عربي21:
2025-02-24@03:27:16 GMT

الإعلام التونسي تحت حكم قيس سعيد.. قمع وتضييق واعتقال

تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT

الإعلام التونسي تحت حكم قيس سعيد.. قمع وتضييق واعتقال

نشرت صحيفة "جون أفريك" الفرنسية تقريرًا سلطت من خلاله الضوء على تزايد الضغوط على الإعلام في تونس مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، حيث تعرض العديد من الصحفيين للاعتقال دون محاكمة واضحة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العديد من الصحفيين التونسيين لا يزالون رهن الاحتجاز، من بينهم شذى الحاج مبارك، وسنية الدهماني، ومراد الزغيدي، وبرهان بسيس.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في السادس من تشرين الأول/أكتوبر المقبل، تتزايد الضغوط على وسائل الإعلام. وبين الخوف المسيطر والرغبة في المقاومة، أصبح النضال من أجل حرية الصحافة أمرا أكثر صعوبة.

في غرفة ابنتها، في مدينة قليبية الساحلية، شمال شرق تونس، تضع رشيدة حاج مبارك، والدة شذى الحاج مبارك، الصحفية المسجونة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2022، أغراض ابنتها المفضلة على السرير، الكوب المفضل الذي تستخدمه شذى كل صباح في إفطارها، وشهاداتها كصحفية، ودفتر ملاحظاتها، ونظارات الغوص الخاصة بها... وتقول رشيدة الحاج مبارك ويدها ترتجف والدموع في عينيها " كلما شعرت بالقلق، يجعلني النظر إلى أغراضها أشعر بأنها لا تزال معي".

وبعد ما يقارب سنتين من السجن، ودون أي محاكمة، أصبحت أسرتها عاجزة عن المقاومة بشأن مصير الصحفية. ومنذ اعتقالها، ظلت محتجزة في سجن المسعدين المدني بسوسة، على بعد 170 كيلومترا من قليبية، بتهمة التآمر على أمن الدولة بعد أن كانت رئيسة تحرير موقع إلكتروني مرتبط بشركة اتصالات وإنتاج محتوى رقمي مرتبطة بحزب النهضة الإسلامي، الذي قاد حملة على شبكات التواصل الاجتماعي ضد الرئيس قيس سعيد.


سلسلة اعتقالات وإدانات
لم يكن سجن شذى الحاج مبارك سوى بداية حملة القمع الواسعة التي طالت العديد من الصحفيين، والتي اشتدت في الأشهر الأخيرة، مع اعتقال الكاتبة والمحامية سنية الدهماني، في 11 أيار/مايو الماضي، ثم الصحفيين مراد الزغيدي وبرهان بسيس، كلاهما محكوم عليهما بالسجن لمدة ثمانية أشهر.

وقد تمت محاكمتهم بموجب المرسوم 54، وهو مرسوم أصدره الرئيس قيس سعيد في أيلول/سبتمبر 2022 لمكافحة الجرائم الإلكترونية ونشر الأكاذيب أو المعلومات "غير المؤكدة"، ولكن منذ دخوله حيز التنفيذ قبل سنتين، استُخدم النص بشكل أكبر في إسكات كل الأصوات المعارضة والمنتقدة للسلطة.

وأضافت الصحيفة أن الضغوط لا تتوقف عند هذا الحد؛ حيث يتم إحياء قضايا قديمة لمضايقة الصحفيين، كما في حالة وليد الماجري، رئيس تحرير موقع الكتيبة الإعلامية المستقلة، الذي اكتشف في 24 تموز/يوليو الماضي، صدور حكم غيابي عليه بالسجن لمدة سنة، في قضية حكم مؤرخ في 2023 ويتعلق بقضية إهانة رئيس الدولة تعود إلى سنة 2017. ولديه جلسة استماع في 22 آب/أغسطس الجاري بخصوص هذا الموضوع.

ومن جهتها، استُدعيت سنية الدهماني مرة أخرى أمام القاضي في السابع من آب/أغسطس الجاري، بعد أن انتقدت من داخل السجن ظروف احتجازها، وقد تم تقديم الشكوى من قبل سلطات السجن. وهي متهمة باستخدام شبكات الاتصالات "لإنتاج ونشر معلومات كاذبة" و"نسب حقائق غير حقيقية للآخرين لتقويض الأمن العام".


ترسخ الخوف والرقابة الذاتية
وفي هذا السياق الأكثر توترًا، لا يزال البعض يجرؤون على ممارسة مهنتهم "بشكل طبيعي"، على غرار الصحافيين الذين لم يترددوا في استجواب الرئيس قيس سعيد، يوم 5 آب/أغسطس الجاري، لدى مغادرته الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، حيث كان يتواجد هناك وقدم ترشحه للانتخابات الرئاسية.

وفي تبادل آراء مرتجل، استفسر هؤلاء الصحفيون عن مصير زملائهم المسجونين بموجب المرسوم 54. ورد رئيس الدولة بصبر: "أنا لا أتدخل في شؤون العدالة، لن أفعل ذلك أبدًا ولن أتدخل أبدًا في شؤون العدالة ولا أفرح أبداً بسجن أي شخص على أساس المرسوم 54. أنا لا أعمل على حبس الصحفيين أو أي شخص آخر، النيابة العامة هي من تتصرف بإرادتها".

العودة إلى أساسيات المهنة
بعض الشخصيات الصحفية، وكذلك بعض المعارضين الإلكترونيين، الذين كانوا يعملون بالفعل ضد الرقابة في عهد بن علي، ينخرطون الآن في وسائل الإعلام المتخصصة لمحاولة "عمل صحافة توضيحية"، كما يدعي ثامر مكي، وهو صحفي منذ سنة 2007 ورئيس تحرير سابق لمؤسسة نواة الإعلامية المستقلة على الإنترنت، الذي كان شاهدًا على تونس ما قبل الثورة وما بعدها.

وأشار المكّي إلى أن "خلاصة القول هي أنه لا يمكنك أن تطلب من الجمهور الدفاع عن حقوق مثل حرية الصحافة، أو حرية التعبير، أو حتى حقوق الإنسان، إذا لم يتم تثقيفهم حول ضرورتها مسبقًا. وهذا هو فشل 13 سنة من المرحلة الانتقالية، لعدم تمكنها من تعزيز أهمية الإنجازات الديمقراطية للمواطنين".

وأضاف ثامر مكي، الذي قرر العودة إلى أساسيات مهنة الإعلام، مع فريق صغير من الصحفيين الشباب: "لا يمكننا أن نمارس الصحافة الاستقصائية إذا كانت الحقيقة لا تهم أحدا".

في الأثناء، استأنف صحفيون آخرون التدوين بنشاط، مثل كريم بن عبد الله، البالغ من العمر 48 سنة، وهو مدون منذ سنة 2001، والذي كان أيضا جزءًا من عالم التدوين التونسي منذ ظهوره في فترة ثورة 2011، عندما كان الوصول إلى المعلومات لا يزال مغلقًا.


وينشر بن عبد الله في مدونته منشورات تحليلية وحقائق باللغة الإنجليزية حول الوضع السياسي في البلاد، "لتوثيق الأخبار الكاذبة ونزع فتيلها"، على حد قوله، مع الاعتراف بأن الجمهور لم يعد كما كان.

ويوضح المدون قائلا: "في عهد بن علي، كان هناك حوالي 354 مدونة وكانت المصدر الوحيد الموثوق للمعلومات في مشهد إعلامي خاضع للسيطرة، لذلك أدرك الأشخاص الذين تابعونا فائدتنا".

ومع انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية في 14 أيلول/سبتمبر؛ يتساءل العديد من الصحفيين التونسيين عن مستقبل مهنتهم بعد الانتخابات. ويقول ثامر المكي، "ليس لدينا خيار سوى المقاومة. إنها فترة يجب أن نمر بها ويجب أن ننجو منها، كما نجونا من سياقات أخرى من القمع".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية تونس الصحفيين قيس سعيد اعتقالات تونس اعتقال صحفيين قيس سعيد صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحاج مبارک قیس سعید

إقرأ أيضاً:

نهيان بن مبارك: الإمارات نموذج عالمي في تمكين أصحاب الهمم واحتضان مواهبهم

حضر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش عرضاً مسرحياً موسيقياً بعنوان: «متحف الخيال»، قدمه طلاب مركز المستقبل للتأهيل، على مسرح الشيخ زايد في جامعة السوربون أبوظبي.
كما حضر العرض، عدد من أعضاء مجلس إدارة المركز وكبار الشخصيات، بجانب أكثر من 700 شخص.
وقدم أكثر من 130 طالباً وطالبة من أصحاب الهمم، لوحات موسيقية ومسرحية تحكي قصة شاب يخوض مغامرة ساحرة داخل ' متحف الخيال'، حيث تتحول الأحلام إلى واقع.
وتميز العرض بتقنيات إضاءة متطورة، ومؤثرات بصرية، وأداء احترافي يعكس مهارات المشاركين، وأبدى الحضور إعجابهم الكبير بالعرض، مشيدين بالمواهب الاستثنائية للطلاب وأدائهم الذي عكس قدراتهم الإبداعية الفريدة.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، بهذه المناسبة، إنّ هذا العرض المسرحي الموسيقي هو شهادة حيّة على الطاقة الإبداعية التي يمتلكها أصحاب الهمم، وقدرتهم على الإبداع والتعبير عن أنفسهم بطرق باهرة.
وأضاف أن الفن والموسيقى هما لغتان عالميتان تتجاوزان الحدود وتجمعان القلوب، وهذا العرض هو انعكاس للقيم النبيلة التي تعزز التسامح والتعايش، وهي المبادئ التي نحرص جميعًا على ترسيخها في المجتمع.
وأكد أنّ دعم أصحاب الهمم ليس مجرد واجب، بل هو مسؤولية مشتركة يجب أن يتحملها الجميع، لإفساح المجال أمامهم لإظهار مواهبهم ومساهمتهم الفاعلة في نهضة المجتمع، معرباً عن فخره بمركز المستقبل وما يقدمه من خدمات متميزة، متطلعاً إلى رؤية المزيد من هذه الإنجازات التي تفتح الآفاق أمام أصحاب الهمم ليكونوا جزءاً لا يتجزأ من مسيرة العطاء والتقدم في دولتنا الحبيبة.
وأضاف معاليه أن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، تضع أصحاب الهمم في قلب مسيرتها التنموية، إيماناً بقدراتهم ودورهم الفاعل في بناء المستقبل، لافتاً إلى حرص القيادة الرشيدة على ترسيخ سياسات ومبادرات رائدة، تضمن لأصحاب الهمم بيئة متكاملة تدعمهم وتوفر لهم فرص التعليم والتوظيف والابتكار.
وقال إن الإمارات ليست فقط نموذجاً عالمياً في تمكين أصحاب الهمم، بل هي وطن يحتضنهم بكل محبة وفخر، ويتيح لهم سبل النجاح والتميز، مضيفاً: «نحن نرى فيهم شركاء حقيقيين في التنمية، ونؤكد التزامنا بمواصلة دعمهم، انطلاقًا من رؤية قيادتنا الحكيمة التي تؤمن بأن المجتمعات الناجحة هي تلك التي تحتضن جميع أبنائها، وتوفر لهم الفرص العادلة ليكونوا مساهمين فاعلين في مسيرتها الحضارية.»
وأشاد معاليه بالدور الريادي الذي يلعبه مركز المستقبل للتأهيل في خدمة أصحاب الهمم، وهو نموذج رائد في تقديم الخدمات الشاملة لأصحاب الهمم، حيث يسهم بشكل فاعل في تطوير قدراتهم وتنمية مواهبهم من خلال برامج تعليمية وتدريبية متخصصة تواكب أحدث المعايير العالمية.
وأشار إلى أن هذا العرض هو ثمرة الجهود الكبيرة التي يبذلها المركز، إدارةً ومعلمين وأخصائيين، لتمكين هذه الفئة العزيزة على قلوبنا وإعدادها للاندماج في المجتمع والعمل والمساهمة في التنمية، معرباً عن اعتزازه بما يقدمه المركز، مؤكداً الدعم المستمر له ليواصل مسيرته في تمكين أصحاب الهمم، وتحقيق رسالته الإنسانية النبيلة.
من جهته، أكد سعادة محمد عبد الجليل الفهيم، رئيس مجلس إدارة مركز المستقبل، أهمية الفنون في تمكين أصحاب الهمم، لافتا إلى أن الموسيقى والفن وسليتان قويتان لتجاوز الحواجز، وتعزيز التواصل بين الأفراد، وهذا العرض هو دليل على التفاني والعمل الجاد الذي يبذله طلاب المركز ومدربوهم.
من ناحيته، قال موفق مصطفى، مدير مركز المستقبل للتأهيل، إن الاهتمام بأصحاب الهمم يأتي على رأس أولويات المركز، مشيرًا إلى أن المسرحية كانت نتاج جهد جماعي كبير من المعلمين والمساعدين والإداريين، بهدف تطوير مهارات الطلاب وتحفيزهم على تحقيق المزيد من الإنجازات.
يُذكر أن مركز المستقبل للتأهيل تأسس عام 2000، ويضم حالياً 147 طالباً وطالبة من مختلف الجنسيات والإعاقات، وهو حاصل على جائزة خليفة التربوية لعام 2010، إلى جانب الاعتماد الأميركي لبرنامج CLM، وترخيص البرنامج البريطاني «ازدان».
ويعمل المركز على تأهيل الطلاب وإعدادهم للاندماج في المدارس العادية، أو الحصول على فرص عمل مناسبة، عبر برامج تدريبية متخصصة تواكب احتياجاتهم وقدراتهم، سعياً إلى توفير بيئة داعمة تضمن لهم حياة كريمة ومستقبلاً واعداً.

أخبار ذات صلة نهيان بن مبارك: الشباب أهم مواردنا الوطنية نهيان بن مبارك يفتتح المؤتمر الدولي لحوار الحضارات والتسامح المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • نهيان بن مبارك: الرياضة توحد الشعوب وتعزز التسامح
  • نهيان بن مبارك يشهد انطلاق مباراة الكريكت بين الهند وباكستان
  • أحمد موسى: الرئيس مبارك أحضر بنفسه وثائق من تركيا تثبت أحقية مصر في طابا
  • في محافظتين.. مقتل شخصين إثر خلافات اجتماعية واعتقال المتهمين
  • القوات المسلحة في نيجيريا: تحييد 82 إرهابيا وأسر 198 شخصا واعتقال 22 آخرين
  • القوات المسلحة في نيجيريا: تحييد 82 إرهابيًا وأسر 198 شخصًا واعتقال 22 آخرين
  • مَن هو الأسير الإسرائيلي الذي قبَّل رأس جنود حماس؟.. «المظروف» لم يكن هدية
  • تحرير مختطفة واعتقال خاطفيها في بغداد
  • نهيان بن مبارك: الإمارات نموذج عالمي في تمكين أصحاب الهمم واحتضان مواهبهم
  • نهيان بن مبارك: الإمارات بقيادة رئيس الدولة تضع أصحاب الهمم في قلب مسيرتها التنموية