الثورة نت:
2024-09-13@21:11:47 GMT

الأمريكي لا يملك خطة

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

– قد يعتقد كثيرون أن الحديث عن فقدان الأمريكي للخطة نوع من المبالغة والاستخفاف بحجم التخطيط الذي تتميز به الدولة الأقوى في العالم، وسوف يجيب الكثيرون بأن أمريكا دولة السيناريوهات العديدة والخطط البديلة والعقول الصناعية والذكاء الصناعي، لا يمكن وصفها بدولة بلا خطة، لكن من يتابع السياسات الأمريكية والحروب الأمريكية سيتفهّم الاستنتاج بأن أمريكا بلا خطة.


– تملك أمريكا خطة تنفيذية تفصيلية تقنياً للحرب عندما ترسل قواتها للقتال أو ترسل أساطيلها لفرضية مواجهة كما هو الحال الآن، لكن هل تملك أمريكا خطة متكاملة للجواب عن كل الفرضيات التي قد تواجهها القوات أو الأساطيل؟ والجواب هو لا، بدليل ما جرى بعد طوفان الأقصى ومجيء الأساطيل بمهمة منع فتح جبهات الإسناد، ولما فتحت جبهات الإسناد اضطرت أمريكا للدخول باشتباك مع اليمن كانت نتيجته سقوط لصورة الردع الذي تحرص عليه ما منعها من توسيع دائرة المواجهة، وربما تكون هذه المرّة قد قرّرت فعل العكس وتنخرط في تقديم الحماية لكيان الاحتلال من الطائرات المسيّرة والصواريخ الإيرانية وعندما تفشل في تقديم الحماية المطلوبة لا تملك جواباً عما يجب أن تفعل.
– عندما قرّرت واشنطن منع تطبيق اتفاقات مينسك حول أوكرانيا، ونفذت لها ألمانيا وفرنسا ذلك، ودفعت حكومة كييف لاستفزاز موسكو باستهداف سكان شرق أوكرانيا ذوي الأصول الروسيّة، كانت تريد استدراج روسيا إلى الحرب، وكانت تملك خطة تنفيذيّة تفصيلية تقنياً لكيفية تحويل انخراط روسيا في خوض الحرب على أوكرانيا إلى سبب يبرر فرض حزمة عقوبات قاتلة على الاقتصاد الروسيّ والمصارف الروسيّة، وكانت كل السيناريوات أمامها تقول بأن ذلك سوف يؤدي إلى انهيار العملة والمصارف والاقتصاد، وبالتالي النظام، لكن عندما لم يحدث الانهيار وتمكنت روسيا من احتواء العقوبات وتحويلها من تحدٍّ إلى فرصة، لم يكن لدى واشنطن إلا التعامل مع الحرب يوماً بيوم، لتكتشف في يوم من هذه الأيام أن ليس لديها من الذخائر ما يكفي لتلبية الاحتياجات الأوكرانية لمواصلة الحرب.
– خططت واشنطن جيداً لكيفيّة غزو أفغانستان والعراق، لكنها بعد شهور من غزو العراق بدأت تتحدّث عن مأزق وفشل، واحتاج منها الاعتراف بالفشل في أفغانستان إلى عشرين سنة من الأثمان المالية والبشرية لتقول في نهايتها بلسان رئيسها جو بايدن، لو بقينا عشرين سنة أخرى لن يتغيّر شيء، وهي كذلك دائماً تقنياً تتميز بتخطيط دقيق ومحسوب، لكنها سياسياً محكومة بفرضية التفوق والغرور وادعاء القدرة على الإنجاز، وعندما تصطدم بالعجز والفشل تكابر وتبقى في حال إنكار طالما هي قادرة على دفع الثمن، وتحتاج إلى بلوغ مرحلة العجز عن دفع الثمن وليس فقط العجز عن النجاح حتى تعترف بالفشل.
– في الحرب على سورية كم كان التخطيط ذكياً لإغراء تركيا بالعثمانية الجديدة؟ وكم كان ذكياً التخطيط لإطلاق الربيع العربي وتحويله إلى ربيع يقوده الإخوان المسلمون في عدد من الدول العربية؟ وكم كان التخطيط ذكياً لضمان تدحرج كرة النار نحو سورية؟ وكم كان التخطيط ذكياً لحشد مئة دولة ومئة جهاز مخابرات ومئة فتوى ومئات المليارات من الدولارات ومئات الآلاف من الإرهابيين؟ لكن الخطط لم تضع في حسابها فرضيات الفشل، ونجاح سورية بالصمود ثم باستنهاض حلفائها وانخراطهم في الحرب دفاعاً عنها وعن موقعها الجيوسياسي، وعندما حدث ذلك فشلت الخطة، وأفلتت الطريدة كما قال سكرتير الحرب حمد بن جاسم، لكن واشنطن احتفظت بالمكابرة وبقيت على حال الإنكار، مكتفية بتعطيل فرص الحلول رغم يقينها بلا جدوى الرهان على تغيير الموازين، طالما أنها قادرة على دفع ثمن البقاء، بانتظار أن تصل إلى العجز عن دفع فاتورة البقاء فتعلن سحب يدها، كما فعلت في أفغانستان.
– لا يستطيع المغرومون بأمريكا وعقولها ومخابراتها وذكائها الصناعي إنكار أنها فوجئت كما فوجئ كيان الاحتلال بطوفان الأقصى، رغم أن التحضيرات التنفيذية لخطة إنجازه امتدت لسنتين، وهي لم تتوقع سياسياً أن يحدث شيء يصيب ما وصفه مستشار الأمن القومي لرئيسها جاك سوليفان بتجميد الشرق الأوسط بفضل عبقرية الرئيس جو بايدن للتفرّغ لمواجهة روسيا والصين، كما كتب في مقال شهير كتبه لمجلة فورن افيرز قبل أيام على طوفان الأقصى، ولما جاء الطوفان حاول تصحيح المقال لكن بقيت آثار السذاجة والبعد عن الواقع غير قابلة للإخفاء، وهي كذلك فوجئت بنتائج الحرب في غزة واستمرارها عشرة شهور، وفوجئت بقدرة المقاومة في جبهة لبنان، وبما جرى على جبهة اليمن، وكيف خسرت معركة الردع في البحر الأحمر، وما يمثل على صعيد الاستراتيجيات الأمريكية؟
– تملك أمريكا خطة تنفيذية تفصيلية تقنياً لكيفية إدارتها للمفاوضات التي دعت لانعقادها تحت عنوان اتفاق غزة، وهي تأمل منها الكثير، ليس للتوصل الى حل، بل لتأجيل الردّ المقرّر من إيران وقوى المقاومة على كيان الاحتلال، ولا مانع لدى واشنطن من عقد جلسات يتمّ فيها التفاوض لأجل التفاوض، ولكنها لا تملك خطة للجواب عن سؤال، ماذا لو بقيت حركة حماس تشترط للدخول في المفاوضات إنهاء التفاوض بين واشنطن وتل أبيب على نص اتفاق يعتبر منجزاً بالنسبة لحماس، خصوصاً بما تضمنه قرار مجلس الأمن الدولي الذي تبنّى خطط الرئيس الأمريكي وفصل بنودها، ويكون على واشنطن أن تختار بين فشل المفاوضات أو الضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وهي قد منحته كل أسباب التشدد، سواء بالضوء الأخضر لما قام به من اغتيالات أو بما يشعر به من قوة مع رؤية الحشود الأمريكية الآتية بهدف تقديم الحماية له ولجيشه وكيانه.
غرور القوة أكبر قاتل لذكاء الأقوياء.

رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

هجمات 11 سبتمبر 2001.. بين الرواية الأمريكية ونظريات المؤامرة

يمانيون – متابعات
23 عامًا مرّت على حادثة 11 سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية، تلك الحادثة التي اتخذتها واشنطن ذريعة لشن حرب على “الإرهاب”، بحسب زعمها، فأقدمت على ارتكاب المجازر الدموية بحق الشعوب في عدد من البلدان لا سيّما في العراق وأفغانستان حتى قتلت الملايين.

وإلى اليوم ما تزال تلك الدول تعاني من آثار ما تسببته الاعتداءات الأمريكية من إعاقات دائمة فضلًا عن نهب الثروات والخيرات والدمار الذي خلفته، ناهيك عن الحصار والعقوبات وغيرها من ممارسات الإدارات الأميركية المتعاقبة والقائمة على استعباد الشعوب وقهرها وتدمير بلدانها وسرقة خيراتها…

في 11 أيلول/سبتمبر 2001، ووفقًا للرواية “الرسمية” الأميركية المزعومة، استولت مجموعات صغيرة من الخاطفين على 4 طائرات ركاب أقلعت من نيويورك وبوسطن وواشنطن إلى سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس، واستخدمتها في استهداف عدد من المبان المهمّة والسيادية في العاصمة الأميركية واشنطن وفي مدينة نيويورك.

ماذا حدث في 11 سبتمبر 2001؟

في ذلك اليوم عانى الأميركيون من صدمة كبيرة بعد استهداف طائرتي ركاب مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك، كأول هجوم على الأراضي الأميركية منذ هجوم اليابان على ميناء بيرل هاربر في الحرب العالمية الثانية سنة 1940.

وضربت طائرتان برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، بينما دمرت طائرة ثالثة الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في واشنطن.

أما الطائرة الرابعة، فتحطمت في حقل بولاية بنسلفانيا، ويُعتقد أن الخاطفين كانوا يعتزمون استخدامها في مهاجمة مبنى الكابيتول، مقرّ مجلسي النواب والشيوخ (الكونغرس)، في واشنطن العاصمة.

بعدها بوقت قصير، أعلنت الولايات المتحدة إغلاق مجالها الجوي، في محاولة لوقف المزيد من الهجمات المحتملة.

“حرب عالمية على الإرهاب”

عقب الهجوم، بدأت الولايات المتحدة حملة دولية للقضاء على تنظيم القاعدة وجميع الدول التي قالت إنها “توفر ملاذًا آمنًا للجماعات الإرهابية، بعد أن تبنى التنظيم هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2011.

في خطاب أمام أعضاء الكونغرس الأميركي، قال الرئيس جورج دبليو بوش وقتها “من اليوم فصاعدًا، ستعتبر الولايات المتحدة أي دولة تؤوي أو تدعم الإرهاب نظاماً معادياً”، معلنًا وضع بلاده في “حالة تأهب للحرب”.

وزعم أنّ “الطريقة الوحيدة لهزيمة الإرهاب الذي يهدّد أسلوب حياتنا هي إيقافه والقضاء عليه وتدميره في مكان نموه.. إما أن تكون معنا أو مع الإرهابيين”.

الغزو الأميركي لأفغانستان

في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2001 بدأت الولايات المتحدة عملية عسكرية ضدّ حكومة طالبان الأفغانية، إثر رفضها تسليم زعيم “القاعدة” أسامة بن لادن الذي وصفته واشنطن بأنه “العقل المدبّر” للهجمات.

وخلال شهرين، تمكّنت قوات الولايات المتحدة وحلفائها من إسقاط نظام حكم “طالبان”، وبعد نحو عامين ونصف من بداية الغزو، أعلن وزير الحرب الأميركي دونالد رامسفيلد نهاية العمليات القتالية الرئيسية، لكن وجود القوات الأميركية استمر في أفغانستان 18 عامًا، حتّى تم الانسحاب في آب/أغسطس 2021 وعودة طالبان للحكم.

الغزو الأميركي للعراق

بعد أقل من عامين من غزو الولايات المتحدة لأفغانستان، بدأت الحرب في العراق في 19 آذار/مارس 2003، وقادت واشنطن تحالفًا دوليًا أطاح بالرئيس العراقي صدام حسين، بدعوى تطويره أسلحة دمار شامل وارتباطه بتنظيم القاعدة، وهو ما اتضح لاحقًا أنها مبررات غير دقيقة، ولم تثبت صحتها.

وفي سعيه لتبرير الحرب على العراق، قال وزير الخارجية الأميركي كولن باول، في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي قبل شهر من الغزو “كل تصريح أُدلي به اليوم مدعوم بمصادر موثوقة، ما نُقدمه لكم هو حقائق واستنتاجات مبنيّة على معلومات استخباراتية موثوقة”.

لكن لم يتم العثور على أي أسلحة كيميائية ولا بيولوجية في العراق، رغم تحقيقات مكثّفة أعقبت القضاء على صدام وجيشه، ليخرج كولن باول لاحقًا ويقول إن خطابه في مجلس الأمن كان “أكبر شيء ندم عليه” خلال عقود من عمله في الخدمة العامة.

حروب أميركا السرية

بجانب الغزو الأميركي لكل من أفغانستان والعراق، كانت هناك حرب أخرى تدور في الخفاء شملت عمليات ترحيل سرية لمشتبه بهم في قضايا إرهاب تعرضوا لتعذيب وحشي في مواقع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية والسجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو بكوبا.

اغتيال أسامة بن لادن

بعد نحو 10 سنوات من الغزو الأميركي لأفغانستان، أعلنت الولايات المتحدة أنها قامت باغتيال أسامة بن لادن، والذي وصفته بالعقل المدبر للأحداث، وذكرت أنه كان يقيم في مدينة أبوت آباد الباكستانية.

أحداث 11 سبتمبر ونظريات المؤامرة

بعد أحداث سبتمبر خرجت عدة تفسيرات تتهم اليهود و”إسرائيل” وإدارة بوش بالتورط في الأحداث، بهدف غزو العراق ودول المنطقة حتّى تتحكم أميركا و”إسرائيل” بالسيطرة على موارد وثروات المنطقة.

وروج مؤيدو هذه النظرية لفكرة مفادها أن الهجوم لم يتسبب بمقتل أي يهودي، لأن أربعة آلاف موظف يهودي يعملون هناك تلقوا إشعارًا مسبقًا بعدم الحضور للعمل.

وذكر فريق آخر أن برجي التجارة العالميين سقطا نتيجة انفجارات متعمّدة في أساساتهما وليس بسبب اصطدام الطائرتين المختطفتين، كما انهار المبنى الذي يضمّ مكاتب وكالة المخابرات المركزية ووزارة الحرب ومكتب إدارة الطوارئ، بعد ساعات من انهيار البرجين التوأمين دون أن تضربه طائرة أو يستهدف بشكل مباشر.

وقالوا “إنّ وقود الطائرات لا يمكنه إذابة العوارض الفولاذية التي يتكون منها برجا التجارة العالميين، مما يشير، من وجهة نظرهم، إلى أنهما ربما تعرضا للهدم بالمتفجرات”.

نظرية ثالثة انتشرت بشكل كبير ترى أن مبنى “البنتاغون” تعرض لهجوم بصاروخ أميركي كجزء من مؤامرة حكومية، وليس نتيجة استهدافه بطائرة مختطفة، ويرون أن الفجوة التي حصلت في مبنى البنتاغون كانت صغيرة، لا تتناسب مع حجم الدمار الذي يمكن أن يسببه ارتطام طائرة ركاب ضخمة.

كما انتشرت نظرية رابعة، تتهم الرئيس الأميركي جورج بوش بالمساعدة في الهجمات أو أنه لم يتّخذ أي إجراء لوقفها، وأن مسؤولي إدارة بوش كانوا على علم بالهجمات وسمحوا بوقوعها عمدًا، حتّى يتمكّنوا من شن حرب في الشرق الأوسط.

* المادة نقلت حرفيا من موقع العهد الاخباري

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست تكشف تفاصيل الوجود العسكري الأمريكي في العراق ما بعد الانسحاب
  • هكذا هُزمت أمريكا في اليمن.. وهذا هو مستقبل الفوضى الخلاقة
  • هجمات 11 سبتمبر 2001.. بين الرواية الأمريكية ونظريات المؤامرة
  • خبير عسكري: لهذه الأسباب سحبت أمريكا حاملتي طائرات من المنطقة
  • جهود واشنطن تذهب سدى.. الردع اليمني يضعف قبضة أمريكا
  • إنه اليوم الأول لعالم جديد.. لوتان: هذا ما تصدر الصحف غداة أحداث 11 سبتمبر؟
  • المبعوث الأمريكي للسودان: بعض القوى تتدخل لإطالة أمد الحرب بين الجيش والدعم السريع
  • رئيس تحرير منصة «وايت واشنطن»: أداء هاريس في المناظرة يمكنها من رئاسة أمريكا
  • هآرتس: واشنطن حذرت إسرائيل من حرب شاملة مع لبنان
  • سفير أمريكا بالناتو سابقا: حرب غزة لها تأثير على الانتخابات الرئاسية