الثورة نت:
2024-11-20@05:35:43 GMT

الأمريكي لا يملك خطة

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

– قد يعتقد كثيرون أن الحديث عن فقدان الأمريكي للخطة نوع من المبالغة والاستخفاف بحجم التخطيط الذي تتميز به الدولة الأقوى في العالم، وسوف يجيب الكثيرون بأن أمريكا دولة السيناريوهات العديدة والخطط البديلة والعقول الصناعية والذكاء الصناعي، لا يمكن وصفها بدولة بلا خطة، لكن من يتابع السياسات الأمريكية والحروب الأمريكية سيتفهّم الاستنتاج بأن أمريكا بلا خطة.


– تملك أمريكا خطة تنفيذية تفصيلية تقنياً للحرب عندما ترسل قواتها للقتال أو ترسل أساطيلها لفرضية مواجهة كما هو الحال الآن، لكن هل تملك أمريكا خطة متكاملة للجواب عن كل الفرضيات التي قد تواجهها القوات أو الأساطيل؟ والجواب هو لا، بدليل ما جرى بعد طوفان الأقصى ومجيء الأساطيل بمهمة منع فتح جبهات الإسناد، ولما فتحت جبهات الإسناد اضطرت أمريكا للدخول باشتباك مع اليمن كانت نتيجته سقوط لصورة الردع الذي تحرص عليه ما منعها من توسيع دائرة المواجهة، وربما تكون هذه المرّة قد قرّرت فعل العكس وتنخرط في تقديم الحماية لكيان الاحتلال من الطائرات المسيّرة والصواريخ الإيرانية وعندما تفشل في تقديم الحماية المطلوبة لا تملك جواباً عما يجب أن تفعل.
– عندما قرّرت واشنطن منع تطبيق اتفاقات مينسك حول أوكرانيا، ونفذت لها ألمانيا وفرنسا ذلك، ودفعت حكومة كييف لاستفزاز موسكو باستهداف سكان شرق أوكرانيا ذوي الأصول الروسيّة، كانت تريد استدراج روسيا إلى الحرب، وكانت تملك خطة تنفيذيّة تفصيلية تقنياً لكيفية تحويل انخراط روسيا في خوض الحرب على أوكرانيا إلى سبب يبرر فرض حزمة عقوبات قاتلة على الاقتصاد الروسيّ والمصارف الروسيّة، وكانت كل السيناريوات أمامها تقول بأن ذلك سوف يؤدي إلى انهيار العملة والمصارف والاقتصاد، وبالتالي النظام، لكن عندما لم يحدث الانهيار وتمكنت روسيا من احتواء العقوبات وتحويلها من تحدٍّ إلى فرصة، لم يكن لدى واشنطن إلا التعامل مع الحرب يوماً بيوم، لتكتشف في يوم من هذه الأيام أن ليس لديها من الذخائر ما يكفي لتلبية الاحتياجات الأوكرانية لمواصلة الحرب.
– خططت واشنطن جيداً لكيفيّة غزو أفغانستان والعراق، لكنها بعد شهور من غزو العراق بدأت تتحدّث عن مأزق وفشل، واحتاج منها الاعتراف بالفشل في أفغانستان إلى عشرين سنة من الأثمان المالية والبشرية لتقول في نهايتها بلسان رئيسها جو بايدن، لو بقينا عشرين سنة أخرى لن يتغيّر شيء، وهي كذلك دائماً تقنياً تتميز بتخطيط دقيق ومحسوب، لكنها سياسياً محكومة بفرضية التفوق والغرور وادعاء القدرة على الإنجاز، وعندما تصطدم بالعجز والفشل تكابر وتبقى في حال إنكار طالما هي قادرة على دفع الثمن، وتحتاج إلى بلوغ مرحلة العجز عن دفع الثمن وليس فقط العجز عن النجاح حتى تعترف بالفشل.
– في الحرب على سورية كم كان التخطيط ذكياً لإغراء تركيا بالعثمانية الجديدة؟ وكم كان ذكياً التخطيط لإطلاق الربيع العربي وتحويله إلى ربيع يقوده الإخوان المسلمون في عدد من الدول العربية؟ وكم كان التخطيط ذكياً لضمان تدحرج كرة النار نحو سورية؟ وكم كان التخطيط ذكياً لحشد مئة دولة ومئة جهاز مخابرات ومئة فتوى ومئات المليارات من الدولارات ومئات الآلاف من الإرهابيين؟ لكن الخطط لم تضع في حسابها فرضيات الفشل، ونجاح سورية بالصمود ثم باستنهاض حلفائها وانخراطهم في الحرب دفاعاً عنها وعن موقعها الجيوسياسي، وعندما حدث ذلك فشلت الخطة، وأفلتت الطريدة كما قال سكرتير الحرب حمد بن جاسم، لكن واشنطن احتفظت بالمكابرة وبقيت على حال الإنكار، مكتفية بتعطيل فرص الحلول رغم يقينها بلا جدوى الرهان على تغيير الموازين، طالما أنها قادرة على دفع ثمن البقاء، بانتظار أن تصل إلى العجز عن دفع فاتورة البقاء فتعلن سحب يدها، كما فعلت في أفغانستان.
– لا يستطيع المغرومون بأمريكا وعقولها ومخابراتها وذكائها الصناعي إنكار أنها فوجئت كما فوجئ كيان الاحتلال بطوفان الأقصى، رغم أن التحضيرات التنفيذية لخطة إنجازه امتدت لسنتين، وهي لم تتوقع سياسياً أن يحدث شيء يصيب ما وصفه مستشار الأمن القومي لرئيسها جاك سوليفان بتجميد الشرق الأوسط بفضل عبقرية الرئيس جو بايدن للتفرّغ لمواجهة روسيا والصين، كما كتب في مقال شهير كتبه لمجلة فورن افيرز قبل أيام على طوفان الأقصى، ولما جاء الطوفان حاول تصحيح المقال لكن بقيت آثار السذاجة والبعد عن الواقع غير قابلة للإخفاء، وهي كذلك فوجئت بنتائج الحرب في غزة واستمرارها عشرة شهور، وفوجئت بقدرة المقاومة في جبهة لبنان، وبما جرى على جبهة اليمن، وكيف خسرت معركة الردع في البحر الأحمر، وما يمثل على صعيد الاستراتيجيات الأمريكية؟
– تملك أمريكا خطة تنفيذية تفصيلية تقنياً لكيفية إدارتها للمفاوضات التي دعت لانعقادها تحت عنوان اتفاق غزة، وهي تأمل منها الكثير، ليس للتوصل الى حل، بل لتأجيل الردّ المقرّر من إيران وقوى المقاومة على كيان الاحتلال، ولا مانع لدى واشنطن من عقد جلسات يتمّ فيها التفاوض لأجل التفاوض، ولكنها لا تملك خطة للجواب عن سؤال، ماذا لو بقيت حركة حماس تشترط للدخول في المفاوضات إنهاء التفاوض بين واشنطن وتل أبيب على نص اتفاق يعتبر منجزاً بالنسبة لحماس، خصوصاً بما تضمنه قرار مجلس الأمن الدولي الذي تبنّى خطط الرئيس الأمريكي وفصل بنودها، ويكون على واشنطن أن تختار بين فشل المفاوضات أو الضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وهي قد منحته كل أسباب التشدد، سواء بالضوء الأخضر لما قام به من اغتيالات أو بما يشعر به من قوة مع رؤية الحشود الأمريكية الآتية بهدف تقديم الحماية له ولجيشه وكيانه.
غرور القوة أكبر قاتل لذكاء الأقوياء.

رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ما هي الأهداف التي يمكن لأوكرانيا ضربها في روسيا بعد قرار بايدن؟

بعد مرور نحو 1000 يوم على بدء روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا، سمحت واشنطن لكييف، وفق تقارير، باستخدام صواريخ بعيدة المدى قدمتها لها لتوجيه ضربات في العمق الروسي، لكن إلى أي مدى؟

اعلان

استغرق الأمر من الولايات المتحدة نحو شهر كامل للتوصل إلى رد على نشر قوات كورية شمالية في حرب أوكرانيا، وكان الرد عبارة عن سماح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لكييف بضرب العمق الروسي عبر صواريخ بعيدة المدى قدمتها واشنطن لها في وقت سابق ووضعت قيوداً على استخدامها.,

وفي 24 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قالت كييف إن أولى الوحدات الكورية الشمالية التي تم تدريبها في روسيا قد تم نشرها في مقاطعة كورسك المتاخمة للحدود أوكرانيا.

وبعد بضعة أيام، أكدت الولايات المتحدة وحلف الناتو أن لديهما أيضاً أدلة على مشاركة قوات كورية شمالية في الحرب الروسية.

وأدان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عدم رد الغرب على انضمام قوات بيونغ يانغ إلى الغزو الروسي المستمر، قائلاً إن "هذه المعارك الأولى مع كوريا الشمالية تفتح فصلاً جديداً من عدم الاستقرار في العالم".

قائمة الأهداف الأوكرانية

حتى قبل صدور التقارير الأولى عن مشاركة بيونغ يانغ، طلبت كييف من واشنطن رفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الأمريكية في عمق الأراضي الروسية.

لطالما جادلت أوكرانيا لفترة طويلة بأن القيود المفروضة على استخدام هذه الأسلحة، وتحديدًا صواريخ "أتاكسم" بعيدة المدى، تخنق مجهودها الحربي، في المقابل، اعتبرت واشنطن أن السماح لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية قد يؤدي إلى تصعيد الحرب.

وكثّفت كييف من ضغوطها لرفع الحظر منذ توغلها المفاجئ في منطقة كورسك الروسية في بداية شهر آب/ أغسطس الماضي. ووفقاً للسلطات الأوكرانية، شملت القائمة المطارات التي يستخدمها الجيش الروسي لشن غارات على المراكز السكانية في جميع أنحاء أوكرانيا.

ومنذ ذلك الحين، قامت روسيا بنقل جميع طائراتها تقريباً بعيداً عن المطارات الواقعة في نطاق نظام مراقبة الحركة الجوية الأوكرانية.

كشف معهد دراسات الحرب، الذي يتخذ من واشنطن مقراً له عن خريطة تسرد جميع الأهداف المحتملة التي يمكن أن تضربها أوكرانيا.

وقال إن هناك ما لا يقل عن 245 هدفاً عسكرياً وشبه عسكري روسي معروف يقع ضمن نطاق نظام الصواريخ الأوكراني، وتحديداُ النوع الذي يبلغ طوله 300 كيلومتر. ومن بين الـ 245 هدفاً، لا يوجد سوى 16 مطاراً فقط، حيث نقلت روسيا جميع طائراتها تقريباً منها.

إذا تم رفع القيود فقط عن كورسك، فسيكون لدى كييف 15 هدفًا معروفاً هناك، وفقاً للبحث الذي أجراه معهد دراسات الحرب.

وبحلول نهاية آب/ أغسطس، كان هناك أيضاً 11 موقعاً على الأقل، تُعرف باسم "الاستخدام العسكري للأراضي" الروسية وهي مناطق مخصصة لأغراض التدريب والاختبار العسكري.

لكن هذه القائمة يمكن أن تكون أكبر بكثير مع نشر أفراد من كوريا الشمالية وجهود موسكو لإخراج القوات الأوكرانية من كورسك.

عندما بدأت كييف في التوغل، كان لدى روسيا 11,000 جندي في كورسك، وفقاً للمركز ذاته. واستناداً إلى هذه الحسابات، أفاد المركز البحثي عن وجود ما مجموعه 11 موقعاً عسكرياً لاستخدام الأراضي و15 منشأة عسكرية وشبه عسكرية معروفة ذات أهمية في المنطقة الحدودية الروسية.

Relatedترامب يستبعد إرسال قوات أمريكية إلى منطقة عازلة بين روسيا وأوكرانياواشنطن: حوالي 8000 جندي كوري شمالي يستعدون للمشاركة في الحرب ضد أوكرانيا قريباً1000 يوم من الحرب: روسيا توسّع هجماتها باستهداف مطار عسكري وأوكرانيا تصدّ هجمات متعددةحشود ضخمة

بحسب أحدث التقديرات، فإن موسكو قد حشدت حتى الآن خمسة أضعاف عدد القوات العسكرية هناك، بما في ذلك القوات الكورية الشمالية، لتنفيذ هجوم على المواقع الأوكرانية.

اعلان

ومن المقرر أن يشارك حوالي 50,000 جندي روسي وكوري شمالي في الهجوم.

وفي هذه الأثناء، قال زيلينسكي: "50 ألفاً من أفراد جيش المحتل الذين لا يمكن نشرهم في اتجاهات هجومية روسية أخرى على أراضينا بسبب عملية كورسك".

ربما يشير هذا إلى أن هناك الآن المزيد من الأهداف المحتملة التي يمكن لأوكرانيا ضربها في كورسك، حتى لو تم رفع القيود عن هذه المنطقة فقط.

المصادر الإضافية • ISW

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية زيلينسكي يعتزم عرض "خطة النصر" على واشنطن ويطالب بدعم صاروخي بعيد المدى انتهاء اجتماع بايدن وستارمر في البيت الأبيض دون إعلان عن استخدام الأسلحة بعيدة المدى ضد روسيا الكرملين يحذر واشنطن: إرسالكم صواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا يدفعنا لإعادة النظر في سياستنا النووية روسياكوريا الشماليةالولايات المتحدة الأمريكيةالحرب في أوكرانيا كورسكاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. قصف منطقتي حصبيّا ولخيام بجنوب لبنان.. ونتنياهو يستبعد تسوية في لبنان ويدرس إقالة رئيس الشاباك يعرض الآن Next بعد الضوء الأخضر الأمريكي بضرب العمق الروسي.. الصين تدعو للتهدئة وفرنسا تتحفظ والكرملين يتوعد يعرض الآن Next غانتس يدعو للتعامل مع جنوب لبنان كمناطق "أ" في الضفة الغربية.. ماذا يعني ذلك؟ يعرض الآن Next محكمة بنغلاديش تمهل المحققين شهراً في قضية الشيخة حسينة يعرض الآن Next ليلة مظلمة في سومي: قصف روسي يحصد 11 قتيلًا بينهم طفلان و89 مصابًا اعلانالاكثر قراءة اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما فندق إيطالي يرفض حجز سائحيْن إسرائيلييْن بسبب "الإبادة الجماعية" في غزة حب وجنس في فيلم" لوف" 1000 يوم من الحرب: روسيا توسّع هجماتها باستهداف مطار عسكري وأوكرانيا تصدّ هجمات متعددة فضيحة في جهاز الخدمة السرية.. فصل عميل بعد اقتراح إقامة علاقة في حمام ميشيل أوباما اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيادونالد ترامبقطاع غزةفلاديمير بوتينجو بايدنالحرب في أوكرانيا أطفالضحاياالكرملينالصحةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • كليفلاند يعادل ثاني أفضل بداية في تاريخ الدوري الأمريكي
  • محمد صلاح: مرموش يملك إمكانياته رائعة ولاعب مهم لإينتراخت
  • عقار يظهر لغة حادة وصريحة تجاه واشنطن في لقاء مع المبعوث الأمريكي ..اذا رغبت أمريكا في إنهاء الحرب
  • وزير الخارجية الإيراني يتوعد الاحتلال برد قوي.. ونتنياهو يسعى لجر أمريكا إلى الحرب
  • خطة أمريكا لوقف الحرب.. قوات عربية في لبنان
  • هذه بنود المقترح الأمريكي لوقف الحرب في لبنان.. كيف رد حزب الله؟
  • أكسيوس: المبعوث الأمريكي يغادر واشنطن إلى بيروت قريبا
  • ما هي الأهداف التي يمكن لأوكرانيا ضربها في روسيا بعد قرار بايدن؟
  • البيوضي: حكومة الدبيبة لم تعد تملك إلا الحد الأدنى من شعبيتها في مصراتة
  • ترامب بين “أمريكا أولاً” و”إسرائيل أولاً”: كيف سيتعامل مع حلفائه الخليجيين؟