تونة الجبل وسر حب الدكتور طه حسين| تفاصيل
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
منطقة تونة الجبل بمركز ومدينة ملوي جنوب محافظة المنيا، هذا المكان الأثري والتاريخي المكان، اختاره الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي؛ ليكون استراحة أدبية له، وقام العالم الأثري سامي جبرة ببناء الإستراحة، وأعطاها للدكتور طه حسين كهدية، والدكتور طه حسين كتب في هذا المكان أغلب أعماله سواء الروائية أو الأدبية او الفكرية.
في التقرير التالي نتعرف سويا على سر حب وعشق الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي، لهذا المكان على وجه الخصوص ، فعالم الآثار سامي جبرة ، اكتشف في تلك المنطقة عدة كشوفات أثرية ، ولكن أهمها كان مقبرة (إيزادورا) ، وتروي القصة التاريخية ، أن تلك الفتاة عاشت في هذا المنطقة قبل 2000 سنة تقريبًا ، وارتبط قلبها بشاب اسمه حابي ، وكان يعمل ضابطا من حرس المدينة ، ولكن والدها الثري الذي كان في نفس الوقت حاكم الإقليم ، رفض حبهم وعلاقتهم الغرامية ، لكون الشاب كان فقيرا .
وفي أحد الأيام وأثناء ذهاب الفتاة للشاب لتقابله مثلما كان يحدث يوميا ، والذي كان يقطن في الناحية الأخرى من نهر النيل ، وقررت أن يكون اللقاء الأخير بينها وبينه دون ان تعلمه ، وكان يتبعها حراس والدها حاكم الإقليم ، ومن خوف الفتاة ألقت بنفسها في النيل وماتت ، وندم والدها ندما شديدا بعدها، وبنى لها مقبرة في هذا المكان ، وكان الدكتور طه حسين دائم الزيارة لهذا الضريح ، فمقبرة شهيدة الحب «إيزادورا»، هي المحطة الرئيسية التي يتوقف عندها السائحون، فقصة حبها تعيد للأذهان قصص ألف ليلة وليلة، إذ تعد أول شهيدة للحب في التاريخ ، والتي حرمها والدها من حق الحياة، فكانت تحب مصريا يدعى «حابي» من عامة الشعب، لكن والدها اعترض وكان حاكما للإقليم فلم تستطع «إيزادورا» الحياة بدون «حابي»،.
وبالرجوع لإستراحة دكتور طه حسين فكان اسمها (السرايا) ، وتغير اسمها بعد ذلك لإستراحة (المهندس) وصور فيها فيلم دعاء الكروان ، المأخوذ عن رواية بتحمل نفس الاسم للدكتور طه حسين ، وقام ببطولة الفيلم فاتن حمامة وأحمد مظهر ، وزهرة العلا، وأمينه رزق .
تعد منطقة تونا الجبل الأثرية ، من أهم المعالم السياحية في محافظة المنيا، إذ يقصدها مئات السائحين من مختلف دول العالم أسبوعيا، غير أن وفود دول الإتحاد الأوربي ، هي الأكثر عشقا وترددا على المنطقة ، التي تقع غرب مركز ملوي ، كما تحتوي منطقة تونا الجبل التي يقبل عليها السائحون هي «الساقية الرومانية»، وهي أكبر خزان مياه في المنطقة، وتحفة هندسية رومانية رائعة، حيث توجد بئر على عمق 40 مترا في باطن الأرض مبني من الطوب الأحمر، وينتهي ببئر أخرى عمقها 30 مترا، وكان المصريون القدماء والرومان يستخرجون منه المياه بغرض الشرب وري الأشجار وتطهير وتحنيط الموتى.
كما تضم منطقة تونا الجبل «السردايب»، وهي آخر ما اكتشفه الأثري الدكتور سامي جبرة بالمنطقة عام 1938، وأطلق عليها «جبانة الأرواح السامية»، أو «سراديب الغموض والإثارة» ، وهي أكبر جبانة للطيور والحيوانات المقدسة حُفرت بباطن الصحراء في قلب الأرض على مساحة 50 فدانا ، كما يوجد بتونا الجبل أقدم مزار فرعوني، وهي لوحة حدود لمدينة آخت أتون أو «تل العمارنة» عاصمة مصر دولة حديثة للأسرة الـ18 للملك أخناتون، الذي حدد مدينته عاصمة التوحيد بـ14 لوحة حدودية منها 11 في تل العمارنة والحج قنديل بمركز ديرمواس، و3 لوحات حدودية بمحيط «تونا الجبل» منهم هذه اللوحة بالمنطقة الأثرية بتونا وهي أفضلهم حالا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طه حسين عميد الأدب العربي تونا الجبل أخبار محافظة المنيا الدکتور طه حسین هذا المکان تونا الجبل
إقرأ أيضاً:
الانتخابات البلدية في جنوب لبنان.. صناديق اقتراع فوق الركام
جنوب لبنان- بعد تأجيل متكرر فرضته الأزمات السياسية والاقتصادية والصحية المتلاحقة، تعود الانتخابات البلدية والاختيارية هذا العام إلى الواجهة في لبنان، لكنها لم تعد مجرد محطة لتنمية محلية، بل تحولت إلى ساحة اختبار سياسي في ظل واقع يثقل كاهل البلاد بين عدوان إسرائيلي وأزمات معيشية وإنمائية متفاقمة.
ويتجلى التحدي الأكبر في الجنوب اللبناني، حيث خلفت الحرب دمارا واسعا في القرى الحدودية الأمامية، كما طالت الأضرار البنى التحتية في بلدات الخط الثاني، مما يجعل من تنظيم الانتخابات هناك مهمة شاقة وسط مشهد إنساني مأزوم.
إداريا، يتوزع لبنان على 8 محافظات تضم 25 قضاء وهي بيروت، وجبل لبنان، والشمال، وعكار، والبقاع، وبعلبك-الهرمل، والجنوب، والنبطية. ويضم 1080 بلدية تتولى إدارة الشؤون المحلية وتقديم الخدمات الأساسية للسكان، وتشكل ركيزة رئيسية في العمل الإداري والإنمائي.
ومن المقرر أن تنطلق الانتخابات البلدية في 4 مايو/أيار المقبل، وفق جدول زمني يمتد لـ4 أسابيع موزعة على المحافظات كما يلي:
4 مايو/أيار: محافظة جبل لبنان. 11 مايو/أيار: محافظتا الشمال وعكار. 18 مايو/أيار: بيروت، والبقاع، وبعلبك-الهرمل. 24 مايو/أيار: الجنوب والنبطية.في بلدة ميس الجبل الحدودية التي نكبت جراء العدوان الإسرائيلي الأخير، تتقاطع مشاعر القهر والإصرار بين سكانها العائدين إلى ركام المنازل وغياب مقومات الحياة.
إعلانعاد حسين حمادة، أحد أبنائها، ليجدها على حد وصفه "منكوبة لا أثر للحياة فيها، المحل الذي كنت أملكه بات ركاما، ولا طرقات مفتوحة، والمنازل مدمرة، تكاد لا تطيق النظر إلى بلدتك بهذا الشكل وتشعر بالقهر والعجز".
ورغم هذا الواقع المؤلم، فلا يخفي حمادة عزمه على المشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة، مؤكدا أنه لطالما مارس هذا الحق، ويدعو الآخرين إلى الاقتداء به والوقوف صفا واحدا خلف البلدية المقبلة من أجل النهوض بميس الجبل، ويقول للجزيرة نت "هذه المرة نحن مع الجميع، سواء حزب الله أو حركة أمل، لا يهم من يفوز، المهم أن يعمل من أجل ميس الجبل، نريد أن نعيش كما كنا قبل الحرب".
أما خليل، الذي فقد منزله ومصدر رزقه، فاختار العودة إلى ميس الجبل حاملا معه رسالة صمود وإصرار على البقاء، ويعتبر مشاركته في الانتخابات تعبيرا عن تمسكه بالأرض وبحقوقه كمواطن، وخطوة نحو استعادة الحياة تدريجيا في بلدة دمرتها الحرب.
ويعرب للجزيرة نت عن أمله في أن يتمكن المجلس البلدي الجديد من إعادة تأهيل البنية التحتية، وإحياء المرافق الحيوية، مؤكدا أن المهمة لن تكون سهلة في ظل الخراب الواسع الذي خلفه العدوان الإسرائيلي، و"أعاد البلدة سنوات إلى الوراء".
مهمة صعبةمن جهته، ينتظر المهندس حسن طه الانتخابات بفارغ الصبر، آملا في ولادة مجلس بلدي فاعل يضم كفاءات قادرة على تنفيذ مشاريع تنموية تتناسب مع حجم الكارثة، ويؤكد للجزيرة نت أن البلدة بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل المستشفيات والمدارس، وشبكتي الكهرباء والمياه، فالمقومات الأساسية للحياة باتت شبه معدومة، ومن الضروري الإسراع بإطلاق ورش العمل لإعادة الحد الأدنى من الخدمات.
وفي بلدة حولا الجنوبية التي أنهكها الدمار وأثقلها الخراب، عاد علي حمدان ليقف على أطلال بيته الذي كان يوما يعج بالحياة، ويقول بمرارة للجزيرة نت "كل زاوية في هذا البيت تحمل ذكرى والآن لم يبقَ منها إلا الجدران المحروقة، رغم الخراب عدتُ إلى حولا لأن الانتماء للأرض أقوى من الحرب".
إعلانويؤكد حمدان أنه سيتوجه إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات المقبلة "لأنها بداية الطريق نحو استعادة بلدتنا، وعلى المجلس الجديد أن يكون بمستوى آلام الناس وتطلعاتهم، ما نحتاجه ليس فقط إعادة إعمار الحجر بل إعادة بناء الثقة والأمل، فحولا ليست مجرد بلدة، إنها بيت كبير علينا جميعا أن نعيد إليه نبض الحياة".
بدوره، يتهيأ أحمد عواضة، أحد أبناء البلدة العائدين حديثا، للمشاركة في السباق الانتخابي القادم حاملا معه قائمة طويلة من المطالب والآمال، ويوضح للجزيرة نت "الانتخابات هذه المرة ليست مجرد استحقاق بلدية بل معركة من أجل البقاء، نريد مجلسا بلديا يعكس وجع الناس ويبدأ فورا بورش العمل لإعادة تأهيل ما دمرته الحرب".
ويشدد عواضة على ضرورة أن يضم المجلس الجديد شخصيات كفؤة ونزيهة قادرة على التعامل مع حجم الكارثة التي لحقت بالبنية التحتية والخدمات الأساسية، ويتابع "نحتاج إلى خطط سريعة لإصلاح شبكات الكهرباء والمياه، وإعادة فتح الطرق والمدارس، وتأمين الدعم للعائلات المتضررة".
ويؤكد أن أبناء حولا اليوم لا يطلبون ترفا بل الحد الأدنى من مقومات الحياة. وبالنسبة له، الاقتراع هذا العام هو فعل صمود، وممارسة ديمقراطية تحمل في طياتها نداء لإنقاذ بلدة أرهقتها الحروب وأحيتها الإرادة.
رسالة صمودمن جانبه، قال رئيس بلدية حولا شكيب قطيش للجزيرة نت إن الوضع في البلدة بالغ الصعوبة وتفتقر إلى أبسط مقومات الحياة ومع ذلك ستُجرى الانتخابات البلدية، وهذه المرة تأتي محملة بأبعاد تنموية وإنمائية ووطنية، وتحمل في الجنوب اللبناني رسالة صمود وإرادة حياة فوق الركام والدمار.
وأضاف أن البلدية تواجه اليوم تحديات جسيمة في وقت تعد فيه ميزانيتها ضئيلة حتى في الظروف العادية. متسائلا "فكيف الحال في ظل ما نمر به من أوضاع استثنائية؟ نحن بحاجة إلى كل شيء، من إعادة إعمار إلى ترميم المدارس والمستشفيات والمساجد".
إعلانوحسب قطيش، فإن معظم مباني البلديات إما مدمرة أو متضررة، لكن هذه الانتخابات تحمل بعدا وطنيا يؤكد أن أهل الجنوب رغم الدمار والعدوانية الإسرائيلية التي طالت بلداتهم، لا يزالون متمسكين بأرضهم وحقهم في الحياة.
وختم بدعوة الأهالي إلى المشاركة في الانتخابات، قائلا "صوتكم اليوم ليس مجرد خيار إداري، بل فعل صمود ومقاومة، عبر الاقتراع نثبت أننا شعب لا تكسره الحروب ولا تهزم إرادته".