بقلم: كمال فتاح حيدر ..
المصائب لا تأتي فُرادى. فبعدما غابت فيروسات شلل الأطفال عن ديار الشرق الأوسط لأكثر من 25 عاما، عادت من جديد لتصيب طفلا فلسطينيا بعمر 10 شهور. ففتحت جبهة جديدة موازية لحملات الإبادة تهدد حياة 600 ألف طفلا داخل المدينة المستهدفة جوا وبحرا وبرا، وتهدد أطفال مصر والأردن وسكان المستوطنات القريبة من الطوق.
لو كانت لدى أمريكا وعصاباتها ذرة واحدة من الإنسانية لبادرت إلى وقف إطلاق النار، وأمرت بتعطيل العمليات الحربية، وابدت تعاونها مع منظمة الصحة العالمية من أجل مواجهة هذه الكارثة، فقد أبدت المنظمة موافقتها على توزيع 1.6 مليون جرعة، في حين باتت فرق الأونروا جاهزة لإدارة اللقاحات. .
آخذين بعين الأعتبار ان فيروسات شلل الأطفال غزت (غزة) في ظروف قاهرة تعرضت فيها محطات التحلية ومنظومات الصرف الصحي للتدمير والخراب. وأصبحت غالبية المستشفيات ومرافق الرعاية الأولية غير صالحة للعمل. بينما الناس في حالة ذهول وخوف وفرار دائم بحثًا عن الأمن والأمان. .
تحتاج غزة الآن لنحو 708 فريقا للعمل في المراكز الصحية و 316 فريقا للتواصل المجتمعي، وهذا ما أكد عليه الأمين العام للأمم المتحدة بخصوص الحاجة إلى تسهيل نقل اللقاحات ومعدات سلسلة التبريد، ودخول خبراء شلل الأطفال، وتجهيز الفرق الصحية بالوقود، وخدمات الاتصال الموثوقة، وزيادة التدفق النقدي للعاملين في مجال الصحة. وشدد الأمين العام على ضرورة السلامة، مشيرا إلى أن حملة التطعيم الناجحة ضد شلل الأطفال تحتاج إلى ضمان سلامة العاملين ومراكزهم الصحية. وناشد جميع الأطراف تقديم ضمانات ملموسة على الفور تضمن توقفاً إنسانياً لحملات الابادة الجماعية، مؤكداً أن اللقاح الشامل ضد شلل الأطفال هو السلام ووقف إطلاق النار الإنساني الفوري. .
كلمة اخيرة: بصرف النظر عما تقدم نحن الآن على مسافة قريبة جدا من كارثة وبائية وانسانية بسبب تفشي الأمراض بين الجياع والجرحى داخل القطاع. فهل ستتدخل جامعة الدول العربية وتطلق نداءات الاستغاثة ؟. ام تواصل سباتها وتغط في نومها العميق. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات شلل الأطفال
إقرأ أيضاً:
وائل الأمين لـ«البوابة نيوز»: الوحدة بين مصر وسوريا كانت رمزًا للتلاحم العربي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الباحث السياسي السوري، وائل الأمين، إن الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958م، حققت تطلعات الشعبين آنذاك وكانت رمزًا للترابط العربي، ولاشك أن اليوم السياسة والأيدولوجيات الدولية تغيرت، وكذلك السياسة المناطقية في شرق المتوسط هذه المنطقة التي مستعدة دائمًا للصراعات ولديها شهية للحروب.
وأضاف «الأمين» -في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»- أن مرحلة الوحدة كانت قوية ودليل على التلاحم العربي العربي، حيث كان هناك ما يسمى ف السابق حلف «س س م» أي مصر وسوريا والسعودية.
وتابع: أن هذا الحلف كان شكل ثقلًا إقليميًا كبير، والآن أصبحت المنطقة تواجه تحديات كبيرًا، آملًا أن تكون الدول العربية متعاونة بشكل كبير مع ما جرى في سوريا مؤخرًا، وأن تتكرر المواقف المساندة للشعب السوري في هذه المرحلة الحرجة جدًا، التي تشهد عدوانًا وتوغلًا للاحتلال الإسرائيلي، في مناطق «جبل الشيخ» بالجولان المحتل، والمنطقة العازلة ما بين سوريا وفلسطين المحتلة.