برغم أن الحاخامية اليهودية في "إسرائيل" لا تعترف بهم، إلا أنهم يصرون أنهم يهود ويسعون لإقامة دولة يهودية خاصة بهم في نيجيريا.

يقولون إنهم لا يسعون إلى الهجرة إلى "إسرائيل" بل هم يريدون مساعدتها في إقامة دولة يهودية "إسرائيل الثانية" في قلب القارة الأفريقية.

تبدأ القصة بحسب تقرير لصحيفة "يديعوت احرنوت" العبرية بالروايات التاريخية حيث وفق بعضها فإنه قبل خروج بني إسرائيل من مصر، هرب عيري مع عائلته ومجموعة أخرى عبر شمال أفريقيا إلى وادي أنامبرا - جنوب نيجيريا الحالية وبالتحديد في منطقة تدعى بيافرا.

هناك أنشأوا معبدهم وحافظوا على العادات اليهودية لآلاف السنين، بحسب زعم الصحيفة.


في عام 1967، تمردت مجموعة من ضباط قبيلة الإيبو (أو: إغبو) على الحكومة المركزية في نيجيريا، وأعلنت بيافرا استقلالها. بعد إعلان الاستقلال، غزت نيجيريا بيافرا وفرضت حصارًا عليها من كل جانب. في نهاية الحرب أُلغي استقلالها وعادت لتكون جزءًا من الجمهورية النيجيرية.



في عام الاستقلال - سبتمبر 1967 - وُلد في ننامدي كانو (هرتزل الجديد)، الرجل الذي سيصبح لاحقًا الأكثر ارتباطًا بحلم استقلال بيافرا.

في مقابلات أجراها كانو، قال: "يوجد 70 مليون بيافري في العالم، 50 مليونًا منهم يعتبرون أنفسهم يهودًا"، وتحدث عن العادات اليهودية التي يتبعونها: الختان، وارتداء الطاليت في الصلاة، وارتداء الكيباه، وقراءة التوراة، والصيام، والأعياد. يدعي أبناء إيبو في بيافرا أنهم أحفاد جاد - ابن يعقوب - عبر ابنه عيري.

مع انتشار الاستعمار البريطاني، ظهرت - كما في أماكن أفريقية أخرى - بعثات المبشرين المسيحيين الذين حاولوا تجريد أبناء إيبو من دينهم. تقول راشيل نوفوسو، مديرة فرع منظمة ننامدي كانو في "إسرائيل": "لقد نجحوا في طمس صلة أبناء إيبو باليهودية، بل وجعلهم يشعرون بالخجل من دينهم. ولكن العديد منهم لا يزالون يعتقدون أنهم اليهود الحقيقيون، وأنه يجب عليهم إنشاء دولتهم في بيافرا والعيش فيها وفقًا لعقيدتهم. ليس لديهم أي رغبة في المجيء إلى إسرائيل، ولا يهتمون بذلك".

تقول نوفوسو للصحيفة العبرية: "الإسرائيليون شديدو الحذر، وهم مقتنعون بأن هذه مجموعة أخرى من 70 مليون أفريقي يحاولون فقط 'ركوب الموجة' على السردية الجينية اليهودية للوصول إلى إسرائيل الحديثة والاستقرار فيها. لكن هذا خطأ. ليس لديهم أي اهتمام بالقدوم إلى هنا. بل بالعكس، يؤمنون بقلوبهم بأن بيافرا هي وطنهم، وبالنسبة لهم، هي التي يجب أن تكون دولتهم اليهودية".

يقول الكاتب الإسرائيلي شاؤول مايزليش، الذي يشغل منصب رئيس "أصدقاء الشعب البيافري"، إنه تحدث عدة مرات مع كانو، وأكد له مرارًا أنه لا يريد جلب مجتمعه إلى "إسرائيل". بل بالعكس، لديه شقة في مدينة حريش، وكان يمكنه الهجرة عندما كان حرًا. ولكنه اختار البقاء هناك قريبًا من شعبه. "هو مخلص لدينه، مخلص لليهودية، مخلص لشعبه، وحلمه الكبير هو إنشاء كيان يعيش فيه البيافريون السود بطريقة تتناسب مع أحفاد قبيلة جاد"، يوضح مايزليش.



يزعم مايزليش، أن البيافريين يتعرضون حاليا للاضطهاد، حيث يستهدفهم تنظيم "بوكو حرام"، ويصل الأمر أحيانًا إلى حد الإعدام بالمناجل. حياتهم كبيافريين يهوديين تحولت إلى جحيم. وتزعم نوفوسو أيضا أن هناك محاولات مستمرة لأسلمة السكان البيافريين، حيث يُعرض على من يرفضون ذلك خيارًا رهيبًا بالنفي من وطنهم إلى المجهول.

تلقي نوفوسو اللوم على اللوم على "بريطانيا الإمبريالية" التي كانت نيجيريا إحدى مستعمراتها وتقول: "بالرغم من أنها غادرت رسميًا في عام 1948، إلا أنها ظلت فعليًا حتى اليوم - بسبب النفط بالطبع"، وتضيق: "في حرب 1967، دعمت بريطانيا النيجيريين، وخسر البيافريون استقلالهم".

وبحسبها وقف الاتحاد السوفيتي أيضا إلى جانب النيجيريين. في المقابل ساعدت جنوب أفريقيا و"إسرائيل" البيافريين من خلال إرسال الأسلحة والذخيرة. يعتقد البيافريون أن قوة بريطانيا تُمكن النيجيريين من اضطهادهم ورفضهم منح الاستقلال لدولة يهودية في بيافرا.

عندما كان في العشرين من عمره، ذهب ننامدي كانو من نيجيريا إلى لندن، حيث درس الإعلام وأسس محطة إذاعية باسم "راديو بيافرا". من خلال البث، وصل إلى منازل عشرات الملايين من الناس، وظهرت دعواته للاحتجاج السلمي على طريقة مارتن لوثر كينغ والمهاتما غاندي في الصحف العالمية الكبرى. لكن في نيجيريا، كان أقل شعبية كقائد وطني كاريزمي، واتهم بالخيانة وتم تصنيف منظمته "IPOB" (اختصارًا لـ "الشعوب الأصلية لبيافرا") كمنظمة إرهابية.

وفقًا لتقرير "بي بي سي"، وعد الرئيس النيجيري السابق محمد بوهاري بـ"سحق" المنظمة. في عام 2015، قُدم كانو للمحاكمة واحتُجز لمدة 19 شهرًا. وصل إلى المحكمة مرتديًا الكيباه والطاليت، وأعلن مرة أخرى أنه يهودي. بعد إطلاق سراحه بكفالة قدرها 300 مليون نيرة (حوالي 800 ألف دولار)، اقتحمت القوات النيجيرية منزل والديه وهددت بقتله. أدت الاحتجاجات حول المنزل إلى مقتل 28 شخصًا من البيافريين، لكن تم إنقاذ كانو وأخرجوه من البلاد.

بدأ الزعيم البيافري يتنقل حول العالم محاولًا تعزيز رؤيته، وفي إحدى رحلاته زار "إسرائيل". ألقى محاضرة في جامعة تل أبيب، واجتمع مع أعضاء الكنيست، وكرر مطلبه بإجراء استفتاء في نيجيريا حول استقلال بيافرا.



قبل حوالي ثلاث سنوات، في 18 حزيران/ يونيو 2021، وصل كانو إلى كينيا، حيث اعتقلته السلطات وتم تسليمه إلى نيجيريا. تقول نوفوسو: "أسرعوا في تسليمه بسبب حالته الصحية. كانوا يخشون الفوضى التي قد تحدث إذا مات لديهم، وفضلوا تسليمه إلى نيجيريا".

في هذه الأثناء، يقلق المقربون من كانو بشأن مصيره ويخشون أن تخطط السلطات في نيجيريا لإعدامه. في الوقت الحالي، ترسل له نوفوسو الأدوية من "إسرائيل".


بحسب مايزليش فإن "إسرائيل، بصفتها الحامية للشعب اليهودي أينما كان، ملزمة أخلاقيًا بمنع إعدام ننامدي كانو، والسماح لرجل يطلب فقط الاستقلال السياسي لشعبه اليهودي بالحصول على محاكمة عادلة. نحن نوضح مرارًا وتكرارًا، ليس لدينا أي رغبة في الهجرة إلى إسرائيل، فهذه ليست دولتنا. السياسيون وأعضاء الكنيست لا ينبغي أن يقلقوا. ما نطلبه هو تدخل إسرائيل على المستوى الدولي لمساعدة الزعيم اليهودي الذي يعاني هو وشعبه من اضطهاد وحشي من قبل السلطات المحلية، بموافقة إمبراطوريات مثل بريطانيا".

يتوقع مايزليش خطوة مهمة من الناحية الدينية أيضًا: "أعتقد أن الخطوة الأولى والضرورية هي مطالبة الحاخامية بالاعتراف بيهودية أبناء الإيبو. بالنسبة لعشرات الآلاف منهم، لديهم جميع الوثائق ذات الصلة، لديهم عشرات المعابد اليهودية، لا يخشون السير بأعلام إسرائيل بشجاعة مذهلة، والأثمان التي يدفعونها لا تُصدق. لدينا علاقات مع نيجيريا، ونحن ملزمون من الناحية اليهودية والأخلاقية والإنسانية الأساسية برعايتهم".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية اليهودية نيجيريا يهود نيجيريا صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی نیجیریا فی عام

إقرأ أيضاً:

الرئيس الإيراني: لا نملك الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على إسرائيل

أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم الاثنين، أن إيران لا تمتلك الصاروخ الذي أطلقته جماعة الحوثي يوم أمس على إسرائيل، مشيرا إلى أن الجماعة حصلت على تكنولوجيا تصنيع الصواريخ وانتاجها.

 

وقال بزشكيان في مؤتمره الصحفي ردا على سؤال لشبكة "الجزيرة"، إن الغرب يعرف ان ايران غير قادرة اصلا على ارسال الصواريخ الى اليمن، فلدينا قوة صاروخية لكننا لا نزود اليمن بالصواريخ، واليمن (الحوثيون) حصل قبل الحرب على تكنولوجيا تصنيع الصواريخ وانتاجها.

 

وأوضح أن الحوثيين "اكتسبوا قوة المقاومة، فهذا لم يحصل خلال يوم واحد او اسبوع واحد او سنة واحدة. ان اكتساب هذه التكنولوجيا غير ممكن خلال سنة واحدة من الحرب. ان لدينا رؤية مشتركة ونحتج على اسرائيل التي تنفذ الابادة الجماعية".

 

وأشار إلى أن اسرائيل ترتكب على مرأى ومسمع العالم، الابادة الجماعية ولا أحد يحتج، مضيفا: إن كان الغرب قلقا ازاء امن اسرائيل، فلم لا يقلق على غزة وفلسطين.

 

وشدد أنه لابد وأن العالم لا يجب أن يسمح لمجموعة مسنودة بالقوى الكبرى، بإبادة الناس الابرياء ومن ثم يقلق من أن إيران ترسل الصواريخ.

 

واعتبر بزشكيان، وساطة الصين بين إيران وبين السعودية لحل المشاكل بأنها خطوة عظيمة لتحسين التضامن في المنطقة، مؤكدا أن علاقة بلاده جيدة مع الصين وروسيا ودول الجوار، وأن إيران تريد أن تعيد الحياة لطريق الحرير وتعزيز التعاون مع الصين


مقالات مشابهة

  • هكذا نجا السنوار من ملاحقة إسرائيل .. تعرف على النظام البدائي الذي هزم واشنطن وتل أبيب
  • مداه 2150 كيلومتراً..الحوثيون يكشفون تفاصيل الصاروخ الذي أطلق على إسرائيل
  • شاهد.. الحوثيون ينشرون صورا لإطلاق الصاروخ الذي ضرب وسط إسرائيل
  • الحوثيون يبثون مشاهد من إطلاق الصاروخ فرط صوتي الذي استهدف عمق إسرائيل
  • الرئيس الإيراني: لا نملك الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على إسرائيل
  • ماذا قال بزشكيان عن صاروخ اليمن الذي استهدف إسرائيل؟
  • الرئيس الإيراني: لا نمتلك نوعية الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على إسرائيل
  • السفير الأمريكي في إسرائيل: لا نعرف ما الذي ترغب حماس في قبوله
  • بعد الثنائية.. الوصل يحلم بالمجد القاري
  • معلومات عن الصاروخ الذي أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل