الثورة نت:
2025-03-12@05:16:31 GMT

الأمريكي لا يملك خطة

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

– قد يعتقد كثيرون أن الحديث عن فقدان الأمريكي للخطة نوع من المبالغة والاستخفاف بحجم التخطيط الذي تتميز به الدولة الأقوى في العالم، وسوف يجيب الكثيرون بأن أمريكا دولة السيناريوهات العديدة والخطط البديلة والعقول الصناعية والذكاء الصناعي، لا يمكن وصفها بدولة بلا خطة، لكن من يتابع السياسات الأمريكية والحروب الأمريكية سيتفهّم الاستنتاج بأن أمريكا بلا خطة.


– تملك أمريكا خطة تنفيذية تفصيلية تقنياً للحرب عندما ترسل قواتها للقتال أو ترسل أساطيلها لفرضية مواجهة كما هو الحال الآن، لكن هل تملك أمريكا خطة متكاملة للجواب عن كل الفرضيات التي قد تواجهها القوات أو الأساطيل؟ والجواب هو لا، بدليل ما جرى بعد طوفان الأقصى ومجيء الأساطيل بمهمة منع فتح جبهات الإسناد، ولما فتحت جبهات الإسناد اضطرت أمريكا للدخول باشتباك مع اليمن كانت نتيجته سقوط لصورة الردع الذي تحرص عليه ما منعها من توسيع دائرة المواجهة، وربما تكون هذه المرّة قد قرّرت فعل العكس وتنخرط في تقديم الحماية لكيان الاحتلال من الطائرات المسيّرة والصواريخ الإيرانية وعندما تفشل في تقديم الحماية المطلوبة لا تملك جواباً عما يجب أن تفعل.
– عندما قرّرت واشنطن منع تطبيق اتفاقات مينسك حول أوكرانيا، ونفذت لها ألمانيا وفرنسا ذلك، ودفعت حكومة كييف لاستفزاز موسكو باستهداف سكان شرق أوكرانيا ذوي الأصول الروسيّة، كانت تريد استدراج روسيا إلى الحرب، وكانت تملك خطة تنفيذيّة تفصيلية تقنياً لكيفية تحويل انخراط روسيا في خوض الحرب على أوكرانيا إلى سبب يبرر فرض حزمة عقوبات قاتلة على الاقتصاد الروسيّ والمصارف الروسيّة، وكانت كل السيناريوات أمامها تقول بأن ذلك سوف يؤدي إلى انهيار العملة والمصارف والاقتصاد، وبالتالي النظام، لكن عندما لم يحدث الانهيار وتمكنت روسيا من احتواء العقوبات وتحويلها من تحدٍّ إلى فرصة، لم يكن لدى واشنطن إلا التعامل مع الحرب يوماً بيوم، لتكتشف في يوم من هذه الأيام أن ليس لديها من الذخائر ما يكفي لتلبية الاحتياجات الأوكرانية لمواصلة الحرب.
– خططت واشنطن جيداً لكيفيّة غزو أفغانستان والعراق، لكنها بعد شهور من غزو العراق بدأت تتحدّث عن مأزق وفشل، واحتاج منها الاعتراف بالفشل في أفغانستان إلى عشرين سنة من الأثمان المالية والبشرية لتقول في نهايتها بلسان رئيسها جو بايدن، لو بقينا عشرين سنة أخرى لن يتغيّر شيء، وهي كذلك دائماً تقنياً تتميز بتخطيط دقيق ومحسوب، لكنها سياسياً محكومة بفرضية التفوق والغرور وادعاء القدرة على الإنجاز، وعندما تصطدم بالعجز والفشل تكابر وتبقى في حال إنكار طالما هي قادرة على دفع الثمن، وتحتاج إلى بلوغ مرحلة العجز عن دفع الثمن وليس فقط العجز عن النجاح حتى تعترف بالفشل.
– في الحرب على سورية كم كان التخطيط ذكياً لإغراء تركيا بالعثمانية الجديدة؟ وكم كان ذكياً التخطيط لإطلاق الربيع العربي وتحويله إلى ربيع يقوده الإخوان المسلمون في عدد من الدول العربية؟ وكم كان التخطيط ذكياً لضمان تدحرج كرة النار نحو سورية؟ وكم كان التخطيط ذكياً لحشد مئة دولة ومئة جهاز مخابرات ومئة فتوى ومئات المليارات من الدولارات ومئات الآلاف من الإرهابيين؟ لكن الخطط لم تضع في حسابها فرضيات الفشل، ونجاح سورية بالصمود ثم باستنهاض حلفائها وانخراطهم في الحرب دفاعاً عنها وعن موقعها الجيوسياسي، وعندما حدث ذلك فشلت الخطة، وأفلتت الطريدة كما قال سكرتير الحرب حمد بن جاسم، لكن واشنطن احتفظت بالمكابرة وبقيت على حال الإنكار، مكتفية بتعطيل فرص الحلول رغم يقينها بلا جدوى الرهان على تغيير الموازين، طالما أنها قادرة على دفع ثمن البقاء، بانتظار أن تصل إلى العجز عن دفع فاتورة البقاء فتعلن سحب يدها، كما فعلت في أفغانستان.
– لا يستطيع المغرومون بأمريكا وعقولها ومخابراتها وذكائها الصناعي إنكار أنها فوجئت كما فوجئ كيان الاحتلال بطوفان الأقصى، رغم أن التحضيرات التنفيذية لخطة إنجازه امتدت لسنتين، وهي لم تتوقع سياسياً أن يحدث شيء يصيب ما وصفه مستشار الأمن القومي لرئيسها جاك سوليفان بتجميد الشرق الأوسط بفضل عبقرية الرئيس جو بايدن للتفرّغ لمواجهة روسيا والصين، كما كتب في مقال شهير كتبه لمجلة فورن افيرز قبل أيام على طوفان الأقصى، ولما جاء الطوفان حاول تصحيح المقال لكن بقيت آثار السذاجة والبعد عن الواقع غير قابلة للإخفاء، وهي كذلك فوجئت بنتائج الحرب في غزة واستمرارها عشرة شهور، وفوجئت بقدرة المقاومة في جبهة لبنان، وبما جرى على جبهة اليمن، وكيف خسرت معركة الردع في البحر الأحمر، وما يمثل على صعيد الاستراتيجيات الأمريكية؟
– تملك أمريكا خطة تنفيذية تفصيلية تقنياً لكيفية إدارتها للمفاوضات التي دعت لانعقادها تحت عنوان اتفاق غزة، وهي تأمل منها الكثير، ليس للتوصل الى حل، بل لتأجيل الردّ المقرّر من إيران وقوى المقاومة على كيان الاحتلال، ولا مانع لدى واشنطن من عقد جلسات يتمّ فيها التفاوض لأجل التفاوض، ولكنها لا تملك خطة للجواب عن سؤال، ماذا لو بقيت حركة حماس تشترط للدخول في المفاوضات إنهاء التفاوض بين واشنطن وتل أبيب على نص اتفاق يعتبر منجزاً بالنسبة لحماس، خصوصاً بما تضمنه قرار مجلس الأمن الدولي الذي تبنّى خطط الرئيس الأمريكي وفصل بنودها، ويكون على واشنطن أن تختار بين فشل المفاوضات أو الضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وهي قد منحته كل أسباب التشدد، سواء بالضوء الأخضر لما قام به من اغتيالات أو بما يشعر به من قوة مع رؤية الحشود الأمريكية الآتية بهدف تقديم الحماية له ولجيشه وكيانه.
غرور القوة أكبر قاتل لذكاء الأقوياء.

رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: مفاوضات واشنطن وحماس كادت تؤدي للإفراج عن الأمريكي إيدان ألكسندر

كشف إعلام إسرائيلي أن المفاوضات المباشرة بين واشنطن وحماس كادت تفضي للإفراج عن إيدان ألكسندر الجندي المحتجز والحامل للجنسية الأمريكية، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.

كارثة.. إسرائيل تصدر أمرا عاجلا يخص غزة
 

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الطاقة الإسرائيلي أصدر أمرا بوقف نقل الكهرباء إلى غزة.

وفي وقت سابق؛ أصدرت شركة توزيع كهرباء محافظات غزة بيانا قالت فيه " في ظل الأحوال الجوية القاسية والعواصف التي تضرب قطاع غزة، تُطلق شركة توزيع كهرباء محافظات غزة نداءً استغاثة إلى المجتمع الدولي وكافة الأطراف ذات العلاقة بضرورة توفير المعدات والآليات الحيوية التي تحتاجها لإعادة تشغيل شبكات توزيع الكهرباء في القطاع، وتغذية المرافق الحيوية الأساسية.

وأضافت الشركة: " شهد قطاع غزة انقطاعاً مستمراً للتيار الكهربائي لأكثر من 15 شهراً، مما أدى إلى تداعيات خطيرة على كافة جوانب الحياة، خاصة في القطاعات الأساسية مثل الصحة والمياه والتعليم والاتصالات، علما بأنه لغاية الآن لم يتم توفير أي من احتياجات قطاع توزيع الكهرباء العاجلة التي طالبت شركة توزيع الكهرباء بإدخالها لتوصيل الكهرباء لتلك المرافق.

وتابعت الشركة:" لقد أصبح توفير الكهرباء ضرورة ملحة لضمان الحد الأدنى من الخدمات الأساسية للسكان، في ظل التدهور الكبير الذي عانت منه البنية التحتية للشبكات الكهربائية، مما يصعب إصلاحها دون توفر المعدات والآليات اللازمة والضرورية للعمل.

واردفت " وفي هذا الصدد، تجدد شركة توزيع الكهرباء دعوتها  وحاجتها الملحة لتوفير وتيسير إدخال المعدات اللازمة لعملها للمرحلة الأولى، والتي تتضمن: 300 محول توزيع كهربائي و 400 كيلومتر من كابلات الجهد المتوسط
و500 كيلومتر من كابلات الجهد المنخفض و 2,000 عامود حديدي  و 15,000 عامود خشبي مع ملحقات التركيب و 25 رافعة و10 مركبات من نوع مانوف و 10 مركبات لدعم حركة الفرق الهندسية والمعدات و 5 حفارات"

وزادت : وتؤكد الشركة أن تداعيات استمرار انقطاع التيار الكهربائي وكذلك غياب مصادر التدفئة في ظل الظروف الجوية القاسية والبرد القارص خطيرة جدًا، وهو ما يشكل تهديداً حقيقياً لحياة المواطنين عامة ومئات الجرحى والمرضى خاصة،  كما أن غياب الكهرباء يشل عمل القطاع الصحي ويحد من قدرة المستشفيات على القيام بواجباتها تجاه متلقي الخدمة، خاصة أن الكهرباء هي المصدر الرئيسي لتشغيل الأجهزة الطبية الحيوية.

واستكملت : كما يؤثر غياب الكهرباء على قطاع المياه والصرف الصحي ويحول دون تمكن المواطنين من الحصول على المياه النظيفة وكذلك يحد من قدرة البلديات على ضخ ومعالجة مياه الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار، وترحيل النفايات، وهو ما يهدد بارتفاع نسبة التلوث وانتشار الأوبئة المعدية، كما يؤثر انقطاع الكهرباء سلباً على العملية التعليمية، مما يؤخر التحصيل العلمي وخاصة لدى الأطفال، ويضع إدارات التعليم أمام تحديات غير مسبوقة على هذا المستوى.

واكملت : وعلاوة على ذلك فإن تداعيات استمرار انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفير الاحتياجات العاجلة لقطاع الكهرباء سيكون له بالغ الأثر على قطاعات أخرى مركزية مثل قطاع الخدمات وقطاع الاتصالات وقطاع المطاحن والمخابز، وهي قطاعات تتصل اتصالاً مباشر بحياة المواطنين ولا يمكن الاستغناء عنها.

وتابعت : وتأمل كهرباء غزة الاستجابة لهذا النداء العاجل لأن أي تأخير سيزيد من تردي الأوضاع الإنسانية وسيعرض حياة الكثيرين لخطر فقدان حياتهم.

وأتمت الشركة بيانها قائلة " إن كهرباء غزة تؤكد مجدداً جهوزيتها واستعدادها الكامل للتعاون مع كافة الأطراف من أجل إعادة تشغيل الشبكات الكهربائية في أقرب وقت ممكن.

مقالات مشابهة

  • أمريكا وأوكرانيا تستعدان لمفاوضات شاقة
  • غضب إسرائيلي من تصريحات المبعوث الأمريكي عن المقاومة الفلسطينية
  • بالتوازي مع البيئة غير الآمنة.. عقوبات أمريكا تضعف استثماراتها في العراق
  • بالتوازي مع البيئة غير الآمنة.. عقوبات أمريكا تضعف استثماراتها في العراق - عاجل
  • حماس: المفاوضات مع مصر وقطر والمبعوث الأمريكي تركز على إنهاء الحرب
  • إعلام إسرائيلي: مفاوضات واشنطن وحماس كادت تؤدي للإفراج عن الأمريكي إيدان ألكسندر
  • المبعوث الأمريكي لشئون المحتجزين: حماس تدرك أنها لن تحكم غزة بعد الحرب
  • الصين تستعد لحرب أمريكا
  • هل يدفع العالم ثمنَ غطرسة أمريكا والكيان الإسرائيلي؟ بابُ المندب خطُّ نار عالمي
  • حماس تؤكد لقاءات مع أمريكا حول اتفاق غزة