كتب اسكندر خشاشو في" النهار": كشف الإعلام الحربي لـ"حزب الله" عن منشأة "عماد 4"، التي تحتوي على راجمات صاروخيّة وتجهيزات عسكرية، في أنفاق ضخمة مشيّدة تحت الأرض. واللافت في الفيديو، الذي بثّه الإعلام الحربي، هو حجم المنشأة ومداها تحت الأرض، وتنقُّل راجمات الصواريخ وعناصر "حزب الله" بدرّاجاتهم النارية بين الأنفاق.
ويتوجّه هذا الفيديو إلى الموالين لرفع المعنويات، التي أصيبت بتراجع أو بنوعٍ من الخيبة نتيجة عدم الرّد السريع على مقتل أحد أكبر قياديي الحزب، والتأكيد على أن الحزب لا يخشى الذهاب إلى الحرب، بل هو مستعدّ لها إذا ما قرّرت إسرائيل الذهاب بعيداً في التصعيد والعدوان. وثمة تأكيد على إبقاء المبادرة بيد "حزب الله" لمنع إسرائيل من وضع قواعد الاشتباك حسب رؤيتها ومصلحتها.
أما بالنسبة إلى الجهة المعارضة، فلم ترَ بهذا الإصدار سوى استمرار لسياسات سابقة، تؤكّد بناء دويلة كاملة الأوصاف في داخل الدولة اللبنانية؛ وهذا لا يمكن أن يحدث في دولة موحّدة وذات سيادة، فتخرج مجموعة وتستعرض إعلامياً أنفاقها وبناها العسكرية ضمن الأراضي اللبنانية، من دون أيّ علم للدولة ولقواها الأمنية والعسكرية بهذه المنشآت، واين هي؟ وكيف تمتد؟ وإلى أين؟ وبرأي المعارضين، فإن هذا الإصدار، ومن دون شكّ هو رسالة ردع واستعراض قوة أمام الإسرائيليين، بالرغم من أن الإسرائيليين وغيرهم يعلمون بامتلاك "حزب الله" شبكات اتصال وخطوط إمداد خاصّة، بالإضافة إلى امتلاكه الصواريخ؛ وهم لا ينتظرون إصدارات إعلامية للتأكّد من ذلك. أمّا الرسالة الأهم فهي ضمن إطار الجرعات المعنويّة لجمهور "حزب الله" المحبط بعد العمليات النوعية الإسرائيلية؛ والرسالة الأخيرة هي للداخل المعارض، أو الرافض للدويلة، للتأكيد مرّة جديدة أنّنا نملك قدرات هائلة لا يستطيع أحد المسّ بها، وعليكم التعايش مع الأمر.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
خامنئي يعيّن نعيم قاسم ممثلا رسميا له في لبنان
أصدر المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قراراً بتعيين نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، ممثلاً له في لبنان، وفقاً لما أعلنته وكالة أنباء "تسنيم". وكان هذا المنصب يشغله سابقاً الزعيم السابق لحزب الله، حسن نصرالله.
يُذكر أن نعيم قاسم تم تعيينه أميناً عاماً لحزب الله بعد عقود قضاها نائباً لنصرالله، وكان من بين مؤسسي الحزب، على الرغم من أنه لم يكن من الأسماء المتوقعة لتولي هذا المنصب.
وقد قلصت اغتيالات الاحتلال الإسرائيلي لعدد من القيادات البارزة في الحزب، بما في ذلك هاشم صفي الدين، ابن خالة نصرالله، الذي كان مرشحاً محتملاً لخلافته، من الخيارات المتاحة لقيادة الحزب.
في 27 أيلول/ سبتمبر 2024، نفّذ الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية مكثّفة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، أسفرت عن اغتيال حسن نصر الله. وفي 3 تشرين الأول/ أكتوبر من العام نفسه، شنّ الاحتلال غارات أخرى أدّت إلى مقتل رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، هاشم صفي الدين.
ويذكر أنه في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شنت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عملية "طوفان الأقصى" على مستوطنات غلاف غزة.
في المقابل، بدأ حزب الله اللبناني سلسلة من عمليات القصف المستمرة من جنوب لبنان نحو الجبهة الشمالية للأراضي الفلسطينية المحتلة، معلنًا أنها جبهة إسناد لقطاع غزة.
من هو نعيم قاسم؟
ونعيم قاسم، البالغ من العمر 71 عاماً، يجيد اللغتين الفرنسية والإنجليزية، وهو حاصل على دراسات عليا في الكيمياء، بالإضافة إلى دراساته الدينية تحت إشراف كبار علماء الشيعة في لبنان.
كما عمل لسنوات كمدرس لمادة الكيمياء، حيث وصفه أحد طلابه، بأنه كان هادئ الطباع ويُدرّس الكيمياء باللغة الفرنسية في ثانوية حمانا شرق بيروت.
إلى جانب ذلك، تولى قاسم مهام إدارة الملف الحكومي في لبنان، حيث كان يشرف على عمل وزراء ونواب الحزب، بالإضافة إلى متابعته لملف البلديات والنقابات، الذي يُعد أحد الركائز الأساسية لنفوذ حزب الله في المؤسسات الرسمية اللبنانية.