الأسواق المركزية: معركة الاقتصاد ضد التضخم و الفساد التجاري
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
18 أغسطس، 2024
بغداد/المسلة:
تعد خطوة إعادة افتتاح الأسواق المركزية في بغداد خطوة بالغة الأهمية لتحقيق استقرار الأسعار في السوق المحلية، ودعم الشرائح الفقيرة من المجتمع. يسعى هذا المشروع إلى إعادة دور الدولة في السيطرة على الاقتصاد المحلي، وهو أمر حيوي للعراق في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.
ومع اقتراب افتتاح ثلاثة أسواق مركزية في بغداد، يبدو أن الحكومة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها الاقتصادية والاجتماعية.
و منذ إعلان وزارة التجارة عن قرب افتتاح هذه الأسواق، شهدت الساحة الاقتصادية العراقية تفاعلات متعددة.
يرى المحللون أن هذه الخطوة من شأنها أن تعزز قدرة الحكومة على التحكم في الأسعار، وتمنع التضخم الذي يهدد استقرار السوق.
ومن خلال توفير السلع بأسعار مدعومة، يمكن لهذه الأسواق أن تقدم حلولًا عملية للفئات الأكثر احتياجًا، وتخفف من عبء تكاليف المعيشة. ذلك لأن هذه الأسواق ستستورد بضائعها وفقًا لسعر الصرف الرسمي، مما يضمن وصول المنتجات إلى المواطنين بأسعار معقولة.
هذا التحرك يكتسب أهمية إضافية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العراق. فإلى جانب دورها في تخفيف الضغط الاقتصادي على المواطنين، ستساهم الأسواق المركزية أيضًا في توفير فرص عمل لآلاف الشباب العاطلين عن العمل.
ووفقًا لما أعلنته وزارة التجارة، ستوفر كل سوق مركزي ما لا يقل عن 5000 فرصة عمل، مما يعكس تأثيرًا مباشرًا على تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.
لكن رغم التفاؤل الكبير الذي صاحب إعلان إعادة افتتاح الأسواق المركزية، تبرز مخاوف حقيقية من إمكانية استغلال المشروع من قبل جهات متنفذة. فتجربة العراق مع الفساد الإداري ليست بجديدة، وهناك خشية من أن تتحول هذه الأسواق إلى بؤر فساد جديدة، تستغلها أطراف معينة لتحقيق مكاسب شخصية على حساب مصلحة المواطنين. لذلك، يظل التحدي الأكبر للحكومة هو ضمان شفافية العملية وضبط الرقابة لمنع أي تجاوزات قد تؤدي إلى انحراف المشروع عن مساره الصحيح.
تأسيس الأسواق المركزية في العراق عام 1981 تحت مسمى “الأورزدي باك” كان يهدف في الأصل إلى توفير منتجات متنوعة من مختلف أنحاء العالم بأسعار مناسبة. واليوم، يُعاد إحياء هذا المشروع في إطار جهود أكبر لتحسين الاقتصاد المحلي. لذا، فإن نجاح هذا المشروع سيعتمد بشكل كبير على قدرة الدولة في إدارة هذه الأسواق بشكل فعّال ومنع أي محاولات لاستغلالها من قبل المتنفذين.
في النهاية، يُنظر إلى إعادة افتتاح الأسواق المركزية كخطوة صحيحة وضرورية، يتوجب على الحكومة تنفيذها بحذر لضمان تحقيق الأهداف المرجوة منها. تحقيق التوازن بين تقديم الدعم للفئات المحتاجة وضبط الفساد سيكون العامل الحاسم في نجاح هذا المشروع على المدى الطويل.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الأسواق المرکزیة هذا المشروع هذه الأسواق
إقرأ أيضاً:
مأرب: افتتاح قرية “قطر الخير”تحوي 55 وحدة سكنية للنازحين الأكثر احتياجاً
شمسان بوست / مأرب:
افتتح في محافظة مأرب قرية “قطر الخير”، التي تهدف إلى توفير مأوى آمن ومستدام لـ 55 أسرة محتاجة، في خطوة تعكس التكاتف الإنساني لدعم الأسر المتضررة وتحسين ظروف معيشتها.
وجرى الافتتاح بحضور ممثلين عن الجهات الرسمية، والوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، إلى جانب عدد من مسؤولي المكاتب الحكومية في المحافظة.
وتم تنفيذ المشروع بتمويل كريم من أبو خالد عبر السيدة أم أحمد من دولة قطر، وبإشراف جمعية التآخي للأعمال الإنسانية وتنفيذ جمعية النور الخيرية.
وتتميز قرية “قطر الخير” بتصميمها المدروس لتلبية الاحتياجات الأساسية للأسر النازحة، حيث تتكون المدينة من 55 وحدة سكنية، توفر سكنياً كريماً للأسر المستفيدة، وتسهم في تحسين مستوى معيشتهم، بالإضافة لمدرسة ووحدة صحية ومسجد.
ويأتي هذا المشروع في إطار الجهود المستمرة لتخفيف المعاناة الإنسانية وتعزيز الاستقرار الاجتماعي.
من جانبه، أشاد المسؤولون الذين حضروا الافتتاح والقائمون على المشروع بالدور الكبير الذي تلعبه مثل هذه المبادرات في دعم النازحين، مؤكدين أن قرية “قطر الخير” تمثل نموذجًا يُحتذى به في العمل الإنساني، لما تعكسه من تعاون بين الجهود المحلية والدولية لتحقيق الخير والمساعدة.
ويعدُ هذا المشروع واحداً من المبادرات الرائدة التي تؤكد أهمية الدعم الإنساني المستدام، وتبرز روح العطاء التي تسهم في تحسين حياة الفئات الأكثر احتياجاً.