الجديد برس:

في الآونة الأخيرة، شهدت المحافظات الواقعة تحت سيطرة الفصائل الموالية للتحالف في شمال اليمن تطورات سياسية وميدانية ملحوظة. يأتي ذلك في ظل تحركات مثيرة للجدل، أبرزها تدشين مؤتمر مأرب الجامع، الذي يعد تكتلاً قبلياً وسياسياً يحظى بدعم نائب الرئيس الأسبق علي محسن الأحمر. فما هي أبعاد هذه التحركات في هذا التوقيت الحساس؟

قبل أيام قليلة، أُعلن عن تشكيل مؤتمر مأرب الجامع، الذي يمثل نافذة سياسية جديدة تضم قيادات قبلية وسياسية، معظمها من حزب الإصلاح وحزب المؤتمر، وجميعها تدين بالولاء لعلي محسن الأحمر، ولها علاقات وثيقة به.

ورغم أن المؤتمر لم يكشف عن برنامجه أو أهدافه بشكل واضح، إلا أنه أشار إلى تمثيله لأبناء مأرب على الصعيدين الجغرافي والسياسي والاجتماعي. هذه الخطوة تأتي في سياق البحث عن مكاسب سياسية واقتصادية في ظل اقتراب اليمن من اتفاق شامل.

توقيت إعلان المؤتمر، وفقاً لمراقبين، يرتبط بشكل كبير بالحراك السياسي الجديد الذي يقوده التحالف، والذي تمثل في رفع العقوبات عن نجل الرئيس الأسبق أحمد علي صالح، وتمكينه سياسياً. هذا الحراك السياسي تزامن مع استعراض سياسي لعلي محسن الأحمر، تحت غطاء زواج ابنه سهيل، الذي دعا إليه مختلف قيادات المكونات اليمنية التقليدية، وتم إنفاق ملايين الدولارات على تجميعهم من مختلف أنحاء العالم.

ويرى خبراء أن هذا الحدث كان بمثابة لقاء سياسي تمخض عنه توجيه محسن الأحمر، الذي يخضع للإقامة الجبرية في الرياض، بتشكيل مكونات جديدة، أبرزها في مأرب والجوف، المحافظتين النفطيتين الهامتين. هذا التوجيه انعكس في التظاهرات الأخيرة التي طالبت بإطلاق سراحه.

من الأمور اللافتة في هذه التحركات هو تداول قيادات في حركة أنصار الله لمقاطع فيديو تُظهر تظاهرات قادها القيادي في حزب الإصلاح الحسن أبكر، والتي طالبت بإطلاق سراح علي محسن الأحمر وانتقدت الاعتقالات السعودية. يُعد ذلك مؤشراً على وجود رسائل غير معلنة بشأن توجهات جديدة للتحالفات في ظل الترتيبات الجارية للتوصل إلى اتفاق شامل في اليمن.

يبدو أن هذه التحركات الأخيرة في مأرب والجوف لم تكن مجرد فعاليات عابرة؛ فتوقيتها يشير إلى أن علي محسن الأحمر يسعى إلى إطلاق سراحه، وربما يعود للتحالف مع حكومة صنعاء وحركة أنصار الله في ظل ترتيبات التحالف السعودي الإماراتي لإعادة نجل صالح، الذي ظل معه في سباق على السلطة على مدى السنوات التي أعقبت ثورة الشباب عام 2011، كما يعكس التحالف الذي عُقد مع حميد الأحمر في إطار “زواج سياسي” دلالات كبيرة حول المرحلة المقبلة.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: علی محسن الأحمر

إقرأ أيضاً:

خلافات تعصف بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين.. تحركات للإطاحة بمهدي المشاط وحزب المؤتمر يوجه صفعة جديدة لعبدالملك الحوثي.. عاجل

 

تصاعدت حدة صراعات الاجنحة في السلم القيادي للمليشيات الحوثية بشكل عالي وواسع. 

حيث وصلت الصراعات بين أجنحة الحوثيين الى المطالبة بالاطاحة برئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط.

الخلافات الداخلية في الهيكل الحوثي تهدد بإنهياره وتشتته. حيث كشف اليوم مراسل وكالة شينخوا الصينية الزميل فارس الحميري عن وجود خلافات حادة تهدد تماسك المجلس الذي يعد أحد أهم أذرع المليشيا في إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

  

وأوضح الحميري عبر حسابه على منصة "إكس" أن هناك توجهًا قويًا للإطاحة برئيس المجلس الحالي، مهدي المشاط، الذي يشغل المنصب منذ عام 2018.

 

وأشار إلى أن البديل المحتمل قد يكون شخصية نافذة من منطقة ضحيان بمحافظة صعدة" معقل عبدالملك الحوثي" ومقل قيادات الصف الاول للحوثيين في صعدة.

تأتي هذه الخلافات في ظل أزمات متراكمة تواجه المليشيا، سواء على صعيد إدارة المناطق التي يسيطرون عليها، أو في علاقاتهم الداخلية التي شهدت في الآونة الأخيرة حالة من التوتر والصراعات على النفوذ والمصالح.

ويُرجَّح أن تكون الخلافات داخل المجلس السياسي انعكاسًا لصراع أجنحة بين قيادات تسعى لتعزيز مواقعها قبيل أي تسوية سياسية محتملة.

 

من هو مهدي المشاط؟

يعتبر مهدي المشاط أحد أبرز الشخصيات التي برزت في صفوف الحوثيين خلال السنوات الماضية.

 

تميز بعلاقته القوية مع زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، لكن يبدو أن توجهات قيادات أخرى لإعادة تشكيل المجلس قد أدت إلى تآكل نفوذه تدريجيًا.

لماذا ضحيان؟

اختيار شخصية من منطقة ضحيان قد يكون له أبعاد رمزية واستراتيجية، حيث تعتبر المنطقة قاعدة أساسية للحركة الحوثية، ومصدرًا لمعظم قياداتها البارزة.

تعيين شخصية من هناك قد يهدف إلى إعادة ترسيخ السيطرة وإرضاء قاعدة الجماعة التقليدية.

تداعيات محتملة

من المتوقع أن تؤدي هذه الخلافات إلى زعزعة استقرار الهيكل التنظيمي للجماعة في مرحلة حرجة، خاصة في ظل الضغوط الإقليمية والدولية للتوصل إلى حل سياسي.

كما قد تؤثر هذه الصراعات الداخلية على قدرتهم في إدارة الشؤون الميدانية، ما يفتح الباب أمام تغيرات غير متوقعة في المشهد السياسي اليمني.

  

وتشير المصادر الى ان الخلافات بدأت منذ أسابيع، وأن هناك توجهات داخل الحوثيين لإجراء تغييرات كبيرة في الهيكل القيادي للمجلس.

 

وفي هذا السياق، رفض صادق أمين أبو رأس، رئيس المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، ترشيح شخصية من حزب المؤتمر لقيادة المجلس، حيث اشترط الإفراج عن جميع المعتقلين من الحزب وتعيين نواب ووكلاء في الوزارات التي تم إبعاد قيادات المؤتمر منها خلال السنوات الماضية.

 

وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين يدرسون حالياً تعيين قاسم الحمران، أحد الشخصيات العقائدية البارزة في الجماعة، بديلاً عن المشاط في رئاسة المجلس السياسي الأعلى.

 

من هو قاسم الحمران؟

 

هو القيادي الحوثي العقائدي قاسم أحسن علي الحمران، الملقب بـ "أبو كوثر"، ينحدر من منطقة ضحيان في مديرية مجز بمحافظة صعدة، معقل الحوثيين.

 

ويشغل الحمران حالياً منصب رئيس ما يسمى بـ "برنامج الصمود الوطني اليمني"، وهو مشروع يهدف إلى مواجهة المخاطر والتحديات التي تهدد الجماعة.

 

وينتحل الحمران رتبة لواء عسكري، وهو قائد "كتائب الدعم والإسناد"، وهي قوة حديثة تم تشكيلها بتوجيهات من زعيم الحوثيين.

 

وتم إلحاق "كتائب الدعم والإسناد" بوزارة دفاع الحوثيين، وتسليحها بمختلف الآليات بما في ذلك الطائرات المسيرة، وتضم وحدات متعددة منها وحدة القناصة. كما نفذت الكتائب عدة مناورة عسكرية بارزة في منتصف 2023 تحت اسم "وإن عدتم عدنا".

  

مقالات مشابهة

  • قرابة غير متوقعة.. ما الذي يجمع نسمة محجوب وساندي بـ ممدوح عبدالعليم؟
  • الزايدي يعزي في وفاة الشيخ صالح أحمد القصاد
  • طارق صالح يناقش مع بن دغر ''الإنتهاء من اعداد البرنامج السياسي'' لتكتل الأحزاب اليمنية
  • اليمن..الصقيع يهدد حياة نصف مليون نازح
  • الأرصاد الجوية التركية تحذر: أمطار غزيرة ورياح قوية متوقعة اليوم (21 ديسمبر)
  • التغيرات المناخية وتأثيرها على زراعة الطماطم في مأرب.. تحديات وفرص
  • خلافات تعصف بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين.. تحركات للإطاحة بمهدي المشاط وحزب المؤتمر يوجه صفعة جديدة لعبدالملك الحوثي.. عاجل
  • كاتب صحفي: استضافة قمة الدول الثماني يدل على التقدم السياسي لمصر
  • كاتب صحفي: استضافة قمة الدول الثماني تعكس التقدم السياسي لمصر
  • قريبا .. "أم عمارة" قصة جديدة للكاتب أحمد عبد اللطيف بمعرض القاهرة الدولى للكتاب