بريطانيا تتجه لتصنيف كراهية النساء شكلا من أشكال الإرهاب
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
تستعد الحكومة البريطانية لتصنيف الكراهية الشديدة للنساء (الميزوجينية) كشكل من أشكال الإرهاب للمرة الأولى في البلاد، حسبما أفادت صحيفة "تيلغراف" نقلا عن خطط حكومية.
وبحسب الصحيفة، فقد أمرت وزيرة الداخلية، إيفيت كوبر، بمراجعة استراتيجية مكافحة الإرهاب لمعالجة العنف ضد النساء والفتيات وتحديد الثغرات في التشريعات الحالية ودراسة الأيديولوجيات الناشئة.
وبموجب المقترحات، سيُطلب من المعلمين قانونيا إحالة التلاميذ الذين يشتبهون في كراهيتهم الشديدة للنساء إلى برنامج "بريفنت"، وهو برنامج الحكومة البريطانية لمكافحة الإرهاب.
وصرحت كوبر للتلغراف، قائلة "لفترة طويلة جدا، فشلت الحكومات في معالجة تصاعد التطرف، سواء على الإنترنت أو في شوارعنا، ورأينا تزايد عدد الشباب الذين تم تطرفهم عبر الإنترنت. التحريض الكراهي بجميع أشكاله يمزق ويفتت نسيج مجتمعاتنا وديمقراطيتنا."
وأضافت النائبة العمالية: "لقد تم إضعاف العمل ضد التطرف بشكل سيء في السنوات الأخيرة، في الوقت الذي كان يجب أن يكون فيه مطلوبا أكثر من أي وقت مضى."
وأوردت أنه "لهذا السبب وجهت وزارة الداخلية لإجراء تحليل سريع للتطرف، لرسم خريطة ومراقبة الاتجاهات المتطرفة، وفهم الأدلة حول ما ينجح في تعطيل وتحويل الناس بعيدا عن وجهات النظر المتطرفة، وتحديد أي ثغرات في السياسة الحالية التي تحتاج إلى معالجة للقضاء على أولئك الذين يدفعون نحو المعتقدات الضارة والعنف والكراهية."
ومن المتوقع أن تكتمل المراجعة هذا الخريف كجزء من استراتيجية جديدة لمكافحة التطرف من المقرر أن تكشف عنها وزارة الداخلية العام المقبل.
وهناك عدة فئات للتطرف مصنفة من قبل وزارة الداخلية كمجالات "مثيرة للقلق"، من بينها ما يُعرف بـ "إنسل"، اختصار لمصطلح "العزوبة غير الطوعية".
وتشير هذه الفئة إلى ثقافة فرعية ذكورية على الإنترنت، حيث يتبنى أفرادها وجهات نظر عدائية تجاه النساء. ويميل هؤلاء الرجال إلى إلقاء اللوم على النساء لعدم قدرتهم على إقامة علاقات عاطفية أو جنسية، مما يؤدي إلى تطوير مشاعر سلبية وأحيانًا عنيفة تجاههن، وفقا لصحيفة الغارديان.
والشهر الماضي، حذّر ضابط شرطة كبير من أن المؤثرين على الإنترنت، من أمثال أندرو تيت، يمكن أن يسهموا في دفع الرجال والفتيان الصغار نحو كراهية النساء المتطرفة بنفس الطريقة التي يجذب بها الإرهابيون أتباعهم.
وقالت نائبة رئيس الشرطة ماغي بلايث، القائدة الوطنية لشرطة مكافحة العنف ضد النساء والفتيات، إن التأثير على الفتيان الصغار عبر الإنترنت "مخيف للغاية"، حسبما نقلت الغارديان.
وقالت إن قانون السلامة عبر الإنترنت يحتاج إلى الذهاب أبعد من ذلك وأنه ينبغي اتخاذ إجراءات أسرع لحماية الأطفال.
ونشر المجلس الوطني لرؤساء الشرطة ببريطانيا، تقريرا عن العنف ضد النساء والفتيات، واصفًا إياه بأنه حالة طوارئ وطنية.
ينتظر تيت حاليا المحاكمة في رومانيا بتهم الاغتصاب والاتجار بالبشر وتشكيل عصابة إجرامية لاستغلال النساء جنسيا. وهو ينفي التهم.
زالعام الماضي، حذر العاملون في مكافحة التطرف من ارتفاع عدد الحالات التي تتم إحالتها إليهم من قبل المدارس القلقة بشأن تأثير تيت.
وشملت الحوادث المضايقات اللفظية للمدرّسات أو الطالبات الأخريات، إلى جانب نوبات غضب وتصرفات متهورة تعكس وتردد آراء المؤثر المتطرف، وفقا للغارديان.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
مرصد الأزهر يحذر من التطرف الإلكتروني.. ويؤكد: الزواج فطرة إنسانية ومسؤولية شرعية
أقيمت في اليوم الثالث من فعاليات مبادرة "نحو رؤية أزهرية لمكافحة التطرف" في محافظتي سوهاج والمنيا، ندوة نظمها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تحت عنوان "الفطرة الإنسانية في عصر السماوات المفتوحة وسبل الوقاية من التطرف الفكري"، وذلك في كلية البنات الأزهرية بمحافظة المنيا، وبحضور الدكتور عبد المنعم فتحي، وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب.
في بداية الندوة، قدم محمد فرغلي ضاحي، الباحث في وحدة رصد اللغة الألمانية، وطه عبد الفضيل طه، الباحث في وحدة رصد اللغة الإسبانية، كلمة تعريفية حول المرصد، حيث شَرحا آلية عمله وأهم مخرجاته. تأتي هذه الخطوة في سياق كونه أحد الأدوات الحديثة التي تهدف إلى تعزيز الوعي وكشف استراتيجيات التنظيمات المتطرفة في استقطاب الشباب.
بدوره، تحدث الدكتور مختار محمد عبدالله، الباحث بوحدة البحوث والدراسات في المرصد، عن أهمية زيادة الوعي لدى الشباب فيما يتعلق بأحدث المستجدات العالمية، وأكد على حرص الأزهر الشريف على تنشئة أجيال واعية بالأحداث المحيطة بهم وما يُخطط لاستهداف عقولهم، بالإضافة إلى محاولات دفعهم للثورة على القيم الأصيلة والمنهج الوسطي.
وأشار الباحث إلى أن الزواج الصحيح وتأسيس الأسرة في الإسلام يمثلان نموذجًا عمليًا للاعتدال والابتعاد عن التطرف. وشدّد على أن الظواهر التي تنتشر في بعض المجتمعات، مثل الشذوذ والانحراف، تتعارض مع الفطرة السليمة وتؤدي إلى إلغاء العقول وتراجع الإنسانية. واستشهد بما ذكره فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر حول مسؤولية الأسرة من منظور شرعي، مؤكدًا أن بناء الأسرة هو مسؤولية مشتركة بين الزوجين.
كما تحدث الدكتور علاء صلاح عبد الواحد، مشرف وحدتي اللغات الإفريقية والبحوث والدراسات بالمرصد، عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار الانحرافات الفكرية والسلوكية، مؤكدًا أن التقدم التكنولوجي الكبير الذي نشهده في عصرنا الحديث يمثل تحديًا كبيرًا للشباب، خاصة في ظل انتشار الأفكار غير السوية والدعوات الهدامة، التي تستغل المرأة لتفكيك المجتمعات وإحداث اضطرابات بدلاً من المساهمة في بنائها واستقرارها.
في نهاية الندوة، قام أعضاء المرصد بالإجابة على الأسئلة التي طرحتها الطالبات حول مواضيع متنوعة، مثل: كيفية حماية النفس والآخرين من التطرف، والمنهج الذي يتبعه الأزهر في الحوار مع الآخر، والعلاقة بين التطرف والإلحاد، وكيفية معالجة المرصد للظواهر التي تظهر في المجتمعات مثل ظاهرة العنف والعنصرية، وسبل بناء أسرة مستقرة قائمة على التفاهم والوسطية.