استقبل نظير عياد -مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم اليوم، علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب- الذي حضر لتهنئته بمناسبة تولِّيه منصب الإفتاء.

التعاون بين العلماء والمؤسسات الدينية

وعبَّر نظير عياد مفتي الجمهورية عن شكره وتقديره لـ علي جمعة على زيارته وتهنئته، مؤكّدًا أنَّ التعاون بين العلماء والمؤسسات الدينية هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات الفكرية المعاصرة، مضيفًا: «نعمل جاهدين على تقديم الفتوى التي تسهم في بناء مجتمع مستقر ومتماسك، مستندين إلى قيم ديننا الحنيف وتعاليمه السمحة».

وأعرب علي جمعة عن تقديره العميق للدكتور نظير عيَّاد، متمنيًا له التوفيق والسداد في مهام منصبه الجديد، مضيفا: «إننا في هذه المرحلة الدقيقة نحتاج إلى التعاون والتكاتف لتقديم رؤية إفتائية مستقبلية تستند إلى الثوابت الإسلامية، وأنا على يقين أن نظير عياد هو الرجل المناسب لهذه المهمة».

وفي ختام اللقاء، شدَّد علي جمعة على دعمه الكامل لفضيلة المفتي في مهامه الجديدة، مؤكدًا: «سنظل جنبًا إلى جنب مع دار الإفتاء لنكون يدًا واحدة في مواجهة التحديات الفكرية التي تهدد المجتمع».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: نظير عياد مفتي الجمهورية علي جمعة دار الإفتاء نظیر عیاد علی جمعة

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية يوضح حكم الشريعة في تعطيل العقل عن الفكر والتأمُّل

استضاف صالون الحداد الثقافي عددًا من المفكرين، وعلى رأسهم ضيف الشرف الدكتور نظير محمد عيَّاد مفتي الجمهورية ورئيسُ الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، وألقى كلمةً عن الفتاوى وتحصين الأفكار.

وفي كلمته عن الفتاوى وتحصين الأفكار تناول المفتي عددًا من المحاور كان من أبرزها، الحديث عن قيمة العقل في الإسلام، وأبرز من خلال هذا المحور حديث الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه التفكير فريضة إسلامية، تميُّز الخطاب القرآني في تعامله مع العقل؛ مقارنةً بغيره من النصوص الدينية الكبرى، وذكره في سياقات تُعلِي من قدره وقيمته، وتُوجب العمل به، دون أن تكون الإشارة إليه عابرةً أو مُقتضبة، ثم استشهد بعدد من الآيات التي توضح إبرازَ المنهج الإسلامي في تشريعاته الارتباطَ الجوهريَّ بين العقل والتكليف.

كما تحدث عن وظائف العقل في الشريعة الإسلامية مبينًا أن الإسلام قد حدَّد للعقلِ مساراتٍ جوهريةً تُعززُ مناعتَه ضدَّ الانحراف، بدءًا من التفكُّر في الكون، مرورًا بفقه النصوص، ووصولًا إلى تحرير النفس من التبعيات غير العقلانية، وتَبرزُ هنا أهميةُ الفتوى الواعية في ترسيخ هذه الوظائف، عبر منهجيةٍ تجمع بين النص الشرعي وواقع العصر، لتحصين العقل من إفراط التشديد أو تفريط التساهل، وتوجيهه نحو فهمٍ رشيدٍ يحقق مقاصدَ الشريعة.

وفي المحور الثالث أبرز المفتي، حكم الشريعة في تعطيل العقل عن الفكر والتأمُّل في الشرع أو العالم مبينًا أن الحواس تعدُّ أدواتٍ رئيسيةً للإدراك، وقد أودعها الله في الإنسان لحكمةٍ عظيمة، وهي مساعدته على فهم العالم من حوله، واستيعاب الحقائق التي توصله إلى الإيمان واليقين.

 ومن هنا، فإن تعطيل أي حاسة من الحواس -كالسمع أو البصر- يُعدُّ إفسادًا للحكمة التي خلقها الله من أجلها؛ لأن ذلك يؤدي إلى نقصٍ في الإدراك وتشويهٍ للوعي.

واشار إلى أنه إذا كان تعطيل الحواس البدنية أمرًا مرفوضًا عقلًا وشرعًا، فإن تعطيل العقل -وهو أرقى أدوات الفهم والإدراك- يكون أشد خطورةً وأعظم ضررًا. فالعقل هو الميزان الذي وهبه الله للإنسان ليفكر به، ويميِّز بين الحق والباطل، ويستدل به على وجود الخالق وقدرته. ومن يُعطل عقله أو يُعرض عن التفكير السليم، فقد أخلَّ بأمانة الله فيه، وضيَّعَ أعظمَ وسيلة للعلم والهداية.

ثم انتقل في المحور الرابع إلى ذكر نماذج تاريخية، توضِّح كيفية ومدى تأثير الفتوى على العقل والفكر.

وبيَّن في المحور الخامس تأثير الفتوى في الفكر والعقل الفردي والجماعي وذلك من خلال (فقه) الخوارج كنموذج على ذلك، موضحًا أن الفتوى الدينية تعد جسرًا بين النص الشرعي والواقع الإنساني، لكنها قد تتحول أحيانًا إلى سلاح ذي حدَّيْن: تُرشد إن استندت إلى العقل والعدل، أو تُضلَّ إن خضعت للعاطفة والظن. وقصة الخوارج مع عبيدة بن هلال تقدم نموذجًا حيًّا لتداخُل الفتوى بالعقل الجمعي، وكيف يمكن لرد فعل عاطفي أن يُحدث تحولًا جذريًّا في الفكر والسلوك دون مساءلةٍ عقلانية.

ثم انتقل أخيرًا إلى بيان كيف يمكن للفتوى الدينية أن تُحصِّن الأفكار من الإفراط والتفريط، من التسيُّب والتشدُّد؟ لافتًا إلى أن ذلك يتحقق بعدة أمور من أهمها: التأسيس على مقاصد الشريعة وتجنُّب النظرة التجزيئية، وتوظيف القواعد الفقهية الكلية كضابط منهجي، واعتماد مبدأ سدِّ الذرائع وفتحها، وتفعيل الاجتهاد الجماعي المؤسسي، واشتراط الورع والأهلية في المفتي، ومراعاة العرف واختلاف الزمان والمكان. 

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية يستقبل وفدا ماليزيًا رفيع المستوى لتعزيز التعاون الإفتائي
  • مفتي الجمهورية يستقبل وفدًا ماليزيًّا لبحث تعزيز التعاون الإفتائي وتدريب المفتين
  • المفتي يستقبل وفد الاتحاد العام لشباب العمال لبحث تعزيز التعاون
  • نظير عياد يستقبل وفدًا ماليزيًّا رفيع المستوى لبحث تعزيز التعاون الإفتائي
  • لبحث تعزيز التعاون.. مفتي الجمهورية يستقبل وفد الاتحاد العام لشباب العمال
  • مفتي الجمهورية يستقبل وفد الاتحاد العام لشباب العمال لبحث تعزيز التعاون
  • مفتي الجمهورية ضيف شرف صالون الحداد الثقافي "حول دور الفتوى في تحصين الأفكار"
  • مفتي الجمهورية ضيف شرف صالون الحداد الثقافي
  • مفتي الجمهورية يوضح حكم الشريعة في تعطيل العقل عن الفكر والتأمُّل
  • مفتي الجمهورية: لا بد من مراعاة الأعراف والعادات عند إصدار الفتاوى