سودانايل:
2025-04-29@15:23:41 GMT

صحافة بني قنبور وتلميع بوت الجيش!

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

رشا عوض
يجتهد متصوحفو التيار العسكركيزاني في اقناع السودانيين ان هذه الحرب يجب ان تكون رافعة سياسية للجيش والكيزان ووسبب لتفويضهم لحكم السودان دون قيد او شرط!!
صحافة بني قمبور هي ضرب من ضروب الصحافة الصفراء التي اجتذبت عتاة صحفيي النظام البائد ، تستحق هذا الوصف" بني قمبور" لانها اغرقت الفضاء الاعلامي بسرديات واكاذيب يستحيل تصديقها الا من اناس لهم قنابير، وصاحب القنبور ( ضفيرة طويلة وسط الرأس) في الثقافة الشعبية هو شخص مخبول ساذج لا يستخدم عقله ويسهل خداعه دون ادنى مجهود !
حسب صحافة بني قنبور ممنوع منعا باتا ان تسأل لماذا يجب ان تكون هذه الحرب رافعة سياسية للجيش ومن ورائه الكيزان؟
ولكن يجب ان نسأل ونلح في السؤال لاننا ببساطة لا ننتمي الى بني قنبور!
هل السبب هو انتهاكات الدعم السريع؟
حسنا، هذا سبب وجيه جدا لاشهار كرت احمر في وجه الدعم السريع ليخرج من الملعب السياسي ويجب ان لا يأتمنه احد على ان يكون جيشا بديلا للسودان، لان انتهاكاته اظهرت استخفافه بحياة المواطنين واستباحته للممتلكاتهم واعراضهم واستسهال تشريدهم من ديارهم، فجيش المستقبل الذي نريده يتم تقييمه في المقام الاول بنوع علاقته بالشعب قبل اي تفاصيل في القدرات القتالية التي تفقد قيمتها تماما اذا وظفت في قهر الشعب لا في حمايته والحفاظ على كرامته.


ولكن نفس الكرت الاحمر الذي نشهره في وجه الدعم السريع يجب ان نشهره في وجه الجيش للاسباب التالية:
اولا: الخلل البنيوي في هذا الجيش هو ما افرز الحاجة لوجود الدعم السريع ، وسيظل هذا الجيش في حاجة دائمة الى دعم سريع اخر اذا لم تتم اعادة بنائه واصلاح عيوبه المزمنة! فالجيش حتى في حربه هذه يتوكأ على مليشيات الكيزان ومليشيات جبريل ومناوي، بمعنى ان جنجويد المستقبل حاضرين الان في صفوفه.
ثانيا: تاريخ الجيش حافل بانتهاكات مماثلة لانتهاكات الدعم السريع في جنوب السودان ودارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ، وكان الجيش راعيا لانتهاكات الجنجويد عندما كانت في حدها الاقصى والابشع ايام موسى هلال في بداية الالفية، وحتى في هذه الحرب الجيش يقصف مرافق مدنية بالطيران واستخباراته وما يسمى قوات العمل الخاص تقتل المواطنين على الهوية العرقية والشبهة ، فما هو المنطق في ان تكون الانتهاكات سببا لطرد الدعم السريع من الملعب السياسي ولكن انتهاكات الجيش لا تترتب عليها اي عقوبة بل تترتب عليها مكافأة وهي التصعيد السياسي ؟ هل السبب ان الدعم السريع نقل بعض الانتهاكات الى الخرطوم ومدني وسنار وسنجة فكان من بين ضحاياها شماليون اهل مركز بينما انتهاكات الجيش قتلت وشردت جنوبيين ودارفوريين واهل هامش ؟ هل نؤرخ للانتهاكات في السودان بحرب الخامس عشر من ابريل ٢٠٢٣ ونمحو كل تاريخ الانتهاكات السابقة التي تضمنت الابادات الجماعية والاغتصابات الجماعية واقتلاع الملايين من ديارهم لمجرد ان ضحايا انتهاكات الماضي ليسو من سكان المدن والحواضر؟! هل بمثل هذا يمكن ان ننجح في بناء وطن موحد وعادل؟!
ثالثا: فيما يتعلق بالسلب والنهب فكما توجد اسواق دقلو لبيع مسروقات الدعم السريع ، توجد اسواق صابرين لبيع مسروقات الجيش ، فضلا عن نهب الموارد على مر تاريخ السودان بواسطة هذه المؤسسة العسكرية، ابتداء من الشاف والطلح والفحم مرورا بالمحاصيل والماشية وصولا لتهريب الذهب، الجيش ناهب للثروة القومية على مدى سبعين عاما والدعم السريع انضم اليه في السنوات العشرة الاخيرة وشاركه النهب ، وحتى الان الجيش والدعم السريع في خندق قتالي واحد في السعودية ، والبزنس المشترك بينهما في نهب الموارد ما زال مستمرا حتى اثناء الحرب.
رابعا: ما هو المنطق في عدم محاسبة او حتى مجرد عتاب الجيش على فشله في حماية المواطنين وعلى هزائمه العسكرية النكراء، من جعل البندقية وسيلة صعود للسلطة فيجب ان يرضخ لمنطقها وهو منطق القوة الذي لا يسمح بتتويج المهزوم عسكريا حاكما مطلقا يلغي وجود الاخرين!
خامسا: الكيزان الملتصقون بالجيش كالقراد، ويستخدمونه كحصان طروادة يختبؤون داخله يستحيل ان تكون هذه الحرب رافعة سياسية لهم الا في حالة واحدة فقط هي ان يكون الشعب السوداني اصابه مرض إدمان الحروب! ويرغب في سلسلة حروب قادمة لا محالة!
فالكيزان ما زالوا يؤمنون بان وسيلة حيازة السلطة السياسية هي القوة العسكرية، وما زالوا متمادين في صناعة المليشيات والتحالف مع المليشيات، وازدادوا شراسة في معارضة اصلاح المنظومة الامنية والعسكرية ، بمعنى انهم يرغبون في استدامة العقلية والمؤسسات التي افرزت واقع تعدد الجيوش وافرزت مشروعية اغتصاب السلطة بالقوة! وهذا معناه استدامة حالة الحرب.
هذه الحرب يجب ان تكون رافعة لوعي سياسي جديد، ومشروع تأسيسي للدولة السودانية ينقلها الى خانة القطيعة التاريخية مع الافكار والمؤسسات التي تمثل الاسباب الجذرية للازمة الوطنية التي انتهت الى هذه الحرب الاجرامية.
ومثل هذا يستحيل نقاشه مع صحافة بني قنبور لانها غير مؤهلة للنقاش العقلاني ، واستثمارها الوحيد هو قنبرة الشعب السوداني بالمثابرة على التضليل وتزييف الوعي ، وعدوها اللدود هو العقول اليقظة والضمائر الحية وهي بالتأكيد كامنة في هذا الشعب.
الوعي المستخلص من هذه الحرب يجب ان يكون التماس المخرج من الازمة الكارثية الراهنة عبر بناء الدولة المدنية الديمقراطية واهم شرط للنجاح في ذلك هو اعادة بناء المنظومة الامنية والعسكرية على اسس جديدة.
حتى الان لا احد يعلم على وجه اليقين ماهية الترتيبات السياسية والعسكرية التي ستنتهي هذه الحرب على اساسها، وماذا سيكون دور الجيش والكيزان والدعم السريع في المستقبل القريب ، ولكن استخلاص الوعي السياسي الصحيح ضروري لان معناه امتلاك الشعب لبوصلة اخلاقية وفكرية وسياسية ناضجة تعصمه من الاستسلام لاي استبداد ارعن تفرزه هذه الحرب ، سواء استبداد عسكركيزاني، او استبداد بقيادة الدعم السريع ، وكذلك تمكنه من التصدي الصارم بالوسائل الديمقراطية المشروعة لاي فساد او انحراف عن مصالح الشعب في الامن والتنمية حتى في ظل الحكم المدني الذي بطبيعته ليس معصوما من الرقابة والمساءلة الشعبية.
تحديات الشعب السوداني لن تنتهي بايقاف هذه الحرب ، ولكن التحدي الاكبر الان هو ايقافها لان هذا هو مفتاح دخولنا الى اي باب من ابواب النهوض ببلادنا وتضميد جراحها المزمنة.
الد الاعداء لنا الان هم من يعرقلون ايقاف الحرب تبا لهم!

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع هذه الحرب ان تکون یجب ان

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني: سقوط 41 مدنيا وإصابة عشرات بقصف مدفعي للدعم السريع في الفاشر

أعلن الجيش السوداني  مقتل 41 مدنيا وإصابة عشرات بقصف مدفعي للدعم السريع استهدف  مدينة الفاشر.

وفي وقت سابق؛ نجحت قوات الجيش السوداني  والقوات المساندة من صد هجوم عنيف شنّته عناصر الدعم السريع متسللة باتجاه المحور الجنوبي الغربي لمدينة الفاشر”.

وذكرت  الفرقة السادسة مشاة في الجيش السوداني المنتشرة في الفاشر، اليوم الخميس في بيان لها : “قُتل 60 من عناصر مليشيا الدعم السريع، وأصيب 52 آخرون، وفر باقي المهاجمين، مخلفين وراءهم القتلى والجرحى”.

ونبه البيان إلى أن قوات الدعم السريع قصفت الفاشر مدفعياً على فترات متقطعة، ما أدى إلى استشهاد خمسة مدنيين وإصابة 40 آخرين، بينهم نساء بإصابات بليغة”.

وتأتي هذه التطورات بعد أيام من هجوم لـ”الدعم السريع” على مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور وإعلانها السيطرة عليه بعد اشتباكات مع الجيش السوداني والقوات المساندة له، خلّفت 400 قتيل وعشرات آلاف النازحين حسب الأمم المتحدة. وتواصل قوات الدعم السريع القصف المدفعي على مدينة الفاشر ومخيمات النازحين حولها متسببة في سقوط قتلى وجرحى بصورة شبه يومية.

وتشهد الفاشر منذ 10 مايو الماضي اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس،

وكانت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان كليمنتاين نكويتا سلامي على منصة إكس، قد قالت في وقت سابق ، إن مئات الآلاف من المدنيين في شمال دارفور محاصرون بالصراع، مؤكدة أنه لا ينبغي لأحد أن يضطر إلى الاختيار بين الجوع والقصف.

وأضافت: “نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن لإنقاذ الأرواح، واستعادة الكرامة، ونشر الأمل”.
 

السودان.. الدعم السريع يشن قصفا عنيفا على الفاشرالرئيس السيسي والبرهان يناقشان جهود إعادة الإعمار بالسودانمصر تلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على استقرار السودانالبرهان يصل إلى القاهرة لدعم جهود استعادة الاستقرار والتنمية في السودانبرنامج الغذاء العالمي: سنواجه نقصا للطعام في السودان خلال أسابيع طباعة شارك السودان الجيش السوداني ميليشيا الدعم السريع الفاشر قصف مدفعي الأمم المتحدة

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني: مقتل 41 مدنيا بقصف مدفعي للدعم السريع على الفاشر
  • طيران الجيش ينفذ ضربات جوية استهدفت مواقع قوات الدعم السريع في مدينة الدبيبات
  • الجيش السوداني: سقوط 41 مدنيا وإصابة عشرات بقصف مدفعي للدعم السريع في الفاشر
  • مليشيا الدعم السريع تدعو الجيش والقوات المشتركة الي إخلاء مدينة الفاشر
  • قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بالفاشر
  • الفاشر.. اشتباكات عنيفة بين الجيش و”الدعم السريع” وتوقف مطابخ خيرية
  • التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” يدين الجريمة التي ارتكبها الدعم السريع بامدرمان وأدت لمقتل 31 مواطنا
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 7 من أسرة واحدة بقصف الدعم السريع على الفاشر
  • الجيش السوداني: مقتل 7 أشخاص بقصف للدعم السريع على الفاشر  
  • الجيش السوداني: مقتل 7 أشخاص بقصف للدعم السريع على الفاشر