يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي أن توصية جيش الاحتلال الإسرائيلي حول انتهاء عملياته العسكرية في قطاع غزة، تؤكد أنه لا توجد أهداف عسكرية يمكن مهاجمتها داخل القطاع الفلسطيني، وقال إن أوامر الإخلاء تهيئ لعملية عسكرية مقبلة.

وأضاف -في تحليل للمشهد العسكري بغزة- أن الجيش الإسرائيلي أنهى العمليات العسكرية الكبرى في غزة، وقال إنه سينتقل للمرحلة الثالثة التي تكون أقل زخما وأكثر تركيزا، لكنه لم يعلن رسميا انتهاء معركة رفح جنوبي قطاع غزة.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية نقلت عن مسؤولين أمنيين قولهم "إن عمليات الجيش الإسرائيلي انتهت في قطاع غزة بشكل عام". وأضاف المسؤولون أن المؤسسة الأمنية أبلغت القيادة السياسية أن الوقت حان لإبرام صفقة لاستعادة المحتجزين الإسرائيليين.

ولفت العقيد الفلاحي إلى أن الترويج لانتهاء العمليات العسكرية في قطاع غزة يأتي في ظل ما وصفه بالخلاف الكبير بين القيادات السياسية والعسكرية في إسرائيل، حيث يقول العسكريون إن العمليات العسكرية استنفدت أغراضها ويجب إيقاف الحرب والذهاب إلى صفقة من أجل إعادة الأسرى.

وتطرق العقيد الفلاحي مرة أخرى للتطورات الميدانية وخاصة توغل قوات الاحتلال في منطقة تل الهوى جنوب مدينة غزة، حيث أجبرت توغلات سابقة على الانسحاب بفعل عمليات نوعية لفصائل المقاومة الفلسطينية.

وفي السياق نفسه، أشار إلى العملية التي نفذتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في تل الهوى، حيث أعلنت عن تفجير عبوتين مضادتين للأفراد بجيبين لقوات الاحتلال والاشتباك مع من تبقى من الجنود الإسرائيليين، وإيقاعهم بين قتيل وجريح وذلك في محيط الكلية الجامعية بحي تل الهوى.

فقد نجح مقاتلو المقاومة -وفق العقيد الفلاحي- في التسلل وزرع عبوات على طرق تقدم الآليات الإسرائيلية في منطقة تل الهوى، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال، وبعد الخسائر التي مني بها على مستوى المدرعات، بات يعتمد في عمليات التوغل على الجيبات.

وأشار إلى أن الخسائر في صفوف قوات الاحتلال بفعل عملية كتائب القسام وصلت إلى 11 ما بين قتيل وجريح.

وعن أوامر الإخلاء التي يصدرها جيش الاحتلال، قال العقيد الفلاحي إنها تدخل ضمن المرحلة الثالثة التي تعتمد على القوة الجوية في عملية القصف، والقيام بعمليات توغل بقوات محدودة إلى مناطق جغرافية محددة ثم الانسحاب بعد ذلك.

وقال إن هناك قوات متوغلة في منطقة شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، وتشتبك حاليا مع مقاتلي فصائل المقاومة.

ورجح أن تكون أوامر الإخلاء في دير البلح وسط قطاع غزة هدفها التهيئة لعملية عسكرية في المنطقة خلال الفترة المقبلة.

وطالب جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان مخيم المغازي للاجئين ومناطق أخرى وسط قطاع غزة بإخلاء منازلهم استعدادا لشن عملية عسكرية "بشكل فوري".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات العقید الفلاحی جیش الاحتلال عسکریة فی قطاع غزة تل الهوى

إقرأ أيضاً:

نقص تمويل قطاع الصحة ينذر بكارثة إنسانية شمال سوريا

إدلب- يُدق ناقوس الخطر من كارثة إنسانية كبيرة في شمال غرب سوريا ستحل إذا ما استمر التخفيض المستمر في التمويل الدولي للقطاع الصحي في منطقة يعيش فيها قرابة 6 ملايين نسمة نصفهم نازحون ويعيشون في الخيام.

وانخفضت المنح الدولية الممولة لهذا القطاع بنسب تراوحت بين 30 و50% في ظل تزايد الضغط على المرافق الطبية خاصة بعد توقف أكثر من 60 منشأة صحية عن تقديم خدماتها بشكل كامل، منها 9 مشافٍ تقدم خدمات لقرابة مليوني نسمة.

يضاف إليهم 12 مركز رعاية أولية تخدم أكثر من 200 ألف مستفيد و8 مراكز علاج فيزيائي تخدم 1700 شخص وبنكي دم، مما سيزيد الضغط على المنشآت الصحية الأخرى التي ما تزال مدعومة مما سيجعلها -أيضا- عاجزة عن خدمة عدد المرضى المتزايد.

مخيم خير الشام في بلدة كللي شمال إدلب (الجزيرة) موت بطيء

تقول عائشة مخلوطة (70 عاما) -للجزيرة نت- إنها تعيش في هذا المخيم منذ 5 سنوات مع زوجها الذي فقد البصر بسبب مرض السحايا بعد أن فقدت اثنين من أبنائها في الحرب، وأصبحت عاجزة عن تأمين تكلفة الدواء لمرض الضغط الذي تعاني منه لسنوات.

وأضافت أنها لا تملك مالا للذهاب إلى المشافي الخاصة، وأنهم "مهددون بالموت البطيء" في حال توقف دعم وتمويل المشافي المجانية.

المريض عمر القاسم يطالب بعدم قطع التمويل الدولي (الجزيرة)

بدوره، يقول النازح عمر القاسم -للجزيرة نت- إنه يسكن في مخيم يبعد عن مشفى باب الهوى 20 كيلومترا، ويأتيه مرتين أسبوعيا لغسيل الكلى لأنه المركز الأقرب لمكان إقامته ويقدم لهم خدمة الغسيل مجانا. وناشد الدول الأجنبية والعربية والإسلامية لتوجيه الدعم للمنشآت الصحية لأن توقفها "سيؤدي حتما لنهايتنا وهي الموت"، كما يؤكد.

من جهته، قال مدير مشفى باب الهوى التخصصي محمد حمرة، للجزيرة نت، إن المشفى مركزي وأساسي في شمال غرب سوريا ويقدم الخدمات النوعية ويستفيد منه 17 ألف مريض شهريا ويغطي منطقة جغرافية تشمل 1.7 مليون نسمة في إدلب وريف حلب الشمالي.

ووفقا له، يستقبل المشفى التخصصي يوميا 30 من مرضى الكلى، ويمنحون 150 آخرين من مرضى الأورام جرعات العلاج الكيميائي، فيما يراجع 7 آلاف شخص شهريا قسم العيادات الخارجية، ويجرون 1200 عمل جراحي شهريا، ويقدمون ما معدله 32 ألف خدمة طبية مجانية شهريا، وأكد أن فقدان هذه الخدمات سينعكس سلبا على القطاع الطبي شمال سوريا.

أوضاع مخيم خير الشام في بلدة كللي شمال إدلب (الجزيرة) أضرار كبيرة

من جانبه، يقول مدير مديرية الصحة في إدلب الدكتور زهير القراط للجزيرة نت، إنه إلى جانب الحرب التي أضرّت الشمال السوري لأكثر من 12 سنة، هناك كارثة الزلزال الذي تسبب بتضرر القطاع الصحي بشكل كبير على مستوى البنية التحتية والمنشآت الصحية والموارد البشرية وتجفيف الدعم.

وأضاف أنه -مع بداية عام 2024- حصل نقص شديد في تمويل المشافي ومراكز الرعاية الصحية الأولية والتخصصية، ووصل عدد المنشآت التي توقف عنها الدعم، من أبريل/نيسان حتى يونيو/حزيران الماضيين، أكثر من 65 منشأة، وتم توفير بعض الحلول الجزئية لتغطية هذه الفجوات خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

أحد المرضى في قسم العناية المركزة بمشفى باب الهوى (الجزيرة)

ونوه القراط إلى أنه -مع نهاية سبتمبر/أيلول الجاري- قد يصل عدد المنشآت المتوقفة إلى أكثر من 60 في إدلب وريف حلب الشمالي، مما سيشكل خطرا على القطاع الصحي في شمال سوريا خاصة في ظل استمرار القصف ووجود النازحين في الخيام.

ووفقا له، يستمر العمل والتنسيق مع الشركاء الدوليين والمحليين والدول المانحة، وتم إرسال كوادر إلى منطقة الخليج العربي وطلب الدعم من قطر والسعودية والكويت وكل "الدول المتعاطفة مع الثورة السورية" والسكان في شمال غرب سوريا.

طفل مريض في قسم الحضانة بمشفى باب الهوى (الجزيرة) فجوات كثيرة

ووفق القراط، ما تزال هناك فجوات كثيرة خاصة أن عددا كبيرا من المنشآت الهامة التي تقدم خدمات كثيرة ستتوقف نهاية هذا الشهر، وما تزال المنطقة تعاني من آثار الحرب الطويلة والقصف المستمر من قبل قوات النظام السوري وروسيا.

وحسب المتحدث نفسه، لم تصل المنطقة إلى مرحلة التعافي "كما يسوق لذلك كثيرون وخاصة الاتحاد الأوربي، لأنها ما تزال في حالة احتياج أساسي إنساني ويجب أن تكون هناك مرحلة انتقالية بين الاحتياج الإنساني وهذا التعافي الذي يعني تأسيس بنية تحتية صحية حقيقية للانتقال، وإشراك المجتمع في تحمل جزء من هذه المهمة".

وحذر القراط من كارثة حقيقية إذا لم يتم توفير دعم للقطاع الصحي خلال الأشهر الثلاثة القادمة.

وسيكون لانقطاع الدعم عن المشافي -وخاصة لأقسام النساء والأطفال- ولتوقف برامج اللقاح ومراكز غسيل الكلى وبنوك الدم ومراكز فقر الدم (الثلاسيميا) والحلول لمحارق النفايات الطبية، والدعم لمراكز العلاج الفيزيائي، آثار صحية خطيرة على الأهالي، من حيث الزيادة غير المسبوقة في معدل انتشار الأوبئة والأمراض، وارتفاع الوفيات خاصة بين الأطفال والنساء وكبار السن، كما يؤكد مسؤول مديرية الصحة في إدلب.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: إسقاط المروحية الإسرائيلية بسلاح المقاومة برفح ليس مستبعدا
  • نقص تمويل قطاع الصحة ينذر بكارثة إنسانية شمال سوريا
  • محكمة صهيونية تقر إخلاء عائلة من سلوان من منزلها لصالح المستوطنين
  • خبير عسكري: زعيم المليشيات ‘‘عبدالملك الحوثي’’ أعلن استسلامه عبر التلفزيون الرسمي
  • خبير عسكري: فيديو النفق محاولة إسرائيلية للتغطية على جريمة المواصي
  • المقاومة في الضفة: فرصة لتعزيز الوحدة أم تصعيد للمخاطر؟
  • خبير عسكري: استهداف 3 أشخاص لا يتطلب قنبلة إم كيه 84 شديدة الانفجار
  • توقعات أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة .. خبير اقتصادي يجيب
  • هل يمكن لإسرائيل فتح جبهة لبنان بـ5 فرق عسكرية؟ الفلاحي يجيب
  • غزة.. ارتفع عدد القتلى إلى نحو 41 ألفا وأوامر إخلاء جديدة