حالة اللا حرب واللا سلم .. استراتيجية واشنطن الفاشلة في اليمن
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
وتوضح الاعترافات أن الإدارة الأمريكية كانت تعمل على إدخال اليمن في حالة من اللاحرب واللاسلم لفترة طويلة جداً.
وفي اعترافاته، تطرق الجاسوس هشام الوزير، إلى استراتيجية "حالة اللا حرب واللا سلم" الأمريكية التي بدأت معالمها تتضح وتتبلور في العام 2016 أثناء مفاوضات الكويت، وكان مقرراً لها أن تبدأ بالتطبيق في ذلك الوقت لكن خسارة الديمقراطيين في الانتخابات أدى إلى عدم تطبيقها.
وأشار الجاسوس الوزير إلى أنه بدأ الاستعداد مباشرة لهذه الحالة مرة أخرى مع قرب الانتخابات الأمريكية في عام 2020، حيث بدأت الوكالة مرة أخرى تعيد الموضوع، وتعيد النقاشات فيه وتقييمه ودراسته، وتم هذا بالتنسيق مع الخارجية الأمريكية، وحتى وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" التي كانت مشاركة في هذا الموضوع، مبيناً أنه كان يتم استدعاؤه لاجتماعات عبر الانترنت بهذا الخصوص مع كل من "كريس جينينز" و"والسون ماينر" المسؤولة عن مكتب اليمن في الوكالة الأمريكية للتنمية ومسؤولة مكتب اليمن كذلك في الخارجية الأمريكية "لورا مكادمس" وممثلين عن وزارة الدفاع الأمريكية.
وبين عضو شبكة التجسس، أنه تم اعتماد الموضوع، وإقراره بشكل مباشر مع وصول الرئيس الأمريكي "جو بايدن" للحكم، موضحاً أن تعيين المبعوث الأمريكي "تيم ليندر كينغ" هو من أهم ملامح هذا المشروع من ناحية فنية تخص حكومة الولايات المتحدة لكي يكون شخصاً مشرفاً على ما يسمى بالعملية السياسية، ومشرفاً على جهود الوكالة الأمريكية للتنمية والخارجية الأمريكية والسفارات الأمريكية في صنعاء والرياض وأبو ظبي وعمان.
ولفت الجاسوس الوزير إلى الدور الخاص بالمبعوث الأمريكي "تيم ليندر كينغ" ومن يعملون جميعاً تحت إدارته، باعتباره مبعوث الرئيس الأمريكي ولديه الصلاحية الكاملة بالتواصل مع البيت الأبيض مباشرة عبر "جاكو سليفن" المسؤول عن شؤون الأمن القومي، وكذلك بارتباط حتى مع محطة الـ CIA المسؤولة عن هذا الموضوع.
وأوضح أنه في الوقت الذي تم فيه إقرار هذا المشروع بقيادة أمريكا، والتنسيق مع المانحين ابتداءً أولاً ببريطانيا عبر سفارة بريطانيا وسفيرها والمسؤول عن وكالة التنمية البريطانية، فقد تم حبسه، لافتاً إلى أن الاتحاد الأوروبي عين سفيراً له كمبعوث أممي على هذا الأساس ليعمل على نفس العمل، وهو شخص مشارك كان في هذه العملية في ذلك الوقت من خلال دوره كمسؤول عن سفارة الاتحاد الأوروبي الخاصة باليمن والمتواجدة في عمّان الأردن، بالإضافة إلى الدور التقليدي التابع والمكمل من ناحية توزيع الأدوار لكل من سفارة هولندا وسفارة ألمانيا ووكالة التنمية الخاصة بها وفرنسا جزئياً حسب الإمكانيات المتاحة لها.
وسلط الجاسوس هشام الوزير في اعترافه الأخير الضوء على برامج الأمم المتحدة التي كان لها الدور في هذا الموضوع وتحديداً البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، ووكالة التنمية الألمانية، من خلال دعم السلطة المحلية في هذا الموضوع، بالإضافة إلى دور الاتحاد الأوروبي من خلال دعم منظمات المجتمع المحلي ودعم مشاريع المجالس المحلية والسلطة المحلية عبر البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة.
وأكد أن الاهتمام الذي توليه المنظمات الدولية بالقيادات المجتمعية الذي يكون لها دور شبيه بهذا الدور، مثلاً يكثف مسؤولو منظمة رنين ومسؤولي منظمة RDD لقاءاتهم بالقيادات الشابة، التي تعد من أهم الجهات الفاعلة في هذا الموضوع، من ناحية عملها على الشباب والبنات من خلال ما يسمى بالمهارات الحياتية، لأن هذه عملية مستمرة للقيادات الشابة ولها دور أساسي في هذا الموضوع، وهذا من أبرز ملامح حالة اللا حرب واللا سلم.
وذكر الجاسوس الوزير أن الأمريكيين أطلعوه بشأن الاستراتيجية المعتمدة لهم، وأنهم على قناعة أن الحرب لم تؤدي النتائج المناطة بها ولم تحقق الأهداف المناطة بها، بل على العكس زادت أنصار الله قوة وأصبحت قوتهم غير مقبولة، وبالتالي فإن الهدف الأساسي للأمريكيين هو إطالة حالة اللا حرب واللا سلم إلى أطول فترة ممكنة.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: فی هذا الموضوع من خلال
إقرأ أيضاً:
حماس تستنكر وضع 6 من قادتها على قائمة العقوبات الأمريكية.. تأكيدا على انحياز واشنطن
استنكرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قيام عن وزارة الخزانة الأمريكية بوضع عدد من قادة الحركة ضمن قائمة العقوبات.
وقالت الحركة في بيان، إن القرار الذي "يَصِمُ مقاومة الشعب فلسطيني المشروعة ضد الاحتلال بالإرهاب، يعد تأكيدا للسلوك الأمريكي الإجرامي المنحاز للاحتلال الفاشي وجرائمه بحق الفلسطينيين".
وأضافت، أن "قوائم الخزانة الأمريكية تقوم على بيانات وأسس مضللة وكاذبة هدفها تشويه صورة قيادات الحركة التي تعمل لصالح شعبها وقضيتها وحقها في مقاومة الاحتلال، بينما تتجاهل فرض عقوبات على قادة الاحتلال الذين يرتكبون أبشع جرائم الحرب، ويستخدمون الأموال وكل الوسائل لتنفيذ أبشع إبادة جماعية في التاريخ".
وأشارت إلى أن "الإدارة الأمريكية الآفلة لا تزال تصرّ على مواقفها المعادية لحقوق شعبنا الواقع تحت أبشع احتلال عرفه التاريخ، وتواصل منح مجرمي الحرب الصهاينة الغطاء اللازم للاستمرار في حرب إبادة وحشية في قطاع غزة، منتهكةً كافة القوانين والشرائع".
واتهمت الحركة الإدارة الأمريكية بالعمل على شل أدوات المنظومة الدولية ومنعها من القيام بواجبها لوقف انتهاكات الاحتلال ومحاسبة مرتكبيها.
ودعت حماس، الولايات المتحدة لمراجعة "هذه السياسة الإجرامية، ووقف انحيازها الأعمى لكيان الاحتلال الإرهابي، والتخلّي عن أوهام إخضاع شعبنا الفلسطيني بالقوة، والاعتراف بحقوقه كافة، ولجم حكومة الإرهاب الصهيونية عن جرائمها وعدوانها وانتهاكاتها الواسعة للقانون الدولي والإنساني".
وفي وقت سابق، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على ستة من قادة حماس، من بينهم باسم نعيم، وغازي حمد المسؤولان الكبيران في الحركة، بالإضافة لعبد الرحمن غنيمات، وسلامة ميري، وموسي عكاري.
وقال القائم بأعمال القائم بأعمال وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية برادلي تي سميث، إن الخزانة "تواصل التزامها بإحباط جهود حماس لتوفير مصادر دخل إضافية ومحاسبة الذين يسهلون أنشطة هذه الجماعة الإرهابية".
وأوضح أن "حماس تواصل الاعتماد على مسؤولين رئيسيين يظهر أنهم يتولون مناصب شرعية وعلنية داخل المجموعة، لكنهم يسهلون أنشطتها ويمثلون مصالحها في الخارج، وينسقون لتحويل الأموال إلى داخل غزة".
وأوضح البيان أن "هذا الإجراء يمثل الدفعة التاسعة من العقوبات التي فرضها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية والتي تستهدف حماس وأنصارها".