك فعلا، إذ أنه لم يمر بعمل سياسي خلال مراحل تعليمه المختلفة، أو بعد تخرجه، كونه قضى وقته في الدراسة والممارسة العسكرية، وذلك خلافا للضباط الأحرار الذين قادوا انقلاب/ثورة 1952، والذين كانوا في غالبهم ناشطون في تنظيمات سياسية إخوانية أو يسارية أو ليبرالية أثناء خدمتهم العسكرية.

في ظل حالة الانسداد السياسي الراهنة لم تستطع الأحزاب المعارضة في الداخل تشكيل تحالفات في الانتخابات النيابية منذ العام 2014، باستثناء تشكيل ما عُرف بتكتل 25-30 والذي تم بين نواب فائزين عقب الانتخابات وليس قبلها، ولكن حين حاولت بعض القوى تشكيل ما سمي بتحالف الأمل لخوض الانتخابات النيابية أواخر 2020 فقد اعتبرت السلطات هذا التحالف كيانا إرهابيا، واعتقلت مؤسسيه ومنهم النائب السابق زياد العليمي والصحفيين هشام فؤاد وحسام مؤنس. وتكرر المشهد ذاته مع مساعي النائب السابق أحمد طنطاوي للترشح للانتخابات الرئاسية الماضية، حيث لفقت له ولأنصاره تهمة تزوير توكيلات، وحكمت عليه وأنصاره بالحبس أيضا. ولا ننسى أيضا ما حدث مع الفريق سامي عنان الذي أبدى رغبته في الترشح في الانتخابات الرئاسية عام 2018 فتم منعه، وحبسه، وحبس قادة حملته، وما حدث مع الفريق أحمد شفيق أيضا، والذي تم جلبه من الإمارات وفرض إقامة جبرية عليه في القاهرة.

في ظل هذا الانسداد السياسي تحاول بعض القوى السياسية إيجاد ثقب ولو صغير في هذا الجدار، استعدادا للانتخابات البرلمانية بعد عام، وضمن هذه الاستعدادات إعلانُ الحركة المدنية عن خوضها بقائمة موحدة، وهو ما رفضه حزب الإصلاح والتنمية، علما أن حزبين آخرين عضوين في الحركة (المصري الديمقراطي، والعدل) سبق أن جمدا نشاطهما بها بسبب موقفها في الانتخابات الرئاسية الماضية، ورفضها دعم المرشح فريد زهران، العضو القيادي بالحركة. كان الموقف الموحد لكل هذه القوى (الليبرالية واليسارية) ضد الإخوان المسلمين، وخشيتهم من عودة الجماعة للحكم هو الهاجس المشترك لهم جميعا، وقد ذابت خلافاتهم الأيديولوجية في مواجهة هذا الخطر، وحين يحدث التمايز الآن بين ما هو يساري وما هو ليبرالي، ناهيك عما هو إسلامي، فإن ذلك قد يتيح فرصة أفضل لهذه التيارات للحوار والتحالفات على هدى وبصيرةومن ضمن الاستعدادات أيضا تأسيس التحالف اليساري الذي أشرنا إليه، وقد تعمدت بعض الأحزاب الليبرالية تأسيس تحالف جديد، كما ستستمر بعض الأحزاب المعارضة في ركوب قاطرة ما يسمى بالقائمة الوطنية الموحدة التي تشكلها الأجهزة الأمنية تحت مظلة حزب السلطة (مستقبل وطن).

إقدام بعض الأحزاب اليسارية على تأسيس تحالف سياسي، وليس فقط انتخابيا بينها قد يكون خطوة مهمة لتطوير الحياة الحزبية في مصر، وإعادة الفرز، وقد يشجع القوى الليبرالية أو بعضها على التحالف أيضا، فقد كانت الصورة ضبابية طيلة السنوات الماضية لا تُعرف خلالها الأحزاب الليبرالية من اليسارية، وكان غريبا أن تجد شخصا شيوعيا أو ناصريا يرأس أو يشارك في قيادة حزب ليبرالي.

لقد كان الموقف الموحد لكل هذه القوى (الليبرالية واليسارية) ضد الإخوان المسلمين، وخشيتهم من عودة الجماعة للحكم هو الهاجس المشترك لهم جميعا، وقد ذابت خلافاتهم الأيديولوجية في مواجهة هذا الخطر، وحين يحدث التمايز الآن بين ما هو يساري وما هو ليبرالي، ناهيك عما هو إسلامي، فإن ذلك قد يتيح فرصة أفضل لهذه التيارات للحوار والتحالفات على هدى وبصيرة، فقد يجد الليبراليون أنفسهم قريبين من الإسلاميين وبعيدين في الوقت نفسه من الناصريين في الموقف من الحكم العسكري، والموقف من القطاع الخاص، وقد يرى الإسلاميون أن اليسار والناصريين أقرب لهم في رفض سياسات التبعية للغرب، ورفض التطبيع، وهكذا تتشكل مواقف جديدة بعيدا عن حالة الاستقطاب الحدي الذي صبغ الحياة السياسية عقب ثورة يناير وحتى الآن.

x.com/kotbelaraby

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الأحزاب اليسارية المصرية تحالفات مصر اليسار أحزاب تحالفات الليبراليين مقالات مقالات مقالات صحافة مقالات سياسة تكنولوجيا سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الانتخابات

إقرأ أيضاً:

اتهامات بالإقصاء من الانتخابات الطلابية.. هل فقدت الجامعات المصرية صوتها؟

تشهد الجامعات المصرية انتخابات الاتحادات الطلابية للعام الدراسي 2024/2025، حيث تم فتح باب الترشح 14 تشرين الثاني / نوفمبر الجاري، بينما تم إعلان الكشوف المبدئية الأحد الماضي. والاثنين، خصص لتلقي الطعون على قوائم المرشحين.

وضمن جدول زمني أقره وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري، الدكتور أيمن عاشور، يشمل عدة محطات، منها بدء الدعاية الانتخابية في 21 تشرين الثاني / نوفمبر، وإجراء الجولة الأولى في 24 من الشهر ذاته، ثم اختتام العملية الانتخابية بانتخاب رؤساء ونواب الاتحادات الجامعية في 28 تشرين الثاني / نوفمبر الجاري.

اتهامات بالإقصاء واستبعاد المرشحين
رغم الإعلان الرسمي عن انطلاق الانتخابات، تعالت أصوات طلابية تتهم إدارات الجامعات بالإقصاء الممنهج للطلاب المستقلين لصالح "طلاب من أجل مصر"، الكيان الذي يُنظر إليه باعتباره ممثلاً للنظام الحاكم داخل الجامعات.

تشير الطلاب إلى أن العقبات بدأت منذ البداية، حيث فُتح باب الترشح لمدة خمس ساعات فقط، في وقت يتزامن مع امتحانات الطلاب، علاوة على ذلك، تضاربت تصريحات مكاتب رعاية الشباب بشأن متطلبات الترشح، مع امتناع بعضها عن تسليم استمارات الترشح أو تعمد تأخير الإجراءات بحجة أعطال تقنية. في بعض الحالات، أُبلغ الطلاب بقرارات مسبقة بفوز قوائم "طلاب من أجل مصر" بالتزكية، وهو ما يثير تساؤلات حول نزاهة العملية الانتخابية.

وتتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تشير إلى منع الطلاب من التقديم والتعنت الرسمي لمنعهم من الترشح بانتخابات اتحاد الطلاب، لصالح قوائم "طلاب من أجل مصر" المدعومة من الدولة، بتسليم جدول الانتخابات لمرشحيها فقط، وعرقلة قبول أوراق ترشح بقية الطلبة وتوقف نظام دفع رسوم إتمام الترشح.

يوم حزين في تاريخ الحركة الطلابية

محدش أتسمح ليه "يقدم" للترشح في انتخابات اتحاد الطلبة غير طلاب من اجل مصر في الجامعات.
عدينا مرحلة الشطب من جدول المرشحين ووصلنا لمرحلة منع الترشح من بابه. pic.twitter.com/hq8k47jLZm — Hossam Mahmoud (@hossammahmoud_) November 14, 2024
السيسي يسيطر على انتخابات الجامعات عبر "طلاب من أجل مصر".. كيف يتم تهميش اتحادات الطلاب؟ pic.twitter.com/3WpEODDTlb — شبكة رصد (@RassdNewsN) November 17, 2024


واقع وشروط الانتخابات 2024/2025
في خطوة أثارت استياء العديد من الطلاب، أعلنت وزارة التعليم العالي أن التصويت في الانتخابات الطلابية مشروط بسداد الرسوم الدراسية، مع التأكيد على عدم استخدام الشعارات الدينية أو الحزبية، يرى مراقبون أن هذه الخطوات، بجانب الاتهامات بالإقصاء، تهدف إلى السيطرة على الحراك الطلابي ومنع ظهور معارضة داخل الجامعات.

وشهدت شروط الترشح لانتخابات الاتحادات الطلابية بالجامعات المصرية للعام الدراسي 2024/2025 العديد من القيود التي أثارت جدلاً واسعاً بين الأوساط الطلابية.

فوفقاً للوائح التنظيمية، يُشترط أن يكون الطالب المرشح "مستجداً في فرقته"، وأن يكون له نشاط طلابي موثق، إضافة إلى شرط حسن السيرة والسلوك.

كما تمنع الشروط أي طالب سبق توقيع جزاء تأديبي عليه أو صدر بحقه حكم جنائي مخل بالشرف، إلا إذا رُدّ إليه اعتباره، واللافت هذا العام هو تشديد الإجراءات المتعلقة بسداد الرسوم الدراسية، حيث لا يُسمح لأي طالب بالإدلاء بصوته أو الترشح ما لم يكن مسدداً للرسوم بالكامل، كذلك، حُظر استخدام الشعارات الدينية أو الحزبية أو الفئوية، وهو ما اعتبره البعض تضييقاً على حرية التعبير وتقييداً للحراك الطلابي المستقل.

وتبدو هذه الشروط، في ظاهرها تنظيمية، قوبلت بانتقادات واسعة باعتبارها أداة لإقصاء الطلاب المستقلين وتوجيه العملية الانتخابية نحو مسار محدد مسبقاً يخدم مصالح جهات بعينها.

**الأمن يُمكِّن "طلاب من أجل مصر" من اتحادات طلبة الجامعات.. هنا يجري تفريخ "الدولجية"**

- إمبارح نشر موقع "مدى مصر" خبر نقل فيه شكوى عدد كبير من طلاب الجامعات المصرية من تعنت رسمي ضدهم لمنعهم من الترشح في انتخابات الاتحادات الطلابية في الجامعات، لصالح قوائم "طلاب من أجل مصر"،… pic.twitter.com/ZELZ54QKYn — الموقف المصري (@AlmasryAlmawkef) November 17, 2024


الحركة الطلابية المصرية
شهدت الحركة الطلابية المصرية تحولات جذرية في دورها وممارساتها على مدار العقدين الماضيين، حيث لعبت الجامعات دوراً محورياً في تشكيل الوعي السياسي والاجتماعي لدى الشباب، وتباين هذا الدور بشكل كبير بين مرحلة ما قبل ثورة "25 يناير 2011"، وما بعدها، وصولاً إلى الوضع الراهن في انتخابات العام الدراسي 2024/2025.

ما قبل 2011
قبل الثورة، خضعت الحركات الطلابية لرقابة مشددة من الأجهزة الأمنية، مما حدّ من نشاطها السياسي داخل الجامعات، وكانت الانتخابات الطلابية تُدار بما يضمن هيمنة الموالين للنظام على الاتحادات، بينما اقتصرت الأنشطة الطلابية على الفعاليات الثقافية والاجتماعية ذات الطابع غير السياسي، مع منع أي أنشطة تعبر عن مطالب سياسية أو اجتماعية حقيقية، وفي كثير من الأحيان، كانت الانتخابات تلغى أو تدار بطريقة تضمن السيطرة الكاملة للإدارات الجامعية على العمل الطلابي.

ما بعد ثورة 25 يناير 2011

مع انطلاق الثورة، أصبحت الجامعات منبراً للحراك الثوري والمطالب الوطنية، وشهدت انتخابات الاتحادات الطلابية انفتاحاً غير مسبوق، حيث شاركت تيارات سياسية متنوعة ومستقلون في العملية الانتخابية بحرية.

ولعب الطلاب دوراً محورياً في دعم مطالب الثورة من حرية وعدالة اجتماعية، ونُظمت فعاليات وحملات داخل الجامعات للتعبير عن آراء الشباب بشأن القضايا الوطنية والإصلاحات السياسية. عكست اتحادات الطلاب في تلك المرحلة التنوع الحقيقي داخل الجامعات، ما أضفى على النشاط الطلابي زخماً وحيوية.

ما بعد 2013
مع تغير المشهد السياسي بعد أحداث "30 يونيو 2013"، شهدت الحركة الطلابية تضييقاً واسعاً، وأصبحت الجامعات تخضع لرقابة مشددة من جديد، وتوقفت الانتخابات الطلابية لعامين متتاليين، وخضعت اللوائح لتعديلات تهدف إلى التحكم في العملية الانتخابية.

وأبرز تلك التعديلات تضمنت شروطاً تقيد الترشح، مثل اشتراط "النشاط الطلابي الموثق" و"عدم الانتماء إلى أي جماعة أو كيان إرهابي"، كما ألغيت الاتحادات الطلابية على المستوى القومي، ما حدّ من قدرة الطلاب على التنسيق والعمل الجماعي.

فى لقاء رؤساء اتحاد طلاب #مصر مع الرئيس #مرسى..
رئيس اتحاد طلاب #حلوان (تيار شعبي) قال للرئيس بحده هناك طلاب معتقلين والداخلية عادة اسوء، غضب الرئيس وقال مفيش حاجه اسمها اعتقال.. كلفني الرئيس حينها بالبحث فى الموضوع والتواصل معه مباشرة فكانت النتيجة لايوجد طالب معتقل.. هكذا كنا???? pic.twitter.com/a7ID5JlI9V — أحمد البقري (@AhmedElbaqry) June 15, 2020


طلاب من أجل مصر.. تنظيم طلابي مهيمن
ومع التضيق على النشاط الطلابي شهدت الجامعات المصرية في السنوات الأخيرة صعود تنظيم "طلاب من أجل مصر" كأحد أبرز الكيانات الطلابية التي تلعب دوراً مركزياً في المشهد الجامعي.

أسس التنظيم عام 2017 تحت رعاية مباشرة من إدارات الجامعات ووزارة التعليم العالي، بهدف "تطوير العمل الطلابي"، لكنه سرعان ما تحول إلى أداة سياسية ذات توجه واضح لدعم النظام الحاكم.

النشأة والتأسيس
أُطلقت مبادرة "طلاب من أجل مصر" في جامعة القاهرة خلال فعالية بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر عام 2017، ورغم عدم مشاركتها في انتخابات ذلك العام، إلا أن التنظيم بدأ السيطرة على انتخابات الاتحادات الطلابية في الأعوام التالية.

وانطلق التنظيم بشعار "لا للسياسة داخل الجامعات"، لكنه في الواقع ارتبط بشكل مباشر بحزب "مستقبل وطن"، الذراع السياسية للحكومة، والذي يهيمن على البرلمان المصري.

الأهداف والأنشطة
يركز تنظيم "طلاب من أجل مصر" على تعزيز الولاء للنظام من خلال تنظيم أنشطة ثقافية واجتماعية، وإقامة ندوات وبرامج تدريبية داخل الجامعات، كما يلعب التنظيم دوراً سياسياً غير معلن عبر تنظيم حملات دعائية للمواقف الرسمية.

وكان من أبرز الفاعليات تنظيم فعاليات لدعم التعديلات الدستورية عام 2019 التي سمحت لرئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي بالبقاء في السلطة حتى 2030، وحشد الطلاب للمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية كوسيلة لإظهار دعم شعبي واسع للنظام.


السيطرة على الانتخابات الطلابية
تحولت انتخابات الاتحادات الطلابية إلى ساحة مغلقة تسيطر عليها "طلاب من أجل مصر"، بدعم واضح من إدارات الجامعات، وتوجه العملية الانتخابية بحيث تضمن نجاح قوائم التنظيم بالتزكية في العديد من الكليات والجامعات.

النقد والمخاوف
تعرض تيار من أجل مصر لشكاوى عده من الطلاب المستقلين الذين اوضحوا أن هناك أساليب تضييق تمارس بحقهم، مثل عدم توفير المعلومات الكافية عن متطلبات الترشح، ومنع تسليم أوراق الترشح بحجج إدارية واهية، واستبعاد المرشحين غير المنتمين للتنظيم من الكشوف النهائية.

ويرى العديد من الطلاب والمراقبين أن التنظيم يمثل آلية للسيطرة على العمل الطلابي وإقصاء أي أصوات معارضة، أشار البعض إلى أن نشاطه يهدف إلى القضاء على الروح الثورية التي ميزت الجامعات بعد 2011، وتحويلها إلى ساحات خالية من الحراك السياسي الحر.

في ظل هذه الهيمنة، يخشى المجتمع من تراجع الأمل في عودة العمل الطلابي كرافد حقيقي للتغيير أو التعبير عن تطلعات الشباب، مما يعكس واقعاً جديداً للحركة الطلابية في مصر، يخضع فيه العمل الطلابي لمعادلات السلطة بدلاً من أن يكون صوتاً مستقلاً للشباب.

طلاب الجامعات يشتكون من التعنت الرسمي لمنعهم من الترشح بانتخابات اتحاد الطلاب، لصالح قوائم «طلاب من أجل مصر» المدعومة من الدولة، بتسليم جدول الانتخابات لمرشحيها فقط، وعرقلة قبول أوراق ترشح بقية الطلبة وتوقف نظام دفع رسوم إتمام الترشح
شارك معنا عبر هاشتاج #لازم_يمشى كما يمكنكم… pic.twitter.com/cwm15uOWuA — حزب تكنوقراط مصر (@egy_technocrats) November 18, 2024
عصابة السيسي خايفة من ثورة #طلاب_الجامعة
والأمن الوطني شغال تزبيط في انتخابات #اتحاد_الطلاب
ومنع عموم الطلاب من الترشح بتسليم جدول الانتخابات وأوراق الترشيح للطلاب التابعين له فقط تحت اسم «طلاب من أجل مصر» وكمان تم وقف نظام دفع رسوم إتمام الترشح#ارحل_باسيسي pic.twitter.com/0Q894bIStJ — تيم المرابطون ✊ (@morabetoooon) November 17, 2024

مقالات مشابهة

  • السنغال.. الحزب الحاكم يضمن الأغلبية في البرلمان
  • تحالف الأحزاب المصرية يرحب بإصدار الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وجالانت
  • تحالف الأحزاب المصرية يواصل التأكيد على موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية
  • تحالف الأحزاب المصرية: مواجهة الشائعات مسؤولية «جماعية» لوقف مخططات زعزعة الأمن
  • واشنطن تعتبر زعيم المعارضة أوروتيا رئيسا لفنزويلا وكراكاس تندد
  • واشنطن تعترف بالمعارض أوروتيا رئيسا منتخبا لفنزويلا.. كيف علقت كراكاس؟
  • زعيم المعارضة في صوماليلاند سيرو يفوز في الانتخابات الرئاسية
  • محاربة الشائعات ومساندة القيادة السياسية تتصدران اجتماع تحالف الأحزاب المصرية
  • اتهامات بالإقصاء من الانتخابات الطلابية.. هل فقدت الجامعات المصرية صوتها؟
  • نصية: عدم مشاركة الأحزاب في الانتخابات البلدية مؤشر سلبي على ضعف تأثيرها في المجتمع