مطالب الشيوعيين ذات الطابع الشعبي ووضعهم على الساحة السياسية
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
زهير عثمان
مطالبة الحزب الشيوعي السوداني بإشراك المدنيين في مفاوضات السلام بجنيف تعكس أهمية تحقيق شمولية أكبر في العملية السياسية، وضمان تمثيل أوسع لطيف من الفاعلين السودانيين في تلك المفاوضات. لهذه المطالبة عدة قيم جوهرية
ضمان شمولية العملية السياسية أن تمثيل كافة الأصوات: إشراك المدنيين، بما في ذلك الأحزاب السياسية والمنظمات المجتمعية والمجموعات الحقوقية، يضمن أن جميع الفئات المؤثرة في المجتمع السوداني تكون ممثلة في المفاوضات.
تعزيز الشرعية: مشاركة المدنيين تضفي شرعية أكبر على العملية السياسية، حيث يشعر الناس أن مصالحهم ومخاوفهم تؤخذ بعين الاعتبار في القرارات التي تُتخذ في محادثات السلام. تحقيق التوازن في التفاوض
كسر احتكار النخب أن المطالبة بإشراك المدنيين تساعد في كسر احتكار النخب العسكرية أو الحاكمة للمفاوضات، مما يتيح فرصة لتحقيق توازن في السلطة وتقديم رؤية أكثر تنوعًا وشمولية.
تمثيل مصالح الشعب المدنيون يمكن أن يعبروا عن المصالح الأساسية للشعب، والتي قد لا تكون بالضرورة على رأس أولويات القادة العسكريين أو السياسيين الذين يركزون على أهدافهم الخاصة.
تعزيز فرص السلام المستدام
مشاركة واسعة لتحقيق سلام دائم: إشراك المدنيين يزيد من فرص الوصول إلى اتفاق سلام شامل ودائم، حيث أن المشاركة الواسعة تعني التزامًا أوسع بتنفيذ الاتفاقيات وتقديم الدعم الشعبي لها.
تفادي الإقصاء: عدم إشراك المدنيين يمكن أن يؤدي إلى إقصاء بعض الأطراف، مما قد يولد مقاومة أو معارضة تعرقل تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه.
تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان
إعلاء قيم الديمقراطية: إشراك المدنيين في عملية السلام يكرس المبادئ الديمقراطية، مثل المشاركة الشعبية وحقوق الإنسان، وهو ما يمكن أن يعزز الانتقال الديمقراطي في السودان.
حماية الحقوق المدنية: وجود المدنيين في المفاوضات يضمن التركيز على حماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية، ويعزز من إمكانية وضع أطر قانونية تضمن تلك الحقوق في المستقبل.
. تمثيل المجموعات المهمشة هي إعطاء صوت للمهمشين: المدنيون، بما في ذلك النساء والشباب والمجموعات العرقية المختلفة، يمكن أن يمثلوا المجموعات التي غالبًا ما تكون مهمشة في المفاوضات التقليدية. هذا يسهم في معالجة القضايا الجذرية للصراعات في السودان.
أن قيمة مطالبة الحزب الشيوعي السوداني بإشراك المدنيين في مفاوضات السلام بجنيف تكمن في تحقيق شمولية أكبر للعملية السياسية، تعزيز الشرعية والتمثيل الشعبي، وزيادة فرص تحقيق سلام دائم ومستدام يحظى بقبول ودعم جميع فئات الشعب السوداني
وضع الحزب الشيوعي السوداني الحالي يعقد مسألة مشاركته في مفاوضات السلام القادمة بسبب موقفه المعارض لكل من القوى المدنية والعسكرية والمليشيات. هذا الموقف السياسي المنفرد له تأثيرات متعددة على فرص الحزب في الحصول على تمثيل في تلك المفاوضات:
العزلة السياسية ,المعارضة الشاملة: الحزب الشيوعي السوداني يتخذ موقفًا معارضًا ليس فقط ضد الحكومة العسكرية، ولكن أيضًا ضد بعض القوى المدنية التي شاركت في اتفاقات سابقة أو تفاوضت مع العسكريين. هذا يجعله في وضع صعب حيث قد لا يتمتع بالدعم الكافي من أي من الأطراف الفاعلة الرئيسية.
ضعف التحالفات: موقف الحزب المعارض لكل الأطراف يجعله غير جزء من أي تحالفات سياسية رئيسية. وبدون تحالفات، قد يجد الحزب نفسه معزولًا وغير قادر على التأثير على مسار المفاوضات.
التحديات في التأثير على المفاوضات
نقص النفوذ و بدون وجود دعم من القوى المدنية الأخرى أو اعتراف من الأطراف العسكرية أو الدولية، سيكون من الصعب على الحزب الشيوعي أن يؤثر بشكل مباشر على نتائج المفاوضات أو أن يكون له دور فعال فيها.
استبعاد محتمل: بالنظر إلى موقفه، قد يتم استبعاد الحزب من المفاوضات، خاصة إذا رأت الأطراف الأخرى أن مواقفه تعرقل الوصول إلى توافق.
احتمالات المشاركة
ضغوط شعبية ودولية: على الرغم من التحديات، قد يشارك الحزب الشيوعي إذا كانت هناك ضغوط شعبية قوية تطالب بشمولية المفاوضات أو إذا تدخلت أطراف دولية لضمان تمثيل جميع الأصوات السياسية، بما في ذلك الأصوات المعارضة.
استراتيجية المشاركة من الخارج: قد يختار الحزب الشيوعي لعب دور من الخارج، من خلال الضغط والتأثير على الرأي العام أو العمل مع منظمات المجتمع المدني للتأثير على المفاوضات بشكل غير مباشر.
الاستفادة من المعارضة
كسب دعم شعبي: موقف الحزب المعارض قد يجذب الدعم الشعبي من أولئك الذين يشعرون بعدم الرضا تجاه كل من الحكومة والقوى المدنية الأخرى. إذا تمكن الحزب من تنظيم هذه القاعدة الشعبية بشكل فعال، فقد يعزز موقفه السياسي.
الاستعداد لمستقبل مختلف: الحزب قد يراهن على المستقبل، حيث يمكن أن تؤدي التطورات السياسية إلى تغيير ديناميكيات السلطة، مما يتيح له فرصة أكبر للمشاركة لاحقًا.
فرص الانخراط في المستقبل
تغيير الديناميكيات: إذا تغيرت الديناميكيات السياسية بشكل كبير، سواء نتيجة ضغط شعبي أو تدخل دولي، قد يجد الحزب الشيوعي نفسه في وضع يسمح له بالمشاركة في المفاوضات.
التنازل والتوافق: إذا قرر الحزب التنازل عن بعض مواقفه المتشددة والدخول في تحالفات مرحلية، قد يزداد احتمال مشاركته في مفاوضات السلام.
في المجمل، وضع الحزب الشيوعي السوداني المعارض قد يعقد مسألة مشاركته في مفاوضات السلام القادمة، لكنه ليس بالضرورة مستبعدًا تمامًا. الوضع يعتمد على تطورات المشهد السياسي ومدى قدرة الحزب على التكيف مع هذه التطورات أو على التنازل عن بعض مواقفه للوصول إلى توافق مع الأطراف الأخرى.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحزب الشیوعی السودانی فی مفاوضات السلام فی المفاوضات المدنیین فی یمکن أن
إقرأ أيضاً:
رومان سايس: مازلت قادرا على تمثيل المنتخب المغربي والوداد البيضاوي لم يفاوضني للعب له
أوضح رومان سايس، القائد السابق للمنتخب الوطني المغربي، في حوار له مع قناة الكأس القطرية، أن إدارة الوداد الرياضي لم تتفاوض معه للعب مع الفريق خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أنه رأى الخبر منتشرا مثل الجميع، لكنها تبقى مجرد إشاعات، ومشيرا إلى أنه لم يكن هناك أي تواصل بينه وبين النادي بهذا الخصوص.
وعن إمكانية عودته لحمل القميص الوطني مجددا، قال سايس، إنه يريد الاستمرار في الدفاع عن ألوان المنتخب الوطني المغربي ما دام جاهزًا بدنيًا، مؤكدا أن تمثيل المغرب هو أهم شيء في مسيرته المهنية، ومردفا أن الأخبار التي راجت حول اعتزاله اللعب دوليًا تبقى مجرد إشاعات.
وتابع رومان، أنه مر بلحظات صعبة بسبب غيابه عن التنافسية، موضحا أنه لا يزال قادرا على العطاء، وإذا ما وجهت له الدعوة من جديد لتمثيل المنتخب الوطني المغربي سيكون سعيدا، مشيرا إلى أنه لم يفكر يومًا في الاعتزال، ومؤكدا أنه فخور بما حققه رفقة المنتخب في نهائيات كأس العالم قطر 2022.
وغاب رومان سايس عن المنتخب الوطني المغربي منذ نهائيات كأس العالم الأخيرة، شأنه شأن جل اللاعبين الذين خاضوا المونديال، بعدما قرر الناخب الوطني وليد الركراكي، إجراء العديد من التغييرات على لائحة الأسود، حيث من المنتظر أن يكون قائد الكتيبة الوطنية حاضرا في القائمة التي سيتم استدعاؤها لمباراتي النيجر وتنزانيا، شهر مارس المقبل من السنة الجارية، بعدما عاد لأخد رسميته مع فريقه السد القطري.
كلمات دلالية البطولة الاحترافية السد القطري المنتخب الوطني المغربي الوداد الرياضي رومان سايس وليد الركراكي