زرت ذات نهار شقيقتي ليلى (عليها رحمة الله) في بيتها بحي أركويت، ورغم كرمها الفياض، وإلحاحها في السؤال عما أحب أن تقدمه لي، فقد كنت أتفادى الطلبات التي يمكن أن تزعجها بسبب مرض كلاها. ولكن النهار كان قائظاً، وكنت، أنا، منهك من العطش، ورامياني القهوة.
وقلت لها أثناء ارتشاف كباية الموية الباردة الأولى:
- عصير ليمون أول، بعدو القهوة!
وتأنسنا كثيراً، وودعتها، وقلت لها:
- أها من هنا، أنا ماشي على هُدى (أختي) في أبو آدم
واستقبلتني هدى ببشاشتها المعتادة، وأسئلة (نكير)، ثم سألتني:
- أها؟ نفسك في شنو؟
- ولا حاجة، خرمان للونسة معاك بس!
- قالوا بتحب (عصير الليمون)
ودلفت من فورها بعد إلقائها تلك الجملة إلى المطبخ، وجاءت بعد لحظات وهي تحمل أكواب الليمون المثلج.
وبعد ونسة كانت شيقة، فعلاً، ودعتها وقلت لها:
- باقي اليوم بتمو عند (ثريا)، في الدخينات!
ولكن بمجرد وصولي الدخينات، وبعد قولة (سلام) مباشرة، سمعت صوت أزيز الخلاط وهو يخلط ثمار الليمُون اللذيذة، لتحضير النوع الثالث من ليمونادة بنات حرم في ذلك النهار البهيج.
amsidahmed@outlook.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
بنات الجيران
آخر مقالات الكاتب المرحوم #محمد_طمليه…
#بنات_الجيران
30/9/2008
* سأكتب عن الرونق والنظافة والنقاء والسماء عندما تكون في منتهى الزرقة. عن الهواء الطلق والماء الجيد. عن موجة منضبطة تستجيب اذا نودي الى مد او جزر في غير اوقات الدوام. عن زهرة برية لا يوجد لها اسم: عن اصابع الأطفال قبل ان تحمل سكيناً.
مقالات ذات صلة جمال وزوجاته نجوى ولمياء وسعاد(2) 2024/12/25وقبل ان يتلوث الإبهام بإصفرار التدخين:
كانت »الحنفية« الوحيدة في الحي موجودة في بيتنا وبنات الجيران يأتين لأخذ الماء.
احداهن ابتسمت لي: اريد ان اكتب عن تلك الابتسامة.. الابتسامة الوحيدة التي حظيت بها وسط صفع مستمر, وركل دائم..
من منا يتذكر اول مرة تمادى فيها فخرج حبواً بعد العتبة, وأول مرة نام فيها خارج المنزل؟
* من منا؟
** اريد ان اكتب عن ذلك.