وكالة بغداد اليوم:
2024-09-11@20:15:20 GMT

لماذا أجلت إيران الهجوم على إسرائيل؟

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

لماذا أجلت إيران الهجوم على إسرائيل؟

بغداد اليوم - ترجمة

أبقت الحكومة الإيرانية العالم في حالة من الترقب منذ أن توعدت بمهاجمة إسرائيل قبل أكثر من أسبوعين. ويعتقد الخبراء أن وقوع هذا الهجوم يمكن أن يقود المنطقة إلى حرب واسعة النطاق.

وتقول إيران إن هذا الهجوم سيكون إجراء انتقاميا ردا على مقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران.

وبعد اغتيال إسماعيل هنية، قال المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي إن بلاده تعتبر "الثأر لدماء هنية" "واجبها" وأن إسرائيل "مهدت الطريق لعقاب شديد".

وبحسب تقرير لإذاعة "فردا" الإيرانية المعارضة وترجمته "بغداد اليوم"، "ففي الأسبوعين الماضيين، وُصِف الهجوم الإيراني على إسرائيل بأنه "وشيك"، وتحت تأثير هذا التوقع، تم نشر العديد من المقالات التي تثير القلق بشأن الهجمات التي تشنها إيران، على شبكات التواصل الاجتماعي".

ويقول راز زيمات، الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: "أعتقد أنهم يستمتعون بهذا الوضع، أي رؤية إسرائيل في حالة انتظار وتكاليفها الاقتصادية والنفسية الباهظة"، مضيفاً "لكن تكاليف هذا التوقع سلاح ذو حدين، وتتضرر منه أيضاً حكومة إيران وحلفاؤها".

فيما يقول مايكل هورويتز، رئيس قسم الأمن في شركة ليبيك انترناشيونال الاستشارية ومقرها البحرين: "إن العواقب السلبية لهذا الوضع بالنسبة لإسرائيل، بما في ذلك الضغط على الدفاع المدني، وتعبئة واستعداد القوات المسلحة، والتكاليف الاقتصادية، لا تقتصر على إسرائيل فحسب، بل لهذا التوقع عواقب أيضا على إيران ولبنان."

ما هو سبب الانتظار؟

ويقول محللون خبراء إن فكرة تأخير إيران الهجوم بسبب العواقب النفسية هي ذريعة أكثر من كونها استراتيجية محسوبة.

ويشيرون إلى أن المناقشات المكثفة والجادة داخل الحكومة الايرانية والتنسيق مع القوات العسكرية التابعة لها وتقدير مخاطر مثل هذا الهجوم لها تأثير في تأجيل الهجوم وتردد طهران.

ويرى راز زيمات، أن الحكومة الإيرانية تواجه "معضلة وخيارا صعبا، على الرغم من أن علي خامنئي والحرس الثوري الإيراني يريدان استعادة قوة الردع التي تتمتع بها إيران ضد إسرائيل، إلا أن آخرين في الحكومة يشعرون بالقلق من أن هجوما كبيرا على إسرائيل قد يؤدي بطهران إلى حرب مع تل أبيب وربما الولايات المتحدة".

وأضاف: "حتى لو قررت طهران كيفية الرد على مقتل إسماعيل هنية، فإن التنسيق مع حزب الله اللبناني وأعضاء آخرين في شبكة القوات المتحالفة مع الحكومة الإيرانية، والتي تسمى "محور المقاومة"، عملية تستغرق وقتا طويلا".

وهناك عامل آخر يؤثر على الأرجح على عملية صنع القرار في إيران وهو تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة بشكل أكبر مما كان عليه في الأيام التي سبقت الهجوم الإيراني غير المسبوق بطائرات بدون طيار والصواريخ على إسرائيل في 24 أبريل من هذا العام.

وقال مايكل هورويتز، إن "الرد (الأمريكي) أكبر بكثير مما كان عليه في الأسابيع التي سبقت هجوم أبريل". وسبب الوجود العسكري الأميركي الأكبر هو على الأرجح إشارة إلى حساباتهم حول أبعاد الهجوم الإيراني، لأنهم يعتقدون أن الرد الإيراني سيكون على الأرجح أكثر اتساعا من هجوم أبريل الماضي.

ويضيف: "بإرسال المعدات وقوات الدفاع، وفي الوقت نفسه القوات التي يحتمل أن تكون هجومية، أرسلت الولايات المتحدة رسالة مفادها أن هدفها هو مواجهة واحتواء أي تهديد، وفي الوضع الحالي، مجرد إرسال مثل هذه الرسالة هو حقا مهم وفعال."

هل يمكن للدبلوماسية أن تنجح؟

لقد رفضت الجمهورية الإسلامية بحزم طلب القوى الغربية بالتسامح وتجنب انتشار التوتر، وأكدت مراراً وتكراراً أنها تعتبر رد الفعل على اغتيال إسماعيل هنية في طهران حقاً مشروعاً لها.

ومع ذلك، فإن الاتصالات العديدة التي أجراها قادة مختلف البلدان، بما في ذلك القوى الأوروبية، مع الرئيس الجديد مسعود بزشكيان، وعلي باقري كني، القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني، في الأيام الأخيرة، أثارت تكهنات بأن الجهود الدبلوماسية قد أخرت مساعي إيران في الهجوم، واستبعاده حتى.

ويقول مايكل هورويتز: "لست متأكداً من أن الدبلوماسية وحدها ستكون كافية لتغيير حسابات إيران وقرارها"، وأضاف: "على الرغم من كل الدعوات والطلبات للتحلي بالصبر، فإن إيران ستفعل ما تشعر أنه سيخدم مصالحها على أفضل وجه".

وأشارت إيران مؤخراً إلى أن نوعاً آخر من الدبلوماسية، وهو وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس، يمكن أن يقنع البلاد بـ "تأجيل" الهجوم على إسرائيل.

ويتكهن فرزان ثابت، أحد كبار الباحثين في معهد جنيف للتعليم العالي (جامعة حكومية في سويسرا)، بأن "الحكومة الإيرانية ربما تبحث عن طرق مختصرة" لتقليل شدة ردها وأن وقف إطلاق النار في غزة يمكن أن يكون انتصارا دبلوماسيا تحتاجه إيران للتخفيف من ردة فعلها.

ويقول راز زيمات أيضًا، إن "وقف إطلاق النار في قطاع غزة قد لا يكون مهمًا جدًا بالنسبة للحكومة الإيرانية، "لكنه ذريعة جيدة لهذا البلد لتبرير التأخير في مهاجمة إسرائيل وخاصة في الخارج".

ويعتقد زيمات، أن "وقف إطلاق النار في قطاع غزة قد يدفع إيران إما إلى تقليص حجم هجومها أو اختيار أسلوب مختلف تماما، لانتقام لا يتضمن هجوما مباشرا على إسرائيل"، مشيراً إلى "إن الوقت وكيفية رد فعل إيران يكتنفهما الغموض، ولكن في الوضع الحالي، يبدو أن إيران ليس لديها خيارات جيدة".

ويقول فرزان ثابت: "يبدو أن عملية اتخاذ القرار في طهران لإيجاد خيار معتدل "مشوشة".

وبحسب الخبير، فإن اللغز الذي يواجه صناع القرار في طهران، يمكن وصفه على النحو التالي: "هجوم انتقامي ليس ضعيفا بشكل خاص من حيث القيم الرمزية وقوة الردع، لكنه في الوقت نفسه قوي".

ونتيجة لذلك، يمكن القول إن الجمهورية الإسلامية بشكل عام أمام خيارين: رد فعل ضعيف أو تجاوز عتبة حرب واسعة النطاق.

ويعتقد مايك هورويتز أن كلا الخيارين ينطويان على مخاطر كبيرة: "إذا كان رد إيران ضعيفا، فإنه سيعرض خطر تطبيق قوتها الإقليمية. إما إذا كان رد فعل إيران قويا جدا، فإنها ستتجاوز الخط الأحمر وستكون هدفا لهجمات خطيرة في المقابل".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الحکومة الإیرانیة إسماعیل هنیة على إسرائیل فی طهران النار فی

إقرأ أيضاً:

العمل العسكري ضد إيران.. خيار ردع أم مغامرة محفوفة بالمخاطر؟

هل يتعين على الولايات المتحدة الإقدام على عمل عسكري ضد إيران؟ رغم أن هذا السؤال قد يبدو عشوائياً، فغالباً ما يطرح نفسه كلما وقعَ حدث مؤلم في منطقة الشرق الأوسط.

على أمريكا أن توجه لإيران إنذاراً نهائياً

وأعلن بعض المشرعين الأمريكيين تأييدهم لاستخدام القوة. فبعد يومين من هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، ظهر عضو مجلس الشيوخ ليندسي غراهام (جمهوري عن ولاية كاليفورنيا) على شاشة التلفزيون ونصح الرئيس جو بايدن بضرب طهران بقوةٍ قائلاً: "إذا كان هناك تصعيد في هذا الصراع، وإذا بدأ قتل الرهائن، وإذا هاجم حزب الله شمال إسرائيل بقوةٍ، فلا بد أن نقول إننا سندمر مصافي النفط والبنية التحتية النفطية في إيران".

وكرَّر عضو مجلس الشيوخ هذه التوصية في 25 أغسطس (آب) الماضي، معتبراً أنها الطريقة المثلى لإجبار الإيرانيين على إرغام حماس على تحرير الرهائن المتبقين. وكتب آخرون ما مفاده أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن توجه لإيران إنذاراً نهائياً - بخصوص التخلص من برنامجها النووي - وأن تشنّ حملة عسكرية إذا رفض المرشد الأعلى علي خامنئي ذلك.

القوة العسكرية أمر سلبي

ومع ذلك، فإن القوة العسكرية الأمريكية ضد إيران سيكون لها آثار من الدرجة الأولى والثانية، وستكون كلها سلبية، حسبما أفاد دانيال ر. ديبتريس زميل في مؤسسة "أولويات الدفاع" البحثية الأمريكية. 

A War With Iran Is the Last Thing the U.S. Should Want | Opinion https://t.co/cDrYQwTSce

— Newsweek Opinion (@NewsweekOpinion) September 8, 2024

وقال ديبتريس في مقاله بموقع مجلة "نيوزويك": أولاً، ليس من الواضح أنَّ تهديد إيران بالإقدام على عملٍ عسكري من شأنه أن يساعد كثيراً على إعادة 97 رهينة أو نحو ذلك من الرهائن في غزة إلى عائلاتهم.
ورغم أنه صحيح أنَّ طهران تمارس بعض النفوذ على حماس بحكم الأموال التي تقدمها إلى الجماعة الفلسطينية، إذ قدَّرَت وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2020 أن حماس تلقت 100 مليون دولار من الإيرانيين، لكن حماس تجني أيضاَ المزيد من الأموال من مصادر أخرى.
وكانت حماس حكومة أمر واقع في غزة لأكثر من عقد من الزمن، وكانت تحتكر السلطة داخل القطاع الفلسطيني طيلة تلك الفترة، وتمكَّنَت من السيطرة على أنفاق التهريب التي كانت تجلب الأسلحة والسلع الأساسية إلى القطاع.

وفرضت حماس ضرائب على تلك البضائع، وكذلك على الأعمال التجارية في غزة، مما حقَّقَ لها عائدات بقيمة 300 مليون دولار تقريباً، أيْ ثلاثة أضعاف ما كانت إيران تقدمه لها.

نفوذ إيران على حماس

باختصارٍ شديد، يقول الكاتب، لا تمارس إيران نفوذاً كبيراً على حماس. وحتى لو ضغطت إيران على حماس للإفراج عن الرهائن - وهو اقتراح مشكوك فيه بحد ذاته - فليس من المؤكد أن زعيم حماس يحيى السنوار سيوافق على ذلك.
ثانياً، سيكون العمل العسكري الأمريكي مهمة صعبة، ليس لأن الجيش الأمريكي غير قادر على تنفيذ هذه المهمة، بل لأنها ستكون مهمة مرهقة. ووفقاً لنطاق العملية وحجمها، سيتعين على الولايات المتحدة استخدام عشرات الطائرات المقاتلة والقاذفة، ومجموعة كبيرة من بطاريات الدفاع الجوي المتمركزة في الشرق الأوسط لإسقاط أي صواريخ تردُّ بها طهران على أي هجوم انتقامي - نظراً لوجود 40 ألف جندي أمريكي متمركزين في المنطقة، فإن لدى طهران الكثير من الأهداف التي تستطيع الاختيار من بينها - بالإضافة إلى عشرات القطع البحرية المحتملة، سواء السطحية أو تحت الماء، لردع رد إيراني أكبر وضمان أن يكون لدى الولايات المتحدة تغطية كافية للدفاع عن قواعدها في الخليج العربي.
ومن المرجح، برأي الكاتب، أن تحتفظ الولايات المتحدة بهذه الأصول في الشرق الأوسط لأشهر، مما يجبر القيادات المقاتلة الأمريكية الأخرى، مثل قيادة قوات المحيطين الهندي والهادئ، على إنجاز المزيد بأقل الإمدادات والقدرات.

فماذا سيحقق العمل العسكري الأمريكي داخل إيران؟ يتساءل الكاتب ويجيب: إذا كان الهدف منه تدمير برنامج إيران النووي، فإن كل القنابل في العالم لن تحقق هذا الهدف. بالتأكيد ستُدمَّر منشآت التخصيب، وأجهزة الطرد المركزي، ومحطات التصنيع، ومخزون اليورانيوم المخصب الذي راكمه الإيرانيون على مر السنين. 

A War With Iran Is the Last Thing the U.S. Should Want | Opinion https://t.co/9CmhS1Wtuj

— Newsweek Opinion (@NewsweekOpinion) September 6, 2024

لكن المعرفة التي اكتسبها خبراء الطاقة النووية الإيرانيون على مدى العقود الثلاثة الماضية ستظل موجودة. وستُستغَل تلك المعرفة المؤسسية مجدداً بعد انتهاء العملية العسكرية التي تقوم بها واشنطن، غير أن هذه المرة لن يكون لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية إمكانية الوصول أو معدات المراقبة لفهم ما تفعله طهران ومكان أنشطتها في أي وقت محدد. هل هذا أفضل حقاً من الوضع الحالي الذي تمتلك فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الأقل بعض المعلومات عن أنشطة إيران النووية؟

الطريقة المثلى للتعامل أخيراً، أكد الباحث أنّ الطريقة الأكثر فعالية لإقناع الحكومة الإيرانية بتحويل برنامجها النووي إلى سلاح نووي هي تفجير البرنامج عن بكرة أبيه. وفي حين أن هذا قد يبدو إجراءً غير بديهي، فمن المحتمل جداً أن يتعلم خامنئي والحرس الثوري الإيراني والأجهزة الأمنية الإيرانية درساً لن ينسوه من هذه التجربة.
وقال الكاتب: إذا كانت إيران تملك أسلحة نووية، فإن الأمريكيين على الأقل سيفكرون طويلاً وملياً قبل إسقاط قنابل على الأراضي الإيرانية، ولن تكون هذه فرضية غير معقولة. فالولايات المتحدة لم تهاجم قط قوةً تملك أسلحة نووية لسبب بسيط، ألا وهو أن ذلك قد يطلق العنان لدوامة تصعيد قد تخرج عن السيطرة.
وعلى الرغم من نمو مخزونات اليورانيوم المخصب بنسبة 60% وتركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي المتطورة، يضيف الكاتب، ما تزال الولايات المتحدة تُقدِّر أنَّ إيران لم تتخذ بعد قرار تسليح البرنامج وبناء جهاز نووي حقيقي، منوهاً إلى أن الحرب مع إيران ستغير حسابات طهران الأمنية إلى الأسوأ.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الإيراني يصل العراق ويزور النصب التذكاري لقاسم سليماني
  • الرئيس الإيراني يصل العراق في أول رحلة خارجية له
  • ‏إيران تهدد بـ "إجراء" ردًا على العقوبات الأوروبية "العدائية"
  • ‏الرئيس الإيراني يغادر طهران متوجها إلى بغداد في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه
  • بعد واشنطن.. 3 دول أوروبية تعلن فرض عقوبات على إيران
  • بعد واشنطن.. 3 دول أوروبية تفرض عقوبات على إيران
  • إيران تتوعد بانتقام "مرير ومختلف هذه المرة" ضد إسرائيل بعد مرور 40 يوما على اغتيال إسماعيل هنية
  • بعد مزاعم أمريكية أوروبية.. إيران ترد على اتهامات نقل أسلحة إلى روسيا
  • سفير طهران لدى العراق: الرد الإيراني على مقتل إسماعيل هنية قادم
  • العمل العسكري ضد إيران.. خيار ردع أم مغامرة محفوفة بالمخاطر؟