18 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة: أعلنت بغداد تأجيل موعد إعلان انتهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العراق، وذلك في ظل وضع إقليمي متوتر وتصاعد التهديدات الأمنية في المنطقة. جاء هذا القرار بعد مناقشات بين اللجنة العسكرية العليا الأميركية العراقية، والتي تناولت تفاصيل سحب المستشارين العسكريين من المواقع العسكرية.

ويأتي هذا القرار في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، حيث تهدد إيران بالرد على اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية، مما يثير المخاوف من تصعيد في المنطقة. العراق، باعتباره ساحة صراع إقليمي، يتأثر بشدة بهذه التطورات، حيث يواجه تحديات في تحقيق السلم المجتمعي وتمكين القوات المسلحة.

في هذا السياق، تعتبر بعض الجهات العراقية، وخصوصًا الفصائل المسلحة، أن وجود التحالف الدولي يشكل خرقًا لسيادة البلاد، إلا أن هناك مخاوف من أن انسحاب التحالف سيزيد من انفلات السلاح في البلاد ويهدد استقرار العراق الهش.

ويعد الموقف الشيعي، وخصوصًا من جانب الفصائل المسلحة، رافضًا للتواجد الأمريكي في العراق، حيث ترى هذه الفصائل أن وجود القوات الأمريكية يشكل تهديدًا لسيادة البلاد واستقلالها. لكن في المقابل، هناك خشية من أن يؤدي انسحاب التحالف إلى ترك العراق مكشوفًا أمام التهديدات الخارجية والداخلية، خاصة وأن القدرات العسكرية العراقية لا تزال غير كافية لمواجهة هذه التحديات بمفردها.

السياق الدولي وتأثيره على العراق

القرار بتأجيل إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق يأتي في سياق إقليمي مضطرب، حيث بدأت حرب غزة تؤثر على خرائط السياسة والأمن في المنطقة بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، تعمل واشنطن على تعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط، حيث أرسلت قوات إضافية إلى سوريا وغرب العراق، مما يشير إلى أن الولايات المتحدة لا تعتزم الخروج من المنطقة على المدى القريب.

وقرار تأجيل انسحاب التحالف الدولي يعكس تعقيدات الوضع الأمني والسياسي في العراق والمنطقة ككل.

ورغم الدعوات المتزايدة لانسحاب القوات الأجنبية من العراق، إلا أن هذا القرار يبدو أنه يتأثر بشكل كبير بالوضع الإقليمي المضطرب والمخاوف من تداعيات التصعيد في المنطقة.

من وجهة نظر استراتيجية، يعتبر وجود التحالف الدولي في العراق ضرورة لتحقيق التوازن في ظل التهديدات المتزايدة من مختلف الجهات، سواء كانت داخلية أو خارجية. ومع ذلك، فإن استمرار هذا الوجود يثير تساؤلات حول سيادة العراق وإمكانية تحقيق استقلالية حقيقية في إدارة شؤونه الأمنية.

ويبدو أن تأجيل إعلان انتهاء مهمة التحالف الدولي في العراق يعكس مزيجًا من الضغوط الداخلية والخارجية التي تواجهها الحكومة العراقية. في الوقت الذي تسعى فيه بعض القوى لتحقيق الاستقرار الداخلي، يظل العراق عرضة للتأثر بالتطورات الإقليمية والدولية، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرارات حاسمة بشأن الوجود الأجنبي في البلاد.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: التحالف الدولی فی المنطقة فی العراق

إقرأ أيضاً:

قرار لترامب بخصوص الوجود الأمريكي في سوريا يثير مخاوف إسرائيل.. ما القصة؟

قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية مساء الثلاثاء، إن مسؤولين بارزين في البيت الأبيض نقلوا رسالة إلى نظرائهم الإسرائيليين تفيد برغبة الرئيس دونالد ترامب سحب آلاف القوات الأمريكية من سوريا.

وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا سيثير قلقا بالغا في تل أبيب، ومن المتوقع أن تؤثر تلك الخطوة أيضا على الوحدات الكردية في سوريا وفق تعبير المصدر.

في المقابل قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن قواته ملتزمة بهزيمة تنظيم الدولة واستمرار دعم "قوات سوريا الديمقراطية" ومكافحة الإرهاب.



وذكرت صحيفة واشنطن بوست قبل أيام أن حوالي ألفي جندي أمريكي لا يزالون في شرق سوريا، يتعاونون مع القوات الكردية السورية في مهمة تهدف حسب المسؤولين لمنع عودة تنظيم الدولة والحد من النفوذ الإيراني في سوريا، ولكن مستقبل هذا الوجود أصبح موضع شك، لأن هيئة تحرير الشام أعربت عن رغبتها في رؤية جميع القوات الأجنبية تغادر.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد حاول سحب جميع القوات من سوريا في عام 2018 خلال فترة ولايته الأولى، مما دفع وزير الدفاع السابق جيم ماتيس إلى الاستقالة.

ومنتصف الشهر الماضي، قال مسؤولون أمريكيون؛ إنه من غير المرجح أن يتخلى دونالد ترامب بعد توليه رئاسة الولايات المتحدة عن مواقع الجيش الأمريكي في سوريا، كما أراد أن يفعل خلال فترة ولايته الأولى، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس".

وذكرت الوكالة، أن "اعتقاد هؤلاء المسؤولين، ينبع من حقيقة أن ترامب كثيرا ما ينسب لنفسه الفضل في هزيمة تنظيم الدولة، من خلال الانتهاء من تحرير الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرته في حملة بدأت في أثناء إدارة سلفه باراك أوباما، وأن التهديد بعودة التنظيم المحتملة سيكون أكبر من أن يتحمله ترامب".



وسبق أن حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن تنظيم الدولة سيحاول استخدام أي فراغ في السلطة بسوريا لاستعادة قدراته، مضيفا "لن نسمح بذلك"، ولفت إلى أن الولايات المتحدة ستعمل مع شركائها لاغتنام الفرصة وإدارة المخاطر في هذا البلد.

وتزامنا مع تغيير السلطة في سوريا، أعلن الجيش الأمريكي أنه شن عشرات الضربات الجوية الدقيقة، مستهدفا معسكرات وعناصر التنظيم في الوسط السوري.

مقالات مشابهة

  • منظمة أمريكية: بعض الفصائل رفضت الدمج مع القوات العراقية
  • البنك الفيدرالي الأمريكي يقرر تثبيت سعر الفائدة في أول اجتماعات 2025
  • الثنائي اللبناني بنسخة عراقية.. توازن جديد بين السلاح والسياسة
  • مستقبل الوجود الأمريكي في العراق بعد 2026 بين التعقيدات الإقليمية والضغوط السياسية
  • مستقبل الوجود الأمريكي في العراق بعد 2026 بين التعقيدات الإقليمية والضغوط السياسية - عاجل
  • قرار لترامب بخصوص الوجود الأمريكي في سوريا يثير مخاوف إسرائيل.. ما القصة؟
  • العراق في عيون الصحافة الإسرائيلية.. تُهم جديدة بدعم الفصائل العراقية لـحزب الله
  • العراق في عيون الصحافة الإسرائيلية.. تُهم جديدة بدعم الفصائل العراقية لـحزب الله- عاجل
  • القبض على 3 عناصر من تنظيم داعش الإرهابي بالعراق
  • التحديات الأمنية تعترض طريق التنمية: هل يمكن تجاوز ألغام الشمال؟