يمانيون:
2025-02-03@12:12:05 GMT

التغيير.. ماذا يعني؟ وكيف؟

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

التغيير.. ماذا يعني؟ وكيف؟

نصر الرويشان

من الصعب أن يتم تغييرُ الجميع بما فيهم من كان كُفُؤًا في عمله!! فهذه استراتيجيةٌ خاطئةٌ وغيرُ منطقية..

الخلل لا يقتصر على الأفراد فقط، لكن يمتد إلى الأنظمة والقوانين واللوائح والهياكل التنظيمية التي تشكّل عبئًا كَبيرًا على كاهل أي تغيير أَو تصحيح أي مسار، خَاصَّةً في ظل عدم وجود رؤية واضحة وأهداف موضوعية واقعية يسعى الجميع إلى تحقيقها.

الخلل يكمن في الثقافة التنظيمية التي ينشأ عليها الأفرادُ والقياداتُ الإدارية بالدولة..

أضف إلى ذلك تلك الظاهرةَ المجتمعية البغيضة التي ترى في المال العام وسيلةً للكسب غير المشروع وتعظيم الثروات الذاتية.

الخلل في التركيز على المصالح الذاتية وتحقيق المكاسب الشخصية من خلال الكسب غير المشروع.

الخلل في إهمال المصلحة العامة والاختيار والتقييم على أُسُسٍ ومعاييرَ ضيقة ذاتية شخصية أَو مناطقية أَو حزبية.

الخلل في الركون إلى المتسلقين ومن يجيدون الكذب واللف والدوران ومحاربة ذوي الصدق والوضوح..

الخلل في عدم وجود الانتماء لهذا الوطن ومحبته؛ لهذا نجد أن الوطن لا يمثّل أي اهتمام لديهم؛ فلهذا نجد الولاء للخارج وخيانة الوطن ونلمس العمالة والارتزاق ونجد من ينهب ويسرق الثروات ويسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار.

الخلل في عدم احترام القانون والنظام وتفشّي الوساطة والمحسوبية والشللية والمناطقية.

الوطن لدى البعض ينحصر في حدود معينة لا يتعداها كالأسرة أَو القرية أَو المنطقة أَو المديرية أَو القبيلة أَو المدينة أَو المحافظة أَو الحزب أَو المذهب!

الخلل في أننا نخاف من حكام أَو ذوي سلطة أَو سطوة هم في النهاية عبيد لا يملكون ضرًّا أَو نفعًا ولا حياة أَو نشورًا، ولا نخاف الخالق الذي ليس كمثله شيء.

الخلل في أن هدف البعض دنيوي والآخرة آخرُ اهتماماته..

فلهذا.. الخللُ الكبير لا يمكن معالجته من خلال التركيز على جزئية معينة فقط أَو الاهتمام بشيء وَإهمال شيء آخر أَو جزئية أُخرى.

التغيير لا تكونُ مسؤوليتُه على الفرد وحدَه أَو الدولة وحدها.

التغيير لا يأتي بقوة القانون فقط بل بقناعة تامة من كُـلّ أفراد ومكونات المجتمع.

التغيير لا يكون ردةَ فعل لحدث معيَّن، بل هو منهجٌ وتوجّـهٌ عام وهدفٌ رئيسي للبناء والتطوير.

التغيير يأتي من تغيير الفرد لذاته ولأُسلُـوب حياته ولأهدافه واستراتيجيته.

هذا هو التغيير الذي ننشده ونسعى إليه.

تغييرٌ يحقّق العدل والمساواة.

تغييرٌ يرسي النظام ويسود به القانون ويحكم بما أنزله الله في كتابه.

تغييرٌ يبني أمة ويبني حضارة ويرتقي بالأمة إلى الأفضل..

تغييرٌ يهدفُ إلى التطوير وبناء الإنسان وتنمية القدرات وامتلاك الإمْكَانات.

تغييرٌ يحترم العِلم والمتعلمين ويفسحُ لهم المجال ليبنوا مجدَ هذه الأمة؛ لتسود بين الأمم فتكون في مصافِّ الدول المتقدمة المنتجة والمعتمدة على ذاتها.

التغيير الذي ننشده هو أن نشجِّعَ الاستثمارَ ونبني المصانعَ ونمتلك الصناعات وننمي الزراعة.

التغيير الذي يجعل من الطالب باحثًا وَمخترعًا وعبقريًّا يحقّق إضافةً نوعية لهذا الوطن.

التغيير الذي ننشده سلوكٌ حضاري واضح نلمسُه في الفكر وفي الحوار وفي احترام الآخر.

لا نريد التغيير الذي ينحصر فقط على أفراد أَو ثقافة أَو فكر أَو سياسة معينة.

نريد التغيير الشامل الكامل النوعي الذي يُبنى على دراسة وإلمام ووعي وقناعة.

تغييرٌ يحقّق الأفضلَ ويتحوَّلُ من الأقوال إلى الأفعال.

لقد تغيَّرَ واقعُ كثيرٍ من الشعوب والدول والأنظمة؛ بسَببِ وجود الهدف والطموح والإرادَة والعزيمة والعمل الدؤوب.

فكانت النتائج مُرضية ومذهلة وغير متوقعة وقد كان من قبلُ واقعُ تلك الدول التي نجحت في التغيير مأساويًّا وسوداويًّا معتمًا.

لن يكون التغيير إلا بإرادَة حقيقية وقناعةٍ كاملة وتعاون الجميع ولن يكون في ليلة وضحاها ولن يتحقّق دون عمل وجِدٍّ واجتهاد وتفانٍ وإخلاص.

فلنتحملِ المسؤولية، ولنتناسَ الخلافاتِ، ولنجعَلْ مصلحةَ الشعب قبلَ كُـلّ شيء وفوق كُـلّ مصلحة وَاعتبار.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: التغییر الذی الخلل فی

إقرأ أيضاً:

حقيقة عديدة يس.. وكيف تحصن نفسك بالسورة الكريمة

تُعتبر سورة يس من السور العظيمة التي وُردت بشأنها فضائل كثيرة، ومن أبرز فوائدها أنها سبب لمغفرة الذنوب عند قراءتها في الليل، كما ورد في عدة أحاديث صحيحة وحسنة.

مغفرة الذنوب بقراءتها في الليل

ذكر ابن حبان في صحيحه، بسندٍ رجاله ثقات، عن جندب رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال:
«من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر الله له» (صحيح ابن حبان رقم 2574).
وقد أكد السيوطي في "اللآلئ"، والشوكاني في "الفوائد"، أن إسناد هذا الحديث على شرط الصحيح. كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه بزيادة في اللفظ: «غفر له تلك الليلة»، مما يعزز المعنى ويؤكد الفضل العظيم لقراءتها قبل النوم.

العناية بسورة يس وأهميتها

ما سبق يوضح سبب اهتمام الناس، من العامة والخاصة، بقراءة سورة يس، لما فيها من قضاء الحوائج، وتيسير الأمور، ومغفرة الذنوب. وقد أدرج ابن حبان هذا الحديث في كتاب "الصلاة" تحت باب قيام الليل، مشيرًا إلى استحباب قراءتها للمجتهد كل ليلة طلبًا لمغفرة الله.

تصحيح مفهوم "عدية يس"

من الشائع بين الناس الاعتقاد بأن قراءة "عدية يس" قد تضر الظالم، لكن لا صحة لهذا الأمر في السنة النبوية. فالضرر الذي قد يلحق بالظالم يكون نتيجة دعاء المظلوم واستجابة الله له، وليس بسبب تلاوة السورة. قال تعالى:
﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾ [النمل: 62].

ختامًا، من الفضل العظيم أن يحرص المسلم على قراءة سورة يس كل ليلة بنية التقرب إلى الله وطلب مغفرته، فالله سبحانه وتعالى يغفر لمن شاء من عباده، ويكرم من يتوجه إليه بصدق وإخلاص.

مقالات مشابهة

  • ماذا نعرف عن "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية" التي يطالب ترامب وماسك بإغلاقها؟
  • ماذا نعرف عن "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية" التي يطالب ترامب وماسك بإغلاقها.. عاجل
  • صفات الشخص الراضي.. وكيف نصل إلى الرضا في 5 خطوات عملية بسيطة؟
  • بيرم: أهل الجنوب يصنعون المعادلة التي تحمي الوطن
  • صور الضبع المرقط| متى ظهر في مصر؟ وكيف تم قتله؟ - مستند
  • رسالة بخط يد قائد القسام محمد الضيف.. ماذا قال عن المسير من بعده؟
  • كيفية الإجابة على أسئلة الأطفال الوجودية.. أين الجنة وكيف يرانا الله؟
  • حقيقة عديدة يس.. وكيف تحصن نفسك بالسورة الكريمة
  • هوندا في ورطة.. تعطل محركات السيارات فجأة يجبر الشركة على الاستدعاء
  • «المفتي»: الأمن في الأوطان هو المظلة التي تحفظ المقاصد الشرعية