مجلة أمريكية تكشف عن مأزق استراتيجي غير عادي تواجهه “إسرائيل” اليوم
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
الجديد برس:
ذكرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، أن “إسرائيل تعيش ورطةً خطيرة، على خلفية الانقسامات الداخلية الشديدة التي يعيشها المستوطنون، والفشل في تحقيق أهداف الحملة العسكرية في قطاع غزة، مع احتمال توسع الحرب”.
وأضافت المجلة أنه “علاوةً على ذلك، ألحق سلوك “إسرائيل” الأخير ضرراً خطيراً بصورتها العالمية، وأصبحت منبوذة عبر وسائل لم تكن متخيلة في السابق.
وأضافت “فورين بوليسي” أن “الدعم في الولايات المتحدة لأفعال إسرائيل يتراجع بصورة حادة، ويعارض الأمريكيون الأصغر سناً رد إدارة بايدن المتهاون على أفعال إسرائيل”.
وقال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إران عتصيون، في منشورٍ له في “أكس”، إن “إسرائيل” تواجه وضعاً استراتيجياً “خطيراً متعدد الأبعاد، فهناك فجوة بين الواقع وتصور الواقع، وبين الجمهور الإسرائيلي ومعظم أعضاء الحكومة والائتلاف، إنها فجوة ضخمة وخطيرة للغاية”.
ولفت عتصيون إلى أن نتنياهو “يسعى لإشعال حربٍ إقليمية شاملة، ويجبر إيران على الانجرار إليها”، مشدداً على أن الإدارة الأمريكية “وصلت إلى نقطة ضعف تاريخي نتيجة تراكم عمليات وظروف مؤسفة”.
وقالت المجلة إن إلقاء اللوم على نتنياهو يتجاهل مشكلةً أعمق، فالتأكّل التدريجي في التفكير الاستراتيجي لـ”إسرائيل” “جرى على مدى الأعوام الخمسين الماضية”، مضيفةً أن “إنجازات إسرائيل وبراعتها التكتيكية، خلال العقدين الأولين من عمرها، تميل إلى حجب مدى المساعدة التي قدمتها الخيارات الاستراتيجية الرئيسة التي اتخذتها منذ عام 1967 في تقويض أمنها”.
نقطة التحول كانت انتصار “إسرائيل” في حرب 1967. لم تكن النتيجة معجزة كما بدت في ذلك الوقت (من بين أمور أخرى، توقعت الاستخبارات الأمريكية أن تفوز “إسرائيل” بسهولة)، لكن سرعة هذا الانتصار ونطاقه فاجآ كثيرين، وساعدا على تعزيز الشعور بالغطرسة الذي قوض الحكم الاستراتيجي لـ”إسرائيل” منذ ذلك الحين.
وكان الخطأ الرئيس، كما زعم علماء “إسرائيل” المتبصرون مراراً، هو القرار بالاحتفاظ بالضفة الغربية وغزة واحتلالهما واستعمارهما بالتدريج، كجزء من جهد طويل الأمد لإنشاء “إسرائيل الكبرى”.
الغزو المشؤوم للبنان
و”كانت العلامة الواضحة التالية على تأكّل الحكم الاستراتيجي الإسرائيلي هي الغزو المشؤوم للبنان في عام 1982. كان الغزو نجاحاً عسكرياً قصير الأمد، لكنه أدى إلى احتلال الجيش الإسرائيلي لجنوبي لبنان، الأمر الذي أدى بدوره بصورة مُباشرة إلى إنشاء حزب الله، الذي أجبرت مقاومته متزايدة القوة “إسرائيل” في النهاية على الانسحاب من لبنان في عام 2000. ولم يوقف إخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان المقاومة الفلسطينية: بل إنه مهّد الطريق للانتفاضة الأولى في عام 1987، وهي إشارة واضحة أخرى إلى أن الفلسطينيين لن يتركوا وطنهم، ولن يخضعوا للقهر الإسرائيلي الدائم”.
وعلى الرغم من أن الإسرائيليين بعيدو النظر، وأنهم أدركوا أن القضية الفلسطينية لن تختفي، فإن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ظلت تتصرف عبر وسائل جعلت المشكلة أسوأ. وهناك مثال أخير واضح على قصر النظر الاستراتيجي الإسرائيلي يتمثل بمعارضتها الشديدة للجهود الدولية للتفاوض على حدود البرنامج النووي الإيراني.
ولأسباب استراتيجية وجيهة، تريد “إسرائيل” أن تظل الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك أسلحة نووية، ولا تريد أن ترى إيران، خصمها الإقليمي الأبرز، تحصل على القنبلة.
ولفتت المجلة إلى أن أحد العوامل المهمة هو الشعور بالغطرسة والإفلات من العقاب، والذي يأتي من حماية الولايات المتحدة واحترامها لرغبات “إسرائيل”.
فإذا كانت أقوى دولة في العالم تدعمك بغض النظر عما تفعله، فإن الحاجة إلى التفكير بعناية في أفعالك سوف تتضاءل حتماً. بالإضافة إلى ذلك، فإن ميل “إسرائيل” إلى رؤية نفسها ضحيةً فقط، وإلقاء اللوم على كل معارضة لسياساتها على معاداة السامية، لا يساعد، لأنه يجعل من الصعب على القادة الإسرائيليين وجمهورهم إدراك كيف قد تؤدي أفعالهم إلى إثارة العداء الذي يُواجهونه.
كما أن تصرفات “إسرائيل” تُهدد آفاقها في الأمد البعيد. لذا، فإن أي شخصٍ يُريد لها مستقبلاً مشرقاً لا بد من أن يشعر بالقلق بصورة خاصة إزاء تراجع حكمها الاستراتيجي.
لقد ألحق سلوكها الانتقامي قصير النظر ضرراً هائلاً بالفلسطينيين الأبرياء لعقود من الزمان لا يزال يفعل ذلك حتى اليوم. ومع ذلك، فإن فرصها في إنهاء المقاومة الفلسطينية ضئيلة جداً، ختم تقرير المجلة.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
“الغارديان” تكشف تفاصيل إعدام جيش الاحتلال للطفل أيمن الهيموني في الخليل
#سواليف
كشف تحقيق جديد لصحيفة الغارديان البريطانية أن لقطات لكاميرات مراقبة أظهرت #استشهاد #الطفل_أيمن_الهيموني برصاص #جندي من #جيش_الاحتلال في #الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن اللقطات توضح أن الطلقة التي قتلت الطفل أيمن جاءت من اتجاه #جنود_الاحتلال.
بدوره، قال والد الطفل أيمن إن “جنديا إسرائيليا يتحدث العربية سخر مني مدعيا أنه أطلق النار على ابني بلا سبب”.
وأضاف أن الجندي الذي أطلق النار على ابنه قال له “نأمل أن تتبع ابنك”.
ونقلت الغارديان عن المنظمة الدولية للدفاع عن الأطفال بفلسطين أن الرصاصة دخلت ظهر الطفل أيمن واستقرت في رئتيه.
كما نقلت عن عاملين في مجال حقوق الإنسان خشيتهم من ارتفاع عدد الضحايا الأطفال مع نقل جيش الاحتلال الإسرائيلي تقنيات غزة إلى الضفة.
من جانبه، قال مدير برنامج المساءلة بالحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، إن ما حصل مع الهيموني يتكرر مع جميع الأطفال في فلسطين، مؤكدا أن قتل الأطفال جزء من محاولة لإخضاع الفلسطينيين.
وأضاف أن قتل الهيموني نمط سلوكي لجنود الاحتلال، مشددا على أن جيش الاحتلال قتل مئات الأطفال بالطائرات المسيرة.
وتابع “إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة مستمرة في انتهاك حقوق أطفال فلسطين، وتعمل على شيطنة الفلسطينيين لتبرير قتلهم”.
ولم يرد جيش الاحتلال على أسئلة ذا غارديان بشأن استشهاد أيمن، وتقول الصحيفة “في بعض الحالات، عندما يتزايد الضغط الإعلامي، يعلن عن فتح تحقيق، لكن نادراً ما ينتج عنه إجراء ملموس”.
وتضيف “في عام 2019، حُكم على جندي من جيش الاحتلال بخدمة مجتمعية لمدة شهر واحد فقط بعد قتله طفلاً فلسطينياً يبلغ من العمر 14 عاماً في غزة، لكن حتى هذا النوع من “المساءلة” أصبح أكثر ندرة”، وتؤكد منظمة “يش دين” الإسرائيلية أن “احتمال محاكمة جندي من جيش الاحتلال بتهمة قتل فلسطيني يبلغ 0.4% فقط، أي محاكمة واحدة من بين 219 حالة قتل تصل إلى الجيش”.
مقالات ذات صلة مدون أمريكي يكشف معنى الكلمة البذيئة التي تلفظ بها زيلينسكي خلال مشادته مع ترامب / شاهد 2025/03/01وفي ظل حرب الإبادة المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، قتل الاحتلال عشرات الآلاف من الأطفال في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة. كما أن مئات الأطفال الفلسطينيين تعرضوا للاعتقال في حملات دهم واعتقالات واسعة شملت مختلف المناطق الفلسطينية. فمنذ بدأ حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، اعتقلت سلطات الاحتلال ما يزيد عن 770 طفلاً بعد التنكيل بهم وبعائلاتهم.