جريدة الوطن:
2024-09-25@16:29:09 GMT

مستحقات الضماد لجوع العباد

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

مستحقات الضماد لجوع العباد

لَمْ أعثر على ما يُلبِّي الإجابة عن متطلَّبات (ثقافة استهلاك الطعام) برغم أنَّ هذا العنوان كان مدرجًا على جدول قمَّة الغذاء التي انعقدت خلال الأسبوع الأخير من الشهر الماضي يوليو (تموز) في العاصمة الإيطاليَّة روما برعاية منظَّمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وبحضور حشدٍ من الزعماء السِّياسيِّين، وخبراء يُمثِّلون 166 دولة ومنظَّمة، وبمئات العناوين المستلَّة من هذا الموضوع، شحةً، أو توفرًا، أو تسعيرةً، أو نوعيَّة التغذية المتوازنة صحيًّا، أو لمجرَّد ملء البطون.


لا شكَّ هناك تحذيرات من الإفراط بالأكل على الصحَّة الجسديَّة، ولكن لَمْ يتأسَّس منهج سلوكي يحكمه الالتزام، يتعلَّق بتقدير ما ينبغي أن تأكلَه تلافيًا للبقايا الزائدة التي باتت أحد أعباء نقص الغذاء، وهنا تكمن المفارقة بَيْنَ القائمتَيْنِ، الحسابيَّة، والأخلاقيَّة. لقَدِ ارتكز عدم الاهتمام الدولي بهذا النَّوع من الثقافة الاستهلاكيَّة الغذائيَّة، على ذريعة، أنَّ الأولويَّة ينبغي أن تُعطى لتوفير الطعام ووصوله إلى مَنْ لا يتوافر لهم، وهذا صحيح إلى حدٍّ ما، ولكن مقابل ذلك هناك عيِّنات إحصائيَّة تُشير إلى أنَّ فضلات الطعام تُعطي مؤشِّرات لاغية لفكرة العدالة.
لقَدْ (تميَّزت) دوَل وأقاليم على وقْع الولائم، وصار بذخ الموائد مفخرة المفاخر، يعرضها البعض للدلالة على أنَّه فارس الجميع في الإغداق الغذائي. ووفق المعطيات التي تمَّ بموجبها تنظيم جدول أعمال قمَّة الغذاء فإنَّ هناك خبراء حضروا المؤتمر وهم على بَيِّنَة من الإسراف المؤسف بالأطعمة التي تذهب هدرًا، وإنَّ المعالجة العادلة للأزمات المتكررة بشأن توفير الغذاء في العالَم تحتاج ضِمْنَ أولويَّاتها الأساسيَّة مراجعة الهدر في الموائد.
وبتوصيف آخر للعدالة، لو أنَّ الجميع يأخذ كفايته من الطعام على وفق حاجاته مِنه، فإنَّ من الحتمي أن يُسهمَ ذلك إلى حدٍّ ما في تحقيق أعلى درجات الترشيد، وعندها ستدخل البَشَريَّة في حسابات جديدة لتحقيق التضامن الغذائي العامِّ.
إنَّ وضع معايير لثقافة استهلاك الغذاء أمْرٌ لا مناصَ من تحقيقه، وإذا كانت هناك دعوات ملحَّة الآن لعدم ربط تجارة الغذاء بالخصومات السياسيَّة والأمنيَّة وتحريرها من الربح الفاحش فإنَّ وجود ثقافة استهلاكيَّة غذائيَّة متوازنة يُعدُّ واحدًا من شروط التصدِّي لأزمات الغذاء.
لقَدِ استهزأ الكثير من النَّاس عندما قاد بان كي مون الأمين العامُّ السابق للأُمم المُتَّحدة حملة دوليَّة لغسل اليدَيْنِ وتنظيفهما حماية من الأوبئة وتبَيَّنَ أنَّها كانت ضروريَّة جدًّا ظهرت موجباتها عندما ضرب وباء كورونا العالَم.
السؤال هنا: هل يُمكِن أن يَقودَ أنطونيو جوتيريش الأمين العامُّ الحالي حملة بعنوان (لا تأخذ إلَّا حاجتك من الطعام فقط)؟ الأمْرُ ممكن جدًّا، ولكن سيتعرَّض جوتيريش إلى حملة استهزاء على غرار ما حصل لبان كي مون، وربَّما ستقودها الشركات المتاجرة بالغذاء.
تُفيد المعطيات التي تمَّ بموجبها تنظيم جدول أعمال قمَّة الغذاء، بأنَّ هناك خبراء حضروا المؤتمر وهم على بَيِّنَة عالميَّة من الإسراف المؤسف للأطعمة التي تذهب هدرًا مُتوخِّين المعالجة العادلة مع وقفة دوليَّة تصون الالتزام بهذا التوجُّه. لا شكَّ ستنشغل البَشَريَّة حينها في حسابات جديدة لتحقيق التضامن الغذائي العامِّ، وستثبت مقاييس الشروط الأخلاقيَّة التي تصون الكرامة الإنسانيَّة. بخلاصة، العالَم بحاجة ماسَّة لثقافة استهلاكيَّة للغذاء يحكمها العدل، إحدى الضمَّادات اللازمة لمعالجة التدهور الذي ضرب الأولويَّات.
عادل سعد
كاتب عراقي
abuthara@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ة الغذاء ة التی

إقرأ أيضاً:

استجابة لضغوط حوثية.. المؤتمر يدعو لعدم التفاعل مع دعوات الإحتفاء بذكرى ثورة سبتمبر

دعا حزب المؤتمر الشعبي العام بصنعاء، أنصاره لعدم المشاركة في الإحتفالات الشعبية بذكرى ثورة سبتمبر المجيدة، استجابة للضغوط الحوثية على قيادة الحزب، بالتزامن مع حملة حوثية مكثفة لمنع أي فعاليات شعبية بالمناسبة الوطنية.

 

وأكدت الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام في بيان لها، حرصها على وحدة وتماسك الجبهة الداخلية ورفضها المساس بحالة الاستقرار والسكينة العامة.

 

وطالب البيان الذي نشره موقع الحزب، أنصار الحزب لـ "عدم الإنجرار وراء الدعايات والدعوات والتجمعات المشبوهة التي لن تفيد أحداً" في إشارة للدعوات الإحتفائية بذكرى الثورة.

 

وأوضح البيان، أن الاحتفالات بأعياد الثورة اليمنية يجب أن تتم وفقاً لما يقره القانون وليس في الشوارع والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة.

 

وأشار البيان، إلى أن من يقوم بأعمال تخل بالأمن والإستقرار تحت أي مسمى لا يمثل المؤتمر الشعبي العام وإنما يمثل نفسه.

 

وخلال الأيام الماضية، شنت جماعة الحوثي حملة اختطافات واسعة طالت نشطاء وصحفيين وتربويين ومحامين وقيادات بحزب المؤتمر وأحزاب أخرى، بهدف منع أي فعاليات شعبية إحتفاءً بذكرى الثورة.


مقالات مشابهة

  • "البحوث الزراعية" يطلق فعاليات المؤتمر الدولي الثالث لتوطين التصنيع الغذائي بمصر
  • استجابة لضغوط حوثية.. المؤتمر يدعو لعدم التفاعل مع دعوات الإحتفاء بذكرى ثورة سبتمبر
  • مستحقات نهاية الخدمة
  • ضبط كمية كبيرة من عبوات الجبن منتهية الصلاحية في حملة بالغربية
  • «بهية» تفوز بجائزة أفضل حملة ليوم السرطان العالمي العام 2024
  • مع بدء العام الدراسي الجديد.. «البحوث الإسلامية» يطلق حملة توعوية بعنوان « أُولُو الْعِلْمِ»
  • «البحوث الإسلامية» يطلق حملة «أُولُو الْعِلْمِ» بمناسبة العام الدراسي
  • مصر تسدد مستحقات بمليار دولار
  • البحوث الإسلامية يطلق حملة أُولُو الْعِلْمِ تزامنًا مع بدء العام الدراسي الجديد
  • فوائد مذهلة للزنجبيل.. «دخليه في نظامك الغذائي»