أوراق الخريف: الحماية الاجتماعية وأبناء الوطن
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
حقًّا ستُشكِّل الحماية الاجتماعيَّة غطاء وحلولًا لبعض التحدِّيات التي تواجه بعض أفراد المُجتمع نتيجة للمتغيِّرات الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة، ولكن تبقى هناك مشكلات أخرى بحاجة لبحث حلول لها حتى نحقق العدالة والمساواة لكُلِّ أبناء المُجتمع العُماني.
اليوم، نخطو خطوات للأمام، بصدور مرسوم الحماية الاجتماعيَّة، وأيضًا قانون العمل في القِطاع الخاصِّ، وغدًا مراسيم أخرى ستغطِّي المظلَّة الاجتماعيَّة للمواطن العُماني للانتقال بعُمان إلى مستوى الطموحات والآمال في شتَّى المجالات كما أعلن جلالته ـ أعزَّه الله ـ .
فعنوان المرحلة القادمة هو العمل لتحقيق الكثير من الإنجازات وتجاوز التحدِّيات واضعين نُصب أعيننا كحكومة ومجلس عُمان «الدولة والشورى» المصلحة العُليا للوطن ورفاهيَّة مواطنيه في المقام الأوَّل.
لذا يتحتَّم علينا كحكومة ومجلس عُمان العمل على تعديل بعض القوانين والتشريعات وتسخير كافَّة أسباب الدعم والتمكين للقِطاع الخاصِّ والاستثمار والتصريح لفتح البنوك ودخول السيَّاح والزوار ورأس المال لتحقيق وتقديم أفضل الممارسات الاقتصاديَّة والتجاريَّة لجذب مزيدٍ من الاستثمارات والمصانع الكبرى للبلاد.
فالتنمية المستدامة تتطلب سكَّانًا وأيديًا عاملة وحراكًا بشريًّا، والسُّوق العُماني المحدود لَنْ ينموَ دُونَ قرارات فاعلة تصبُّ في خدمة رجال الأعمال وفتح السُّوق والتأشيرات لمَنْ يستحقُّها، وقَبل كُلِّ شيء ضخُّ جهاز الاستثمار العُماني أموالًا في مشاريع عملاقة مستدامة داخل الوطن.
كُلُّ ذلك أيضًا يتطلب حماية حقوق المواطنين والمؤسَّسات الصغيرة والمتوسطة، وأحد أهم أُسُس الحماية عدم السماح لشركات التجزئة الكبرى بفتح أفرع لها في الأحياء والاكتفاء فقط بالمجمَّعات التجاريَّة حتى نقوم بالحماية الاجتماعيَّة لهذه المؤسَّسات التي لا يمكنها المنافسة. لذا ينبغي أن نأخذَ ذلك في الحسبان.
اليوم وفَّرنا الحماية الاجتماعيَّة لبعض الفئات المستحقَّة، وأصدرنا قانون العمل للقِطاع الخاصِّ ليعرف الموظف حقوقه وواجباته. وغدًا نتطلع لحلول للباحثين عن عمل الذين تزداد أعدادهم سنويًّا، وتطوير مهاراتهم وإعدادهم لسُوق العمل، ولَنْ يتأتَّى ذلك إلَّا بإيجاد مصانع عملاقة مستدامة، وجلب شركات عالميَّة، وخلق أسواق جديدة تُسهم في جذب الأيدي العاملة الوطنيَّة.
وممَّا لا شكَّ فيه أنَّ الدولة تعمل لرفاهيَّة المواطن ومعالجة كُلِّ التحدِّيات والصعوبات التي تواجه الدولة ماليًّا، وسوف تكُونُ هناك استراتيجيَّة وطنيَّة مدروسة لإيجاد موارد إضافية لموازنة الدولة للإيفاء بكُلِّ هذه المتطلبات من خلال قِطاع اقتصادي وصناعي مستدام وقوي من خلال تطوير التشريعات والقوانين بما يسهِّل الإجراءات وإنهاء البيروقراطيَّة التي تُعدُّ إحدى العقبات الأساسيَّة أمام أيِّ انطلاقة اقتصاديَّة وسياحيَّة وتجاريَّة واستثماريَّة.
المنظومة الاجتماعيَّة تتطلب مراجعة لوضع المتقاعدين الذين أحيلوا للتقاعد دُونَ مراعاة لوضعهم المادي والاجتماعي مسبقًا، وكانوا يتطلعون للحصول على درجاتهم الماليَّة المستحقَّة؛ لكونهم أكملوا أكثر من عشر سنوات في العمل وهم ينتظرون الترقيات الموعودة، واليوم أيضًا يتطلعون للعدالة والمساواة بإصدار قرارات تحسِّن أوضاعهم المادِّيَّة وتغطِّي نفقاتهم الأُسريَّة والكهربائيَّة وغيرها.. وعلينا أيضًا عدم نسيان الباحثين العمل الذين ارتفع عددهم ما يقارب 110 آلاف والعدد سيزداد سنويًّا فهم أَوْلى بالبحث لهم عن مخرج وحلول.. والله من وراء القصد.
د. أحمد بن سالم باتميرا
batamira@hotmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الحمایة الاجتماعی ة الاجتماعی الع مانی
إقرأ أيضاً:
بوتين: لا نعرف ما الأهداف التي تريد إسرائيل تحقيقها في غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، لا نعرف ما الأهداف التي تريد إسرائيل تحقيقها في غزة، وذلك وفقًا لما أفادت به قناة "القاهرة الإخبارية".
وفي وقت سابق، ووفقًا لتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، لا ترغب إسرائيل في تحمل مسؤولية إدارة سكان قطاع غزة مدنيًا بعد انتهاء الحرب المستمرة لأكثر من 14 شهرًا، لكنها حددت هدفًا آخر.
وقال كاتس، "إن إسرائيل ستبقي على سيطرتها الأمنية في قطاع غزة، مع الاحتفاظ بحرية العمل العسكري، على غرار الوضع في الضفة الغربية، وذلك عقب انتهاء الحرب"، مضيفًا "أن إسرائيل ليست معنية بإدارة شؤون السكان المدنيين في غزة".
وذكرت القناة الإخبارية الإسرائيلية "12" أن كاتس التقى مع مسؤول أمريكي رفيع المستوى وأبلغه رسالة غير معتادة عادة ما تُناقش في الغرف المغلقة، مضمونها أن "إسرائيل لا تسعى إلى السيطرة على قطاع غزة عسكريًا أو مدنيًا بعد انتهاء الحرب".
وأشار كاتس أيضًا إلى أنه "لا توجد قرارات بشأن الاستيطان في غزة"، مؤكدًا أن إسرائيل لا تهدف إلى بسط سيطرتها الكاملة على القطاع.
فيما يتعلق بالسلطة الفلسطينية، أكد كاتس أن "إسرائيل تسعى لحمايتها من التهديدات الإيرانية ومن حماس، وتحرص على تعزيز دورها باعتبارها جزءًا من المعسكر المعتدل".
وأضافت القناة أن "إسرائيل تبدو مهتمة حاليًا بالحفاظ على استقرار السلطة الفلسطينية، رغم تصريحات مختلفة من سياسيين إسرائيليين".
وفي تغريدة على منصة "إكس"، أوضح كاتس موقفه قائلًا: "بعد تحييد القدرات العسكرية والحكومية لحماس، ستتولى إسرائيل مسؤولية الأمن في غزة مع حرية العمل الكامل، كما هو الحال في الضفة الغربية.
وأضاف، أننا لن نسمح لأي تنظيم بالعمل انطلاقًا من غزة ضد المواطنين الإسرائيليين، ولن نعود إلى الأوضاع التي كانت سائدة قبل 7 أكتوبر.