في زمن التقشف: البرلمان يرفع رواتبه ويترك الشعب في مهب الفقر
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
18 أغسطس، 2024
بغداد/المسلة: في ظل أجواء من الاستياء الشعبي العارم، يشهد العراق حالة من التدهور في الثقة بين المواطنين ونواب البرلمان، حيث يتزايد الحديث عن فساد نواب البرلمان، خاصة بعد جلسة سرية أثارت الكثير من الجدل. فقد ضجت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بقصة الجلسة البرلمانية التي شهدت تصويتًا سريًا على زيادة رواتب ومخصصات أعضاء مجلس النواب.
تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد العراق تحديات اقتصادية واجتماعية هائلة، مما يجعل من الصعب تبرير أي زيادة في رواتب المسؤولين. ومن المثير للقلق أن التصويت على هذه الزيادة يعتبر غير قانوني وفقًا لمبادئ المساواة في الدستور وقرارات المحكمة الاتحادية، التي تحد من صلاحيات البرلمان في إصدار قرارات تتعلق بالرواتب والمخصصات.
الخبير القانوني علي التميمي أكد على عدم شرعية هذا القرار، موضحًا أن مجلس الوزراء لديه الحق في الطعن فيه أمام المحكمة الاتحادية وفقًا للمادة 93/ثالثًا من القانون. ويضيف التميمي أن البرلمان خالف قرار المحكمة الاتحادية رقم 57 لسنة 2018، والذي ينص على استقلالية حقوق النواب دون تدخل من البرلمان نفسه. وفي ظل عدم وجود رئيس للبرلمان حاليًا، يعتبر هذا الإجراء باطلًا قانونيًا، كما أنه يتعارض مع المادة 37 من النظام الداخلي للمجلس التي تتطلب إبلاغ النواب بجدول الأعمال قبل الجلسة بمدة يومين.
وتشير تحليلات الى ان ما حدث في هذه الجلسة يعكس أزمة أعمق في النظام السياسي العراقي، حيث يشعر المواطنون بأن مصالحهم تُهمل في مقابل تعزيز مصالح النخبة السياسية.
والتركيز على قضايا مثل زيادة الرواتب في ظل الأزمات المتفاقمة يعزز الشعور بالفساد ويعمق الفجوة بين الشعب وممثليه في البرلمان. هذه التحركات ليست مجرد خطأ قانوني أو سياسي، بل هي مؤشر على تآكل الثقة في مؤسسات الدولة وقدرتها على تلبية احتياجات الشعب.
و يُعد هذا الحدث بمثابة جرس إنذار للطبقة السياسية في العراق. فاستمرار هذه الممارسات قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الداخلية وإضعاف الدولة أمام تحدياتها المتعددة.
وافاد موقف المسلة ان المأساة تبدأ مع انتخاب شعب منهك، يأمل في التغيير، لممثلين عنه، لكنه سرعان ما يدرك أن أصوات الناخبين كانت سلما ذهبيا صعد عليه النواب ليقطفوا ثمار المناصب والامتيازات، تاركين الشعب يتسول الفتات.
وفجأة، تُمرّر قوانينهم الأنانية كما يُمرر الماء في الساقية، بسهولة وبدون تعثر. وكلما نطقوا بكلمة “خدمة المواطن”، كبرت أرصدتهم وتضخمت امتيازاتهم، وكأن كلماتهم تعويذة تجلب لهم الثراء من حيث لا يدري الشعب.
وأكمل تقرير موقف المسلة: تخيلوا معي، مشهدًا كاريكاتوريًا من داخل البرلمان: النواب يجلسون على مقاعدهم الوثيرة، يرفعون أيديهم موافقين على زيادة رواتبهم ومزاياهم، بينما في الخارج، يصرخ المتقاعد البسيط: “أين حقي؟”، ليرد عليه نائبٌ ما من وراء الزجاج العازل الفاخر، بابتسامة ساخرة: “لا توجد أموال، انتظروا الموازنة القادمة!”.
وتابع التقرير: في مشهد آخر، يُسمع صوت أنين الدولة وهي تتحدث عن العجز المالي، وكيف أن أموال المشاريع لا تكفي لإكمال بناء جسر واحد، لكن النواب ما زالوا يعزفون سيمفونية الامتيازات، فلا شيء يعزف نغمات المال في جيوبهم أفضل من قراراتهم التي يمررونها بلمح البصر.
واعتبر موقف المسلة ان البرلمان غارق في سباته العميق، محاطاً بجدران من المزايا والحمايات، بعيداً عن أنين الشارع وصراخ العاطلين عن العمل.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
مشروع قانون أمام البرلمان لتغليظ عقوبات حيازة الأسلحة البيضاء
تقدَّمت النائبة هيام الطباخ، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، للمستشار حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، بمشروع قانون لتعديل بعض أحكام القانون رقم 394 لسنة 1954 بشأن الأسلحة والذخائر، وذلك في ضوء تنامي ظاهرة استخدام الأسلحة البيضاء، خاصة بين فئة الشباب، وما تمثله من تهديد مباشر لأمن وسلامة المجتمع.
وأوضحت النائبة في المذكرة الإيضاحية المصاحبة لمشروع القانون، أن انتشار جرائم القتل باستخدام الأسلحة البيضاء في وضح النهار أصبح ظاهرة مقلقة، وسط ضعف رقابة بعض أولياء الأمور، مما أدى إلى تطبيع حمل تلك الأسلحة لدى المراهقين بحجة "الدفاع عن النفس"، دون وعي بخطورة تلك الأفعال وما قد تؤول إليه من نتائج كارثية قد تصل إلى إزهاق الأرواح.
وأضافت الطباخ أن مشروع القانون يهدف إلى تغليظ العقوبات لتحقيق الردع العام والحد من انتشار هذه الظاهرة، من خلال تعديل المادة (25 مكررًا) من القانون، حيث تضمن التعديل المقترح فرض عقوبات أشد على من يضبط بحوزته سلاحًا أبيض دون ترخيص، وخاصة في أماكن التجمعات ووسائل النقل وأماكن العبادة.
وجاء النص المقترح للمادة (25 مكررًا) كالتالي:
“يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرين ألف جنيه، كل من حاز أو أحرز بغير ترخيص سلاحًا من الأسلحة البيضاء المبينة بالجدول رقم (1). وتكون العقوبة الحبس لمدة لا تقل عن سنتين، وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد على خمسين ألف جنيه، إذا كانت الحيازة أو الإحراز في أماكن التجمعات أو وسائل النقل أو أماكن العبادة.”
وقد قارنت النائبة بين النص الحالي والنص المعدل المقترح، مشيرة إلى أن العقوبة الحالية لا تتناسب مع حجم المخاطر التي يشكلها حمل الأسلحة البيضاء، حيث تنص المادة في صيغتها الحالية على الحبس لمدة لا تقل عن شهر وغرامة تبدأ من خمسين جنيهًا فقط، وهي عقوبات لم تعد كافية لتحقيق الردع.
وأكدت الطباخ أن تعديل هذا النص يمثل خطوة ضرورية لحماية المواطنين، وخصوصًا الشباب، من الانخراط في أعمال عنف قد تودي بحياتهم أو حياة الآخرين، مؤكدة أن تغليظ العقوبات هو وسيلة تشريعية لحماية المجتمع والحفاظ على السلم العام.