منشأة “عماد 4” الصاروخية لحزب الله.. رسائل ردع أخيرة تؤكد حتمية الرد
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
يمانيون – متابعات
لعل أكثر ما أكده العديد من المراقبين على فيديو منشأة “عماد 4” الذي عرضه الإعلام الحربي لحزب الله اللبناني أنه وجّه رسائل ردع قد تكون الأخيرة لكيان العدو الصهيوني بأن ردّ المقاومة على اغتياله للقيادي فؤاد شكر، “آتٍ حتماً”، أي أن مقولة حتمية الرد التي يؤكدها قادة الحزب ليست مجرد تهديد، بل واقع قائم تظهر قيام الحزب بالاستعداد سواء لشن الكيان عدواناً استباقياً على لبنان، أو القيام برد مضاد على رد المقاومة.
وأمس الجمعة بثّ الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله، فيديو بعنوان “جبالنا خزائننا” يستعرض منشأة “عماد 4” للقدرات الصاروخية للحزب.
وكشف الفيديو، الذي تبلغ مدته أربع دقائق ونصف الدقيقة، عن منشأة عسكرية تحمل الرقم أربعة، مما يشير إلى أن المقاومة تمتلك عددًا أكبر من هذه المنشآت، وما عرض في الفيديو يمثل جزءا فقط من إجمالي ما تملكه المقاومة، وهو ما قد تكشفه لاحقا حلقات أخرى من هذه السلسلة التي تُعرض للمرة الأولى بعد “الهدهد 1 و2”.
والجديد الملفت أيضًا، هو حجم المنشأة ومداها تحت الأرض وما تحمله من رسائل للعدو الصهيوني بأن المقاومة جاهزة لكل الاحتمالات، وتنقّل راجمات الصواريخ وعناصر “حزب الله” بدرّاجاتهم النارية بين الأنفاق.
وظهر مقاتلو حزب الله داخل الأنفاق، التي تحتوي على شبكة إضاءة بالكامل، فضلاً عن أماكن بها أجهزة كمبيوتر واتصالات، خلال نقل شاحنات الصواريخ، إلى بوابات إطلاق تفتح بشكل آلي، تصطف عندها راجمات الصواريخ قبل استخدامها في القصف.
وترافق الفيديو مع كلمة سابقة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يقول فيها: “باتت المقاومة تملك من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة ومن الإمكانات التسليحية ما فرضت “إسرائيل” على لبنان حربا، ستواجه مصيرا لم تتوقعه في يوم من الأيام”.
وذكّر الفيديو بخطاب السيد نصرالله الذي أعلن فيه أن “المعركة معنا شعاعها على طول فلسطين المحتلة من الحدود اللبنانية إلى الحدود الأردنية إلى البحر الأحمر، من كريات شمونة إلى إيلات”.
ويرى مراقبون أنّ هذا الفيديو يمثل مؤشراً واضحاً على المفاجآت التي تحتفظ بها المقاومة في لبنان لعملياتها المقبلة ردا على اغتيال القائد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو ما أكده الأمين العام لحزب الله بقوله: “إن بيننا الليالي والأيام والميدان”.. مشددًا على قدرة المقاومة على إعادة ترتيب قواعد الاشتباك، وأن القرار الآن بيدها.
كما يرى هؤلاء المراقبين أن الفيديو حمل رسالة تأكيد على قدرة حزب الله على القتال في الميدان وإطلاق الصواريخ، مما يشير إلى جاهزيته للرد.
بالإضافة إلى ذلك يعتقد مراقبون، بأن الفيديو الذي عرضه حزب الله ويظهر صواريخ وراجمات ومنشآت بنية تحتية، جزءا من حملته لاستعراض استعداده للرد على اغتيال فؤاد شكر، كما يسعى من خلاله لتقديم نفسه كقوة جاهزة، ويؤكد أنه لن يتراجع عن موقفه، هدفاً لتحقيق توازن رادع مع العدو الصهيوني.
وقال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد منير شحادة: إن هذا الفيديو يؤكد أن المقاومة اللبنانية ليست مردوعة ولا تخشى الحرب بل تستطيع قلب الطاولة في حال كانت تلعب أمريكا على الوقت.
وأوضح شحادة، في لقاء مع قناة “الجزيرة”، أن رد حزب الله على اغتيال شكر ليس له علاقة بزيارة المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين إلى بيروت وبمحادثات الدوحة لبحث إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة.
من جانبه، يعتقد الخبير بالشؤون الصهيونية علي حيدر أن الفيديو الجديد حمل رسالة تحذير لكيان الاحتلال مفادها عدم تجاوز الحد المعين في أي رد على رد حزب الله المتوقع.. مشيرا إلى أن حزب الله أراد القول إن قدراته الصاروخية تمكنه من دكّ عمق “إسرائيل” الإستراتيجي.
وأكد حيدر، أن الفيديو مرتبط بالمرحلة الجديدة التي ارتقت إليها المواجهة.. لافتا إلى أن المقاومة توظف أوراق القوة مقابل التهويل الأمريكي.
وخلص إلى القول: إن الكشف عن هذه الأوراق يعني أن حزب الله انتقل من مرحلة القرار إلى التمهيد العملياتي.. مضيفا: إن الفيديو حسم محدودية قدرة الكيان الصهيوني على الرهان على الضربات الاستباقية.
في السياق ذاته، قال مدير مركز القدس للدراسات الصهيونية عماد أبو عواد: إن فيديو حزب الله سيزيد الحيرة داخل “إسرائيل”، خاصة مع الحديث عن فشل استخباري عن حزب الله بعد الفشل في تقدير قدرات المقاومة في غزة وقدرتها على الصمود.
وتوقع أبو عواد أن يكون هناك نوع من التخبّط على المستوى السياسي وماذا يمكن فعله تجاه حزب الله.. مشيرا إلى الحيرة بين ضربة استباقية صهيونية أو انتظار رد الحزب.
وبيّن أن رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو يجد نفسه أمام معادلة تتعقد، وقد يلجأ إلى التفكير نحو منعطفات أخرى في محاولة للخروج من مأزق الجنوب أو الشمال أو الإقليم، خاصة مع نقص العتاد والقوة البشرية.
وبعد نشر الإعلام الحربي في حزب الله للفيديو سارعت وسائل الإعلام الصهيونية للتعليق عليه.. معتبرةً إياه “تهديدًا جديدًا” من قبل حزب الله.
وأكدت أن فيديو “عماد 4” الذي نشره حزب الله من داخل الأنفاق يشكل تحذيرا استثنائيا، ويظهر قدرته على إخفاء أسلحته المتطورة وتخزينها في شبكات تحت الأرض، مما يزيد من صعوبة استهدافها ويجعل إطلاقها تحديا أكبر للجيش الصهيوني.
واعتبرت وسائل إعلام العدو أنّ ظهور عناصر حزب الله في منطقة واسعة تحت الأرض، مع إلصاق صور السيد نصر الله والشهيد مغنية وقائد قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية قاسم سليماني على الجدران هو جزء من الحرب النفسية.
وقال موقع “يديعوت أحرنوت” الصهيوني: إنّ حزب الله نشر فيلم تهديدات جديداً كشف فيه عن منشأة تحت الأرض: “أنفاق ضخمة، هكذا تبدو، مزودة بحواسيب وأضواء بحجم وبعمق يسمحان بمرور شاحنات بسهولة، وبالطبع دراجات نارية”.
وأضاف في وصفه المنشأة وراحة العمل فيها: “متاهة طويلة ومضاءة وشاحنات مرقمة تمر واحدة تلو الأخرى من دون إزعاج.. وفي نهاية الفيلم، يمكن رؤية منصة إطلاق الصواريخ التي تطلق من تحت الأرض واسم المنشاة”.
ونقل موقع “يديعوت أحرونوت” بشأن رسائل منشأة “عماد 4”: “يظهر السرية التي تحيط بموقع القدرات الصاروخية لحزب الله، والمنشأة العميقة تحت الأرض البعيدة عن القدرات الاستخباراتية المعادية، كما توفر الحماية ضد الأهدف”.
بدورها، أقرّت صحيفة “معاريف” الصهيونية بأنّ “حزب الله يكشف للمرة الأولى مدينته تحت الأرض: شاحنات جاهزة لإطلاق صواريخ”.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: أن المقاومة أن الفیدیو تحت الأرض لحزب الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
مراقبون: عملية “تياسير” اختبار لفشل عملية “السور الحديدي”
#سواليف
أكد كتّاب و #محللون #سياسيون #فلسطينيون أن #عملية ” #تياسير “، التي استهدفت حاجزًا عسكريًا إسرائيليًا وأسفرت عن مقتل جنديين على يد أحد المقاومين، تمثل اختبارًا أوليًا لفشل عملية ” #السور_الحديدي ” التي نفذها #جيش_الاحتلال في #شمال_الضفة_الغربية.
اختراق القبضة الأمنية
في هذا السياق، أشار الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي، ياسر مناع، إلى أن العملية “كشفت محدودية الإجراءات الأمنية الإسرائيلية، رغم استخدام القوة المفرطة في القتل والتدمير والاعتقالات المستمرة”. وأضاف أن “نجاح المنفذ في تجاوز الإجراءات الأمنية الصارمة والوصول إلى نقطة الاشتباك القريبة يعكس #فشل #المنظومة_الأمنية_الإسرائيلية في تحقيق أهدافها”.
ورأى مناع أن “العملية تمت وفق تخطيط دقيق، حيث تمكن المنفذ من تضليل الأجهزة الأمنية للاحتلال، والتسلل إلى الموقع المستهدف، ثم الاشتباك من مسافة صفر وقتل الجنود، رغم أن حاجز تياسير يُعرف بتشديده الأمني واستنفاره المستمر”.
مقالات ذات صلة الأردن يسير 14 طائرة مساعدات جديدة ضمن الجسر الجوي الإنساني إلى غزة / صور 2025/02/04وحول حجم الخسائر، أكد مناع أن “تمكن منفذ العملية من قتل جنديين وإصابة آخرين يبرز الأثر الكبير لهذه العملية على الاحتلال، الذي يدّعي قدرته على القضاء على المقاومة. وأضاف أن عجز إسرائيل عن منع هذه العملية قد يدفعها إلى تصعيد عدوانها، ومحاولة تطوير استراتيجيات جديدة لمواجهة المقاومة المسلحة”.
من جهته، وصف الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني خالد معالي العملية بأنها “ضربة قاسية للمنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، خاصة أنها جاءت بالتزامن مع تنفيذ عملية السور الحديدي”.
وأشار إلى أن نجاح المقاوم في الوصول إلى الحاجز العسكري، رغم التشديدات الأمنية، سيعزز معنويات المقاومين وأبناء الضفة الغربية، ولا سيما سكان المناطق المستهدفة بالعدوان الإسرائيلي”.
وأعرب معالي عن اعتقاده أن سبب فشل الاحتلال في منع هذه العمليات هو “استخدام إسرائيل للقوة المفرطة في تدمير المخيمات والقرى لم ينجح في منع العمليات الفردية”. وأضاف: “التجربة تؤكد أن واقع الضفة لن يتغير، وأن المقاومة مستمرة، خصوصًا مع وجود مجموعات مسلحة أو أفراد يعملون بسرية تامة، ما يعرقل مخططات الاحتلال للقضاء على المقاومة”.
العملية في سياقها السياسي والعسكري
بدورها، رأت المراقبة والكاتبة الفلسطينية انتصار العواودة أن “عملية تياسير تأتي في سياق المقاومة الطبيعية، كرد فعل على جرائم الاحتلال، بما في ذلك تدمير الأحياء السكنية، وتهجير الفلسطينيين من المخيمات، ومحاولات ضم الضفة الغربية”.
وأضافت أن “هذه العمليات تمثل ردًا مباشرًا على الحواجز العسكرية التي حوّلت حياة الفلسطينيين إلى جحيم، حيث باتت مواقع الاحتلال العسكرية مصيدة لجنوده”.
وأكدت العواودة أن “تصعيد الاحتلال لجرائمه يولّد أفكارًا إبداعية لدى الشباب الفلسطيني، ما يدفعهم إلى ابتكار أساليب مقاومة تربك جيش الاحتلال وتصدمه. وأشارت إلى أن “عملية تياسير” تميزت بجرأتها وتخطيطها الدقيق، ما يجعلها نموذجًا يُحتذى به من قبل مقاتلين آخرين”.
واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، بمقتل رقيب أول احتياط وجندي، وإصابة ثمانية آخرين، بينهم اثنان في حالة خطرة، في عملية نفذها مقاوم فلسطيني داخل معسكر “تياسير” شرق جنين.
ووفقًا لصحيفة /تايمز أوف إسرائيل/، فإن الجيش أعلن مقتل اثنين من جنود الاحتياط وإصابة ثمانية آخرين، مشيرًا إلى أن أحد القتلى هو قائد فرقة في كتيبة الاحتياط (8211) التابعة للواء “إفرايم” الإقليمي.
كما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل جديدة عن العملية، حيث ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن منفذ الهجوم تمكن من التسلل إلى داخل المجمع العسكري الذي يضم برج مراقبة محصنًا وعدة مبانٍ يتواجد فيها الجنود. وأوضحت أن المقاوم الفلسطيني سيطر على البرج، وبدأ بإطلاق النار داخل المجمع، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات استمرت لدقائق، قبل أن يستشهد برصاص الاحتلال.
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية “السور الحديدي” في 21 كانون ثاني/يناير 2025، مستهدفًا مدينة جنين ومخيمها في شمال الضفة الغربية. وتُعد هذه العملية الأكبر منذ عام 2002، وتهدف إلى ملاحقة نشطاء المقاومة.
ونسفت قوات الاحتلال ضمن عملية “السور الحديدي” حتى ساعة إعداد هذا التقرير، أربعة أحياء سكنية في جنين، واستهدفت مباني في مناطق حارة الدمج والحواشين وشارع مهيوب ومحيط مسجد الأسير، في إطار حملتها المستمرة ضد المقاومة الفلسطينية.