مسقط - الشبيبة

كشف استطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي الخامس عشر لرأي الشباب العربي، والذي أصدرته "أصداء بي سي دبليو" - شركة استشارات العلاقات العامة الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – حصلت "الشبيبة" على نسخة منه ،  أن الشباب العماني يعتبر الدين واللغة جوهر هويته الشخصية، فيما يقول الأغلبية (95%) إن الحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية أهم بالنسبة لهم من بناء مجتمع أكثر تسامحاً وتحرراً وعولمة.

كانت هذه إحدى النتائج الرئيسية لموضوع "هويتي" في الاستطلاع الذي يعد المسح الأشمل من نوعه للشريحة السكانية الأكبر في المنطقة والتي تضم أكثر من 200 مليون شاب وشابة.

ولدى سؤالهم عن العوامل التي تحدد هويتهم الشخصية، أشار 52٪ من الشباب العماني إلى ’الدين‘، بينما ذكر (40٪) ’اللغة‘. ومن بين جميع المشاركين، حل ’الدين‘ و’العائلة/القبيلة‘ في المرتبة الأولى بنسبة 27٪، تلاهما ’الانتماء الوطني‘ (15٪)، و’اللغة‘ (11٪)، و’الانتماء العربي‘ (8٪)، و’النوع الاجتماعي‘ (الجندر) (7٪)، و’الآراء السياسية‘ (4٪).

وقال 30% من الشباب العربي في دول شرق المتوسط، و27٪ في دول شمال أفريقيا، و25% في دول مجلس التعاون الخليجي إن "الدين" هو الأكثر أهميةً لتحديد هويتهم الشخصية؛ بينما اعتبر 37٪ من شباب شمال أفريقيا، و21% من شباب شرق المتوسط، و20% من شباب دول مجلس التعاون الخليجي أن العائلة/ القبيلة هي العامل الأهم لتحديد هويتهم الشخصية.

وأعرب أكثر من ثلاثة أرباع الشباب العربي (76٪) عن مخاوفهم من فقدان الثقافة والقيم التقليدية، وتعتبر هذه النسبة الأعلى منذ خمس سنوات. بينما قال ثلثا (65٪) الشباب العربي تقريباً إن الحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية أكثر أهمية بالنسبة لهم من بناء مجتمع أكثر تسامحاً وتحرراً وعولمة. وتبنى هذا الرأي 74٪ تقريباً من شباب دول شرق المتوسط، و72٪ في دول مجلس التعاون الخليجي، و68% من شباب شمال أفريقيا.

ورغم أن 11٪ من الشباب العربي يعتبرون اللغة العامل الأهم لتحديد هويتهم، إلا أن أكثر من نصف المشاركين (54٪) قالوا إن اللغة العربية أقل أهمية بالنسبة لهم من آبائهم وهو شعور سائد بين غالبية الشباب في المناطق الثلاث التي شملها الاستطلاع؛ فقد أجمع على هذا الرأي 59٪ من شباب دول مجلس التعاون الخليجي، و51٪ في شمال أفريقيا، و52٪ في شرق المتوسط. وفي سلطنة عمان، قال حوالي الثلثين (64٪) من الشباب إن اللغة العربية أكثر أهمية بالنسبة لهم من آبائهم.

وانعكاساً لأهمية الدين في حياتهم، عارض معظم الشباب العربي (73%) الفكرة القائلة بأن القيم الدينية تعيق تقدم المنطقة، ولكن حوالي ثلثي (65%) المشاركين في الاستطلاع قالوا إن الدين يلعب دوراً أكبر مما ينبغي له في منطقة الشرق الأوسط. كما تراجعت نسبة الشباب الذين يعتقدون بأن المؤسسات الدينية في المنطقة بحاجة إلى إصلاح إلى 58% هذا العام مقارنةً بـ 77% العام الماضي. وتجدر الإشارة هنا إلى أن مقابلات الاستطلاع لهذا العام أجريت بشكل شخصي مع الشباب العربي خلال الفترة من 27 مارس إلى 12 أبريل بالتزامن مع شهر رمضان المبارك.

ومما يؤكد تشبث الشباب العربي بهويتهم الدينية قول ما يقرب من ثلثيهم (62%) إن القوانين في بلدانهم يجب أن تستند إلى الشريعة الإسلامية بدلاً من القانون المدني/ العام. وهذا الرأي سائد بين غالبية الشباب في المناطق الثلاث التي شملها الاستطلاع؛ حيث أجمع عليه 68% من شباب دول مجلس التعاون الخليجي، و53% في شمال أفريقيا، و68% في شرق المتوسط.

وفي إطار تعليقه على نتائج الاستطلاع، قال سونيل جون، رئيس شركة "بي سي دبليو" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومؤسس "أصداء بي سي دبليو": "تكشف نتائج الاستطلاع إلى تنامي دور الدين لدى ’ الجيل زد ‘ الذي بات ارتباطه بالدين أقوى من أي وقت مضى، حيث يبدي الكثيرون قلقهم من فقدان ثقافتهم وقيمهم التقليدية. ويبدو واضحاً أن الشباب العربي باتوا يميلون أكثر إلى الدين والعائلة والانتماء الوطني كعوامل أساسية تحدد هويتهم العربية والشخصية".

وأضاف جون: "ثمة نتيجة أخرى مثيرة للاهتمام رغم كل شيء، وهي أن اللغة العربية لم تعد جوهريةً لإحساس الشباب العربي بتقاليدهم أو قيمهم الثقافية كما قد نظن، حيث يتفق غالبية الشباب في جميع أنحاء العالم العربي على أن اللغة العربية أقل أهمية بالنسبة لهم من آبائهم".

وأردف جون: "يعزى تراجع اهتمام الشباب العربي بلغته إلى الانتشار الواسع للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وهذا أمر يدعو إلى القلق لأسباب عدة أهمها انحسار دور اللغة العربية كقوة توحد المجتمعات العربية".

وتضمن استطلاع أصداء بي سي دبليو لرأي الشباب العربي 3,600 مقابلة شخصية أجراها محاورون متمرسون من شركة سيكث فاكتور الاستشارية مع شبان وشابات عرب تراوحت أعمارهم بين 18- 24 عاماً. وتوزعت عينة المشاركين، وهي الأكبر في تاريخ الاستطلاع، بالتساوي بين الجنسين في 53 مدينة ضمن 18 دولة عربية بما فيها جنوب السودان للمرة الأولى. وأجريت المقابلات بشكل شخصي وليس إلكتروني لضمان دقة البحث وتوضيح الفروق الدقيقة قدر الإمكان في آراء الشباب العربي عبر جميع أنحاء المنطقة.

وتعتبر "هويتي" الموضوع الرئيسي الرابع لاستطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي الخامس عشر لرأي الشباب العربي 2023. وكانت الشركة قد أعلنت عن النتائج المتعلقة بموضوع "مواطنتي العالمية" في يونيو، تلتها النتائج المتعلقة بموضوعي "توجهاتي" و"سبل معيشتي" في يوليو.

المصدر: الشبيبة

كلمات دلالية: دول مجلس التعاون الخلیجی الشباب العربی اللغة العربیة شمال أفریقیا شرق المتوسط من الشباب فی دول

إقرأ أيضاً:

مجلس الشباب العربي يطلق وحدة تعليمية لبناء القدرات

أبوظبي: «الخليج»
أطلق مجلس الشباب العربي للتغير المناخي، التابع لمركز الشباب العربي وبالشراكة مع فريق رائدة الشباب للمناخ لمؤتمر COP 28 شما بنت سهيل المزروعي وزيرة تنمية المجتمع، تقريراً بعنوان «تمكين أصوات الشباب في سياسة المناخ العربية»، ليسلط الضوء على المساهمة الفاعلة للشباب العربي في العمل المناخي مع تحديد الفجوات الملحة في تفاعلهم مع سياسات المناخ، وبهدف تعزيز المشاركة الفعالة للشباب العربي، وإنشاء منصة جامعة للعمل المشترك بين الشباب المتخصصين في ملف التغير المناخي وبالتنسيق المباشر مع صناع القرار في جميع أنحاء المنطقة العربية.
أطلق المجلس أول وحدة تعليمية في سلسلة من المبادرات بعنوان «نموذج بناء القدرات: فهم واستخدام تقرير السياسة»، التي تهدف إلى تعزيز مهارات الشباب في التفاعل مع السياسات المناخية، كما تعكس الوحدة الأولى مقترحات لزيادة مشاركة الشباب في السياسات المناخية في الدول العربية، وتغطي استراتيجيات ومقترحات لتعزيز دور الشباب في العمل المناخي، مع التركيز بشكل خاص على السياق الخاص ب «مؤتمرات الشباب للمناخ».
وجاء ذلك خلال مشاركة مجلس الشباب العربي للتغير المناخي، في مؤتمر COP29، الذي اختتمت فعالياته مؤخراً في باكو، وذلك بهدف إشراك الشباب العربي في العمل المناخي، وتوظيف طاقاتهم لاقتراح الحلول والإبداعات المستجدة في المجال البيئي، والعمل على تنفيذ الحلول المستدامة لتحديات التغير المناخي.
وقال الدكتور سلطان النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب ونائب رئيس مركز الشباب العربي: «إن إطلاق هذا التقرير يفتح آفاقاً جديدة لتعزيز تفاعل الشباب العربي مع سياسات المناخ، ويُسهم في بناء قيادات شبابية عربية قادرة على قيادة العمل المناخي في المستقبل وتنفيذ مبادرات مناخية أكثر تأثيراَ في المجتمعات، ومن خلال برامج مجلس الشباب العربي للتغير المناخي، نعمل على تزويد الشباب بالمهارات الأساسية لمواجهة التحديات المناخية الإقليمية وضمان مشاركتهم الفاعلة وتأثيرهم في النقاشات العالمية حول السياسات والقضايا المناخية المختلفة».
وأكدت شما بنت سهيل المزروعي، أن الشباب العربي يشكلون جوهر مستقبل المنطقة، ويتميزون بطاقتهم وابتكارهم في مواجهة التحديات المناخية التي يواجها العالم اليوم، ومع استضافة منطقتنا لمؤتمرين متتاليين للأطراف، كوب 27 وكوب 28، كان لا بد من توجيه طاقاتهم وقدراتهم بما يحقق نتائج ملموسة في ملف المناخ، ويعد هذا التقرير خطوة محورية في معالجة التحديات التي تواجه الشباب، كما يقدم إطاراً واضحاً لإطلاق قدرات الشباب الكبيرة، وذلك بالتعاون مع الجهات الإقليمية الرائدة، ونحن على ثقة بأن أصوات الشباب ستسهم في إحداث تغيير حقيقي ومؤثر في مجتمعاتهم.
وأكد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، أن الإطار الشامل الذي قدمه التقرير يعكس منظومة استراتيجية متكاملة بين مختلف القطاعات، ويجسد التزاماً حقيقياً بمشاركة الشباب في تطوير حلول مناخية تعكس التحديات والفرص الخاصة في منطقتنا العربية.
وأكد أهمية تعزيز الجهود بين الأجيال لتحقيق الأهداف المناخية المشتركة، وأن إنشاء مجالس شبابية دائمة ضمن الهيئات المناخية يمثل قيمة كبيرة لتحقيق هذا الهدف، حيث يضمن التفاعل المستمر ويسهم في تطوير برامج التوجيه بين الأجيال لتعزيز التعاون وتبادل المعرفة بين صانعي القرار والشباب الناشطين في مجال المناخ.
وقالت السفيرة د. هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية: «إن الإطار الاستراتيجي الذي يعتمده التقرير يمكن أن يفتح إمكانيات كبيرة في تعزيز تفاعل الشباب العربي مع السياسات المناخية، من خلال تحديد المجالات الرئيسية للتنمية واتخاذ خطوات عملية نحو حلول قابلة للتنفيذ، يمكنها أن تحقق قفزة نوعية في مشاركة الشباب في السياسات المناخية في المنطقة بأكملها».
ويواصل مركز الشباب العربي عمله المستمر بتمكين الأجيال القادمة وتفعيل مشاركة الشباب العربي في القضايا البيئية، لا سيما من خلال مبادرة مجلس الشباب العربي للتغير المناخي (AYCCC)، بالتعاون مع صناع القرار وشركائه الاستراتيجيين في المنطقة، بما يؤسس لمنظومة تكون فيها أصوات الشباب جزءاً أساسياً في صياغة وتنفيذ التوجهات الإقليمية والعالمية نحو العمل المناخي المستدام.

مقالات مشابهة

  • "الفرماوي" يتفقد مراكز شباب بنها وكفر شكر بالقليوبية
  • اللغة العربيَّة بوصفها حصناً ثقافيًّا وجوهراً معرفياً
  • مجلس الشباب العربي يطلق وحدة تعليمية لبناء القدرات
  • خالد الجندي: وعي الشباب قوة لحماية الأوطان
  • الإعلان عن قائمة أفضل الرياضيين الشباب في العالم.. هذا ترتيب أردا غولر
  • وزير الشباب الإماراتي: تجربتي في الفضاء تؤكد أهمية تمكين الشباب العربي
  • محافظ سوهاج يضع خطة لتطوير بيت شباب سوهاج وزيادة استيعابه
  • صخر الشارخ.. قصة العربي الذي جعل الحواسيب تتحدث بالعربية
  • قبل انطلاقه.. تفاصيل النسخة الخامسة من مهرجان ضي للشباب العربي
  • المسرح واللغة