قبل ٣ أعوام تقريبًا تقدم الدكتور طارق شوقى وزير التعليم آنذاك برؤية للبرلمان لتطوير التعليم كان محورها الأساسى الثانوية العامة.
ولن يغيب عن مخيلتى صورة الدكتور شوقى وهو جالس فى الصف الأمامى لمجلس الشيوخ واضعًا يده على خده وعيناه تحدقان وقد بانت على وجهه علامات الحسرة والأسى واليأس، بينما كان النواب يهاجمون بشراسة رؤية الوزير والورقة المقدمة للتطوير.
قبلها بفترة ليست ببعيدة كنت التقيت الوزير فى لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب خلال مناقشة موازنة قطاع التعليم وسمعته بأذنى وهو يقول «الثانوية العامة نظام فاشل يجب تدميره والقضاء على الغش والدروس الخصوصية».
ورغم كل المعوقات والعراقيل التى وضعت أمام الوزير عمدا لتعطيل مشروعه سواء من داخل الوزارة أو خارجها والحملات الشرسة التى تعرض لها، إلا أنه قاوم بقدر الإمكان لتدشين مشروعه وبدأ التنفيذ بتغيير بعض المناهج ومشروع التابلت ووضع نظام جديد للثانوية العامة يمنع الغش طبقه قبل عامين.
وعندما طبق هذا النظام تراجعت نسبة النجاح كثيرًا وهبطت المجاميع بشكل ملحوظ وسجل عدد الراسبين رقمًا قياسيًا وحصل الأول على الثانوية على ٨٥ ٪ تقريبًا أول أقل.
طبعًا هذا النظام لم يعجب الأكابر الذين اعتادوا على تخريج أبنائهم من الثانوية بالغش ولم يعجب مافيا الدروس الخصوصية التى تعود جذورها للوزارة نفسها.
وبالفعل تمت الإطاحة بالوزير فى التشكيل الوزارى الذى جرى عقب نتيجة الثانوية عام ٢٠٢٢.
وبعد ظهور النتيجة الكارثية للثانوية العامة هذا العام منذ أيام قليلة، وحصول طلاب على مجاميع خيالية لا تعبر عن حقيقة مستواهم تمامًا، وتراجع مجاميع الطلاب النابغين بشكل ملحوظ وانقلاب الوضع فى مشهد أثار الريبة والحيرة والتساؤلات فى كل إنحاء الجمهورية، وما تبع ذلك من قرارات بتعديل المناهج وحذف ودمج بعض المواد وتعديل نظام المجموع، تذكر الجميع مشروع الدكتور شوقى.
الحقيقة أن ما حدث فى نتيجة الثانوية العامة هذا العام من ظلم وقهر للطلاب المتفوقين، كان يستوجب تحركًا سريعًا وقويًا من الحكومة لوضع حد لهذه المهزلة ومحاصرة الغش الذى بلغ منتهاه هذا العام.
نعم منع الغش نهائيًا مستحيل، ولكن على الأقل محاصرته وتغيير نظام الثانوية بشكل يضمن العدالة، وفى نفس الوقت الحد من كابوس الدروس الخصوصية المستفحلة التى تختق الأسر المصرية.
وأنا على يقين أن أجهزة الدولة تراقب وتتابع ما حدث هذا العام ولن تترك الأمر يمر مرور الكرام.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أجهزة الدولة وزير التعليم تطوير التعليم مجلس الشيوخ هذا العام
إقرأ أيضاً:
اتحاد أمهات مصر يطالب التعليم بشرح تفاصيل البكالوريا لضمان نجاح الاستبيان
قالت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وائتلاف أولياء الأمور، أن حرص وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني على توزيع استبيان البكالوريا المصرية على طلاب الاعدادية في المدارس ، فكرة جيدة لمعرفة رأي الطلاب وأولياء الأمور في المقترح الجديد، ولكن هذا لا يغني عن الاستعانة رصد آرا خبراء التعليم وكافة الجهات المجتمعية والرسمية، بالإضافة لأولياء الأمور والطلاب
واشارت مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وائتلاف أولياء الأمور، في بيان لها إلي أنه لابد من عرض تفاصيل مقترح البكالوريا المصرية بشكل كامل، خاصة فيما يتعلق بطريقة القبول في الجامعات والمعاهد، حتى تكون نتيجة الاستطلاع وافية وواقعية وكاملة.
ومن جانبهم تفاعل أولياء الأمور على الصفحة الرسمية لاتحاد أمهات مصر وائتلاف أولياء الأمور على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بشأن استبيان البكالوريا المصرية
حيث قالت ولي أمر: "نختار ازاى بس إذا كان النظام مجهول بالنسبة لنا ومفيش وقت لدراسته".
وأضافت ولي أمر أخرى : "الاستمارة ينقصها توضيح المواد التي سيدرسها الطالب طبقا لاختياره، وهل المواد المشتركة بين نظام الثانوية العامة ونظام البكالوريا هي نفس المنهج ونفس الامتحان المقدم للطلبة لتحقيق عداله بين الطلاب أم لا، وكيفية حساب مجموع الطالب في كل مادة
واضافت : لابد من عمل محاضرات لتعريف الطلاب وأولياء الأمور مزايا وعيوب كل نظام أولا قبل عمل استفتاء".
واستكملت أخري: "نختار علي أساس ايه؟، اتكلموا عن المسارات وعن كليات كل مسار بس محدش جاب سيرة لو حد مجموعه مجبش أي كلية من المسار اللي مختاره يعمل ايه"، وتابعت ولي أمر أخري: "ازاي نختار حاجه مجهوله علي أساس ايه الاختيار في نظام غير معروف ولا مجرب نتائجه، وايه الجامعات المسموحه للنظام ده".
وشهدت المدارس اليوم الأحد ، توزيع استمارة استبيان رسمي على طلاب الصف الثالث الاعدادي ، لتقيس خلالها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني مدى إقبال طلاب الشهادة الإعدادية وأولياء امورهم ، على اختيار نظام البكالوريا المصرية بدلا من الثانوية العامة ، تحت شعار “رأيك يهمنا”.
وأكد شادي زلطة المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أن هذا الاستبيان يستهدف طلاب الصف الثالث الإعدادي؛ لاستطلاع آراء أولياء أمورهم حول نظام البكالوريا المصرية، ونظام الثانوية العامة الحالي.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم لـ صدى البلد ، أن ذلك يأتي في إطار مواصلة الحوار المجتمعي حول النظام الجديد المقترح، وحرص الوزارة على التواصل المباشر مع كل أطراف المنظومة التعليمية، واستطلاع آرائهم ومقترحاتهم حول النظام الجديد.
واستكمل المتحدث الرسمي أن هذا الاستبيان يعد استطلاع رأي مباشر من الميدان