الإرادة العربية والمشروع المنتظر
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
حالة التفاؤل التي تصدَّرت المشهد العربي مؤخرًا وما زالت حاضرة تبحث عن مواقف أخرى معزِّزة لها، فمنذ اتِّفاق بكين والقِمم العربيَّة ـ الأميركيَّة ـ الصينيَّة ولاحقًا القمَّة العربيَّة سجّلت مواقف جيَّدة نسبيًّا في إطار العلاقات العربيَّة، كما أنَّ ربط المصالح العربيَّة مع القوى الدوليَّة الصاعدة روسيا والصين، والتوجُّه نَحْوَ مجموعة البريكس ومؤتمر شنغهاي، والانخراط العربي باتفاقيَّات ثنائيَّة مع الصين في مبادرة الحزام والطريق عبر طريق الحرير، وتقليص الإنتاج النفطي لدول أوبك+، وعودة سوريا إلى الحُضن العربي، ومبادرة إنهاء الأزمة في اليمن رغم تعسُّرها، لكن تلك المواقف رفعت نسبة التفاؤل لتحقيق مزيدٍ من المواقف الإيجابيَّة التي تهمُّ العرب كثيرًا والتي ينبغي أن تتواءمَ مع التحَوُّلات الدوليَّة، وهذه كُلُّها مبشِّرات إيجابيَّة حدثت في ظرف زمني وجيز، ولكن ماذا بعد؟؟
نعم هناك حالة تفاؤل ينبغي إعلاؤها والابتعاد عن السلبيَّة، ومجاهرة التشكيك وبثُّ ثقافة التوجُّس التي لا تخدم حالة التقدُّم في العلاقات العربيَّة، بل تعكِّر الأجواء.
لا شكَّ أمام العرب مشوار طويل يتطلب جهودًا جماعيَّة، وحراكًا منظَّمًا وتنسيقًا مشتركًا للحفاظ على حالة التقدُّم النسبي، وهنا لا بُدَّ من مجابهة التدخلات الخارجيَّة التي لا يُمكِن إغفالها مع كُلِّ حراك عربي إيجابي، وهذا بحدِّ ذاته يتطلب إرادة عربيَّة صُلبة وقرارات سياسيَّة شجاعة تُشكِّل رافعة لها؛ لأنَّ أعداء العرب لا يُمكِن أن يغضُّوا النظر عن أيَّة تطوُّرات في المشهد العربي، وهنا نؤكِّد أنَّ العرب قادرون على مجابهة التدخلات خارجيَّة إن توافرت الإرادة.
رئاسة الدَّورة الحاليَّة لجامعة الدوَل العربيَّة يُعوَّل عليها الكثير، ومن الأهمِّية تبنِّي المبادرة وضخُّ جرعات جديدة في هذه الفترة الرئاسيَّة التي بدأت بحراك جيِّد، ولا شك أنَّ المملكة العربيَّة السعوديَّة التي قادت الركب العربي بتحقيق جملة من المواقف والأحداث الفاعلة على الصعيد العربي والدولي يُمكِنها أن تُعزِّزَ ذلك الحراك الإيجابي في قيادة العمل العربي. كما أنَّ هناك دوَلًا عربيَّة أخرى يُعوَّل عليها في تنشيط العمل العربي، وتنسيق الجهود المشتركة، واستثمار التحَوُّلات الدوليَّة للتقدُّم خطوات أخرى على طريق المشروع العربي المنتظر .
خميس بن عبيد القطيطي
khamisalqutaiti@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: ة العربی ل العربی ة التی
إقرأ أيضاً:
اليوم.. العرض العربي الأول لفيلم "غزة التي تطل على البحر"
يشهد اليوم، العرض العربي الأول للفيلم "غزة التي تطل على البحر" ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، والتي تقام ضمن فعاليات الدورة الـ 45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
فيلم "غزة التي تطل على البحر" وثائقي، تدور أحداثه في قلب قطاع غزة ينتقل ٤ رجال عبر مسارات متباينة سعيا وراء تعريفاتهم الخاصة بالنجوم وتتشابك مصائرهم وسط تعقيدات الحياة والحب والبقاء وبينما تتكشف أحداث الفيلم ينغمز المشاهدون في الحياة اليومية لهؤلاء الرجال ومراقبة انغماسهم في روتين حياتهم جنبا إلى جنب مع عائلاتهم فب مدينتهم الحبيبة.
ينطلق عرض الفيلم الذي تبلغ مدته 82 دقيقة، في تمام الساعة السادسة مساءً، بالمسرح الصغير في دار الأوبرا المصرية، وهو من إخراج محمود نبيل أحمد.
وتستمر فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي حتى يوم 22 نوفمبر الجاري، بمشاركة 190 فيلمًا من 72 دولة بالإضافة لحلقتين تلفزيونتين، وتشمل الفعاليات 16 عرضًا للسجادة الحمراء، و37 عرضًا عالميًا أول، و8 عروض دولية أولى، و119 عرضًا لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، هو أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا وينفرد بكونه المهرجان الوحيد في المنطقة العربية والأفريقية المسجل ضمن الفئة A في الاتحاد الدولي للمنتجين بباريس "FIAPF".