لجريدة عمان:
2025-03-16@22:15:05 GMT

مهرجان الأغنية العمانية 2024

تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT

تعد الفنون واحدة من أكثر الطرق التي استخدمتها الشعوب للتعبير والتواصل، فهي سمة من السمات الثقافية التي تمايز المجتمعات عن بعضها، وتمثِّل نشاطًا إنسانيًا له خصوصيته وقدرته على التأثير اجتماعيًا وثقافيًا، ولذلك فهي ليست مجرد تسلية أو ترفيه، بقدر ما هي جوهر حضاري له أبعاده وإمكاناته المعرفية والأخلاقية والنفسية، وبالتالي فإن لها انعكاسات إيجابية على التنمية البشرية ورفاه المجتمعات.

فالفنون ترتبط بحياة الناس وأمزجتهم وأنماط تفكيرهم؛ إذ تصوِّر الواقع وتنطلق نحو أفق التطلعات المستقبلية. إنها صور تكشف العمق الحضاري للمجتمعات وتؤسِّس لمفاهيم أخلاقية قادرة على ترسيخ القيم والمبادئ والأفكار الإيجابية، ولهذا فإن مجتمعات العالم توليها أهمية كبرى سواء من خلال تنفيذ المهرجانات أو إقامة الاحتفالات والمناسبات المتخصصة، أو من خلال تشجيع شركات الإنتاج الفني والمسارح ودعم إنشائها بتقديم التسهيلات وتيسير الإجراءات.

إن الاهتمام بالفنون ينطلق من أهميتها في حياة المجتمع وتطوره الثقافي والفكري ولهذا فإن المجتمعات التي تتقدَّم في عالم الأغنية والموسيقى والمسرح وغيرها هي مجتمعات ذات إنتاج متميز شعرًا ولحنًا وتوزيعًا موسيقيًا وقدرة على تصنيع المنتجات والآلات الموسيقية وتقنيات العرض والصوت والمؤثرات، وبالتالي فإن هذه الفنون توفِّر محتوى ومهارات وإبداعات فنية تكشف الوعي بتلك الأهمية من ناحية، والقدرات البشرية المبدعة من ناحية أخرى، فهي الجوهر الحقيقي لتطوُّر الأغنية وتأسيس الفكر الموسيقي النابع من أصالة المجتمع وثقافته وقيمه.

ولذلك فإن تطوير إمكانات المبدعين وتمكينهم يعتمد على قدرة الدولة على إيجاد حاضنات فنية قادرة على الأخذ بأيديهم بدءًا من المدارس التي ترعى المواهب وتطوِّر من إمكاناتها وليس انتهاءً بالمهرجانات والمسابقات الفنية التي تعتمد على نقلهم من مرحلة الهواية إلى الاحتراف وتسويقهم فنيًا وإعلاميًا، فعناية الدولة بالمهرجانات خاصة في المجالات الفنية يحفِّز الإبداعات الفنية، ويعزِّز قدرة المبدعين ويسهِّل إيصال رسالتهم الفنية إلى جمهورهم، وبالتالي فهي حاضنة إبداعية تصقل المواهب وتشذبها، وتساعد في نقلها من مرحلة الهواية إلى الاحتراف.

إن المهرجانات تشكِّل جزءًا أصيلًا من مكونات الأنماط الثقافية التي تتطوَّر من حيث الشكل والمضمون بشكل متسارع بما يتواكب مع التطورات الحضارية، وأولويات المجتمع واحتياجاته، وبنيته التحتية وقدراته البشرية، ولهذا فإنها أحد أشكال النمو الثقافي والمعرفي، ولعل ارتباطها بالثقافة بمجالاتها المختلفة، دفعها نحو ذلك التطوُّر، لذا فإنها تبرز غالبا في تلك الدول التي تتميَّز بالبُعد الثقافي العريق، والتطوُّر المعرفي والتقني، الذي يدفعها إلى تطوير إمكاناتها وصياغة مسارات ثقافية وفنية خاصة في مجالات الموسيقى والأغنية بما يجعلها قادرة على الرسوخ والمنافسة، باعتبارها رسالة ثقافية تنقل القيم والمبادئ والأصالة.

والحق أن عُمان أولت عناية فائقة بالمهرجانات الثقافية عامة والفنية بشكل خاص، فأسسَّت منذ تسعينيات القرن الماضي وقبلها مجموعة من المهرجانات المتخصصة في المجالات الثقافية خاصة السينما، والفنون الشعبية، والأغنية العمانية، وأصبحت تلك المهرجانات البوابة التي تخرَّج فيها مجموعة من المبدعين والفنانين العمانيين الذين ما زال العديد منهم يتمتع بشعبية عالية على المستوى الجماهيري، ولعل إقامة مهرجان الأغنية العمانية لعام 2024 الذي تم تنفيذه خلال الأيام القليلة الماضية مؤشرا مهما على ذلك الاهتمام وتلك العناية.

فمنذ أن بدأ المهرجان في عام 1994 حتى عام 2015، شكَّل فارقا مهما في مسيرة الثقافة في عُمان، من حيث التطوُّر والتنمية الثقافية التي أسسَّت للفكر الثقافي المستنير والواعي والمنفتح على آفاق التطورات الحديثة بما يتواكب مع التنمية المجتمعية في كافة القطاعات؛ إذ أسهم هذا المهرجان منذ إنشائه في دعم المسيرة الفنية للمبدعين والفنانين وقدَّم للشباب آفاقا رحبة لتطوير مواهبهم؛ فمنه خرجت أسماء بارزة في الغناء العماني العربي منهم أحمد الحارثي، وماجد المرزوقي، وسالم العريمي، ومحمد المخيني، وفتحي محسن، وأيمن عبدالناصر، وفاطمة الفارسية، وسميرة البلوشية، وغيرهم من الشباب المبدِع الذي حمل على عاتقه إيصال الرسالة الفنية العمانية محليًا وإقليميًا.

ولهذا فإن إعادة إحياء هذا المهرجان بعد توقف دام أكثر من سبع سنوات يُعد بادرة مهمة وخطوة إيجابية في سبيل استمرار مسيرة التطوير الفني وتقديم ما يمكن من أجل تنمية المواهب الإبداعية الشابة، ودعم قدرتها وحفزها، فالمهرجان حاضنة مهمة للمبدعين، ومنصة تولِّد تفاعلات جديدة وتنتج أنماط حديثة من أنماط الغناء وأشكاله، إضافة إلى دورها في حفز مواهب التأليف الغنائي، والتلحين والتوزيع الموسيقي والأداء وغير ذلك. إنها ساحة فنية ذات إمكانات إبداعية تكشف مستقبل تلك الأنماط الغنائية والفنية المتنوعة.

لقد قدَّم مهرجان الأغنية العمانية في نسخته الثانية عشرة لعام 2024 مواهب شابة ذات إمكانات فنية ستُسهم في تطوير أنماط الغناء العربي، وتقدِّم الفنون العمانية باعتبارها أصلًا من أصول ذلك الغناء؛ فالمتابع لأعمال المهرجان وعروضه سيعرف أنه كان ساحة فنية عامرة بالفنون العمانية التي رسخَّت أصالتها من امتدادها الحضاري، فظهرت الأغاني التي قدَّمها المتسابقون باعتبارها أنماط غنائية عمانية لحنا وموسيقى وأداء، إنها صورة من صور التطوُّر التنموي الذي يتأسَّس على الثقافة الحضارية الممتدة.

إن هذا المهرجان يشكِّل حاضنة فنية للمواهب ويضمن من خلال تفاعلهم وعروضهم إنشاء تجربة أصيلة ومنفتحة على التطورات، وقادرة على ترسيخ مفاهيم القيم الفنية الأصيلة للدولة، وهي إلى جانب ذلك تقدِّم نفسها باعتبارها جزءا من السياحة الثقافية التي تشكِّل جذبًا سياحيًا للزائر، ومساحة للإمتاع؛ فالأغنية والموسيقى نمطًا من أنماط الرفاه، وساحة ثقافية تكشف للزائر العمق الحضاري للدولة، والتنوُّع الثقافي والإبداعي الذي تتميَّز به، ولهذا فإن هذا المهرجان قدَّم فرصة لزوَّار محافظة ظفار خلال هذا الموسم السياحي للتعرُّف على الفنون العمانية والإبداعات الشبابية الواعدة.

هكذا كان لمهرجان الأغنية العمانية صوتًا واعدًا للغناء والموسيقى، ومساحة واسعة لإضافة مستجدات الفن سواء على المستوى التقني أو الأدائي أو غير ذلك، فهي بوابة مهمة للانطلاق الفني ليس للفائزين الثلاثة وحسب، بل أيضًا لكل المشاركين المتأهلين، الذين تنافسوا للحصول على اللقب، إلاَّ أن الفوائد الحقيقية لهذا المهرجان أو لغيره هي ما يتحقَّق بعد انتهائه؛ أي ما ينفِّذه المبدع أو الفنان من أعمال فنية تضيف إلى الساحة الفنية في عُمان، وهو الأمر الأساسي الذي من أجله تُعقد تلك المهرجانات.

فخلال مهرجانات الأغنية العشر الماضية منذ عام 1994، فاز بالألقاب الثلاثة (البلبل الذهبي، والفضي، والبرونزي) ثلاثون مبدعًا ومبدعة، في حين عَرفت الساحة الفنية منهم أقل من عشرة، وهذا يكشف لنا بوضوح الفاقد بين ما تقوم به المهرجانات وما يواجهه هؤلاء المبدعين من تحديات تحول دون تحقيق طموحهم، لذا فإن تكامل الجهود بين المؤسسات الثقافية من ناحية، وتسهيل الإجراءات الخاصة بشركات الإنتاج من ناحية أخرى، إضافة إلى تعزيز دور الموسيقى واللحن وإيجاد حاضنات متخصصة للشعر الغنائي واللحن والتوزيع الموسيقي، ستضمن إمكانات الوصول بالأغنية العمانية إلى الطموح المنشود.

إن دور المهرجانات وأثرها المستدام لا يمكن أن يظهر سوى بإيجاد صناعة فنية للغناء والموسيقى، التي لا يمكن أن تزدهر سوى بفتح مجالات العمل الفني وإيجاد حاضنات إبداعية دائمة بالتعاون مع المؤسسات الثقافية والقطاعات الخاصة والمدنية، ودعم شركات الإنتاج الفني وتمكين دورها المجتمعي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأغنیة العمانیة الثقافیة التی هذا المهرجان ت الثقافی من ناحیة التی ت

إقرأ أيضاً:

احتفالًا بالمدينة العمانية

يخبرنا تقرير (قابلية المدن للعيش في عصر المواطنة الرقمية) للعام 2025، الصادر عن القمة العالمية للحكومات، أنه بحلول العام 2050، سيعيش ما يقرب من 70% من سكان العالم في المدن، ويتحركون نحو (مستقبل حضري)؛ إذ يستمر الملايين في جميع أنحاء العالم في مغادرة المناطق الريفية إلى المدن الكبرى، بحثًا عن فرض أفضل لهم ولعائلاتهم على مستوى العمل والتعليم، حيث توفِّر المدن عموما آفاقا واسعة للثقافة والتعليم والابتكار وبالتالي الاقتصاد ومستويات المعيشة الأفضل.

وعلى الرغم من المشكلات التي تواجهها المدن على المستوى الحضري، إلاَّ أنها تنشد دائما التوسُّع في البنية الأساسية والخدمات، وتعمل على ضمان حماية صحة القاطنين وسلامتهم ورفاهيتهم من ناحية، وقدرتها على الاستمرار نابضة بالحياة من ناحية أخرى، فالعناية بالمدن أولوية من أولويات الحكومات التي تسعى لبناء مدن مستدامة مرنة، تتواكب مع نمط الحياة العصرية، وتُسهم في تحقيق التوازن بين الترفيه والميزة التنافسية.

ولأن المدن هي الأساس الذي ينطلق منه البناء الحضاري للدول، فقد حرص صانعو السياسات والمخططون والمطورون العقاريون، على تحقيق التوازن بين تحسينات البنية الأساسية خاصة تلك المرتبطة بحياة الناس لتكون نابضة بالحياة، وضمان رفاهية وسعادة وازدهار قاطنيها، إضافة إلى ما توفِّره من استثمارات وجذب للمواهب، والنمو الاقتصادي والميزة التنافسية، التي توسِّع من مرونتها وقدرتها على الصمود، وبالتالي فإن التخطيط للمدن الحديثة يقوم على رؤية مستقبلية ذات قيمة اقتصادية مضافة.

إن التخطيط الحضري يرتبط بتقديم الخدمات والبنية الأساسية الملائمة للعيش، وتلبية احتياجات القاطنين ومتطلباتهم المرتبطة غالبا بتوفير الصحة والتعليم والترفيه وغيرها، إلاَّ أن هذا التخطيط اليوم يتطلَّب (تعزيز نوعية حياة السكَّان، وتنشيط الرخاء الاقتصادي، وضمان الصحة والسلامة والكرامة) -حسب التقرير-، الأمر الذي يتطلَّب التركيز على ما يُسمى بـ (قابلية العيش) في هذه المدن وتحويله إلى واقع عملي؛ فالأمر هنا لا يرتبط بالخدمات والبنية الأساسية وحسب، بل باعتماد أهداف قائمة على المرونة وتكييف (نهج الاحتياجات المتغيِّرة).

فالمدينة الحديثة تلك التي تتطوَّر وفقا للاحتياجات والأولويات المتغيِّرة، وبالتالي فإنها تحدِّد استجابتها بناء على التوقعات المتنوعة والقابلة للتغيير، والأمر هنا يشمل البيئة الطبيعية التي تقوم بدور حيوي في تعزيز (قابلية العيش)، وبالتالي فإن المدينة في تخطيطها الحضري تتَّخذ من موقعها الجغرافي وسياقاتها الطبيعية مرتكزا لبناء أنماط حياة مستقرة نابضة، قادرة على تحقيق الاستقرار النفسي للناس، من خلال المساحات الخضراء ومسارات الدراجات ومسارات المشي وغيرها.

ولأن عُمان من الدول التي لها تجارب رائدة في التخطيط الحضري للمدن الحديثة خاصة خلال السنوات الأخيرة، التي بدأت وفق رؤية عمرانية تسعى إلى (إنشاء مدن متوائمة مع التوجهات الاقتصادية والاجتماعية المستقبلية لـ«رؤية عمان 2040» ومحقِّقة للتوجه الاستراتيجي في الشراكة مع القطاع الخاص والمساهمة في تمكينه) -حسب الخطة التنفيذية لوزارة الإسكان والتخطيط العمراني- إضافة إلى توسعة أدوار المدن من خلال تنمية المحافظات، التي تُسهم في تحقيق التنمية الجغرافية للمدن في كافة المحافظات بما يضمن (الاستخدام الأمثل والمتوازن للأراضي والموارد الطبيعية واستثمارها بطريقة متميَّزة وفاعلة، وحماية البيئة...)، وتدعم بالتالي تحقيق النمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي.

إن الرؤية الحضرية والتخطيط العمراني للمدن في عُمان يمر بمرحلة استثنائية خاصة مع ما تحققه أولوية تنمية المحافظات والمدن المستدامة من نجاحات مكَّنت المدن من تطوير خدماتها وتأسيس تنمية عمرانية قائمة على المرونة والاستدامة، بما يضمن تحقيق مستويات أفضل في العمل والترفيه، وبناء مجتمعات قادرة على التطوير وفق منظومة اللامركزية، التي تنشُد التنمية المتوازنة وتحقيق التنافسية، وتعزيز التنمية الاقتصادية.

ولعل تأسيس مدينة السلطان هيثم، واحد من تلك الشواهد التي تتخِّذ من ميزات التنافسية والمرونة و(قابلية العيش)، أُسساً تقودها إلى أن تكون (وجهة جاذبة ومعزِّزة للاستثمار)؛ إذ تمثِّل (نموذجا جديدا لبناء مدن مستدامة تحاكي الحياة العصرية) حسب موقع الوزارة ، وهذا النموذج يرتكز على مجموعة من الأصول القائمة على أنماط العيش المستدامة، ومعايير جودة الحياة والرفاهية، مع المحافظة على البيئة من خلال استخدام الطاقة المتجددة، وتدابير المحافظة على المياه وغير ذلك، فالمدينة تم تأسيسها بوصفها نموذجا لمدن المستقبل.

وعلى الرغم من أن مدينة السلطان هيثم هي حلم المستقبل وآفاق استدامة المدن في عُمان، إلاَّ أن المدن العمانية تميَّزت منذ القِدم بتاريخها المعماري، وبأنماط الاستدامة التي حفظت الموارد الطبيعية، وعملت على تعزيز قابلية العيش من خلال الإطار الشامل لمفهوم المدينة المؤطِّرة لأنماط العيش المختلفة التي تلبي احتياجات قاطنيها، وتوفِّر لهم الفرص الاقتصادية المتعددة وفق منظومة المفاهيم الاجتماعية والثقافية التي تنتمي إليها، ولهذا فقد تميَّزت المدن العمانية في كل محافظة عن الأخرى وفقا لتلك المفاهيم، والمتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تتوفَّر فيها، فالمدن في المحافظات الساحلية تختلف من حيث التخطيط والرؤية عن المدن الداخلية أو الشرقية وهكذا.

ولقد حافظت المدن العمانية على نظامها العمراني عبر الحقب التاريخية، إلاَّ أن تطوُّر مفهوم المدينة أحدث الكثير من التغيُّرات الحضارية، انعكست على بنية المدينة؛ وأصبحت هناك متطلبات جديدة في الممارسات الحضرية نفسها، دفعتها إلى إنشاء أنماط جديدة من المدن الحديثة كما هو الحال في مدن محافظة مسقط والمدن الرئيسة في المحافظات، التي تتميَّز بقدرتها على التوسُّع في البنية الأساسية والخدمات تماشيا مع تغيُّرات الهجرة الداخلية وزيادة الاستثمارات، بُغية إحداث توازن بين التنمية وحماية البيئة، الأمر الذي يجعلها تنتهج مفاهيم الاستدامة والإدارة الذكية للموارد.

والحال أن توجُّه الدولة في لامركزية المحافظات، يعزِّز من تبني مفاهيم المدن المستدامة في المحافظات؛ فعلى الرغم من أن المدن العمانية متميِّزة ولها إمكاناتها ومواردها، إلاَّ أن الهدف هنا هو جعلها أكثر قدرة على جذب السكُّان القاطنين على المستوى الاجتماعي والثقافي وكذلك جذب الاستثمارات على المستوى الاقتصادي، مما يدعم نموها وتحقيق مستويات أعلى من الرفاهية، وبالتالي فإن الدور المنوط بالمحافظات يتجلى في تنمية المدن وجعلها أكثر قدرة على الصمود من ناحية ومرنة مستدامة من ناحية أخرى.

ولأننا نحتفل بيوم المدينة العربية الذي يصادف 15 مارس من كل عام، فإن الاحتفال بمدننا العمانية يستوجب التطوير المرن لهذه المُدن بما يتناسب والرؤية العمرانية وأهداف التخطيط الحضري الذي تدعو إليه «رؤية عمان 2040» إنها رؤية قائمة على أن تكون المُدن مرنة ومستجيبة للتغيير في ظل عالم سريع التطوُّر ومنفتح، ولذلك فإن المدن الحديثة لا تنشد التغيير في المعمار وحسب بقدر ما تحتاج إلى التوازن، وتعزيز التكامل والشفافية والتواصل.

فالمدينة العمانية تمثِّل تاريخا اجتماعيا وثقافيا حافلا، وهي في ظل المتغيرات المتسارعة تحتاج إلى توسعة من حيث الخدمات ودراسة الأولويات التي تضفي الطابع الإنساني وتعزِّز مفهوم (قابلية العيش)، لتكون أكثر جاذبية للقاطنين، وللاستثمارات التي سيكون لها أثر بالغ في تعزيز رفاهية حياة الناس فيها، إضافة إلى أهمية تبني رؤى تخطيطية تتناسب مع احتياجات المواطنين وتوقعاتهم المستقبلية، وهذه الرؤية تجعل من تشجيع الأنشطة الاقتصادية والابتكار ركيزة أساسية في تحسين قابليتها التنافسية للعيش وقدرتها على التكيُّف مع المتغيرات.

عائشة الدرمكية باحثة متخصصة فـي مجال السيميائيات وعضوة مجلس الدولة

مقالات مشابهة

  • 300 ألف زائر يختتمون فعاليات مهرجان "أيام سوق الحب"
  • "مهرجان الفرجان" الرمضاني يعزز التلاحم المجتمعي في دبي
  • هل أساءت شذى حسون لأحلام الإماراتية بسبب أحد المهرجانات؟.. الفنانة تكشف الحقيقة
  • مهرجان واحة صحار فرصة لدعم أصحاب المشاريع وتعزيز الاقتصاد المحلي
  • جمال بوزنجال: «مهرجان رمضان الشارقة» يهدف لإضفاء البهجة على سكان الإمارة
  • البنوك العمانية تقترب أرباحها من نصف مليار ريال نهاية 2024
  • شاهيناز: هذه الأغنية تدفعني للرقص دون تفكير .. فيديو
  • احتفالًا بالمدينة العمانية
  • مهرجان هوليوود للفيلم العربي يكرّم أحمد حلمي
  • وزير الثقافة الأردني: "هنا الأردن ومجده مستمر" شعار مهرجان جرش في دورته الـ39