قبل الموعد بثلاثة أيام .. رئيس وزراء باكستان يصدر توصية بحل البرلمان
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
قال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف اليوم إنه سيوصي الرئيس بحل البرلمان في ساعة متأخرة من مساء اليوم الأربعاء ، مما يمهد الطريق لإجراء انتخابات وطنية في الوقت الذي تكافح فيه البلاد أزمات سياسية واقتصادية.
ومن المقرر أن تنتهي ولاية البرلمان البالغة خمس سنوات في 12 أغسطس ، لكن سيتم حل البرلمان قبل انتهاء المدة بثلاثة أيام، بحسب وكالة رويترز الإخبارية.
وقال رئيس الوزراء أمام البرلمان "سوف أنصح الرئيس الليلة بحل البرلمان".
كما أنه سيبدأ مناقشات مع زعيم المعارضة يوم الخميس لاختيار اسم من قوائم المرشحين لكلا الجانبين لتعيينه كرئيس وزراء انتقالي.
يجب أن يصادق الرئيس الباكستاني عارف علوي على توصية شريف وأن تجري الانتخابات في غضون 90 يومًا تحت إشراف حكومة تصريف الأعمال.
ومع ذلك ، قد يتم تأجيل التصويت لعدة أشهر حيث من المقرر أن تبدأ لجنة الانتخابات في إعادة رسم مئات الدوائر بناءً على إحصاء جديد.
وقال محللون إن أي تأخير في الانتخابات قد يؤجج غضب الرأي العام ويزيد من حالة عدم اليقين في الدولة المسلحة نوويا.
وفاز في الانتخابات العامة الأخيرة في يوليو 2018 حزب رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان.
وكان خان في قلب الاضطرابات السياسية منذ إقالته من منصبه كرئيس للوزراء في اقتراع لسحب الثقة العام الماضي ، مما أثار مخاوف بشأن استقرار باكستان.
ومنذ ذلك الحين أدين وسجن في قضية فساد ، وبعد ذلك مُنع من المشاركة في أي انتخابات لمدة خمس سنوات.
واتهم خان الجيش الذي يحكم باكستان منذ الاستقلال عام 1947 ، بالمسؤولية عن الإطاحة به. ونفى الجيش التهمة.
تم استبدال خان بشريف ، الذي كان يكافح مع أزمة اقتصادية منهكة ومستويات تضخم عالية تاريخيا حيث نفذت الحكومة إصلاحات مؤلمة لتأمين التمويل من صندوق النقد الدولي.
بالإضافة إلى القضايا القانونية التي قد تطرأ إذا تأخر التصويت ، فإن الجانب الجانبي لخان ، الزعيم الأكثر شعبية في البلاد وفقًا لاستطلاعات الرأي ، سوف يلقي بظلال من الشك على مصداقية الانتخابات.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
الشهيد الصماد.. الرئيس الذي بقيت مسيرته نبراساً للأمة
سبع سنوات مرت على استشهاد الرئيس المجاهد صالح علي الصماد، سبع سنوات وذكراه لا تتلاشى، بل تتجدد، تزداد رسوخاً، تنبض في قلوب اليمنيين كأنها لم تغادر يوماً. ليس غريباً أن تضج مواقع التواصل الاجتماعي بالثناء والتقدير، فالشعب اليمني ليس شعباً ينسى، وليس أمة تجحد، إنه الشعب الذي يكتب الوفاء بمداد دمائه، والذي يرى في التضحية أعلى درجات المجد، لذلك يظل اسم الصماد محفورًا في ذاكرة الأجيال، رمزاً للعزة والكرامة، ورجلاً لم يكن رئيساً لجغرافيا، بل رئيساً للقلوب.
تولى الشهيد صالح الصماد قيادة اليمن في واحدة من أحلك مراحل التاريخ، حين كانت السماء تمطر ناراً، والأرض ترتجف تحت وطأة العدوان، لكنه لم يكن رجل إدارة في وقت الرخاء، بل كان قائدًا في زمن الأزمات، فارسًا في معركة البقاء. لم يتنصل من المسؤولية، لم يهرب، لم يبحث عن المنافع، بل وضع روحه درعاً للوطن، وقالها بوضوح: “يد تحمي ويد تبني”، كان يعلم أن بناء الدولة لا يتم تحت القصف، لكنه كان يؤمن أن اليمنيين إذا حملوا السلاح في يد، وحملوا معاول البناء في الأخرى، فلن يكون هناك مستحيل.
لم يكن الصماد داعية حرب، ولم يكن رجل صفقات، بل كان رجل مبدأ، طالب بالسلام، لكنه السلام الذي يحفظ الكرامة، لا السلام الذي يبيع الأرض والشرف. في 2017م، قالها صراحة أمام حكماء وعقلاء اليمن:”نحن مع السلام، لكن السلام المشرف، لا الاستسلام”.
لم يكن يخشى المواجهة، ولم يكن يخدع شعبه بوعود زائفة، بل وضع الحقيقة أمام الجميع، وقال بوضوح: “إن أرادوا السلام فنحن مع السلام، لكن إن استمر العدوان، فمن حقنا الدفاع عن أنفسنا بكل الوسائل المتاحة”.
هذه الكلمات ليست مجرد خطابات، بل كانت منهجاً لقائد لم ينحنِ، لم يتراجع، لم يساوم، لذلك كان استشهاده اغتيالاً للكرامة اليمنية، لكنه كان أيضاً ميلاداً لعهد جديد من العزة والصمود.
لم يكن اغتيال الشهيد الصماد جريمة عابرة، بل كان عنواناً للوحشية التي تمارسها قوى الطغيان وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل، ظنوا أنهم باغتياله سيطفئون نور المقاومة، لكنهم لم يدركوا أن القادة العظماء لا يموتون، بل يتحولون إلى رموز تتجذر في القلوب والعقول، إلى رايات لا تسقط، وإلى صوت لا يخفت.
كان احتشاد اليمنيين في ذكراه رسالة واضحة” أن: دماء الشهيد الصماد لن تسقط بالتقادم، والعدو سيدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً”، هذه ليست كلمات انتقام، بل حقائق التاريخ، فكل من تجرأ على كرامة هذا الشعب، وجد نفسه في النهاية مهزوماً، مدحوراً، مذلولاً أمام صمود لا يُكسر.
لم يكن الشهيد الصماد رجل سلطة، لم يكن يسعى لمجد شخصي، كان رجلاً من الناس، وبين الناس، عاش بسيطاً، ومات عظيمًا. لم يكن ثرياً بالمال، لكنه كان ثرياً بقيم المدرسة القرآنية، لم يكن يبحث عن كنوز الدنيا، لكنه ترك إرثاً أغلى من الذهب، إرثاً من العزة والوفاء.
حين أطلق مشروعه الوطني “يد تحمي ويد تبني”، لم يكن مجرد شعار سياسي، بل كان خارطة طريق، رؤية لبناء اليمن المستقل، اليمن الذي لا يكون تابعاً لأحد، لا شرقاً ولا غرباً، اليمن الذي يعتمد على نفسه، اليمن الذي يرفض أن يكون مجرد ورقة في يد المستعمرين.
ثلاثة مبادئ أساسية بنى عليها مشروعه:
الاستقلال الكامل – لا وصاية، لا تبعية، لا خضوع. المصالحة الوطنية – توحيد الصف، وإنهاء الخلافات الداخلية. الاعتماد على الذات – بناء اقتصاد قوي، وتقوية مؤسسات الدولة.هذه الرؤية لم تمت باستشهاده، بل أصبحت الأساس الذي تسير عليه اليمن اليوم، فالعدو لم ينجح في إسقاط اليمن، بل زاده قوة وصلابة، والصماد لم يكن فردًا، بل كان فكرة، والأفكار العظيمة لا تُقتل.
في الذكرى السابعة لاستشهاده، لا نقف عند الحزن، بل نقف عند الفخر، عند العهد المتجدد بأن اليمن لن يركع، لن يستسلم، لن يكون ولاية لأحد، ولن يكون ورقة تفاوض بيد الطغاة.
“الصماد لم يمت، بل عاد في كل مقاتل، في كل فلاح، في كل طالب، في كل أمٍّ تودّع ابنها إلى الجبهات، عاد في كل رجل يقول: لا للذل، نعم للكرامة”، رضوان الله وسلامه عليك يا صالح الصماد، كنت رئيساً لليمن، فصرت رئيساً للقلوب، وذكراك ستبقى خالدة، ما دام في اليمن رجالٌ يعرفون معنى العزة والكرامة