على طريقة الشعيبية وكبور.. صحافة الكابرانات تغازل فرنسا بعد اعترافها بمغربية الصحراء
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
أخبارنا المغربية - عبدالإله بوسحابة
عندنا في المغرب، يقول المثل الدارج "يخ منو وعيني فيه"، وهي الحالة التي يمكن إسقاطها على واقع العلاقات المتوترة حاليًا بين الجزائر وفرنسا، بعد إقدام الأخيرة على إعلان اعترافها بـ"مغربية الصحراء"، ما تسبب في غضب عارم وغليان شديد بين قادة نظام العسكر، الحاكم الفعلي في الجزائر، الذي أغدق على امتداد عقود من الزمن ميزانيات ضخمة في جيوب ميليشيات البوليساريو من أجل معاداة المملكة الشريفة.
الجزائر، وبعد أن قررت فرنسا دعم مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لوضع حد نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء، سخرت كل إمكانياتها المتاحة من أجل الضغط على باريس وابتزازها بأوراق عدة لإرغامها على التراجع عن قرارها التاريخي الذي أنصف المغرب بعد سنوات من النضال والترافع حول قضيته الأولى، وهي الصحراء.
وفي سياق مخططها سالف الذكر، تروج الجزائر عبر إعلامها المارق، لخبر "امتناعها عن حضور مراسم الاحتفال بالذكرى الـ80 لإنزال بروفانس"، احتجاجًا على اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء، حيث خصصت لهذا الخبر حيزًا كبيرًا عبر أشهر صحفها اليومية، في محاولة منها لإيهام الشعب "المغلوب على أمره"، أن بلاده باتت فعلًا قوة ضاربة، تقرر وتعاقب، تغضب وتكشر عن أنيابها.
من جانبها، لم تعر فرنسا، حكومة وإعلامًا، أي اهتمام لهذا الموضوع، وكأنها تقول للجزائر "شكون داها فيك يا اللفت نهار العيد"، وهو ما زاد من غضب الكابرانات، الذين يفكرون مليًا في ردود أفعال جديدة، أملًا في الضغط أكثر على باريس، مثل إلغاء الزيارة المرتقبة للرئيس "عبد المجيد تبون"، مباشرة بعد "تعيينه" رئيسًا للجزائر لعهدة ثانية.
لكن ما هو مؤكد وصريح بحسب صحافة العسكر في الجزائر، أن الكابرانات "متصرطتش لهم" اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء، خاصة وأن الجارة الشرقية وعلى امتداد عقود من الزمن، كانت بمثابة "الكلب" الوفي والطائع الذي لا يعصي لباريس أمرًا، سيما وأن الجزائر كانت طوال الفترة السابقة بمثابة "البنيكة" التي تلجأ إليها فرنسا دائمًا لسد خصاصها المالي والاغتراف من خيراتها ومقدراتها الهائلة، خاصة البترول والغاز. قبل أن تنقلب الأمور رأسًا على عقب لصالح المغرب الذي عرف بحنكة وعبقرية ملكه في كسب هذه المعركة الدبلوماسية.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
بـرواية ممنوعة.. كاتب جزائري يفوز بأرفع جائزة أدبية في فرنسا
فاز الروائي الجزائري كامل داود، الإثنين، بجائزة "غونكور" الأدبية، إحدى أرقى الجوائز الأدبية في فرنسا، عن روايته "الحوريات".
وصار داود أول كاتب جزائري يحصل على جائزة العريقة التي تمنح لأفضل رواية مكتوبة باللغة الفرنسية منذ عام 1903 على يد الأكاديمية الفرنسية.
وتتناول رواية "الحوريات" فترة "العشرية السوداء" في الجزائر، وهي الفترة التي شهدت صراعا عنيفا بين الجماعات الإسلامية المتشددة والجيش الجزائري بين عامي 1992 و2002، أسفر عن مقتل الآلاف.
وعلى الرغم من نجاح الرواية في فرنسا، إلا أنها كانت قد مُنعت في الجزائر بسبب اعتبار موضوعاتها مُخالفة للقوانين والتوجهات الرسمية المحددة لقضية "المصالحة الوطنية" التي تبنتها الجزائر لطي صفحة "العشرية السوداء".
وكانت دار "غاليمار"، التي نشرت الرواية، قد أعلنت "منعها" من المشاركة في معرض الكتاب في الجزائر العاصمة المرتقب تنظيمه ما بين 6 و16 نونبر المقبل. ونقلت وكالة فرانس برس عن ناطق باسم الدار قوله "منعنا من الحضور من دون إعلامنا بالأسباب".
تحكي الرواية قصة شابة تبلغ 26 عاما، تحمل جرحا على شكل ابتسامة حول عنقها، وتوجه حديثها إلى الجنين الذي تحمله في رحمها، مشيرة إلى أنها "لن تلد في بلد أخذ كل شيء منها". ويتمحور السرد حول رحلة إلى القرية التي شهدت مآسي "العشرية السوداء".
C’est votre rêve, payé par vos années de vie. À mon père décédé. À ma mère encore vivante, mais qui ne se souvient plus de rien. Aucun mot n'existe pour dire le vrai merci. pic.twitter.com/y1mYhcnsLZ
— kamel DAOUD (@daoud_kamel) November 4, 2024
في تعليقه على فوزه، قال داود إنه "ممتن لعائلته" وكتب عبر موقع حسابه في "إكس" موجها كلامه لوالديه مرفقا بصورة لهما "إنه حلمك، مدفوعا بسنوات حياتك. لا توجد كلمات تعبر عن الشكر الحقيقي".
كاتب مثير للجدلوكمال داود خريج معهد الآداب الفرنسية من جامعة وهران، سبق له الاشتغال لسنوات طويلة بمجالة الصحافة قبل انتقاله إلى عالم التأليف والرواية باللغة الفرنسية.
وتثير مواقفه الكثير من الجدل بينها ما عبره عنه في لقاء مع "فرنس أنتر" قبل عام بشأن العلاقات الجزائرية الفرنسية على خلفية الحراك السياسي الدائر في باريس حينها حول اتفاقية الهجرة الموقعة بين الطرفين في سنة 1968.
وقال داود في معرض حديثه إن "فرنسا دولة ذات سيادة يحق لها اتخاذ أي قرار يسمح لها بالتحكم في تدفق المهاجرين"، قبل أن يوجه انتقادات إلى سلطات الجزائر ويتهمها بـ"التقصير في التعاون مع باريس بخصوص الملف المذكور".
وتحدث الكاتب الجزائري أيضا عن طبيعة بعض الأنظمة، مثل الجزائر وإيران ووصفها بأنها "ديكتاتورية"، في حين دافع عن النظام السائد في فرنسا، ما أثار جملة من التساؤلات لدى مدونين ومغردين في الجزائر.
#PRIXLITTÉRAIRE ????
Nous avons le plaisir de vous annoncer que le roman « Houris » de Kamel Daoud vient de remporter le Prix Goncourt 2024 ????
Un immense bravo à l’auteur et à toutes les équipes ayant contribué à l'existence et au succès d'un grand livre. pic.twitter.com/xPEXSc5Xaq
— Gallimard (@Gallimard) November 4, 2024
تصريحات داود المثيرة للجدل بخصوص قضايا دينية أثارت سجالا وصل بأحد النشطاء السلفيين المتشددين في الجزائر، سنة 2014، إلى المطالبة بـ "تطبيق الحد" عليه، بعدما اتهمه بـ"العدوان على الله تعالى وكتابه العظيم ومقدسات المسلمين".
ولقي دواد وقتها مساندة من شخصيات دولية ومحلية، من بينها وزير الداخلية الفرنسي الأسبق، مانويل فالس، الذي أطلق حملة على صفحته بفيسبوك من أجل مساندته، غداة إعلان كمال داود انسحابه من النقاش العام عبر الصحافة المكتوبة ووسائل الإعلام الدولية بسبب حملة الانتقادات التي واجهها.
ويلقى داود دعما من فريق كبير من المثقفين، مقابل انتقادات حادة توجه له من أوساط داخل وخارج الجزائر، سيما بعدما اتهمته زوجته الأولى بـ "ضربها"، ورفعت ضده دعوى قضائية، فتحول وقتها إلى مادة دسمة للإعلام في الجزائر وفرنسا.