DW عربية:
2025-01-27@19:39:18 GMT

"صيد في الماء العكر".. كيف تستغل روسيا حرق القرآن في السويد؟

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

‍‍‍‍‍‍

عقب حوادث حرق القران في السويد، زار بوتين مسجداً في مدينة دربند الروسية حيث ظهر في صورة وهو يحتضن القرآن

بأنامله يتفحص الناشط السويدي من أصول ليبية، حسام القماطي، هاتفه الذكي حيث ظهر له منشور طويل باللغة العربية حمل صاحبه اسم "محمد أحمد علي". وفي ذلك، قال حسام "ينشر الحساب صوراً مضحكة ومنشورات تشجع على الغزو الروسي لأوكرانيا.

إنه ليس الوحيد؛ إذ أن هناك العديد من الحسابات المماثلة".

مختارات أين تبدأ وأين تنتهي حدود التجديف في أوروبا؟ السويد تعزز الإجراءات الأمنية على الحدود بعد حوادث حرق المصاحف

منح قانون جديد، دخل حيز التنفيذ اليوم، الشرطة سلطات واسعة لإجراء عمليات تفتيش عند حدود البلاد وحولها، تشمل التفتيش الجسدي وتعزيز المراقبة الإلكترونية. وأكدت السويد أنها عززت الضوابط على الحدود.

خبير لـ DW: لهذه الأسباب جاء رد فعل العراق على حرق المصحف مختلفا

أثار حرق المصحف في السويد الكثير من ردود الفعل من قبل دول عربية وإسلامية، لكن رد الفعل العراقي الرسمي و"الشعبي" القوي أثار تساؤلات وعلامات استفهام. خبير في الشأن العراقي يوضح في تصريح لـDW عربية الخلفيات والدوافع.

تعبئة عسكرية ضد بوتين - الناتو في بحر البلطيق

أصبح بحر البلطيق بشكل مفاجئ في قلب الأحداث الجيوسياسية بعد غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022. كما انضمت فنلندا إلى الناتو بسبب شعورها بتهديد روسي والسويد تريد أن تحذو حذوها.

"لا ننحني للإسلاميين"ـ هل تستطيع السويد حظر حرق الكتب المقدسة؟

يقول خبراء وسياسيون إن الإرادة السياسية محدودة في السويد لحظر عملية حرق المصحف، التي تستفز قطاعا واسعا من المسلمين في العالم، وإنه حتى لو توافرت النية لذلك فسوف تصطدم بعراقيل وتعقيدات دستورية تجعل من الأمر شبه مستحيل.

وفي مستهل حديثه مع DW، أخرج حسام صورة منشورة على  حساب آخر تحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو يقبل القرآن بالتزامن مع انتقاده حوادث حرق المصحف في السويد. وأضاف حسام: "هذه الصورة تعكس كل شيء حيث رافقها منشور كُتب عليه: "(هذا هو السبب في أننا كمسلمين ندعم موسكو)"، مؤكداً أن مثل هذه الرسائل "تؤثر في الرأي العام. ومن هنا فإن الأمر خطير ولا بد من التوقف عنده".

رجل في قلب العاصفة

يرى حسام، وهو مستثمر في ستوكهولم، أنه يتعين على الحكومة السويدية الامتناع عن إصدار تصاريح لتنظيم مظاهرات يتخللها حرق للكتب المقدسة، مشيراً إلى أنه حضر حوادث تم خلالها حرق القرآن من أجل مناقشة الأمر للحد من حالة الغضب.

وأعرب حسام، الذي يصف نفسه بكونه مسلماً غير متدين، عن بالغ قلقه إزاء مغبة استغلال الروس والمتطرفين الإسلامويين واليمينيين المتطرفين من حوادث حرق القران بهدف إثارة الغضب وحتى العنف ضد السويد في بلدان العالم الإسلامي. ويخشى ألا تتوقف حالة الغضب على البلدان المسلمة بل تمتد إلى أبناء الجالية المسلمة في أوروبا، وتابع محذراً: "إنهم يستغلون هذه الأحداث لأنه بدونها لا يمكنهم دفع الناس إلى تفجير أنفسهم وسط الجموع في أوروبا".

وإزاء ذلك، يدق مراقبون وأصوات داخل الحكومة السويدية ناقوس الخطر إزاء تزايد التهديدات الأمنية التي تواجها البلاد ومخاطر الدعاية الروسية. ويقول الخبير في وكالة الدفاع النفسي التابعة لوزارة الدفاع السويدية، ميكائيل أوستلوند: "لقد رأينا لأول مرة قيام روسيا باستخدام سرديات تركز على تصدير صورة زائفة عن السويد تصفها بكونها مناهضة للإسلام".

وأضاف "الروس يكررون نفس السرديات التي نرصدها في بيئات ذات تطرف إسلاموي حيث يستخدمونها في قنواتهم الإعلامية الخاضعة لسيطرة الحكومة مثل قناة 'روسيا اليوم' وووكالة 'سبوتنيك' في مخاطبة الناطقين باللغة العربية".

وأشار أوستلوند إلى أن معرفة سكان السويد أن مصدر الدعاية هي موسكو تثير شكوكهم. ومن هنا تقوم روسيا بنشر الرسائل في بلدان النصف الجنوبي من الكرة الأرضية وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، ومن ثم من هناك يعاد نشرها لتصل إلى السويد، "لكن مع إخفاء مصدرها وذلك كجزء من الدعاية الروسية".

هكذا دفعت روسيا السويد للتخلي عن حياديتها لتتجه للناتو

أسلوب الدعاية الروسية

وشدد أوستلوند على أن استغلال روسيا لحوادث حرق القرآن ليس وليد اللحظة، قائلاً: "في الماضي، أثارت وسائل إعلام خاضعة لسيطرة الكرملين شائعات زعمت أن عناصر الخدمات الاجتماعية السويدية تختطف أطفال مسلمين بشكل منهجي وتحاول دفعهم إلى اعتناق الديانة المسيحية". وأضاف "هذه كانت أكبر حملة تضليل تتسم بالخبث ضد السويد على الإطلاق حيث وصلت إلى مئات الملايين من رواد منصات التواصل الاجتماعي".

وفق مركز بيو للدراسات فإن المسلمين يشكلون نحو 8٪ من تعداد سكان السويد.

وقال ميكائيل أوستلوند إن هذا الأمر "يمثل تهديداً لوحدة المجتمع خاصة إذ اعتقد الناس أنه لا يمكنهم الحصول على مساعدات من السلطات، لكن سوف تنتصر الحقيقة في نهاية المطاف عندما يكون يجري نقاش حر، لكن ليس لدينا نقاش حر في الوقت الحالي. المتطرفون الإسلامويون يحاولون لي عنق الحقائق وتحويلها إلى أكاذيب للترويج لأجندتهم بين الناس".

الجدير بالذكر أن حكومة السويد قد قالت إن وقائع حرق المصاحف في الآونة الأخيرة زادت من التهديدات التي تحدق بالبلاد مع تشديد ضوابط حرس الحدود بما يمنح الشرطة سلطة أوسع لاعتراض طريق أفراد وتفتيشهم. ويمنح قانون جديد، دخل حيز التنفيذ مع بداية أغسطس/ آب، الشرطة سلطات واسعة لإجراء عمليات تفتيش عند حدود البلاد وعلى مقربة منها تشمل التفتيش الجسدي وتعزيز المراقبة الإلكترونية، فيما قال وزير العدل السويدي، جونار سترومر، في مؤتمر صحفي: "الضوابط على الحدود هي إجراء يتيح لنا تحديد هوية القادمين إلى السويد الذين قد يمثلون تهديداً للأمن".

ويُتوقع أن تمنح السلطات السويدية الشرطة تدابير أوسع لرفض تنظيم "فعاليات ومظاهرات عامة" قد يتم فيها تدنيس الرموز الدينية.

وفي مقابلة مع DW، قال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم إن القرارات الأخيرة تأتي في إطار "إدراكنا للتهديد الأمني المتزايد نتيجة حرق القرآن".

ويسعى الوزير السويدي في الوقت الحالي إلى دحض "أحد أكبر أشكال سوء الفهم" المتعلقة بالقانون السويدي، وعلى رأسها الزعم بأن الشرطة تسمح بحرق الكتب المقدسة. وفي ذلك، قال إن الشرطة "تمنح فقط إذن تنظيم المظاهرات. سوف أستمر في توضيح هذا الأمر لأنه يتعين علينا القضاء على حالة سوء الفهم حيال القوانين والتشريعات السويدية".

وشهدت العلاقات الدبلوماسية بين السويد وعدد من دول الشرق الأوسط والعالم الإسلامي توتراً في الأسابيع الماضية بعدما منحت الشرطة التصاريح بتنظيم فعاليات يتخللها تدنيس القرآن.

يدعو الناشط السياسي حسام القماطي الحكومة السويدية إلى حظر حرق كافة الكتب المقدسة

استراحة من التحريض

وخلال الأسبوع الماضي، حصلت الحكومة السويدية على فترة راحة بعض الشيء من حوادث حرق المصحف بعد أن سحب ناشط مناهض للإسلام طلبه بتنظيم فعالية عامة حيث كان من المتوقع أن يحرق القرآن مرة أخرى.

ولم يتسبب ما أقدم عليه اللاجئ العراقي سلوان موميكا من تدنيس للمصحف في حدوث فوضى وسط مدينة ستوكهولم فحسب، بل أثار أيضاً حوادث عنف ضد المصالح السويدية في الخارج بما في ذلك إضرام النار في السفارة السويدية في بغداد الشهر الماضي وطرد السفير السويدي وتعليق ترخيص عمل شركة "إريكسون" السويدية للاتصالات في البلاد.

ورغم حالة الغضب، إلا أن سيدة حاولت تنظيم مظاهرة صغيرة مناهضة للإسلام لم يحضرها أحد سوى عدد قليل من عناصر الشرطة واثنين من الصحفيين والناشط السياسي حسام القماطي الذي قام بإثارة الحديث معها حول سبب رغبتها في حرق القران.

وفي مقابلة مع DW، أضاف حسام "لقد أخبرتها أن ما سوف تفعله الآن يأتي في إطار خطاب كراهية وليس من قبيل حرية تعبير!"

وقد أظهر استطلاع حديث للرأي أجرته هيئة الإذاعة العامة السويدية SVT أن غالبية المواطنين أشاروا إلى أنهم على استعداد للوصول الى حل توافقي حيال مفهوم حرية التعبير، فيما قال 53٪ من السكان إنه يجب تجريم حرق أي نص ديني.

تيري شولتس/ م .ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: حرق القرآن حرق المصحف سلوان موميكا روسيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين روسيا اليوم سبوتنيك الغزو الروسي لأوكرانيا الإعلام الروسي حرق القرآن حرق المصحف سلوان موميكا روسيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين روسيا اليوم سبوتنيك الغزو الروسي لأوكرانيا الإعلام الروسي الحکومة السویدیة حرق المصحف حرق القرآن حوادث حرق فی السوید

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تستغل ملف "أربيل يهود" لعرقلة عودة النازحين وحماس تُحذّر

أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، اليوم السبت، أن إسرائيل لن تسمح بعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة ، حتى يتم ترتيب الإفراج عن المحتجزة أربيل يهودا، فيما قالت حركة حماس إن إسرائيل تتلكأ في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وجاء في بيان صدر عن مكتب نتنياهو أن "إسرائيل لن تسمح بعبور سكان غزة إلى الجزء الشمالي من القطاع حتى يتم ترتيب الإفراج عن الرهينة المدنية أربيل يهود التي كان من المفترض أن يُفرج عنها اليوم (السبت)".

وأشار البيان إلى أن إسرائيل تسلمت اليوم أربع مجندات أسيرات من حماس، وستفرج بالمقابل عن أسرى فلسطينيين، وفقًا للاتفاق. في إشارة إلى أنه لن تكون هناك خطوات إضافية، مثل انسحاب القوات الإسرائيلية من محور "نيتساريم"، حتى يتم حل قضية المحتجزة يهود.

ونقلت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11") عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم يتوقعون تطلق حماس سراح أربيل يهود خلال الأيام القليلة المقبلة، قبل يوم السبت". وبحسبهم، "إذا تم ذلك، فسيُسمح لسكان غزة بالعودة إلى شمال القطاع حينها".

اقرأ أيضا/ غـزة: شهيد وإصابات برصاص الاحتلال على شارع صلاح الدين

وذكرت القناة أن المفاوضات مع الوسطاء مستمرة، وأن إسرائيل أبلغت بشكل واضح أن الانسحاب من محور نيتساريم لن يتم قبل حل قضية المحتجزة يهود،

وبحسب مسؤول إسرائيلي مطّلع على تفاصيل المحادثات فإن إسرائيل ترددت بشأن الإصرار على تأجيل الانسحاب من محور "نيتساريم"، وتقرر في النهاية الربط بشكل صريح ومباشر بين ملف المحتجزة يهود والسماح بعودة النازحين إلى شمال القطاع.

وزعم المسؤول أن الاتفاق ينص على الانسحاب من "نيتساريم" سيتم بعد إطلاق سراح المدنيات، يحجة "استخدام ذلك كوسيلة ضغط على حركة حماس للالتزام بتعهداتها"، وباتت تطالب بوضع آلية منظمة لضمان الإفراج عن المحتجزة يهود.

حماس تحذّر

وقالت حركة حماس في تصريح لها: "لا زال الاحتلال يتلكأ في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بمواصلة إغلاق شارع الرشيد ومنع عودة النازحين المشاة من الجنوب إلى الشمال".

وأضافت، "إننا نحمل الاحتلال مسؤولية أي تعطيل في تنفيذ الاتفاق وتداعيات ذلك على بقية المحطات"..

المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة بوقف نشاط "الأونروا" في القدس نهاية هذا الشهر أربيل يهود – ما قصة الأسيرة الإسرائيلية ؟ الجيش الإسرائيلي يزعم عدم التزام حماس باتفاق تبادل الأسرى الأكثر قراءة صورة: الجيش الإسرائيلي يصدر بيانا بخصوص دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مصر : ملتزمون مع الشركاء بالعمل لتثبيت اتفاق غزة وفتح معبر رفح مع بدء تنفيذ وقف النار "لقد نجونا من الموت" نتنياهو: سنستأنف القتال في غزة إذا لم تكن مفاوضات المرحلة الثانية مجدية عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • السويد تصادر سفينة يشتبه في أنها قامت بأعمال “تخريب” بعد إتلاف كابل في بحر البلطيق
  • مساعد رئيس مجلس الشورى تلتقي النائب الثاني لرئيس النواب السويدي
  • هل تتبع لأسطول الظل الروسي؟ السويد تحتجز سفينة بعد تضرر كابل بيانات في بحر البلطيق
  • باحث إسرائيلي: حماس تستغل إنجازين.. الثاني كارثة على مستقبلنا
  • تظاهرة في السويد تطالب بمحاسبة المسؤولين الصهاينة عن الإبادة الجماعية في غزة
  • السويد.. تظاهرة تطالب بمحاسبة المسؤولين الصهاينة عن الإبادة الجماعية في غزة
  • سكاف: إسرائيل تستغل أي ذريعة لإطالة ‫الاحتلال
  • ترسية مشروع للكهرباء في المجر على تحالف تقوده إحدى شركات " السويدي" المصرية
  • إسرائيل تستغل ملف "أربيل يهود" لعرقلة عودة النازحين وحماس تُحذّر
  • موجة جديدة من الانفجارات تقودها العصابات في السويد