حزب الله يراقبه وينتظر: التيار بدأ بـاللبننة وانتهى بـالجبرنة!
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
لم يتدخل "حزب الله" بعد في ما يشهده حليفه (حتى إشعار آخر) "التيار الوطني الحر" من خلافات وانشقاقات تهدد وحدته وعلاقاته مع الآخرين وعلى رأسهم "الحزب" نفسه في حد ذاته حيث يقوم بينهما تفاهم مار مخايل منذ عام 2006 على رغم ما مر به هذا التفاهم من انتكاسات خصوصا في السنوات الأخيرة، وتحديدا منذ فجر الاستحقاق الرئاسي الذي بزغ في إيلول 2022 ولم تشرق شمس صباحه بعد.
ومن الطبيعي أن يكون "الحزب" من أبرز المعنيين مباشرة بما يحصل في "التيار" كونهما حليفان خاضا معاً كثيراً من المعارك السياسية المشتركة منذ ما قبل العام 2006 وحتى اليوم في مواجهة خصومهما السياسيين وقد انتصرا في بعضها وخسرا في البعض الآخر قبل ان تدخل العلاقة بينهما في مرحلة من البرودة وتحديدا منذ السنة الاخيرة من ولاية الرئيس ميشال عون التي انتهت في 31 تشرين الاول 2022 وازدادت بعدها برودة لتبلغ حدود القطيعة أو الطلاق نتيجة الخلاف بينهما حول الاستحقاق الرئاسي وخياراتهما المتباعدة في شأنه، بغض النظر عن الأسباب المبررات الاخرى التي قدمها رئيس التيار جبران باسيل لهذا الخلاف ومنها اتهام "الحزب" بالخروج على "مبدأ الشراكة". لكن الخلاف بين "التيار" و"حزب الله" شكل احيانا سبباً من الأسباب الانقسام الحاصل داخل "التيار" نفسه لان التياريين منقسمين ايضا بين متمسك بالتحالف مع الحزب وبين داع الى الخروج منه. ومع ان "الحزب" لم يتدخل في النقاش الذي كان يدور في داخل التيار وتحديدا بين باسيل وبعض النواب التياريين الذين لا يشاركونه الرأي في كل ما يذهب إليه، فقد بدأ هذا الخلاف والانقسام داخل "التيار" يترجم حاليا بقرارات تتخذها قيادته بإقالة عدد من قيادييه من نواب وغير نواب ودفع البعض من هؤلاء إلى الاستقالة من مثل حالتي النائب ألان عون الذي أُقيل والنائب سيمون أبي رميا الذي استقال طوعاً على ان يلتحق بهما آخرون قريبا كون باسيل ماض في قراراته الاقصائية لكل من يعارض قراراته وتوجهاته الهادفة للاستحواذ كليا على التيار بكل مفاصله وخياراته في ظل وجود الرئيس المؤسس ميشال عون. أين حزب الله؟ في خضم هذه التطورات "التيارية" يسأل كثيرون: أين حزب الله حليف التيار مما يجري فيه؟ وما هو موقفه منه؟ وهل أن ما يجري يؤثر سلبا على التحالف القائم بينهما والذي يمر في مرحلة صعبة منذ العام 2021 تحديدا، ولكن اي منهما لم يخرج منه؟
يقول أحد النواب المقالين من التيار إن أي تواصل بينهم وبين حزب الله لم يحصل بعد. ولكن مصادر مطلعة على موقف "الحزب" اكدت أنه يعتبر ان ما حصل في التيار أمرا مهما يستدعي التوقف عنده ولكنه لا يمكن للحزب إلا أن يراقبه ويتابعه قبل ان يتخذ منه أي موقف نهائي. وتضيف "ان الحزب حاذر دوماً التدخل في ما يحصل في داخل التيار لكونه شأنا داخليا. كما ان الحزب لم يلعب يوما على التناقضات بين التياريين على رغم خلافه السياسي الكبير مع قيادة التيار. وإشارت المصادر نفسها الى أن الحزب على علاقة صداقة مع الجميع في قيادة التيار لكنه لم يدرس هذا الملف الخلافي بالتفصيل بعد تمهيدا لإتخاذ أي موقف منه، وهو ينتظر ما ستؤول إليه الحالة السائدة قبل أن يبني على الشيء مقتضاه الطبيعي. ذكي وليس حكيماً وتقول المصادر المطلعة نفسها "أن الحزب يعترف لباسيل أنه ذكي لكنه في الوقت نفسه يرى أن باسيل وعلى رغم من ذكائه ليس حكيما، ولو كان يمتلك الحكمة لكان أوتي خيرا كثيرا تبعا لاحدي الآيات القرآنية. والحكمة معناها هو وضع الشيء في موضعه، ولكن ما يقوم به باسيل داخل التيار وخارجه لا ينم عن أي حكمة، فهو لا يضع الشيء في موضعه الصحيح، فهو لم يختلف إلا مع جميع المؤسسين في التيار منذ أن نشأت الخلافات في داخله وامتدت إلى خارجه وادت الى خروج أو إخراج عدد كبير منهم حتى الآن والحبل على الجرار".. ويذهب أحد السياسيين الذين كانت له جولات حوارية ونقاشية طويلة مع باسيل الى اختصار ما آل إليه "التيار الوطني الحر" حتى الآن بالقول أنه "انتقل من اللبننة إلى المسحنة فالعوننة فالجبرنة". ويشرح هذا السياسي ذلك بالقول "أن التيار بدأ عاملا على اساس شعارات الوطنية كبرى تدغدغ أحلام كثير من اللبنانيين لكنه ما لبث أن تحول إلى الحديث عن "حقوق المسيحيين وصلاحيات رئيس الجمهورية وتعديل الدستور المنبثق من اتفاق الطائف، ثم تحول إلى العوننة بجعل نفسه ملكا لشخص عون، ثم إلى الجبرنة(نسبة الى جبران باسيل) حيث صار شغله الشاغل خدمة فريق باسيل ومصالحه الخاصة. ولذلك في اختصار، يقول المصدر، "إن التيار الوطني الحر"بدأ باللبننة وانتهى بالجبرنة" اي بدأ حزبا لبنانيا يضم الجميع وانتهى حزبا يضم او بدأ يضم مؤيدي جبران باسيل فقط"... وعلى رغم من ذلك يقول السياسي نفسه "أن حزب الله حرص دوماً على وحدة التيار وشدد عليها وتمسك بها فلم يتدخل سابقا ولا سيتدخل الآن في هذا الشأن الداخلي ولكنه في الوقت نفسه حريص على عدم القطع مع قيادة التيار وكل النواب والقياديين التي يخرجون أو يُخرجون منه، وحتى لو ادى ذلك الى ولادة اتجاه سياسي ثالث فإنه سيحرص على ألا يكون بعيدا عنه لأن جميع الخارجين من التيار حتى الآن تربطهم بالحزب علاقات متينة وهو يتفهم موقفهم، ولكنه لا يحرض اي منهم على أي خطوة من شأنها ان تؤجج الخلاف داخل التيار وضد قيادته التي تتخذ هذه الايام قرارات وإجراءات ستتحمل وحدها المسؤولية عن التبعات التي تترتب على التيار وعلاقته مع الافرقاء الآخرين ومنهم حزب الله. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: داخل التیار حزب الله على رغم
إقرأ أيضاً:
إيران وابنها البكر.. موجة تحولات جذرية تنتظر حزب الله
كشفت استراتيجية إيران الإقليمية عن طموحات توسعية تهدف إلى تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط، وذلك من خلال مشروع أُطلق عليه لاحقا "الهلال الشيعي". ويهدف هذا المشروع إلى ربط إيران ببعض الدول العربية التي تشهد وجوداً شيعياً، مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن، لتشكيل محور نفوذ إيراني يمتد من طهران إلى بيروت.
ولتطبيق هذا المشروع، عملت إيران على إنشاء شبكة من الحلفاء والميليشيات في المنطقة، أبرزها حزب الله في لبنان، الذي يعتبر الذراع العسكري لإيران في لبنان.
ومنذ تأسيسه في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، لعب حزب الله دوراً محورياً في تعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة، إذ بفضل الدعم المستمر بالسلاح والتدريب والتمويل، استطاعت إيران أن تحول الحزب من مجرد جماعة مسلحة محلية إلى قوة عسكرية تمتلك ترسانة من الأسلحة والصواريخ، ليصبح رأس الحربة في مشروعاتها التوسعية، ما أكسبه دوراً مركزياً في صراعات المنطقة، من سوريا واليمن إلى العراق ولبنان.
وعقب هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 واندلاع الحرب في غزة، أعلن حزب الله فتح جبهة جنوب لبنان بهدف "دعم وإسناد" القطاع.
أدوار عسكرية متعددة
"يمثل حزب الله أهمية استراتيجية بالغة للنظام الإيراني على المستويات العسكرية، السياسية، والعقائدية"، كما يؤكد الخبير في الشؤون الإيرانية، حسن راضي، ويوضح أن "الحزب لعب دوراً محورياً في تحقيق أهداف إيران الإقليمية عبر بناء قوة ضاربة في المنطقة، من خلال تدريب الميليشيات في سوريا، اليمن، والعراق، وتطوير أسلحة متقدمة لهذه الميليشيات، مثل الصواريخ والطائرات المسيّرة".
من جانبه، يصف الكاتب والباحث السياسي جورج العاقوري حزب الله بأنه "الابن البكر لتصدير الثورة الإيرانية". ويؤكد أن قوة الحزب لا تقتصر على الجانب العسكري، بل "تمتد لتشمل الأبعاد الأمنية والاستخباراتية والاقتصادية والمالية، مما جعله أداة رئيسية في تحقيق الأهداف الإقليمية لإيران"، كما يشير إلى أن الحزب يمثل "نافذة لإيران على البحر المتوسط والجبهة مع إسرائيل".
وأمس، الاثنين، كشف الجيش الإسرائيلي، أن النظام الإيراني يعمل منذ عقود على تمويل وتزويد جميع وكلائه في الشرق الأوسط بالأسلحة، وعلى رأسهم حزب الله. وأوضح الجيش أن إيران، بالتعاون الوثيق مع حزب الله، أنشأت محاور سرية عبر الأراضي السورية إلى لبنان، حيث نقلت من خلالها آلاف الشاحنات والمئات من الطائرات المحملة بالصواريخ ومكونات أخرى للوسائل القتالية على مدار سنوات طويلة.
وأضاف الجيش في بيان أن "وحدة 4400"، وهي المسؤولة عن تسليح حزب الله، تدير هذا الجهد. وتأسست هذه الوحدة عام 2000 لتتولى تهريب الأسلحة إلى داخل الأراضي اللبنانية من إيران ووكلائها، بهدف تعزيز مخزون الأسلحة لدى حزب الله إلى أقصى حد. كما أشار البيان إلى أن الوحدة أنشأت منذ تأسيسها العديد من المحاور الاستراتيجية على الحدود السورية اللبنانية لتسهيل عمليات التهريب.
ودعم حزب الله استراتيجية إيران الإقليمية لتحقيق أهدافها السياسية والعسكرية باستخدام أدوات عدة أبرزها، كما يقول العاقوري، "سيطرته على القرار السياسي والأمني في لبنان بفضل قوته العسكرية والدعم المالي الإيراني، ما مكّن إيران من التأثير في الشؤون الداخلية اللبنانية واستخدام لبنان كقاعدة أمامية لتحقيق مصالحها الإقليمية".
ويضيف العاقوري أن حزب الله شارك في الصراعات الإقليمية نيابة عن إيران، مستشهداً بدوره في الحرب السورية لدعم نظام بشار الأسد.
ويقول "شكّل حزب الله، بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني والفصائل الحليفة، قوة عسكرية أساسية حالت دون سقوط نظام الأسد، الذي كان على وشك الانهيار بعد سيطرة المعارضة على نحو 70-80% من الأراضي السورية في بدايات الثورة. هذا التدخل ساهم في تعزيز النفوذ الإيراني في سوريا وضمان استمرارية طريق الإمداد البري من طهران إلى بيروت بعدما أضحت إيران على تماس من خلال جبهة الجنوب مع إسرائيل وحاضرة على البحر المتوسط".
كما ساهم حزب الله في إنشاء وكلاء إقليميين لإيران عبر تدريب الميليشيات الشيعية المدعومة من طهران في العراق واليمن وسوريا، وفق العاقوري، حيث "قدم الدعم اللوجستي والعسكري لهذه المجموعات، مما عزز قدرة إيران على ممارسة نفوذها في مناطق الصراع".
ويضيف أن لدى حزب الله شبكات أمنية "ممتدة من أميركا اللاتينية إلى بعض الدول الخليجية وأفريقيا وأوروبا، فضلاً عن شبكات إعلامية ومؤسسات ثقافية، تستخدم لنشر أيديولوجية ولاية الفقيه وتعزيز صورة إيران بهدف تصدير الثورة الإسلامية".
ويلفت العاقوري إلى أن "سياسات الحزب العدائية تجاه دول الخليج العربي أضرّت بعلاقات لبنان الاقتصادية، ما أدى إلى تراجع كبير في الودائع الخليجية في المصارف اللبنانية وتبادلها التجاري مع لبنان، وقد انعكس ذلك بشكل دراماتيكي على النمو الاقتصادي".
"تأخرنا نصف ساعة".. وزير إيراني يقرّ بضربات إسرائيل الاستخباراتية أقرّ وزير الاستخبارات الإيراني السابق محمود علوي، بأن وزارته فشلت في التعرّف على منفذي اغتيال العلماء النوويين، ولم تستطع حتى اكتشاف الطريقة، التي نُفذت بها هذه الاغتيالات.ما قبل 8 أكتوبر ليس كما بعده؟
ما يميز حزب الله عن بقية الميليشيات التابعة لإيران كونه "ميليشيا إيرانية مباشرة"، كما يقول راضي، ويوضح قائلاً "حزب الله يعد بمثابة نسخة خارجية من الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس، فهو امتداد فعلي للحرس الثوري في لبنان وسوريا واليمن. بل إنه تفوق على فيلق القدس من حيث القوة، حيث يوازي قوة الحرس الثوري الإيراني عسكرياً وعقائدياً، بالإضافة إلى ولائه المطلق للمرشد الأعلى وتنفيذه الكامل لأوامره، واعتماده بشكل كامل على توجيهاته وتعاليمه".
ومع ذلك، يؤكد راضي أن حزب الله تعرض لضربات موجعة خلال الحرب الحالية مع إسرائيل أثرت بشكل كبير على قياداته العسكرية والسياسية، مما أضعف قدرته على تنفيذ أجندة إيران الإقليمية، ويقول "إيران لم تعد قادرة على تحقيق أهدافها الإقليمية كما في السابق، نتيجة تراجع قوة حزب الله".
كذلك يرى العاقوري أن حزب الله يواجه تحولاً جذرياً نتيجة الحرب الحالية مع إسرائيل، مشيراً إلى أن "الحزب ما قبل 8 أكتوبر 2023 ليس كما بعده".
ويشرح أنه "على الصعيد اللبناني، فقد الحزب جزءاً كبيراً من قوته الداخلية والصورة التي رسمها عن نفسه. فالحرب الحالية ستؤدي إلى إضعاف دوره العسكري في لبنان، الذي أصبح محل نقاش جدي محلياً ويشكل شرطاً أساسياً لإنهاء الحرب"، متوقعاً أن يقتصر مستقبل الحزب على دوره السياسي ضمن الإطار اللبناني، أسوة بباقي الأحزاب المحلية.
"وحدة الساحات" وتفكيكها.. من فاز ومن خسر بعد 7 أكتوبر؟ قبل الحرب في غزة دائما ما كانت إيران ووكلائها في المنطقة يروجون للشعار المتعلق بـ"وحدة الساحات"، من منطلق القوة والتنسيق الفعّال، والأوراق التي يمسكون بها على الأرض، وذلك في حال اندلعت أي مواجهة فعلية ومباشرة على الأرض بمواجهة إسرائيل.أما على الصعيد الخارجي، "فقد أصبحت قدرة حزب الله على لعب دور إقليمي موضع شك كبير نتيجة الحرب الدائرة، خاصة بعد فقدانه عدداً من قادته وعناصره، بما في ذلك أمينه العام حسن نصر الله"، ويقول العاقوري "الحرب الحالية ستسفر عن تقليص كبير لدور حزب الله خارج لبنان، وربما القضاء عليه تماماً، إذ أن أحد الأهداف الرئيسية لهذه الحرب هو الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة".
ويشير إلى أن "الدور الإقليمي لحزب الله كان استثنائياً وغير تقليدي ضمن إطار عمل الأحزاب التقليدية"، معتبراً أن الشرق الأوسط يمر بمرحلة انتقالية جديدة مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض"، ويضيف أن "الاستراتيجية الإيرانية لتصدير الثورة ستواجه انحساراً ملحوظاً، مما سيمهد الطريق لمرحلة تطبيع بين الدول العربية وإسرائيل. هذه المرحلة تتطلب تعزيز الاستقرار الإقليمي واحتواء أي تهديدات قد تعرقل هذا المسار".
وفيما يتعلق بإمكانية تعويض تراجع قوة حزب الله من خلال الاستناد على ميليشيات أخرى، يشير راضي إلى أن إيران "قد تعتمد على الميليشيات العراقية والحوثيين"، لكنه لفت إلى التحديات التي تواجه هذه الاستراتيجية، "فالميليشيات العراقية تعاني من قيود مفروضة بفعل الوجود الأميركي وسياسات الحكومة العراقية، بينما الحوثيون، بحكم كونهم جزءاً من دولة ذات مصالح سياسية، لا يمكنهم تنفيذ أجندة إيران بشكل كامل".
ويختم راضي حديثه بالقول "النظام الإيراني استثمر عقوداً في بناء حزب الله وتجهيزه، ولا يمكن تعويض ما خسره من قوته بسهولة حيث يحتاج الأمر لعقود"، ويشدد على أن "الضربات التي تلقاها الحزب، بالإضافة إلى الميليشيات الأخرى، أضعفت النفوذ الإقليمي لإيران بشكل كبير، ومن الصعب جداً أن تستطيع لعب دورها الإقليمي كما كان قبل 7 أكتوبر".