تزايدت زيارات الموفدين الدوليين والعرب إلى لبنان في الأسابيع الأخيرة، بهدف منع تفاقم الوضع الأمني والحيلولة دون اندلاع حرب شاملة قد تجر المنطقة إلى دوامة من العنف.    
من أبرز هذه الزيارات، كانت زيارات لوزيري خارجية فرنسا ومصر، ستيفان سيجورنيه وبدر عبدالعاطي، والموفد الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين. وركزت جهودهم على تهدئة الأوضاع ومنع توسع الصراع في الجنوب بين إسرائيل و "حزب الله".

وصف مصدر ديبلوماسي عربي مطلع لـ «الأنباء الكويتية » الحراك الديبلوماسي الأميركي والفرنسي والمصري بـ "الإطفائي لإخماد الحرائق السياسية، في محاولة لتجنيب لبنان حربا عسكرية موسعة بينه وبين إسرائيل.. حرب يصعب إطفاؤها". ورأى "ان النتائج الأولية في المحادثات بين المسؤولين اللبنانيين.. رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، مع المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين ووزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه ووزير خارجية مصر بدر عبدالعاطي، استطاعت أن تفتح ثغرة للأخذ والرد وتبادل الأفكار والاقتراحات لتخفيف التوتر العالي عسكريا بين لبنان وإسرائيل، لتبقى قواعد الاشتباك منضبطة ولا تخرج عن سياقها المحدد، كي لا تندلع الحرب وربما تمتد إلى المنطقة". وأكد ان "الحراك الديبلوماسي الثلاثي الذي تزامن مع مفاوضات الدوحة، سينعكس إيجابا في حال نجاحه على الجبهة الجنوبية اللبنانية مع العدو الإسرائيلي، من وقف للنار وترسيم للحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة لاحقا". ولفت "إلى ان أكثرية دول اللجنة الخماسية الممثلة بوزراء خارجيتها اليوم، وجهت بوصلتها إلى تخفيف حدة التوتر بين لبنان وإسرائيل، بعدما كان تركيز سفراء دولها في لبنان هو على حصر جهدهم الديبلوماسي بمساعدة اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية جامع لكل شرائح المجتمع اللبناني".

وأكد أن "الاستحقاق الرئاسي مؤجل البحث به حتى إشعار آخر، والجهد الديبلوماسي العربي والإقليمي والدولي مركز على منع توسع الحرب".

وقال مصدر لبناني شارك في المحادثات مع الموفدين لـ "الأنباء الكويتية" ان "زيارة وزير خارجية فرنسا، جاءت في إطار سعي باريس لتخفيف حدة التوترات بين حزب الله وإسرائيل". وحمل الوزير الفرنسي رسالة تحذير من خطورة الانزلاق إلى مواجهة عسكرية مفتوحة، داعيا الأطراف المعنية إلى ضبط النفس واللجوء إلى الحوار كوسيلة لحل النزاعات. كما أكد الوزير الفرنسي على أهمية الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وان أي تصعيد في جنوب لبنان سيؤثر سلبا على أمن المنطقة بأسرها". وأضاف المصدر: "ركز عبد العاطي على دور القاهرة التاريخي في الوساطة بين الأطراف المتنازعة في الشرق الأوسط، وشدد على أن بلاده تعمل جاهدة لمنع توسع الحرب بين حزب الله وإسرائيل، وان مصر مستعدة لتقديم الدعم اللازم لتحقيق التهدئة. وكان لافتا تركيز الوزير المصري على تكرار الدعوة للعودة إلى طاولة المفاوضات، لحل كل النزاعات، وأن الحل الديبلوماسي هو السبيل الوحيد لتجنب كارثة إنسانية واقتصادية". وأشار المصدر إلى ان "الموفد الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين، ركز خلال زيارته على وجوب خفض التصعيد والتوتر على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل، وإعطاء المساحة الكاملة للمفاوضات التي انطلقت في الدوحة وتستكمل في القاهرة، مع تشديده على ضبط النفس وتجنب التصعيد العسكري، وأن الولايات المتحدة تتابع الوضع عن كثب وتعمل على منع اندلاع حرب شاملة. وتناول ضرورة التوصل إلى اتفاق حول الحدود البرية فور انتهاء الحرب ووقف اطلاق النار، بما يضمن حقوق لبنان في موارده الطبيعية، ويجنب المنطقة أي صراع محتمل".

واعتبر المصدر ان "زيارات الموفدين الدوليين والعرب إلى لبنان تأتي في وقت حساس للغاية، حيث تسعى هذه الدول إلى منع توسع الحرب بين حزب الله وإسرائيل، من خلال الدعوة إلى التفاوض وضبط النفس". وتابع: "الجهود المشتركة لهؤلاء الموفدين تعكس رغبة المجتمع الدولي في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي وتجنب الكوارث الإنسانية التي قد تنتج عن أي تصعيد عسكري، وقد يؤدي إلى حرب واسعة تطال المنطقة، وهذا ما لا تريده الدول المعنية، باستثناء إسرائيل".   ويبقى السؤال المطروح هو عن مدى تجاوب الأطراف، لاسيما الجانب الإسرائيلي مع هذه الجهود ومنع اندلاع حرب قد تكون عواقبها وخيمة على الجميع.  

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: بین لبنان منع توسع حزب الله

إقرأ أيضاً:

مبعوث بايدن يصل إسرائيل لعقد محادثات لمنع حرب “شاملة” مع لبنان

إسرائيل – وصل المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين، الاثنين، إلى إسرائيل، في مهمة تهدف إلى نزع فتيل حرب محتملة على لبنان عادت إسرائيل لتلوح بها في الأيام الأخيرة مع استمرار هجمات الفصائل اللبنانية على شمالها.

وسبق لهوكشتاين أن قام خلال الأشهر الماضية بالعديد من المهمات لمنع انزلاق التصعيد بين إسرائيل ولفصائل اللبنانية إلى حرب شاملة.

وقال موقع “واينت” الإخباري الإسرائيلي: “وصل إلى إسرائيل عاموس هوكشتاين، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط والذي يتوسط بين إسرائيل ولفصائل اللبنانية.

وأضاف: “من المتوقع أن يلتقي بالرئيس إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت في إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية سياسية بين إسرائيل ولفصائل اللبنانية ومن أجل منع حرب شاملة”.

وزادت في الأيام الأخيرة الدعوات في إسرائيل لشن حرب على لفصائل اللبنانية في لبنان، بالتزامن مع تصاعد هجماته الصاروخية على مستوطنات الشمال بينها ما لم يسبق إخلاؤها من المستوطنين.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية في الأيام الماضية، أن واشنطن تريد منع اندلاع حرب قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وعشية وصول هوشتاين إلى تل أبيب، أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، نظيره الأمريكي لويد أوستن، في اتصال هاتفي، أن فرص التوصل إلى تسوية تنهي المواجهات مع لبنان “تتلاشى مع استمرار لفصائل اللبنانية في ربط نفسها بحركة الفصائل الفلسطينية” .

وفيما تحاول واشنطن التوسط في اتفاق تهدئة بين إسرائيل ولبنان، قال الأمين العام لـلفصائل اللبنانية في 10 يوليو/ تموز الماضي، إن الفصائل الفلسطينية تفاوض عن نفسها وبالنيابة عن كل الفصائل الفلسطينية، وما تقبل به الفصائل الفلسطينية نقبل به جميعا”.

وبوساطة مصر وقطر، ودعم الولايات المتحدة، تجري إسرائيل ولفصائل الفلسطينية منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة، بسبب إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استمرار احتلال ممر نتساريم (يقسّم شمال غزة عن جنوبها، ومعبر رفح ومحور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، بينما تتمسك الفصائل الفلسطينية بانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي.

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل؛ خلّف مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء حرب مدمرة تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على غزة منذ 7 أكتوبر؛ ما أسفر عن قرابة 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيي، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • الجيش الأميركي يعلن اكتمال انسحابه من النيجر
  • محللون: إسرائيل تتجه نحو مزيد من التطرف وواشنطن وضعت كل شيء بيد نتنياهو
  • افتراق مفهوم السلام بين العرب وإسرائيل
  • مبعوث بايدن يصل إسرائيل لعقد محادثات لمنع حرب “شاملة” مع لبنان
  • سباق بين بين احتمالات الحرب والجهود الاميركية لمنع اتساعها
  • حزب الله وإسرائيل يستعدان لـ "حرب وجودية"
  • “اتركوا منازلكم”.. الجيش الإسرائيلي يلقي مناشير فوق جنوب لبنان (صورة)
  • حزب الله: الحرب الشاملة ستكون "كارثية" على لبنان وإسرائيل
  • ماذا يعني التصعيد بين حزب الله وإسرائيل وقرار إعادة مستوطني الشمال؟
  • باحث: حزب الله وإسرائيل لا يريدون التوسع نحو حرب شاملة