مستويات «حرجة» لأسعار الذهب رغم تزايد الإقبال على الدولار وسط ضغوط عالمية
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
بعد ساعات من تسجيل أدنى مستوياتها خلال شهر واحد، يحاول معدن الذهب المحافظة على استقرار أسعاره، وسط موجة تراجعات متتالية، نتيجة تراجع سعر صرف الدولار وعوائد السندات، قبل يوم واحد من إصدار بيانات المستهلكين في الولايات المتحدة، التي قد تساعد على إظهار مسار الفائدة القادم، من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وسجلت أسعار الذهب الفورية ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.2%، خلال التداولات الصباحية اليوم الأربعاء، لتصل إلى مستوى 1927 دولاراً للأونصة، وذلك بعد انخفاضها في جلسة أمس الثلاثاء بنسبة 0.6%، لتسجل أدنى مستوى لها منذ شهر، عند سعر 1922 دولاراً للأونصة.
ووفق تقرير لمؤسسة «جولد بيليون»، سجلت أسعار الذهب مستويات حرجة، خلال تداولات اليوم، تحت مستوى 1930 دولاراً للأونصة، مما يفتح الباب نحو مزيد من الهبوط دون حاجز 1900 دولار للأونصة، وذلك بعدما فشل المعدن الأصفر في اختراق منطقة المقاومة، عند مستوى ما بين 1940 و1950 دولاراً للأونصة.
التراجع الملحوظ في أسعار الذهب أمس الثلاثاء، جاء بسبب تزايد الإقبال على الدولار وعوائد السندات، في ظل عزوف المستثمرين عن المخاطرة وتوجههم إلى الدولار والسندات الحكومية الأكثر أماناً بالنسبة لهم حالياً.
وخفضت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف 10 بنوك صغيرة ومتوسطة الحجم، بينما وضعت 6 بنوك كبار على علم بخفض تصنيفهم في المستقبل، ويعكس القرار خلفية صعبة للقطاع المصرفي، وسط منافسة شديدة لجذب الودائع، في أعقاب الأزمة المصرفية لهذا العام.
واستشهدت وكالة «موديز» بتكاليف التمويل المتزايدة، وضغوط الربحية، وتباطؤ نمو القروض، كموضوع مشترك في أرباح الربع الثاني للبنوك، وتسببت هذه الأحداث في عزوف المستثمرين عن المخاطرة يوم أمس، الأمر الذي انعكس بشكل إيجابي على مؤشر الدولار، الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، والذي ارتفع يوم أمس بنسبة 0.4%.
من جهة أخرى، استقر العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات فوق المستوى 4%، وهو ما زاد من الضغط السلبي على أسعار الذهب، الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع كل من الدولار، وعوائد السندات الحكومية.
وعاودت أسعار الذهب محاولات التعافي خلال تداولات اليوم الأربعاء، إلا أن الضغوط السلبية مازالت تسيطر على تداولات المعدن الأصفر، وقد تشهد الأسواق بعض التعافي، وتصحيح مستوياتها، قبل صدور تقرير التضخم يوم غد الخميس، عن الاقتصاد الأمريكي، والذي من المتوقع أن يدفع الأسواق إلى التحرك لمستويات جديدة.
ويكشف التحليل الفني لـ«جولد بيليون» أنه بعد بيانات الصين، وتخفيض تصنيف عدد من البنوك الأمريكية، شهدت الأسواق المالية حالة من عزوف المستثمرين عن المخاطرة، اتضح في عمليات البيع على الأسهم الأمريكية، والتراجع في العملات الرئيسية لحساب الدولار الأمريكي، ولكن الذهب لم يحقق استفادة من هذا التراجع، على الرغم من كونه الملاذ الآمن في الأسواق.
تراجع النظرة للذهب باعتباره الملاذ الآمنلم يستطع الذهب أن يلعب دور الملاذ الآمن في الأسواق أمس، بسبب الضغط السلبي الواقع عليه من التوقعات بأن بيانات التضخم، التي تصدر غداً عن الاقتصاد الأمريكي، ستشهد ارتفاعاً أعلى من المتوقع خلال شهر يوليو، وهو ما يزيد من فرص استمرار البنك الفيدرالي في التشدد النقدي، ورفع أسعار الفائدة مرة إضافية، خلال المتبقي من هذا العام.
وخلال شهر يوليو الماضي، ارتفعت أسعار النفط الخام الأمريكي بأكثر من 16%، ليرتفع سعر برميل النفط بأكثر من 11 دولار، ليستكمل منذ بداية شهر أغسطس، الارتفاع ويتداول حالياً عند مستوى 83 دولاراً للبرميل.
ويزيد ارتفاع أسعار النفط الخام من الضغوط التضخمية على الولايات المتحدة، وسط توقعات بأن قراءة التضخم القادمة ستكون أعلى من التوقعات، وبالتالي يعود سيناريو رفع الفائدة من قبل الفيدرالي إلى الواجهة من جديد، وهو ما دفع الذهب إلى التراجع أمس، بعد تخليه عن دوره كملاذ آمن في الأسواق.
خروج استثمارات بـ2.3 مليار دولار من صناديق الذهبكما جاء استمرار خروج التدفقات النقدية من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب، ليفقد المعدن الأصفر دعماً جديداً، يتمثل في المزيد من عمليات تسييل الذهب في المنتجات المتداولة في البورصات المدعومة بالذهب، وهو ما يظهر في خروج التدفقات النقدية من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب.
وشهد شهر يوليو الماضي، خروج استثمارات بقيمة 2.3 مليار دولار، لتتراجع حيازة صناديق الاستثمار من الذهب بمقدار 34 طن، ليمثل هذا الشهر الرابع على التوالي من خروج التدفقات النقدية خارج صناديق الاستثمار.
ومنذ بداية العام الجاري، وحتى نهاية شهر يوليو الماضي، خرجت استثمارات من الصناديق بمقدار 4.9 مليار دولار، ما يقدر بنحو 84 طن من الذهب، ولكن مرونة أسعار الذهب خلال هذا العام، ساعدت على ارتفاع الأصول المدارة في الصناديق، بنسبة 2%، لتصل إلى 215 مليار دولار.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أسعار الذهب سعر الذهب الذهب أسعار الذهب العالمية صنادیق الاستثمار أسعار الذهب ملیار دولار شهر یولیو وهو ما
إقرأ أيضاً:
«آي صاغة»: 680 جنيهًا ارتفاعًا في أسعار الذهب بالأسواق المحلية خلال الربع الأول من 2025
ارتفعت أسعار الذهب بالسوق المحلية نحو 18% خلال تعاملات الربع الأول من 2025، في حين ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية بنسبة 19%، لتسجل أكبر مكسب ربع سنوي له منذ 39 عامًا، وذلك بفعل الطلب القوي على الذهب، كملاذ آمن، نتيجة حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، ووفقًا لتقرير منصة «آي صاغة».
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب بالأسواق المحلية ارتفعت بقيمة 565 جنيهًا خلال تعاملات الربع الأول من العام الجاري، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات مع بداية شهر يناير عند مستوى 3740 جنيهًا، ولامس مستوى 4425 جنيهًا، واختتم التعاملات مع نهاية شهر مارس عند مستوى 4420 جنيهًا.
بينما ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية بنحو 502 دولارات خلال تعاملات الربع الأول، حيث افتتحت التعاملات عند مستوى 2624 دولارًا، ولامست مستوى 3128 دولارًا كاعلى مستوى في تاريحها في 31 مارس، واختتمت التعاملات عند مستوى 3126 دولارًا.
وأضاف، إمبابي، أن جرام الذهب عيار 24 سجل 5051 جنيهًا، وجرام الذهب عيار 18 سجل 3789 جنيهًا، فيمَا سجل جرام الذهب عيار 14 نحو 2947 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب نحو 35360 جنيهًا.
وقال المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» إن أسعار الذهب ارتفعت بنسبة 9 %، وبقيمة 370 جنيهًا خلال شهر مارس، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 4050 جنيها، واختتم التعاملات عند مستوى 4420 جنيهًا، في حين ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية، بنسبة 9.4%، وبقيمة 268 دولارًا، حيث افتتحت التعاملات عند مستوى 2858 دولارًا، واختتمت عند 3126 دولارًا.
ووفقًا للتقرير اليومي لمنصة «آي صاغة»، فقد ارتفعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية بنسبة 35 جنيهًا خلال تعاملات أمس، الاثنين، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 4385 جنيهًا، ولامس مستوى 4425 جنيهًا، واختتم التعاملات عند 4420 جنيهًا، في حين ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية، بقيمة 41 دولارًا، حيث افتتحت التعاملات عند مستوى 3085 دولارًا، ولامست مستوى 3128 دولارًا يوم 31 مارس، كأعلى مستوى في تاريخها، واختتمت التعاملات عند 3126 دولارًا.
وأوضح إمبابي أن أسعار الذهب سجلت أعلى مستوياتها على الإطلاق، عند 3128 دولارًا، مدفوعة بالطلب المرتفع جراء تزايد المخاوف من استمرار التضخم وحالة عدم اليقين بشأن التجارة العالمية، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، ما دفع المستمرين للذهب كوسيلة للتحوط.
وذكر أن هذه الزيادة الأخيرة في الأسعار في الوقت الذي تستعد فيه الإدارة الأمريكية لتطبيق تعريفات جمركية جديدة على منتجات متنوعة من دول متعددة، بما في ذلك كندا والمكسيك، أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة، وقد أطلق الرئيس ترامب على يوم 2 أبريل اسم "يوم التحرير".
ولفت إلى أن استمرار التوترات الجيوسياسية وظهور حالة عدم اليقين الاقتصادي، تزداد جاذبية الذهب كملاذٍ آمن، ما يُمهّد الطريق لتحقيق المزيد من المكاسب في الأشهر المقبلة، حيث يتزايد قلق المستثمرين بشأن التأثير المحتمل لرسوم دونالد ترامب الجمركية، خشية أن تؤدي هذه السياسات إلى انخفاض النمو، وارتفاع التضخم، وتراجع التجارة الدولية، وضعف القدرة على التنبؤ بالنظام العالمي.
وأشار إلى أن التهديدات الأمريكية باتخاذ إجراءات انتقامية وانقطاعات في الإمدادات العالمية عززت مخاوف التضخم وتباطؤ النمو، وهي ظروف دفعت تاريخيًا أسعار الذهب إلى الارتفاع، ويأتي هذا التحرك في الوقت الذي انخفض فيه مؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال MSCI العالمي بنسبة 1.2%، ما يعكس تحولًا من الأصول الخطرة إلى الملاذ الآمن.
وأضاف أن الدولار لا يزال تحت الضغط، حيث تُغذي المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأمريكي التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ قريبًا في خفض أسعار الفائدة مجددًا، حيث تشهد الأسواق مزيدًا من التوقعات بخفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
في الأسبوع الماضي، رفع محللون من جولدمان ساكس وسوسيتيه جنرال وبنك أوف أمريكا توقعاتهم للأسعار، محددين مستوى 3300 دولار كهدف رئيسي تالي بنهاية العام.
في حين أطلقت أكبر أربع شركات تأمين في الصين، والتي تدير أصولًا مجمعة بقيمة 13 تريليون ين، برنامجًا تجريبيًا لشراء الذهب، مع تدفقات متوقعة تعادل 183 طنًا، ويمثل ذلك ما يقرب من نصف مشتريات البنوك المركزية العالمية العام الماضي، ويعكس هذا التحول الاستراتيجي توجهًا مؤسسيًا أعمق نحو الذهب كوسيلة للتحوط من التضخم وموازنة للمخاطر الجيوسياسية، وإلى جانب الطلب الثابت على صناديق الاستثمار والتراكم المستمر من البنوك المركزية، توفر هذه الموجة المؤسسية دعمًا قويًا لهذا الارتفاع.
في سياق متصل، تترقب الأسواق تطبيق إدارة ترامب للرسوم الجمركية على التجارة العالمية يوم الأربعاء، وتقرير الوظائف غير الزراعية لشهر مارس يوم الجمعة، حيث يحذر المحللون من أن كلا الأمرين قد يعززان جاذبية الذهب كملاذ آمن، وتشمل البيانات البارزة الأخرى مؤشر مديري المشتريات التصنيعي ISM وفرص العمل المتاحة في JOLTS يوم الثلاثاء، ومؤشر التوظيف ADP يوم الأربعاء، ومؤشر مديري المشتريات الخدمي ISM وطلبات البطالة الأسبوعية يوم الخميس.