لبنان ٢٤:
2024-09-16@14:04:34 GMT

كيف سيتعامل جنبلاط مع حزب الله عند انتهاء الحرب؟

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

كيف سيتعامل جنبلاط مع حزب الله عند انتهاء الحرب؟

يتعامل رئيس الحزب "التقدميّ الإشتراكيّ" السابق وليد جنبلاط مع "حزب الله" منذ 8 تشرين الأوّل الماضي بشكل لافت جدّاً، بحيث يدعم جهود "المُقاومة" في لبنان وفي فلسطين ضدّ العدوّ الإسرائيليّ، علماً أنّه كان من أبرز المطالبين بعدم إقحام وجرّ البلاد إلى النزاع الدائر في غزة. وأيضاً، فإنّ مناطق الجبل كانت ولا تزال في مُقدّمة البلدات اللبنانيّة التي فتحت أبوابها أمام النازحين من الجنوب، وستظلّ على أهبة الإستعداد في حال حدوث أيّ تطوّر أو طارئ بما يتعلّق بالوضع الأمنيّ على الحدود الجنوبيّة.

    
ومرّت العلاقة بين جنبلاط و"حزب الله" بتقلبات كثيرة، وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أنّ الحزب "التقدميّ" خاض الإنتخابات النيابيّة الأخيرة مع حلفائه التقليديين في "قوى الرابع عشر من آذار" مثل "القوّات اللبنانيّة" وحزب "الوطنيين الأحرار" وغيرهم، ضدّ سلاح "الحزب". كذلك، فإنّ "الثنائيّ الشيعيّ" حاول التضييق على المختارة في العام 2022 عبر دعم مرشّحين دروز يدورون في فلك فريق الثامن من آّذار لخرق لوائح "التقدميّ" في عدّة أقضيّة.   في المقابل، فإنّ موقف جنبلاط معروف عندما يتعلّق الأمر بأيّ نزاع مع إسرائيل، وهو سيكون دائماً في الموقع الداعم لأيّ فصيل مُقاوم، أكان "حزب الله" أم غيره. ولكن إذا نجحت المُفاوضات الدائرة بين "حماس" والحكومة الإسرائيليّة وانتهت الحرب برعاية مصريّة وقطريّة وأميركيّة، فإنّ هناك بعض علامات الإستفهام بشأن مُقاربة رئيس "التقدميّ" السابق للعلاقة مع "حزب الله".  
وقد لا يبدو أنّ جنبلاط سيعود إلى مُخاصمة "حزب الله" بعد انتهاء الحرب لعدّة أسباب منها أنّه يُؤيّد الحوار الوطنيّ برئاسة صديقه وحليفه رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ما يعني أنّه ليس بوارد التلاقي مع المُعارضة في التصويت لرئيسٍ لا يُشارك "الثنائيّ الشيعيّ" في انتخابه، وهو أساساً على خلاف مع "القوّات" لأنّها تقف عائقاً أمام إجراء تشاور بين كافة الكتل للتوافق على مرشّح وإنهاء الفراغ الرئاسيّ.  
ثانيّاً من خلال الحوار، فإنّ جنبلاط يُريد إنجاح تسويّة تُريح كافة الأفرقاء لأنّ من شأن هذا الأمر أنّ يُعيد الإستقرار السياسيّ إلى البلاد للإنطلاق نحو مُعالجة المشكلات الإقتصاديّة والإجتماعيّة والمعيشيّة. كذلك، فإنّ "وليد بيك" سينتهج سياسة هادئة بعيدة عن إستفزاز أيّ طرفٍ وخصوصاً المُكوّن الشيعيّ كيّ لا تكون البلاد عرضة لأيّ خضّة أمنيّة في الشارع، في ظلّ رغبة المُعارضة بُمعالجة موضوع السلاح غير الشرعيّ وتطبيق القرارات الدوليّة الضاغطة على "المُقاومة".  
ويعتبر جنبلاط الذي يُعرف بانه أبرز المنادين بالتسويات أنّ أيّ توافق داخليّ بين أغلبيّة الأفرقاء سيُدخل لبنان في استقرار سياسيّ لمدّة مقبولة من الزمن. ولن يُبدلّ رئيس "التقدميّ" السابق دعمه لـ"حزب الله" في أوقات الحرب، وسيستغلّ موضوع سلاح "المُقاومة" في أيّ إنتخابات إنّ كان هذا الأمر يحفظ له المقاعد الدرزيّة الخاصة بـ"اللقاء الديمقراطيّ"، أو قد يدخل في تحالف مع "الثنائيّ الشيعيّ" إنّ دعت الحاجة السياسيّة إلى ذلك، كما حصل في العام 2005.  
ولأنّ جنبلاط من أبرز المراقبين للوضع في المنطقة وسط التقارب العربيّ من إيران ودمشق، وتمدّد طهران في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين، وقيادتها "محور المُقاومة" الذي يرى أنّه سيخرج منتصراً من الحرب مع إسرائيل، فمن المتوقّع أنّ يبقى "التقدميّ" بإيعاز من رئيسه التاريخيّ السابق في موقع الوسط، وسيعتبر أنّ موضوع سلاح "المُقاومة" لا يُمكن مُعالجته في لبنان، وإنّما بحاجة لتسوية كبيرة بين إيران والولايات المتّحدة الأميركيّة إضافة إلى قيام دولة فلسطينيّة وإعادة الأراضي المُحتلّة إلى السيادة اللبنانيّة لإنهاء هذه الإشكاليّة.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الم قاومة حزب الله

إقرأ أيضاً:

حزب الله.. لا تهدئة في ظل الحرب على غزة ولو انتُخب رئيس

ثمة كثير من الحراكات والاتصالات الدبلوماسية والسياسية التي تتعلق بالاستحقاق الرئاسي أو بالمواجهة التي تجري في جنوب لبنان، لكن وراء كل "هذا الغبار" لا يبدو أن ثمة نتائج ملموسة تجاه الملفين معاً.

لقد سادت خلال الأونة الأخيرة سيناريوهات جرى تداولها في أوساط الغربيين نقلاً عن الإدارة الأميركية تفترض أن انفراجاً في الاستحقاق الرئاسي من شأنه أن يشكل مخرجاً لتهدئة الوضع في الجنوب على خلفية أن يتولى الرئيس المنتخب بحكم مسؤوليته الدستورية هذه المهمة، لكن هذا السيناريو يقع في إشكالية جوهرية هي إصرار حزب الله على عدم الموافقة على أي فصل بين "جبهات الإسناد" والوضع في غزة، أي انه ليس وارداً في حساباته ما قبل انتخاب الرئيس أو ما بعد انتخابه أن يوافق على أي تهدئة أو حل في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة الأمر الذي يجعل من هذا السيناريو رهاناً في غير محله.

أما في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، فإن التطور الإيجابي الوحيد الذي شهده هذا الملف فهي المرونة التي أظهرها رئيس مجلس النواب نبيه بري في موقفه الذي أعلنه في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر والذي أعاد التأكيد عليه وتوضيحه عندما أشار الى أنه على استعداد لعقد جلسة واحدة بدورات متتالية في بضعة أيام شارحاً أن بضعة أيام هي أقل من خمسة، إلا أن هذا الموقف لا يعني،كما حاول البعض، أن يشيع بأنه يتضمن تخلياً عن ترشيح رئيس تيار المرده سليمان فرنجية ولا يقدم ضمانات لاكتمال النصاب، خاصة وأن المجلس النيابي بحاجة للحفاظ على دوره التشريعي الأمر الذي يفرض إقفال محضر الجلسات الانتخابية، كما أن المشكلة التي يبدو أنها لا تزال عالقة وهي تمنع حزب "القوات اللبنانية"عن المشاركة في الحوار أو المشاورات التي ستجري وفق دعوة رئيس المجلس.

لكل هذه الاسباب ، ليس من مؤشرات فعلية توحي، بحسب مصادر سياسية متابعة لحراك "الخماسية"، بقرب انفراجات ملموسة وهذا ما يدركه جيداً سفراء اللجنة الخماسية الذين اجتمعوا يوم السبت في قصر الصنوبر، والمبعوثان الأميركي آموس هوكشتاين والفرنسي جان آيف لودريان، لذلك تقتصر فعلياً وظيفة الزيارات المرتقبة لهما إلى لبنان على الدعوة لخفض التصعيد من دون أن تتمكن من تحقيق حلول فعلية للملفين العالقين.

هل ما تقدم، يعني أن الأمور سوف تتجه إلى المزيد من التعقيد والانحدار على المستوى الداخلي، كما أوحى تحذير الرئيس بري من مغبة الوصول إلى الانتخابات النيابية دون التمكن من إجرائها بسبب عقدة القانون الانتخابي الذي يفرض الالتزام بالتعديلات التي تحدد مقاعد نيابية خاصة بالمغتربين وهو ما يحتاج إلى آلية يتعذر انجازها في ظروف البلد الراهنة؟

ما يخص المقاعد النيابية الخاصة بالمغتربين، يفترض بحسب المادة 122 من القانون رقم 44/2017، أن تستحدث 6 مقاعد نيابية جديدة على مستوى القارات، وتوزع على الطوائف الست الكبرى، وهذا الأمر يحتاج إلى قرار في مجلس الوزراء بأغلبية الثلثين، خاصة وأن هذه المادة علقت لمرة واحدة في عام 2022، وبالتالي لم تعلق لانتخابات 2026. ومع ذلك تعتبر مصادر نيابية أنه يمكن أن يصار خلال هذه المهلة إلى تحديد الآلية المعتمَدة لتطبيق هذا البند، أو تكرار سيناريو 2022، والمضيّ بإجراء الانتخابات.

في حقيقة الأمر، من المتعذر على أي كان، بحسب مصادر نيابية، التنبؤ بما سيؤول إليه الأمر بعد ما يقرب السنتين، وهي فترة طويلة نسبياً ومقاربتها على هذا النحو هي مبالغة في التشاؤم. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • حزب الله.. لا تهدئة في ظل الحرب على غزة ولو انتُخب رئيس
  • لبنان... نتانياهو أخطر من شارون
  • رحلة الموت من أجل بطارية شحن في غزة
  • قيادي بحماس: الحركة تريد "حكما فلسطينيا مشتركا" لقطاع غزة بعد انتهاء الحرب
  • حزب الله : لا طريق لعودة المستوطنين إلى الشمال
  • جنبلاط: لتوفير الأموال اللازمة لانطلاقة العام الدراسي
  • «حزب الله»: شن الحرب لا جدوى لها.. لكن سنرد بالمثل على إسرائيل
  • عنصرية وقصر نظر.. هكذا علّق التقدمي الاشتراكي على الحملة التّي تتعرض لها التربية
  • انتهاء أزمة الأهلي وعبدالله السعيد
  • باحث: حكومة نتنياهو محكوم عليها بالوفاة السياسية حال انتهاء الحرب في غزة