ضعف ردود الفعل بالضفة تفتح شهية الاحتلال لمزيد من الاعتداءات بحقها وبغزة
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
رام الله - خاص صفا
وقفات واحتجاجات .. مسيرات سلمية وإضرابات تجارية، هذا حال الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من أكتوبر، في ظل ما يتعرض له قطاع غزة من حرب إبادة ومئات المجازر.
ورغم نمو حالة المقاومة المسلحة في بعض مناطق شمال الضفة، إلا أن غالبية محافظاتها لم ترق في تحركاتها إلى الحد الأدنى، حتى في التضامن والمساندة مما يعانيه أهالي قطاع غزة، حتى أن بعض المحافظات شابها الصمت والسكوت كما لو أنها ليست محافظة فلسطينية.
وعن ذلك، يقول الكاتب محمد القيق لـ"صفا" إن الضفة الغربية كونها العمق الاستراتيجي والاجتماعي الفلسطيني والعمق الاستراتيجي الأمني الإسرائيلي هي المحطة المهمة، وهذا ما أكدته المقاومة بأن الضفة هي الخزام الثوري، وأن الاحتلال يعتبرها استراتيجية الأمن القومي الإسرائيلي وهي خاصرته الأمنية".
ويضيف القيق أنه وبين النظريتين هناك تسارع في تعامل الاحتلال مع الضفة سواء بخطط الضم والمصادرة أو تقسيم مناطق "ب" وضمها لإسرائيل، ما يعني أن كل ما يجري في الضفة هو مماثل لغزة، ولكن غزة بالجملة وأن الضفة بالحالة اليومية.
ويرى القيق أن موقف الفصائل في الضفة موقف ضعيف جدا، وأن موقف السلطة وصل إلى حد الصفر والسالب في التعامل مع المشهد القائم، وجاءت فكرة الإبادة في غزة لتفضح هذه الصيغة القائمة في الضفة.
ويتطرق الكاتب إلى أن ما يجري في غزة من إبادة جماعية وصمود للشعب ومقاومته هي فضح للمشهد والصيغة القائمة في الضفة، لأن الضفة كل يوم فيها مصادرة للأراضي وملاحقة وقتل وهدم للبيوت، ما يعني أن الأمر بات واضحا جدا في تشريد وطرد للفلسطينيين من الضفة، بالنظر إلى طرد للمقدسيين، إذ تم طرد 180 ألف مقدسي، وأصبحوا خلف الجدار.
ويقول "إن ما جرى في غزة لا يحتم فقط على الضفة أنها تتضامن مع غزة، فغزة لا تحتاج التضامن بقدر أنها تبعث برسائل للضفة تقول فيها انظروا لحالكم وماذا سيجري معكم، وحينها قرروا أن تتضامنوا مع أنفسكم قبل أن تتضامنوا معنا، وهذا هو بيت القصيد وهذا الذي لم يستعد له الكثير بما فيهم الفصائل، وهذا الذي تسعى له إسرائيل بالتسارع للسيطرة الشاملة".
ويشدد القيق على أن الضفة مطلوب منها الكثير، ولم ينجز منه شيء سوى شعارات وبيانات الفصائل، كأنها تتكئ على عدة مجموعة مسلحة أو بيانات.
ويرى القيق أن ما يجري في الضفة أمر مكلف جدا، ويعطي الاحتلال إشارة إغراء للبدء في مخطط شامل وواسع، إذا لم تتحرك لنفسها ولغزة.
تقاعس وتخريب
بدوره، يقول عضو التجمع الديمقراطي عمر عساف، إن المطلوب شعبيا تجاه ما يجري في قطاع غزة هو مطلوب منذ اليوم الأول للعدوان، والحقيقة أن الكل الفلسطيني والعالمين العربي والإسلامي لم يرتقوا في آدائهم إلى مستوى التحديات والتضحيات التي يقدمها أهل غزة.
ويضيف عساف في حديث لـ"صفا" أن المطلوب من الضفة هي المبادرة والمساندة، لأن من يستشهد ويدمر هم فلسطينيون، وأن وقفات الاحتجاج لا تكفي ولا تعكس حقيقة ما يجري في غزة.
ويرى عساف أن تخريبا طرأ على الضفة منذ 30 عاما، بسبب الاتفاقيات مع الاحتلال، ورغم تصاعد العمليات التي يقوم بها المقاومون، إلا أن الحراك الشعبي لم يصل للمستوى المطلوب.
ويشدد على ضرورة تحمل القوى والفصائل في الضفة مسؤولياتها تجاه ما يجري في غزة، ومطلوب نهوض شعبي وجماهيري وحراك على الأرض وعلى مدار الساعة لمواكبة حجم المجازر والجرائم في القطاع.
كما يشدد على ضرورة تحمل كل فرد مسؤوليته، إلى جانب حراك سياسي وشعبي، على جميع المستويات والصعد، لا أن تبقى الضفة متفرجه على حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال في غزة، وجميعها ضد المدنيين والنساء والأطفال، وقصف المنازل والخيم والمستشفيات.
لكنه يرى أن عوائق لا تزال تكبح الفعل على أرض الضفة، والتي تتمثل في التخريب على المقاومة والتنسيق الأمني والاعتقالات التي تقوم بها السلطة إلى جانب ما يقوم به الاحتلال.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: الضفة الغربية ردود الفعل ما یجری فی أن الضفة فی الضفة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يورط الضفة الغربية في جحيم صراع لم تشهده منذ 58 عامًا
في تصعيد غير مسبوق، تعيث قوات الاحتلال فسادًا في مدن الضفة الغربية، حيث لم تشهد المنطقة مثل هذا الوضع منذ نحو 58 عامًا، حيث أدت الاعتداءات الإسرائيلية إلى تهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين، بالإضافة إلى استشهاد وإصابة العديد من المواطنين.
عرضت قناة "القاهرة الإخبارية" تقريرًا تحت عنوان "الاحتلال يقحم الضفة الغربية في جحيم صراع لم تشهده منذ 58 عامًا"، والذي كشف النقاب عن مخطط الاحتلال الذي يهدف إلى تغيير الواقع الديموغرافي في المنطقة.
ومن خلال فترة زمنية لا تتجاوز ثلاثة أشهر، تمكن الاحتلال من تنفيذ مخططه الاستيطاني، حيث أفرغ المنطقة من سكانها الأصليين، ثم منح المستوطنين الضوء الأخضر للاستمرار في انتهاكاتهم العدوانية بحق الفلسطينيين.
وبحسب تقارير إعلامية، فقد دعا وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، المستوطنين في الضفة الغربية إلى تكثيف هجماتهم ضد الفلسطينيين. ووجه دعوته للمستوطنين بملاحقة المواطنين الفلسطينيين من أجل إجباريهم على مغادرة أراضيهم والنزوح منها.
و هذا التحريض يشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، ويتعرض له الفلسطينيون في كل جزء من أراضيهم المحتلة، مما لاقى إدانة دولية متزايدة.
ويشير المحللون إلى أن هذه الخطوات الإسرائيلية تهدف إلى فرض واقع جديد يقوم على تعزيز الاستيطان الإسرائيلي، ومحو الوجود الفلسطيني في المنطقة.
وفقًا لهذه الأهداف، يسعى الاحتلال إلى تغيير التركيبة السكانية للضفة الغربية بشكل كامل.
من الناحية العملية، يعد ما يحدث اليوم من أكبر عمليات التدمير والتهجير التي شهدتها الضفة الغربية منذ عام 1967.
فقد قامت القوات الإسرائيلية بإخلاء سكان مخيمات جنين وتل كارم ونور شمس، كما دمرت البنية التحتية للعديد من المناطق الفلسطينية بشكل متعمد. هذا التصعيد يشير إلى أن الاحتلال ماضٍ في تنفيذ مخططه الاستيطاني والتهجيري، بينما لا يزال الفلسطينيون يدافعون عن حقهم في الوجود على أرضهم.