الثورة / مصطفى المنتصر
مسؤوليات كبيرة ومهام عديدة ومعقدة في ظل أوضاع صعبة وحساسة بالتزامن مع عدوان أمريكي إسرائيلي ظالم وتبعات كارثية لعدوان وحصار جائر لتحالف إجرامي أرعن طيلة عقد من الزمن ضاعفت من الأعباء وعمقت المعاناة، كل تلك التحديات والصعاب مهام وملفات مطروحة على طاولة ومسؤوليات حكومة البناء والتغيير التي يأمل المواطن الصامد أن تحظى من اسمها بنصيب وافر وان تتمكن من تجاوز تلك العقبات وتنجز والمهام العسيرة وتنجح في المصفوفة التي تنتظرها من الإصلاحات والتغيير والبناء.


ومع تلك المعطيات المتعددة والعقبات المعقدة ينتظر المواطن البسيط تغييراً وتحسناً في مستوى الخدمات والأداء الذي يجب على الحكومة الجديدة وضعه في سلم أولوياتها، ناهيك عن ضرورة معالجة أوجه الاختلال فيما يخص الأداء الحكومي، والقصور في الإجراءات واللوائح المتواجدة في الوزارات، وكذلك البدء في إنهاء حالة الانقسام، أو التداخل والتضارب بين مختلف التخصصات في بعض المجالات، وسد الفجوة بين الوزارات والمؤسسات.
بالمقابل يتشبث المواطن اليمني ببصيص من الأمل في إعلان هذه الحكومة التي بلا شك وجدت للتخفيف من معاناة المواطنين فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي والمعيشي، بالإضافة إلى جملة من المهام الضرورية التي تصب في مجملها في خدمة المواطن وتحسين الخدمات والحد من الفساد.
مواطنون عبروا عن ارتياحهم إزاء هذا الإعلان الرئاسي الذي تضمن تشكيل حكومة التغيير والبناء وما تضمنه من تغييرات كان لا بد منها ولا سيما في ظل الوضع الاقتصادي والحرب العدوانية على بلادنا من دول الاستكبار العالمي.
وضع صعب وحساس
البداية مع بشير محمد النقيب الذي أشار إلى أن هذه التشكيلة الحكومية الجديدة جاءت في وضع صعب وحساس ومرحلة لا تشبه سابقاتها من حيث التحديات والعقبات الكبيرة التي تواجه بلادنا على اختلاف أن الحكومة السابقة كانت حكومة حرب أثناء العدوان، إلا أن اليوم ومع معركة طوفان الأقصى تخوض بلادنا حرباً أوسع واشمل بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية الخطيرة التي تواجهها بلادنا بعد تسعة أعوام من العدوان والحصار.
وأضاف أن الحكومة اليوم معنية بتقديم ولو الشيء اليسير من الخدمات الأساسية والضرورية التي تلبي حاجات المواطن وتجعله يشعر بالتحسن الملحوظ بعد الركود الجاثم على صدور الناس وحياتهم بفعل الحصار الجائر والعدوان الغاشم على بلادنا، منوها بضرورة أن يكون الجميع على مستوى المسؤولية في ممارسة أعماله وأن يكونوا عند ثقة القيادة والشعب بهم.
وأشار النقيب إلى أن المعاناة التي يعيشها المواطن يجب أن تكون معالجاتها في أولوية اهتمام الحكومة وتسعى إلى تسخير جل اهتمامها في تخفيف المعاناة وتحسين الخدمات بعيدا عن الشعارات الإعلامية التي مل الناس منها، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون الأداء الحكومي يعبر عن روح الانسجام والفاعلية في الميدان الذي بلا شك يشعر المواطن بأنه أمام تغيير فعلي.
تتميز عن سابقاتها
بدوره يرى فضل المصعبي أن الحكومة الجديدة تتميز عن أي حكومة سابقة في اليمن في أنها لم تكن حكومة محاصصة أو تقاسم، بقدر ما كانت شاملة وكفؤة، تعبر عن مختلف أطياف ومكونات الشعب اليمني، بالإضافة إلى أنها عكست حرص القيادة على تخفيف النفقات والاعتمادات غير الضرورية من خلال تقليص عدد الوزارات ودمج بعض الوزارات ببعضها، مما يجعلها حكومة للبناء والتغيير وليس كما يرى البعض محاصصة وتقاسم ونسب وما إلى ذلك.
وأضاف المصعبي: لقد شبع الناس من الكلام المستهلك والخطب الرنانة والوعود الزائفة، وقد ولى هذا العهد إلى غير رجعة، فهذه الحكومة إلى اختيرت بعناية ودقة هي معنية اليوم قبل غيرها بإثبات جدارتها وأهليتها لهذه المهمة المقدسة التي يقف فيها الشعب وقيادته المباركة وكل الشرفاء من هذه الأمة في مواجهة الصلف الصهيوني الأمريكي المجرم وجنبا إلى جنب مع شرفاء الأمة في محور المقاومة وليس هناك عذر لمن يتساهل مع حجم المهمة وخطورة المرحلة وصعوبة تجاوز أي تقصير أو تفريط في الأداء والعمل.
فيما يرى عبدالواحد فارس أن إعلان التغييرات الجذرية هو بمثابة بارقة أمل لهذا الشعب المقاوم والصامد، مشيرا إلى أن هذه الحكومة قادرة على إحداث التغيير المطلوب من خلال تبني برامج واضحة وأولويات محددة وطموحة، يمكن أن تسهم في تحسين الأوضاع المعيشية الصعبة في مجال الخدمات الصحية والتعليمية، ومواصلة محاربة الفساد وإزالة الفاسدين.
وأشار إلى ضرورة أن تقوم الحكومة بإعداد قاعدة قوية ومتينة لمهامها وتأسيس قواعد راسخة للبناء والتنمية في وطن حرم على مدى عقود من التنمية المستدامة والنهضة الشاملة، منوها بأن البلد يمر بمرحلة مصيرية وخطيرة، تتطلب جهوداً مخلصة وصادقة، لتجاوز التحديات التي تعترض طريقه.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: بالإضافة إلى إلى أن

إقرأ أيضاً:

تحليل أمريكي: ما أبرز التحديات التي ستواجه ترامب بشأن القضاء على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)

سلط مركز أبحاث أمريكي الضوء على أبرز التحديات التي تواجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن القضاء على جماعة الحوثي في اليمن التي تشن هجمات على سفن الشحن والسفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر.

 

وقال مركز "المجلس الأطلسي" في تحليل للباحث إميلي ميليكين وترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقول إن إدارته ستضمن "القضاء التام" على الحوثيين في اليمن، وهو يُعزز قوته العسكرية لإثبات ذلك.

 

وأضاف "قد أمضى ترامب الأشهر الأولى من ولايته الثانية في تصعيد الضربات العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين ردًا على هجماتهم على سفن الشحن الدولية في البحر الأحمر. وقد ألحقت الحملة العسكرية الأمريكية المتجددة أضرارًا جسيمة حتى الآن، حيث قُتل ما لا يقل عن 57 شخصًا، بينهم مسلحون حوثيون ومدنيون يمنيون. كما استهدفت الحملة مخازن أسلحة وطائرات مسيرة ومنشآت تخزين صواريخ في محاولة لإضعاف قدرة الحوثيين على ضرب طرق التجارة في البحر الأحمر.

وحسب التحليل فإنه مع الخسائر المتتالية الأخيرة لقيادات وكلاء إيران الآخرين، قد يبدو زوال الحوثيين أمرًا محسومًا. إلا أن هذا الافتراض يُقلل من شأن قدرة الحوثيين على الصمود، وقدرتهم على التكيف الاستراتيجي، ونفوذهم المتجذر في اليمن.

 

"تتطلب تحديات استهداف المتمردين اعتراف إدارة ترامب بأن النهج العسكري البحت لن يحقق هدف واشنطن المتمثل في "الإبادة الكاملة". وفق التحليل.

 

ودعا المجلس الأطلسي إدارة ترامب إلى اتباع استراتيجية متعددة الجوانب، تجمع بين زيادة العمليات الاستخباراتية على الأرض، وتكثيف عمليات الاعتراض البحري، ودبلوماسية إقليمية فعّالة للضغط على الجهات الخارجية، وخاصة روسيا والصين، لمنعها من تعزيز قدرات الجماعة من خلال حوافز اقتصادية مثل تخفيف العقوبات أو التهديد بزيادة الرسوم الجمركية.

 

صمود الحوثيين

 

يضيف التحليل "على الرغم من التدخل العسكري القوي للتحالف الدولي بقيادة السعودية ضد الجماعة منذ استيلائهم على العاصمة صنعاء عام 2014، حافظ الحوثيون على سيطرتهم في اليمن ووسّعوها. وقد تطورت الجماعة المتمردة الصغيرة إلى قوة عسكرية هائلة، مع دعم دولي ناشئ يُمكّنها من توسيع نطاق تهديداتها البحرية".

 

وأشار إلى أن أحد أكبر التحديات في القضاء على الحوثيين يكمن في تحييد قيادتهم، وخاصة زعيمهم الكاريزماتي عبد الملك الحوثي، الذي لعب دورًا حيويًا في التنظيم منذ توليه قيادته عام 2004.

 

وقال "على عكس المنظمات الأخرى المدعومة من إيران، يتمتع الحوثيون بهيكلية وراثية، ويتمركزون بشكل كبير حول الحوثي وعائلته. ستُشكّل خسارة الحوثي ضربة قوية للتنظيم، لا سيما وأن عدم وجود خليفة واضح سيعني على الأرجح أن الجماعة ستحتاج إلى التركيز على إخماد التنافسات الداخلية بدلاً من العمليات. لكن القضاء على الحوثي سيكون مهمة شاقة".

 

ثغرات في الاستراتيجية الأمريكية

 

ورجح أن تُعيق محدودية المعلومات الاستخبارية الميدانية في اليمن قدرة الولايات المتحدة على تتبع الحوثيين. وقد تكرر هذا الواقع في أوائل العام الماضي عندما واجهت الولايات المتحدة صعوبة في تقييم نجاح عملياتها وترسانة الجماعة الكاملة بسبب نقص المعلومات الاستخبارية. فبدون وجود موثوق أو شبكة مخبرين، سيُشكل استهداف قائدٍ مُخبأٍ جيدًا تحديًا.

 

وأوضح أن مكافحة رسائل الحوثيين المتعلقة بالحملة العسكرية تتطلب نهجًا دقيقًا: فقد استغل المتمردون الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية والإصابات المدنية الناجمة عن الغارات الجوية لدعايتهم الخاصة.

 

لمنع الحوثيين من الظهور مجددًا -يقول المجلس الأطلسي في تحليله- سيتعين على الولايات المتحدة قطع سبل إعادة إمداد الجماعة، وخاصةً من شركائها الدوليين. وقد اتسمت الجهود المبذولة لقطع إمدادات الأسلحة من طهران، الداعم الرئيسي للحوثيين، بالتذبذب. ونتيجة لعوامل مثل تحول الأولويات الإقليمية والرغبة في تجنب التصعيد مع إيران، فإن الجهود البحرية الأميركية للاستيلاء على شحنات الأسلحة الإيرانية الموجهة إلى الجماعة كانت تتدفق وتتراجع في السنوات الأخيرة.

 

وزاد "تصعب المساعي الإيرانية لتجنب الكشف عبر أساليب مثل استخدام قوارب التمويه، ونقل الأسلحة في البحر، وتمويه الشحنات على أنها قوارب صيد أو إخفاؤها على متن سفن شحن مدنية. في الواقع، لم يُعترض سوى ما يُقدّر بعشرين سفينة تهريب إيرانية بين عامي 2015 و2024.

 

واسترسل "لقطع الطريق بشكل مستدام على الشحنات الإيرانية، ستحتاج الولايات المتحدة إلى زيادة دورياتها البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، مع العمل في الوقت نفسه على التعاون مع حلفائها في الخليج لتضييق الخناق على طرق التهريب وتزويد خفر السواحل اليمني بتقنيات رادار مُتطورة وزوارق دورية تُمكّنه من أن يكون أكثر فعالية على المدى الطويل".

 

المشهد المتطور

 

وأفاد "حتى لو تمكنت الولايات المتحدة من قطع شحنات إيران عن الجماعة المتمردة، فإن الحوثيين يسعون إلى تنويع شركائهم خارج إيران وشبكتها من الحلفاء والوكلاء المتراجعين في المنطقة".

 

على سبيل المثال، تشير تقارير من أغسطس/آب إلى أن ضباطًا من المخابرات العسكرية الروسية يعملون الآن في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، ويقدمون لهم مساعدة تقنية مهمة. وهناك أيضًا مزاعم ببيع أسلحة روسية صغيرة بقيمة عشرة ملايين دولار للحوثيين، ومزاعم موثوقة بأن موسكو زودت الجماعة ببيانات استهداف لعملياتهم البحرية، وتدرس بيعهم صواريخ متطورة مضادة للسفن.

 

وأكد التحليل أن توسيع العلاقات بين الحوثيين وبكين قد يسمح لهم بإعادة بناء صفوفهم. على سبيل المثال، تزعم مصادر استخباراتية أمريكية أن الصين تزود المتمردين بمكونات ومعدات توجيه متطورة لأسلحتهم مقابل منح السفن التي ترفع العلم الصيني العاملة في البحر الأحمر حصانة.

 

وقال "نظراً لقدرة الحوثيين الواضحة على الصمود، يتطلب هذا توسيع اتفاقيات تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الحلفاء الإقليميين، ونشر تقنيات مراقبة متطورة لتتبع شحنات الأسلحة غير المشروعة، والعمل بشكل وثيق مع الشركاء الخليجيين لتعزيز الأمن البحري".

 

وحث واشنطن على إعطاء الأولوية لتعزيز الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والمعروفة أيضاً باسم مجلس القيادة الرئاسي، عسكرياً ومن خلال مشاريع من شأنها تحسين حوكمتها واستقرارها الاقتصادي. يمكن أن تشمل هذه الجهود تأمين شراكات لتنشيط إنتاج وتوزيع النفط والغاز في اليمن، بالإضافة إلى الخبرة الفنية لتحسين الإدارة المالية للمجلس ومساءلة القطاع العام. هذا، إلى جانب التدريب الأمني ​​للقوات التابعة للمجلس، مثل خفر السواحل اليمني، من شأنه أن يساعد المجلس على إنشاء بديل موثوق لحكم الحوثيين، مع تعزيز هياكل الحكم المحلي والتحالفات القبلية التي يمكن أن تقوض قاعدة دعم الحوثيين من الداخل.

 

وقال إن العمل العسكري قد يُضعف المتمردين اليمنيين على المدى القصير، فإن إضعاف الجماعة فعليًا والقضاء عليها في نهاية المطاف يتطلب من المجلس الرئاسي اليمني أن يحكم بفعالية، وأن يستعيد شرعيته، وأن يقدم بديلًا عمليًا لليمنيين الخاضعين حاليًا لسيطرة الحوثيين.

 

وأردف "يجب على إدارة ترامب أن تضع هذه الغايات في اعتبارها عند صياغة استراتيجيتها تجاه الحوثيين".


مقالات مشابهة

  • وزير الاتصالات يؤكد ضرورة إنشاء نظام رقمي متكامل للمعلومات الصحية في الوزارات كافة
  • الإضراب الشامل في اليونان يصيب الخدمات العامة بالشلل
  • تحليل أمريكي: ما أبرز التحديات التي ستواجه ترامب بشأن القضاء على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • برتوكول تعاون بين إدارة الخدمات الطبية للقوات المسلحة ووزارة الصحة
  • «الرعاية الصحية»: تقديم 12 مليون خدمة طبية في 5 مجمعات طبية بمحافظات «التأمين الشامل»
  • "آبل" تقاضي الحكومة البريطانية بسبب الوصول إلى بيانات الحوسبة المشفرة
  • الحكومة: لانية لإزالة مباني تاريخية بـ وسط البلد ..ودراسات لاستغلال مربع الوزارات
  • حكومة الوحدة: الدبيبة ناقش مع تيته التقرير الأخير الصادر عن مصرف ليبيا المركزي
  • محافظ أسوان يطمئن على تقديم الخدمات الطبية للمواطنين بمستشفى المسلة
  • الحكومة تكشف تفاصيل مخطط تطوير «مربع الوزارات» بوسط البلد