زعماء كوريا الجنوبية واليابان وأميركا يؤكدون تعاونهم لمواجهة التحديات الإقليمية
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
أكدت كل من كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة، السبت، تعهدها بالتعاون لمواجهة التحديات الإقليمية، وفق بيان نشره البيت الأبيض عبر موقعه بذكرى مرور عام على اجتماع قادة الدول الثلاث.
وقال قادة الدول الثلاث في البيان: "نحن، زعماء اليابان وجمهورية كوريا والولايات المتحدة، نحتفل بالتقدم الهائل الذي أحرزناه في تعاوننا الثلاثي في العام الذي انقضى منذ قمتنا التاريخية.
وأضافوا "إننا نتمسك بالتزامنا بالتشاور بشأن التحديات الإقليمية والاستفزازات والتهديدات التي تؤثر على مصالحنا وأمننا الجماعيين. ونجدد التزامنا بتعزيز التعاون الأمني، المدعوم بالتحالفات القوية بين الولايات المتحدة واليابان والولايات المتحدة وجمهورية كوريا (كوريا الجنوبية)، وتعميق التوافق بين أولوياتنا الاقتصادية والتكنولوجية المشتركة، وزيادة التنسيق بشأن المبادرات الصحية العالمية، وتوسيع العلاقات الشعبية القوية بين بلداننا الثلاثة".
وأكدوا أنه "على مدار العام الماضي، أظهرنا التزامنا الراسخ بهذه الأهداف المشتركة من خلال التشاور والتنسيق الوثيقين بشأن الأولويات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وخارجها".
ونوهوا إلى أنهم "يحتفون" بـ "إنجازات تعاوننا الثلاثي، بما في ذلك إطلاق تمرين "حافة الحرية" الثلاثي متعدد المجالات، وتوقيع إطار عمل جديد للتعاون الأمني الثلاثي، والتقدم الذي أحرزته مجموعات العمل الثلاثية التي تركز على مكافحة الجهود التي تبذلها جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية (كوريا الشمالية) لتوليد الإيرادات لبرامج أسلحة الدمار الشامل من خلال الجرائم الإلكترونية وغيرها من الوسائل غير المشروعة".
وشددوا على أنهم "عازمون على الحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ونظل متفقين على رؤيتنا المشتركة، ونقف على أهبة الاستعداد لمواجهة أعظم التحديات التي يواجهها العالم. ونحن نؤمن إيمانا راسخا بأن التعاون بين اليابان وجمهورية كوريا والولايات المتحدة لا غنى عنه لمواجهة تحديات اليوم وسيهيئ الوضع لمستقبل مزدهر".
وذكر بيان صادر عن مكتب الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، أن المبادئ الخاصة بالتعاون الثلاثي التي أقرتها قمة العام الماضي لا تزال تعمل كخارطة طريق للتعاون بين الدول الثلاث.
وقال "إننا نتمسك بالتزامنا بالتشاور بشأن التحديات والاستفزازات والتهديدات الإقليمية التي تؤثر على مصالحنا وأمننا الجماعي".
واجتمع الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، ويول في 18 أغسطس بالعام الماضي، واتفقوا على تعميق التعاون العسكري والاقتصادي واتخاذ موقف موحد ضد القوة المتنامية للصين والتهديدات الأمنية من كوريا الشمالية.
وقالت وسائل إعلام كورية جنوبية نقلا عن مصادر لم تسمها إن الزعماء يخططون للقاء مرة أخرى هذا العام، لكنها أضافت أنه لم يتضح بعد موعد ذلك، خاصة وأن كيشيدا أعلن أنه سيتنحى عن منصبه.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: والولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
كوريا الجنوبية والصراع الهادئ بين البوذية والمسيحية
رغم أن البوذية دخلت كوريا منذ قرابة ألفي سنة والمسيحية دخلتها منذ قرن ونصف فقط، فإن هذه الأخيرة تمددت حتى صارت أكثر انتشارا من البوذية، وما يميز كوريا الجنوبية عن غيرها من دول شرق آسيا هو الحضور القوي للديانة المسيحية فيها رغم شيوع الطابع البوذي التاريخي للدولة.
ففي حين قد يظن البعض أن كوريا دولة بوذية فإن الحقيقة غير هذا تماما، حيث يشكل المسيحيون ما بين 28 إلى 30% من سكان البلاد، بينما يشكل البوذيون ما نسبته 22% تقريبا، ويحتل من يعتبرون أنفسهم "لا دينيون" معظم النسبة المتبقية، مع نسب ضئيلة لأتباع الديانات والمذاهب الأخرى كالإسلام واليهودية والهندوسية والسيخ وغيرهم.
وخلال وجودنا في العاصمة الكورية سول قررنا زيارة معبد بوذي وكاتدرائية مسيحية، لنأخذ القراء في جولة حول أكبر ديانتين في البلاد، نقابل خلالها أطرافا من الجانبين.
دخلت البوذية كوريا عبر الصين عام 372 ميلادية خلال فترة الممالك الثلاث، ثم تجذرت في السياسة والفلسفة والفنون، ومع ذلك، فخلال عهد مملكة جوسون (1392-1897) في كوريا الجنوبية، حلت المعتقدات الكونفوشية -القادمة من الصين أيضا- محل البوذية كأيدولوجية للدولة، مما أدى إلى قمع الأخيرة عدة قرون رغم استمراها في المناطق الريفية والمعابد الجبلية.
واليوم تعد "طائفة جوغي" أكبر طائفة بوذية في البلاد، ويبلغ عدد أتباعها نحو 7 ملايين شخص، ويشرف عليها 13 ألف راهب، ويوجد في كوريا الجنوبية نحو 900 معبد تقليدي ونحو 20 ألف موقع بوذي.
من بين كل تلك المعابد زرنا معبد جوغيسا، الواقع في منطقة جونغنو في قلب العاصمة سول، ويعتبر المركز الروحي والإداري لطائفة جوغي، ومحورا رئيسيا للعبادة البوذية والأنشطة الثقافية.
إعلانويشتهر هذا المعبد، الذي تأسس عام 1910، بمهرجان الفوانيس السنوي الذي يقام خلال عيد ميلاد بوذا، ويجذب آلاف الزوار، كما يشتهر بقاعة دايونغجيون -قاعة بوذا الرئيسية- التي تحتوي على تمثال ضخم لبوذا في الوسط وعن يمينه ويساره تمثالان آخران يمثلان حالات تأمل لبوذا.
ويتيح موقع المعبد في وسط سول للزوار مشاهدة الممارسات البوذية أمام أعينهم، والتي تشمل التأمل وتلاوة الترانيم والإقامة في المعابد، ورغم انخفاض أعداد البوذيين في السنوات الأخيرة بسبب الحداثة وانتشار المسيحية، فإن البوذية لا تزال جزءا مهما من الهوية الثقافية الكورية.
الراهبة بوبشينخلال زيارتنا للمعبد قابلنا الراهبة بوبشين (37 سنة)، التي قالت إنها بدأت التطوع في المعبد بهدف مساعدة الناس، ثم شعرت "بالحاجة للتعمق في فهم البوذية"، فبدأت دراستها منذ 7 سنوات، وبعد ذلك قررت أن تصبح راهبة بوذية.
تقول بوبشين إنها حلقت شعرها بعد الترهب، "لأن حلاقة الشعر تعني التحرر من التعلق بالدنيا، وفي البوذية نرى أن التعلق بالدنيا هو سبب المعاناة والألم، وحلاقة الشعر تعني بطريقة ما التخلص من المعاناة"، بحسب تعبيرها.
أما عن دراستها للبوذية وكم تستغرق لإتمامها، قالت إن دراسة البوذية بالنسبة للراهبات "لا نهاية لها"، وأشارت إلى أنها زارت المعبد في هذا اليوم لتأخذ كتابا جديدا لتعاليم بوذا لدراسته، وأضافت "كلما انتهينا من دراسة كتاب نبدأ كتابا جديدا".
وعن الزواج تقول بوبشين إن الراهبات البوذيات لا يتزوجن "نحن نتزوج العالم كله من خلال العطاء والحب"، على حد قولها، وعن تقليد إيقاد الشموع في المعبد، قالت إنه "يرمز لإشاعة النور وطرد الظلام، ولتذكر طبيعة الحياة الفانية من خلال رؤية الشمعة تذوب".
إعلان طقوس بوذيةصادفنا في المعبد أيضا أحد زواره وهو جونغ كوان سون (43 عاما)، وقال للجزيرة نت إنه يزور هذا المعبد دوريا لأن والده كان يعمل فيه، وأوضح أن والده لم يكن راهبا لكنه "كان بوذيا متدينا جدا إلى حد الرهبنة"، واعتاد مرافقته في طفولته.
يقول كوان سون إنه حين يدخل المبعد يركع 3 مرات في 3 اتجاهات، وبفعل ذلك فإنه يقدم التحية والاحترام لثلاثة: بوذا ودارما (تعاليم بوذا) وسانغا (أتباع بوذا)، ولكي "أتخلص من السموم الثلاثة: الطمع والكراهية والوهم"، حسب قوله.
وعن صلاتهم، قال إنه ليس في البوذية عبادة بالمعنى ذاته الموجود في الأديان السماوية، وإنما العبادة لديهم عبارة عن "تأمل في الوجود ومحاسبة أنفسنا والحرص على ضبط انفعالاتنا"، وأثناء الصلاة يرتلون أناشيد هي نصوص متنوعة من تعاليم بوذا.
كاتدرائية سيدة الحمل الطاهرخرجنا من المعبد البوذي، حيث لم يكن مسموحا للزوار التصوير بداخله، وانطلقنا إلى كاتدرائية "سيدة الحمل الطاهر" والمعروفة باسم كاتدرائية ميونغ دونغ، نسبة إلى الحي الذي تقع فيه بمنطقة جونغ بسول، وتعتبر مقر رئيس أساقفة العاصمة، بيتر تشونغ سون تايك.
وتعمل الكاتدرائية -التي تأسست نهاية القرن التاسع عشر- كمعلم مجتمعي وجذب سياحي ورمز بارز للكنيسة الكاثوليكية في كوريا، وقد أعلنتها الحكومة موقعا تاريخيا في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1977.
على الرغم من أن المسيحية دخلت كوريا في أوقات متفرقة عبر الكتب والمبشرين الكاثوليك في القرن 17، فإنها لم تنتشر بشكل كبير إلا في أواخر القرن 19 عندما وصل المبشرون البروتستانت من الغرب، وشهدت المسيحية نموا سريعا بعد الحرب الكورية (1950-1953) حيث لعبت الكنائس دورا كبيرا في تقديم المساعدات الاجتماعية والتعليمية.
ويوجد في كوريا نحو 5.8 ملايين كاثوليكي ونحو 10 ملايين بروتستاني، وتضم البلاد أكثر من 1700 كنيسة كاثوليكية، أبرزها كاتدرائية ميونغ دونغ التي زارتها الجزيرة نت، كما تضم بعض أكبر الكنائس البروتستانتية في العالم مثل كنيسة يويدو الإنجيلية الكاملة في سول، والتي تعد أكبر كنيسة في العالم بعدد أعضاء يتجاوز 800 ألف شخص، وفقا للكنيسة.
إعلان موجة ماديةولم يتسنَّ للجزيرة نت التحدث مع رجال الدين في الكاتدرائية، لأن إدارة الكنيسة اشترطت تقديم طلب مسبق، لكننا قابلنا خلال زيارتنا لها الشاب كايل جونغ وخطيبته لوسيا يو، وعند سؤالهما قالت لوسيا للجزيرة نت إنهما يزوران الكاتدرائية لأنه لا توجد كنيسة قريبة من محل إقامتهما، وفي هذه الكنيسة يجدان السلام والطمأنينة، حسب قولها.
أما كايل فسألناه عن نظرته لمستقبل المسيحية في كوريا، فقال إن "الكاثوليكية مثل عموم الأديان، تواجه موجة المادية، فالشباب المسيحيون لا يحضرون بانتظام للكنيسة لأنهم منشغلون بالسعي لتلبية متطلبات الحياة الصعبة في هذا الوقت"، ويضيف "لكنني عموما متفائل".
وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها المسيحية في كوريا الجنوبية، بما في ذلك المنافسة مع الديانات التقليدية مثل البوذية، فإنها تبقى قوة رئيسية في الحياة الدينية والاجتماعية بالبلاد، في حين لا تزال تحتفظ البوذية بمكانتها، ولها تأثير واضح في الثقافة والفكر والحياة اليومية.