الحوار .. طريق البشرية للسلام والأمن المستدام
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
تتزايد حدة الاضطرابات السياسية والاقتصادية والصراعات المسلحة في بقاع شتى من العالم، وتتزايد معها حدّة التوترات الإقليمية التي تؤثر في دول المنطقة وتهدد أمنها واستقرارها.
في ظل هذا المناخ السياسي المضطرب، وانطلاقًا من دورها الإنساني والحضاري، تواصل سلطنة عمان جهودها الخيَّرة عبر كافة السبل وفي مختلف المحافل والأوساط، للدفع باتجاه الحوار بوصفه أساسا لحل النزاعات بين الدول، وتحث على الاستماع إلى صوت العقل ومراجعة السياسات والمواقف التي قد تدفع إلى التصعيد، وتعمل مع الدول المحبة للسلام لتجنيب البشرية ويلات الحروب وتداعياتها الكارثية.
وفي كلمتها أمام قمة القادة الافتراضية الثالثة لصوت الجنوب العالمي التي عُقدت أمس في جمهورية الهند، جددت سلطنة عمان تأكيدها الدائم على ضرورة الحوار والتعاون والعمل المشترك كحلول مستدامة لترسيخ دعائم السلم والأمن ومواجهة التحديات الجسيمة التي تعصف بالعالم وتؤثر في أمنه واستقراره وتقدمه.
ولطالما أكدت عمان أن مفتاح السلام العالمي يتمثل في إيجاد حل عادل للقضايا الإنسانية العالقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، وهو هدف لا يمكن تحقيقه مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي اللامشروع، وانتهاكه حقوق الشعب الفلسطيني والقرارات الأممية والقانون الدولي الإنساني، ما يتطلب وقفة «عدل وإنصاف» من الأسرة الدولية لإنهاء المعاناة في الأراضي المحتلة ومعالجة هذه القضية المحورية بشكل حاسم، تحقيقا للسلام العادل والشامل في المنطقة.
وتعمل سلطنة عمان على تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مختلف المجالات، وترى أن ذلك يتطلب سلامًا واستقرارًا دائمين، وتعاونًا جماعيًا في جميع المجالات على الصعيدين الإقليمي والدولي، وأنه لا يمكن أن يتحقق في ظل التحديات والصراعات الراهنة، وفي ظل العدوان والمظلومية وعدم الإنصاف التي تعاني منها بعض الشعوب، ومن هنا تبرز صوابية نهج السياسة الخارجية لسلطنة عمان القائم على ثقافة الحوار والتمسك بمنظومة الأمم المتحدة في معالجة النزاعات وتسوية الصراعات القائمة وانتهاج الطرق السلمية سبيلا إلى حلول مستدامة لمختلف القضايا مثار الخلاف، وصولا إلى عالم يحقق العدل والكرامة لجميع الشعوب دون استثناء، ويسوده الاستقرار والرخاء والأمن والسلام.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
التعليم العالي تنظم ندوة حول برنامج إيراسموس بلس
نظمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي اليوم ندوة تعريفية حول برنامج إيراسموس بلس (Erasmus+) في كلية الشرق الأوسط.
ترأست الندوة معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بحضور عدد من السفراء المعتمدين لدول الاتحاد الأوروبي في سلطنة عمان، إلى جانب خبراء ومسؤولين ثقافيين من الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى ممثلي مؤسسات التعليم العالي العمانية، الأكاديميين، الباحثين، والطلاب.
هدفت الندوة إلى التعريف ببرنامج إيراسموس بلس الذي يعنى بالتبادل الطلابي، وأهدافه، والمستفيدين منه، والبرامج المتنوعة التي يتضمنها. كما تناولت آلية التقديم للاستفادة من البرنامج على المستويين الفردي والمؤسساتي.
أكدت معالي الوزيرة أهمية الندوة في تعزيز التعاون المستمر بين سلطنة عمان ودول الاتحاد الأوروبي في مجالات التبادل الأكاديمي والبحث العلمي. وأشارت إلى أن هذا التعاون يسهم في تحقيق أهداف التنمية الاستراتيجية وبناء مجتمع قائم على المعرفة. كما لفتت إلى أن برامج التبادل توفر للطلاب والباحثين العمانيين فرصة الاطلاع على أحدث التقنيات في الجامعات الأوروبية، مما يساعد في نقل هذه المعرفة إلى الصناعة المحلية.
وأوضحت معاليها أن البرنامج يسهم في رفع تصنيف المؤسسات التعليمية العمانية عالميًا، لا سيما في تصنيف QS للجامعات، حيث تهدف سلطنة عمان إلى دخول ثلاث جامعات على الأقل ضمن أفضل 500 جامعة عالميًا بحلول عام 2040.
وأشارت الوزيرة إلى جهود الوزارة في تعزيز الشراكة مع الجامعات الأوروبية، حيث أبرمت 4 جامعات عمانية 13 اتفاقية شراكة مع جامعات من دول مثل: النمسا، اليونان، فنلندا، ألمانيا، إيطاليا، بولندا، وتركيا. وقد أسفرت هذه الشراكات عن استقبال 32 طالبًا أجنبيًا في عمان، مقابل إرسال 21 طالبًا عمانيًا إلى الجامعات الأوروبية.
من أبرز الإنجازات، حصلت جامعة ظفار على منحة جان مونيه التي ستتيح لـ 65 طالبًا عمانيًا تطوير مهاراتهم الأكاديمية في مجالات متنوعة. كما استقبل برنامج إيراسموس بلس أكثر من 80 طالبًا وموظفًا أكاديميًا عمانيًا في الجامعات الأوروبية.
وأشاد أحمد بن خميس القطيطي، مدير التعاون الدولي بالوزارة، بالإنجازات التي حققتها السلطنة في الاستفادة من برنامج إيراسموس بلس. وأوضح أن البرنامج خصص ميزانية بقيمة 26 مليار يورو لدورته الحالية (2021-2027)، مع تخصيص 5 مليارات يورو لعام 2025. كما ذكر أن سلطنة عمان تحتل المركز الثالث في المنطقة والأول خليجيًا في عدد الطلاب الحاصلين على منح دراسية ضمن البرنامج.
أشاد سعادة بييرلويجي ديليا، سفير جمهورية إيطاليا المعتمد لدى سلطنة عمان، ممثلًا عن رئاسة الاتحاد الأوروبي المحلية، بالنتائج الإيجابية التي حققها برنامج إيراسموس بلس في سلطنة عمان، مشيرًا إلى جهود وزارة التعليم العالي في تحقيق هذه الإنجازات.
تضمنت الندوة ثلاث جلسات نقاشية رئيسية، حيث قدمت في الجلسة الأولى فرانسيسكا كورنيا من مفوضية الاتحاد الأوروبي معلومات تفصيلية عن برنامج التبادل الطلابي، مع استعراض ثلاث قصص نجاح لمؤسسات تعليمية عمانية شملت جامعة السلطان قابوس، وجامعة نزوى، والجامعة الألمانية للتكنولوجيا. وتناولت الجلسة الثانية برنامج جان مونيه للأبحاث العلمية، بينما ركزت الجلسة الثالثة على برنامج الماجستير المشترك وآلية التقديم للحصول على منح إيراسموس+.
واختُتمت الندوة بمجموعة من التوصيات، من أبرزها مراجعة أنظمة الاعتراف الأكاديمي بوزارة التعليم العالي، وتعزيز استثمار علاقات مؤسسات التعليم العالي العمانية مع نظيراتها الأوروبية، بالإضافة إلى زيادة الوعي بأهمية برنامج إيراسموس بلس في تطوير التعليم العالي وبناء القدرات الوطنية.