قصة طالب طب من غزة قُتل 20 من عائلته فأنشأ مؤسسة إنقاذ
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
قال موقع "تي آر تي وورلد" إن عز الدين لولو -طالب الطب من غزة المعروف باسم "صانع الابتسامة" لقدرته على جعل الناس يفرحون باللوحات التي يرسمها لهم- ابتكر مبادرة أخرى لمساعدة شعبه.
وأضاف في تقرير للكاتبة بيرا اينس أن عز الدين أنشأ وسيلة تعليمية مجانية لمساعدة زملائه من طلاب الطب على مواصلة تعليمهم في خضم حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وبحسب الموقع، يعتقد عز الدين أنه من المهم الآن وجود "نظام رعاية صحية شامل في غزة" يستجيب عمليا للحالات الطارئة الناتجة عن الهجمات الإسرائيلية المستمرة، مع تدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية ليس فقط كأطباء بل كقادة يمكنهم "الاستجابة بفعالية في أوقات الأزمات".
عرض هذا المنشور على Instagramتمت مشاركة منشور بواسطة Ezz Lulu | عز الدين لولو (@ezz.lulu)
أحلام من تحت الأنقاضوأشارت الكاتبة إلى أن عز الدين كان مدفوعا بتجربته الخاصة حيث توقف تعليمه مع اندلاع الحرب، واضطر بدلا من ذلك إلى التركيز على علاج وإنقاذ أهله الذين وقعوا ضحايا للقصف الإسرائيلي.
وسرعان ما اكتسب طالب الطب في السنة الخامسة مهارة خاصة بعد محاولة علاج 700 مريض في مستشفى الشفاء.
وبحسب "تي آر تي وورلد" فإن ما حدث أحد أيام الحرب كان سببا في تغيير حياة عز الدين إلى الأبد، ودفعه إلى التفكير بإنشاء برنامج التعليم الطبي الخاص به.
ويتابع الموقع التركي أن عز الدين تلقى في 13 نوفمبر/تشرين الثاني مكالمة هاتفية تخبره بمقتل 20 فردا من عائلته، بمن فيهم والده وشقيقه، في غارة إسرائيلية استهدفت منزل العائلة على أطراف مدينة غزة.
عرض هذا المنشور على Instagramتمت مشاركة منشور بواسطة Ezz Lulu | عز الدين لولو (@ezz.lulu)
مأساة كبرىيقول عز الدين وهو يتذكر ما يصفها بأكبر مأساة في حياته "في تلك اللحظة، انهار العالم فوق رأسي، لم أستطع تصديق ما كانوا يخبرونني به".
وكانت والدته المصابة بجروح خطيرة هي الناجية الوحيدة من الهجوم، وعلم الطبيب الشاب فيما بعد من عمال الهلال الأحمر -الذين كانوا أول المستجيبين في مكان منزله المحطم- أن صرخات الاستغاثة من عائلته سُمعت من تحت الأنقاض في أعقاب الغارة.
وبعد هذه المأساة، أنشأ عز الدين مؤسسة سمير التي تحمل اسم والده الراحل، لتحقيق أحلام الآباء في رؤية أبنائهم أطباء مؤهلين ناجحين.
ويقدم البرنامج، الذي أطلق في مايو/أيار الماضي، مساعدات مالية لطلاب الطب جمعها عز الدين عبر التبرعات عبر الإنترنت.
وتسمح الجهات المانحة الدولية، بما في ذلك منظمة "هيومن كونسيرن إنترناشيونال" لمنظمة عز الدين بتقديم ورش عمل تدريبية، بما في ذلك ما يتعلق بالاستجابة لحالات الطوارئ ورعاية المرضى والتقنيات الطبية المتقدمة، وكل ذلك تحت التهديد المستمر للاجتياح الإسرائيلي.
منظمة غير ربحيةوقد أصبح شعار المنظمة غير الربحية "من تحت الأنقاض إلى نظام رعاية صحية فلسطيني أكثر إشراقا" كما تحظى بمساعدات ودعم من قبل هيئات طبية عربية.
وتم تصميم دورة للإسعافات الأولية الأساسية لتزويد طلاب الطب بمهارات الإسعافات الأولية الأساسية اللازمة للاستجابة بفعالية لحالات الطوارئ، خاصة ما تنطوي عليه من إصابات، بما في ذلك الحروق من الدرجة الثالثة وكذلك ما يتطلب البتر، وكلها أحداث يومية في حرب الإبادة الجارية.
ويعمل عز الدين حاليا مساعدا في مستشفى صغير شمال غزة، ويقضي أيامه بغرفة العمليات، من 9 صباحا حتى 2 فجرا، مع فترات راحة قصيرة فقط وسط المد اللامتناهي للحالات العاجلة.
ومع أن مبادرته تساعد زملاءه الفلسطينيين على أن ينقذوا حياة الناس، فإن هذا الطبيب الذي عُرف ذات يوم باسم صانع الابتسامة، يدرك أن عائلته لا تزال تحت الأنقاض، ويقول إن إيجاد سبب للابتسام أصبح تحديا كبيرا له.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات تحت الأنقاض عز الدین
إقرأ أيضاً:
من قصص غزة.. وجدت زوجها تحت الأنقاض وكأنه يحمل طفلهما لكنه غير موجود
كانت تالا شابة فلسطينية من مدينة غزة وميشيل (24 عاما) شابة إسرائيلية من سديروت تعيشان في بلدتين لا يفصل بينهما سوى نحو 10 كيلومترات وجدار، وقد اتفقت طالبتا القانون على تبادل الحديث، وفي هذه الرسالة تحكي تالا عن وقف إطلاق النار، وعودة شقيقها ووالدها إلى منزل العائلة شمال قطاع غزة.
وهكذا تبدأ الفلسطينية رسالتها -كما نقلها ديمتري كرير لمجلة لوبس- بوصف حالها وهي تذرف الدموع قائلة "لا أزال في حالة صدمة، وأعاني من اضطراب ما بعد الصدمة. ومن الصعب أن أصدق أن وقف إطلاق النار هذه المرة دخل حيز التنفيذ فعلا. أنا منهكة تماما بسبب كل الخسائر والحصار والوضع المدمر الذي نعيشه".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوبوان: هذا هو ثقل المغرب العربي في الهجرة إلى فرنساlist 2 of 2واشنطن بوست: لماذا تعد قناة بنما ذات أهمية استراتيجيةend of listوتوضح تالا (20 عاما) أنها لم تكن قد رفعت سقف توقعها لخشيتها من تأثيرات خيبة الأمل، فانتظرت الإعلان الرسمي من الجانبين مع عائلتها المجتمعة بغرفة واحدة في دير البلح أمام الراديو، وقد قفزوا جميعا من الفرح عند الإعلان و"اعتقدت أنني أستطيع التنفس أخيرا، وأنه لن يتم ارتكاب المزيد من الفظائع، لكن أشخاصا قتلوا في الدقائق الأخيرة قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ. ربما كانت هذه فرصة أخرى للحكومة الإسرائيلية لقتل المزيد من الفلسطينيين".
إعلان
وتتابع الشابة الفلسطينية التي نزحت من مدينة غزة منذ بداية الحرب "الآن أخشى أن تبدأ الإبادة الجماعية بمجرد إطلاق سراح السجناء" وتذكر بأن منظمة "أنقذوا الأطفال" التي تعمل فيها متطوعة، قد استأنفت أنشطتها في مجال الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال ومقدمي الرعاية.
وتشير تالا -التي تحلم بالدراسة في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة يوما ما- إلى أنها مازالت تواصل دراستها في كلية الحقوق جامعة الأزهر "لكن الوضع أثر بشكل خطير على دراستي. لقد تم تدمير العديد من المباني الجامعية، وأنا مضطرة إلى أخذ دروسي عبر الإنترنت. وقد انخفضت درجاتي، وانخفضت مهاراتي في البحث والقراءة والتحليل بشكل كبير".
وفي الأيام الأخيرة، كما تقول تالا لصديقتها "أصبحت أقرب إلى أحبائي الذين أراهم كل يوم في الملجأ. أنا أعرف ما يحبونه، وكيف كانت حياتهم وكيف أصبحت. لقد أرتني امرأة لوحات ابنها. لقد أطلقت أسماء على النباتات في حديقتها. كانت شجرة الرمان هي المفضلة لديها".
وأصبحت تالا تستمتع بالعمل مع منظمة "أنقذوا الأطفال" وتمكنت من بناء روابط حقيقية مع الأطفال وأولياء أمورهم "لكنني حزينة لأن الصدمة تطارد سكان غزة حتى في نومهم. التقيت شابة من جباليا، تبلغ من العمر 22 عاما فقط، تقريبا في نفس عمرنا. إن قصتها تطاردني مثل الكابوس".
تلك الشابة بقيت -خلال الأيام العشرة الأولى من هذه الإبادة الجماعية- مع حماتها وزوجها وطفلهما وطفل آخر، وفجأة انهار عليهم مبنى من 3 طوابق، وقد نجت ولكنها بعد الفرار وجدت زوجها مدفونا تحت الأنقاض، وكانت يداه مشبوكتين وكأنه يحمل طفلهما، لكن الطفل كان قد اختفى، وهي تتمسك بالأمل في أنه لا يزال على قيد الحياة، وترعاه عائلة أخرى.
وتعود تالا إلى عائلتها، وقد "تمكن والدي وإخوتي من العودة إلى مدينة غزة. ولحسن الحظ كان منزلنا لا يزال قائما مع أنه تضرر كثيرا. ولم تعد هناك نوافذ، وتم حرق الجزء الداخلي واختفى الأثاث، وكما هو الحال مع معظم المباني التي لا تزال قائمة أصبح المنزل غير صالح للسكن".
إعلانلقد "مشى والدي وإخوتي لمدة 7 ساعات للوصول إليه، بينما بقيت أنا وزوجة أبي وأخواتي الصغيرات في دير البلح. ربما لن أتمكن من العودة إلى المنزل قريبا لأنني لا أزال أتمنى أن تفتح الحدود يوما ما لأتمكن من مغادرة غزة. أخشى أنني لن أرى مدينتي مرة أخرى ولن تتاح لي الفرصة لوداعها".
وتواصل الفتاة حديثها "أعلم أن الوضع في الشمال دراماتيكي. هناك شح في المياه وضعف شديد في الإنترنت. وأفتقد منزلي. أريد مراجعة كتبي وحزم حقيبتي. أرفض أن أوضع تحت تصنيف النازحين. ما أريده قبل كل شيء هو أن نتعلم من هذه المحن وأن نمحو الندوب التي تركتها علينا، مثل الانتظار اليائس للمساعدات الإنسانية".
وتقول "غزة هي وطني، وقد ناضلنا من أجل الحفاظ عليها. لن أنسى أبدا كيف كان الرجال والنساء والأطفال على استعداد للتخلي عن كل شيء، والنوم عند حاجز تل نويري (قرب ممر نتساريم) لرؤية منازلهم مرة أخرى. أدرك أننا فقدنا كل شيء، كل ما كان عزيزا علينا من أجل أن نتمكن من البقاء هنا".
وتخاطب ميشيل قائلة "لقد رأيت لقطات إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. بدوا بصحة جيدة، رغم أنني أعلم أنهم أجبروا على النزوح من منازلهم واستخدموا لتحرير الأسرى الفلسطينيين. لماذا لا تزالون تسمونهم رهائن، في حين أن الحكومة الإسرائيلية كانت تتعمد تأخير الصفقة في الأشهر الأخيرة لإطلاق سراحهم، وتقصف الأماكن التي يتم احتجازهم فيها؟".
وتوضح تالا أن جنود الاحتلال الإسرائيلي "ارتكبوا مجازر في محاولة لإبادة شعبنا. تم تدمير العديد من منازل صديقاتي بشكل كامل، بما في ذلك منزل فاطمة في رفح. لقد رحبت بي في منزلها عندما نزحت أنا وعائلتي إلى الجنوب. أتذكر طائريها الملونين. لسوء الحظ ماتا بسبب الحرمان من الطعام. وبذور الطيور ممنوعة من الدخول إلى غزة. يبدو أنه يمكن استخدامها لأغراض عسكرية".
إعلان