وفد تفاوض مليشيا الدعم السريع وفقدان السيطرة على الأرض
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
hussainomer183@gmail.com
بقلم/ حسين بَقَيرة - برمنغهام
السبت الموافق 17/08/2024
مليشيا الدعم السريع الإرهابية أدخلت عادات حربية ضارة بعيدة عن أخلاق السودانيين السمحاء في حالات الحرب والسلم. وأسوأ أفعال المليشيا هي خططها لتدمير السودان، حيث استعانت بمرتزقة اختارتهم بدقة متناهية، متوافرين على صفات معينة: أشخاص منحطون مجردون من الأخلاق والقيم الإنسانية، وتم تدريبهم على التعامل بأعلى درجات الوحشية مع الشعب السوداني، بغية إبادته أو تهجيره قسرياً حتى يتسنى لهم الإتيان بالمستوطنين الجدد من عرب الشتات لاحتلال منازل السكان الأصليين عنوة.
كما هو ماثل أمامنا، هذا المخطط الجهنمي قد تمت تجربته في دارفور منذ عام 2003، حيث تم احتلال حواكير من أصحابها الأصليين. الفرق بين ما يحدث الآن وما حدث في الماضي هو أن ما جرى سابقاً كان في الأرياف والقرى النائية، أما في هذه الحرب فقد تم تطبيقه في العاصمة المثلثة وعواصم ولائية ومدن كبيرة أخرى. إنه مشروع آل دقلو لتحقيق مآربهم بإنشاء دولة "العطاوة" كما زعموا في أكثر من تصريح.
إذا جاز لنا تسمية ما يجري من محادثات في جنيف بالمفاوضات، فمن المعروف للجميع أن التفاوض يتم بين أطراف متصارعة. وبالضرورة، يعمل كل طرف على التموضع ميدانياً وضبط قواته لتسجيل نقاط لصالحه. لكن ما يجري على الأرض من أعمال وحشية ومجازر بشرية من قبل مليشيا الدعم السريع يؤكد عكس ذلك، بل يشير إلى فقدان السيطرة، حيث لا يوجد رابط بين قيادة المليشيا ووفدها في جنيف وقواتها على الأرض. كل يغني على ليلاه! وبالتالي، فإن وفد المليشيا يتكون فقط من أفراد يمثلون أنفسهم ومصالحهم الذاتية مع أعوانهم.
ما يؤكد ذلك هو المجازر البشرية التي حدثت متزامنة مع بدء محادثات جنيف. فقد قامت مليشيا الجنجويد بقتل 8 أشخاص، أغلبهم أطفال، يوم الخميس الموافق 15/08/2024 في قرية مجمع قوز الناقة بولاية الجزيرة، وفقاً لبيان لجان مقاومة أبو قوتة. وذكرت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها أن 85 شهيداً من المدنيين العزل قُتلوا بطريقة بشعة على يد مليشيا الدعم السريع الإرهابية في قرية جلقني بولاية سنار. بالإضافة إلى قصف وتدمير الميناء البري بودمدني بولاية الجزيرة وارتكاب المليشيا مجازر جديدة في مناطق متفرقة من السودان. كل هذه الأحداث تشير إلى فقدان الجنجويد وقادتهم السيطرة، حيث أصبح قادتهم ما بين مختفٍ وهالك. لذا، نشاهد الآن الفوضى العارمة التي رسمها قادة المليشيا وأعوانهم من العملاء، بمساعدة دول الشر، يجري تنفيذها على الأرض.
كما أن وفد المليشيا في محادثات جنيف عبارة عن أصحاب مصالح ذاتية لا علاقة لهم بهموم وقضايا الشعب السوداني، فهم معزولون اجتماعياً وسياسياً، وفاقدون البوصلة والتواصل مع قادتهم الهاربين. أما على الأرض، فلم تبق سوى عصابات من المرتزقة الذين يستبيحون دماء الشعب السوداني، فيما تم تدمير الكتلة الصلبة من مليشيا الدعم السريع وقادتهم في دارفور، خاصة في مدينة الفاشر الصامدة التي أصبحت مقبرة للجنجويد، حيث لم يبق سوى بقايا بلا دليل.
لقد صنعت أمريكا هذا الوفد المفاوض ممثلاً لجسم وهمي لا وجود له على أرض الواقع بشكل متماسك، بهدف إعادة ترميمه وإحيائه من العدم. كما تسعى الولايات المتحدة لرفع الحرج عن نفسها بهذه المحاولة اليائسة، وذلك بتعاون مع عملاء (تنسيقية تقدم) لإعطاء المليشيا الشرعية لارتكاب المزيد من المجازر وانهيار الدولة السودانية. ولكن هيهات، فإن إرادة الشعب السوداني وجدت لتبقى قوية، ظاهرة، وحاضرة على الأرض، ومشاركة في المقاومة الشعبية، ملتفة حول جيشها وقواتها المشتركة الباسلة. من المؤكد أن الشعب السوداني أكثر وعياً من مسرحية جنيف التي تحاك ضده. ستنهار هذه المحادثات ما لم يتم تنفيذ ما اتفق عليه من بنود في اتفاقية جدة، خاصة بند الخروج من منازل المواطنين. يبدو أن هناك استحالة لهؤلاء الأفراد العاجزين الذين يمثلون وفد مليشيا الدعم السريع الإرهابية في التواصل مع عصاباتهم بسبب فقدان السيطرة، وبالتالي لا جدوى من هذه المحادثات التي تطيل أمد المعاناة. إن الشعب السوداني، كأحد أبرز الشعوب، لا أحد يستطيع أن يجبره على تدمير دولته تلبية لرغبة العملاء.
بقلم/ حسين بَقَيرة
المملكة المتحدة
السبت الموافق 17/08/2024
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: ملیشیا الدعم السریع الشعب السودانی على الأرض
إقرأ أيضاً:
اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بالخرطوم ودارفور
الخرطوم- شهد السودان اليوم الأربعاء مواجهات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، خاصة في مدن العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور، وسط استخدام كبير للطيران المسير من قبل الطرفين.
وشهدت مدينة بحري شمال الخرطوم اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ فجر اليوم، وشن الجيش هجوما مكثفا ومتواصلا على قوات الدعم السريع بضاحية شمبات وسط بحري.
وقال مصدر عسكري ميداني للجزيرة إن الجيش تمكن من التوغل في مناطق ببحري مثل ضاحيتي شمبات والعزبة، وأشار المصدر إلى تراجع قوات الدعم السريع إلى ضاحيتي حلة حمد والشعبية.
ويسعى الجيش السوداني للتوغل الكامل بمدينة بحري المحاذية لقيادة الجيش في الخرطوم التي تحاصر من قبل قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب.
قصف بالمسيراتفي الأثناء، قال مصدر عسكري للجزيرة إن قوات الدعم السريع شنت هجوما بسرب من المسيرات الانتحارية على قاعدة الجيش بمنطقة المعاقيل بشندي شمالي البلاد.
وأوضح المصدر أن دفاعات الجيش الجوية تمكنت من صدّ جزء من المسيرات الانتحارية، كاشفا عن إصابة مسيرة انتحارية لأهداف بقاعدة المعاقيل العملياتية، مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف الجيش.
وتبعد قاعدة المعاقيل 150 كيلومترا عن مدينة الخرطوم، ويتخذها الجيش معقلا لجنوده وتضم آلافا من المقاتلين الحربيين.
إعلان اعتداءات واشتباكاتوأفادت مصادر محلية للجزيرة بأن قوات الدعم السريع اقتحمت بلدة القطينة الغربية بولاية النيل الأبيض جنوبي البلاد، وقامت بالاعتداء بالضرب على المواطنين في بلدة القطينة الغريبة قبل أن يتدخل الجيش المرتكز في جبل العرشكول بالاشتباك مع الدعم السريع وإبعادهم من القطينة الغربية.
كذلك يشهد إقليم دارفور مواجهات مستمرة بين الجيش المسنود بالقوة المشتركة لحركات سلام جوبا وقوات الدعم السريع، حيث قالت القوة المشتركة -في بيان صحفي أمس- إنها سيطرت على بلدات في شمال دارفور منها دريشفه والصباح التي تبعد 100 كيلومتر عن مدينة مليط.
ويسعى الجيش والقوة المشتركة لفك الحصار عن مدينة الفاشر التي تعدّ مسرحا عملياتيا ساخنا بين الجيش والدعم السريع.
وشهدت الفاشر -آخر معاقل الجيش في دارفور- صباح اليوم قصفا مدفعيا من قوات الدعم السريع استهدف قيادة الجيش غرب سوق المدينة، بينما شن طيران الجيش غارات جوية على مواقع الدعم السريع في شمال المدينة وشرقها.