#سواليف

كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن شركة “ميتا” (التي تمتلك منصات “فيسبوك” و”إنستغرام” و”واتساب”) تواجه صعوبات في تعديل المحتوى المتعلق بالحرب الإسرائيلية الفلسطينية، وخاصة باللغة العبرية، على الرغم من التغييرات الأخيرة في السياسات الداخلية، وفقا لوثائق جديدة، تتضمن إرشادات السياسة الداخلية التي شاركها موظف سابق في شركة “ميتا” مع الصحيفة.

وكشفت الوثائق أن شركة “ميتا” لا تمتلك نفس عمليات مراقبة والتدقيق في المحتوى العبري مقارنة بالمحتوى العربي.

ويؤكد الموظف، الذي لم تذكر الصحيفة اسمه بسبب مخاوف حقيقية من الانتقام المهني منه، أن “سياسات “ميتا” التي تحكم خطاب الكراهية في ما يتعلق بفلسطين غير عادلة، وهو التقييم الذي ردده المؤيدون للفلسطينيين”.

مقالات ذات صلة المستقلة للانتخاب: 2319 مخالفة منذ بدء الدعاية الانتخابية 2024/08/17

وكان بعض العاملين على الخطوط الأمامية لمعركة المعلومات الجارية المحيطة بالصراع أكدوا أنهم يشعرون بالحذر من إثارة المخاوف خوفا من الانتقام، وهي انشغالات ترددت في رسالة حديثة وقع عليها أكثر من 200 عامل في “ميتا”. وقال الموظف السابق إن هذه الشروط تعطي الانطباع بأن أولويات الشركة “لا تتعلق فعليا بضمان أن المحتوى آمن للمجتمع”.

وبحسب “الغارديان” تأتي الوثائق، التي أصبحت سارية اعتبارا من هذا الربيع، في الوقت الذي واجهت فيه “ميتا” وغيرها من المنصات الاجتماعية انتقادات بسبب نهجها في التعامل مع المحتوى المتعلق بفلسطين وإسرائيل.

في يونيو/ حزيران الماضي، أرسل تحالف من 49 منظمة مجتمع مدني وعدد من الفلسطينيين البارزين رسالة إلى “ميتا” تتهم الشركة “بالمساعدة والتحريض على الإبادة الجماعية” من خلال سياسات تعديل المحتوى.

وقالت كات كنار من الحملة الأمريكية لحقوق الفلسطينيين، التي نظمت الرسالة: “عندما يتم إسكات الأصوات الفلسطينية على منصات “ميتا”، فإن ذلك له عواقب مباشرة للغاية على حياة الفلسطينيين. لا يسمع الناس عما يحدث في فلسطين، لكنهم يسمعون دعاية تجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم. العواقب خطيرة للغاية وحقيقية للغاية”.

وذكرت “الغارديان” أن وثائق توجيه المحتوى، التي صدرت بعد هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر والحرب في غزة، تسلط الضوء على مجموعة متنوعة من قرارات سياسة التعديل في “ميتا”، ومن بينها سياسات الشركة بشأن خطاب الكراهية وحركة مقاطعة إسرائيل. وتتطلب السياسات إزالة عبارات “مقاطعة المتاجر اليهودية” و”مقاطعة المتاجر الإسلامية” ولكنها تسمح بعبارة “مقاطعة المتاجر العربية”، وفقا لوثائق داخلية.

ووفق “الغارديان” تقدم الوثائق الأخيرة أيضا نافذة جديدة على قدرة “ميتا” على قياس جودة تعديل المحتوى الخاص بها باللغتين العربية والعبرية.

وتقول شركة ميتا إنها تمتلك “أنظمة متعددة” لقياس دقة التنفيذ لتعديل المحتوى باللغة العبرية، بما في ذلك التقييم من قبل المراجعين والمدققين الناطقين باللغة العبرية.

ومع ذلك، تظهر الوثائق، أنه لا يوجد مقياس “دقة السياسة” لتنفيذ اللغة العبرية، وقال الموظف السابق لـ”الغارديان” إنه نظرا لعدم إدراج اللغة العبرية في النظام، فإن هذا النوع من مراجعة التنفيذ في السوق العبرية يتم على أساس “ارتجالي”، على عكس السوق العربية.

وأكد الموظف السابق أن هذا التناقض يعني أن الشركة تراجع المحتوى باللغة الرسمية لـ”إسرائيل” بشكل أقل منهجية من اللغة الفلسطينية. وأضاف أن الاختلاف يعني “تحيزا في كيفية تطبيق القواعد على المحتوى”، ما قد يؤدي إلى الإفراط في تطبيق القواعد على المحتوى باللغة العربية.

وتشكل اللغة العبرية، التي يتحدث بها حوالي 10 ملايين شخص، جزءا أصغر بكثير من المنشورات على شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بشركة “ميتا” مقارنة باللغة العربية، التي يتحدث بها حوالي 400 مليون شخص.

ووفق “الغارديان” يقول المنتقدون إنه بسبب الحرب المستمرة، فإن هناك حاجة إلى مزيد من الاهتمام بالمحتوى باللغة العبرية، وقد واجهت “ميتا” أسئلة حول تعديلها للمنشورات باللغة العبرية من قبل.

وذكرت أن تحليلا مستقلا أجري عام 2022 بتكليف من شركة التكنولوجيا العملاقة، خلص إلى أن نظام التعديل الخاص بها عاقب المتحدثين باللغة العربية أكثر من المتحدثين بالعبرية وسط تصاعد التوترات في الصراع بين “إسرائيل” وفلسطين في عام 2021 – حتى عند مراعاة التفاوت في عدد المتحدثين.

ويعزى التفاوت جزئيا إلى حقيقة أن شركة “ميتا”، في ذلك الوقت، وضعت “مُصنِّفا للخطاب العدائي” باللغة العربية، ما يسمح بالكشف التلقائي عن المحتوى المخالف – مثل خطاب الكراهية والدعوات إلى العنف – لكنها لم تفعل الشيء نفسه بالنسبة للمحتوى باللغة العبرية.

تسمح مثل هذه المُصنِّفات بإزالة اللغة المسيئة تلقائيا.

وقال التحليل إن عدم وجود مصنف باللغة العبرية يعني أن المحتوى باللغة العربية من المرجح أن تتم إزالته خوارزميا بشكل أكثر تكرارا. وردا على التقرير، أطلقت “ميتا” مصنِّفا للتعلم الآلي باللغة العبرية يكتشف “الخطاب العدائي”.

وأكدت دراسة أحدث من “هيومن رايتس ووتش”، نُشرت في كانون الأول/ ديسمبر 2023، وجود “رقابة منهجية على المحتوى الفلسطيني على إنستغرام وفيسبوك”.

ويقول مراقبو “ميتا” إن الوثائق الجديدة التي استعرضتها صحيفة “الغارديان” تظهر أنه حتى مع المصنفات الجديدة للغة العبرية، فإن هناك جهدا أقل للتأكد من فعالية هذه التدابير الأحدث، ما يسمح باستمرار مثل هذه التفاوتات في التنفيذ.

بالإضافة إلى مصنفات الخطاب العدائي والمؤشرات الأخرى، تستخدم “ميتا” مجموعات من الصور والعبارات ومقاطع الفيديو التي تسمح لأدوات التعلم الآلي الخاصة بها بوضع علامة تلقائيا على المنشورات التي تنتهك سياساتها وإزالتها. يطابق المشرفون الخوارزميون المحتوى المنشور على الشبكات الاجتماعية مع المواد الموجودة في بنوك المحتوى، والتي تم الحكم عليها سابقا بأنها تنتهك قواعد “ميتا”.

قال الموظف السابق إن زملاءه لاحظوا أن عددا من الصور المستخدمة في أحد البنوك التي تم إنشاؤها بعد أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر تمت إضافتها عن طريق الخطأ، ولكن لم تكن هناك “عملية” لإزالة الصور من هذا البنك، مما يؤدي مرة أخرى إلى الإفراط المحتمل في تطبيق قواعد المحتوى المتعلق بكلا جانبي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال الموظف السابق إن “ميتا” كانت تستجيب لشكاوى من العاملين في مجال تعديل المحتوى في الماضي. ومع ذلك، فقد أعرب العديد من الموظفين عن “خوفهم من الانتقام” أو اعتبارهم معادين للسامية إذا تقدم شخص ما بشكوى بشأن الإفراط في تطبيق قواعد المحتوى المؤيد لفلسطين باللغة العربية، على الرغم من تاريخ الشركة، على حد قولهم.

وأضاف: “إذا أثرت هذا الأمر بشكل مباشر، فأشعر أن وظيفتي ستكون على المحك، و موقف الشركة من هذه القضية واضح”.

وقد بلغت إيرادات “ميتا” المعلنة للعام بأكمله لعام 2023 134.9 مليار دولار. وفي أحدث تقرير أرباح لها، نشرت إيرادات إجمالية بلغت 39.07 مليار دولار للربع الثاني من عام 2024.

(القدس العربي)

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف باللغة العبریة المحتوى باللغة باللغة العربیة الموظف السابق اللغة العبریة

إقرأ أيضاً:

الغارديان: كيف تدعم إير بي أند بي وبوكينغ الإستيطان في الضفة الغربية؟

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تحقيقا، أعدّه زيك هانتر، وغرين وكارمن، وإغويلار غارسيا، وآنا ليتش، ومارك تاونسند، وباميلا دانكان، وبرينا شاه، عن الكيفية التي يستخدم فيها المستوطنون بالضفة الغربية المحتلة، أراضي الفلسطينيين المسروقة لتأجيرها وتوليد الأموال منها.

وقالوا في تحقيق للصحيفة، ترجمته "عربي21" إنه: "في الوقت الذي نشرت فيه إسرائيل الدبابات الإسرائيلية للضفة الغربية ولأول مرة منذ 20 عاما، فإن هناك عالم آخر تقوم فيه أكبر شركات سفر في العالم بمساعدة المستوطنين على جعل الأراضي الفلسطينية سلعة تجارية مربحة".

وفي البداية أشارت الصحيفة إلى إعلان على شركة "إير بي أن بي" يصف فيلا بأنها "مذهلة وبحمام سباحة خاصة وحديقة خضراء وموقد نار وطاولة طويلة للطعام وطاولة تنس وشرفة وبيانو، لكن أهم ما في الفيلا هو مشاهدة شروق الشمس فوف الجبال القريبة، من غرفة النوم".

وأضاف: "في شقة أقيمت على جبال الضفة "جبال يهودا" في الإعلان، وأقيمت على أراض غير شرعية بحسب القانون الإنساني الدولي". مردفة أن: "الفلسطينيين غير مسموح لهم بدخول هذه المستوطنات الإسرائيلية، وإن سمح لهم فإنه يكون كعمال وبتصاريح".

ووجد تحليل للصحيفة أن: "هناك 760 غرفة معلن عنها في الفنادق والشقق وغيرها من أماكن قضاء العطلات في المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية، بما فيها القدس وعلى  أكثر مواقع السياحة شهرة في العالم، إير بي أن بي".

"في المحصلة تقدم القائمة على: إير بي أن بي، بوكينيغ دوت كوم، صورة عن استضافة أكثر من 2,000 شخصا في هذه الغرف وكانت الفيلا المعلنة واحدة منها" تابعت الصحيفة.

وأكدت: "وصفت مستوطنة تكواع في القائمة بأنها: مجمتع سكني هادئ، محترم ومتنوع". مشيرة إلى أنه لا يوجد أي ذكر للمواجهات خارجها والتي شملت استخدام الهراوات والبنادق والكلاب وأجبرت الفلسطينيين الذين يعيشون قربها على ترك أراضيهم. 


وأبرزت: "في دائرة  محيطها أربعة أميال من المستوطنة أجبر ما لا يقل عن 100 فلسطينيا على النزوح منذ عام 2023. وزادت وتيرة العنف والإستيلاء على الأراضي بشكل كبير بعد بدء الحرب على غزة".

واسترسلت: "على الرغم من العنف الأخير، كانت تكواع، وهي منطقة معروفة بجمالها الطبيعي ومزارعها العضوية ومحمية نحال تكواع الطبيعية التي تديرها إسرائيل والمنتزه الوطني هيروديون، هي المستوطنة في الضفة الغربية التي تضم أعلى عدد من أماكن الإيجار للعطلة، خارج القدس، المدرجة على  إير بي أن بي".

وأشارت الصحيفة في عرض لصور وبيانات ان المستوطنين صوروا تكواع على أنها قائمة على حافة صحراء فارغة متجاهلين المجتمعات الفلسطينيية حولها، وكيف تحوّلت هذه المستوطنة من قاعدة عسكرية إلى مستوطنة يسكنها 4,000 شخصا مزودة بساحة عامة وحمام سباحة.

ونشرت الصحيفة، فيديو لراعي الماشية محمد الذي كان يقود ماشيته في التلال عندما أمره جيش الاحتلال الإسرائيلي بالتوقف واتهمه بدخول منطقة ممنوعة وكيف تعرض للضرب، في وقت حاول فيه شقيقه وأمه تحريره. ثم صودرت ماشيته وأمر بالنزوح عن بيته وسرق كل ما فيه من أطنان من علف الشعير والزيتون وغير ذلك.

ومضت بالقول: "على خلاف العنف الذي يمارس ضد الفلسطينيين فإن إعلان إير بي أن بي يصف تكواع بأنها "مستوطنة جماعية استثنائية" ويعيش فيها "مجتمع دافيء ومرحب" وهي "منطقة ترحب بزوارها"، وقال العديد من سكانها إنهم في إسرائيل، في وقت يحكم عليهم القانون الدولي بأنهم يقيمون على أراض فلسطينية".

وأشارت: "بنفس الطريقة التي وصفت فيها تكواع بالمجتمع المرحب بزواره المطل على القدس وبيت لحم، وصفت إعلانات إير بي أن بي بؤرة استيطانية عند البحر الميت التي يعيش فيها 400 شخصا وتم تصوير مزارع النخيل فيها ضمن المواقع المعروضة للزيارة؛ تقدم أنها مجتمع ديني متعدد، في وقت لا يسمح فيه للفلسطينيين الذين يعيشون حولها بالإقتراب منها".

وتقول "الغارديان" إنها أحصت حوالي 350 عقارا، منها 321 منزلا وشقة وغرفا على إعلانات إير بي أن بي و 26 فندقا على قوائم بوكينغ دوت كوم، في الضفة الغربية والقدس حتى 30 آب/ أغسطس 2024. وتم احتساب غرف الفنادق أو أماكن الإقامة للعطلات المدرجة على كلا الموقعين مرة واحدة فقط. 


وتمت إزالة النسخ المكررة من خلال تعيين أماكن الإقامة للعطلات (تلك الموجودة في الشقق والمنازل)  على أنها إير بي أن بي وغرف الفنادق على أنها بوكينغ دوت كوم.

وبالنظر إلى القوائم بدلا من العقارات، كان هناك 402 في المجموع في جميع أنحاء الضفة الغربية بما في ذلك القدس، - 350 على إير بي أن بي  و 52 على  بوكينغ دوت كوم.

وتتضمن قوائم إير بي أن بي التي وجدها تحليل "الغارديان" 18 قائمة تقع في بؤر استيطانية أو مستوطنات تعتبر غير قانونية، بموجب القانون الدولي، وغير مصرح بها رسميا من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي وضد القانون الإسرائيلي.

وتقول الصحيفة إنّ: "أهم موقعي حجز للسفر والعطلات  مثل بوكينغ دوت كوم وإير بي أن بي يخرقان القانون الدولي. وتمّ تحديد الموقعين ضمن 16 شركة غير إسرائيلية لها علاقة بالمستوطنات الإسرائيلية في قائمة أعدتها الأمم المتحدة". 

وقالت مديرة الرد على الأزمة في "أمنستي انترناشونال"- بريطانيا، كريستين بنيدكيت: "أي شركة تتعامل تجاريا مع مستوطنات غير قانونية تسهم في جرائم الحرب وتساعد على دعم نظام الفصل العنصري". 

وأضافت: "مع قتل المستوطنين والجيش الإسرائيلي وجرح أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين في الأشهر الـ 15 الأخيرة، فإنّ شركات السياحة تجعل من نفسها متواطئة في النظام الإسرائيلي من جرائم الحرب الغارق في الدماء والإضطهاد المنظم".

وأكدت أن: "جرائم الحرب ليست أماكن جذب سياحية، ويجب على إير بي أن بي وبوكينغ دوت كوم ومجتمع الأعمال الأوسع قطع علاقاته فورا مع الإحتلال الإسرائيلي غير القانوني والضم المستمر لأراضي الفلسطينيين".

من جهتها، قالت مديرة البرامج في هيومن رايتس ووتش، ساري باشي، إنّ: "السماح لإير بي أن بي وبوكينغ دوت كوم بإدراج العقارات في المستوطنات الإسرائيلية على مواقعهما الإلكترونية، يساهم في الاستيلاء على الأراضي وتقييد الحركة وحتى التهجير القسري للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة والقدس".


وأوضحت: "هي الانتهاكات التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية من أجل الحفاظ على القمع والهيمنة على الفلسطينيين كجزء من جريمة ضد الإنسانية تتمثل في الفصل العنصري"، مردفة: "لا ينبغي للشركات أن تمكن أو تسهل أو تستفيد من الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي. لقد حان الوقت لكلا الشركتين للتوقف عن ممارسة الأعمال التجارية في الأراضي المحتلة على الأراضي المسروقة".

وأضافت: "اجتذبت استضافة الشركتين لقوائم العقارات على الأراضي الفلسطينية المحتلة تحديات قانونية. ويواصل المدعون العامون الهولنديون التحقيق في شكوى جنائية ضد بوكينغ دوت كوم بسبب إدراجها لعقارات للإيجار في المستوطنات الإسرائيلية، دون اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيتم اتخاذ إجراءات أخرى". 

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 قدّمت منظمة هولندية غير ربحية اسمها مركز أبحاث الشركات المتعددة الجنسيات (سومو) شكوى إلى المدعي العام الهولندي، حيث اتهمت بوكينغ دوت كوم بـ"الاستفادة من جرائم الحرب من خلال تسهيل تأجير منازل العطلات على أرض مسروقة من السكان الفلسطينيين الأصليين".

وخلال الشهر الماضي، قدّمت المجموعة أدلة جديدة إلى المدعين العامين الهولنديين تزعم أنه منذ تقديم الشكوى الأولية، قامت بوكينغ دوت كوم "بتوسيع كبير" لقوائمها في الضفة الغربية المحتلة. وقالت ليديا دي ليو من سومو، التي تقود الشكوى، لصحيفة "الغارديان": "يمكننا أن نرى من قوائم [بوكينغ دوت كوم] المستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إنهم لا ينوون على الإطلاق التوقف عن فعل ما يفعلونه". 

وفي رأي استشاري تاريخي صدر في  تموز/ يوليو 2024، أمرت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة، دولة الاحتلال الإسرائيلي بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، قائلة: "إن وجودها هناك ينتهك القانون الدولي". كما نصحت الدول الأعضاء بعدم الاعتراف بالاحتلال باعتباره قانونيا، أو تقديم المساعدة أو المساعدة في الحفاظ على الوضع. 

وزعم المستوطنون أن القوائم المدرجة على الشركتين أدرجت باعتبارها إسرائيلية وليست فلسطينية محتلة، وهناك فقط موقعين أدرجا بشكل واضح بأنهما على أرض فلسطينية. أما البقية فقد أدرجت من ناحية العنوان والموقع على أنها إسرائيلية. 

وفي 30 آب/ أغسطس 2024 أدرجت ثلاث فنادق من 26 فندقا في المستوطنات الإسرائيلية العنوان بأنه على أرض فلسطينية. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 أعلنت إير بي أن بي أنها سوف تزيل حوالي 200 قائمة في الضفة الغربية المحتلة، لكن الشركة تراجعت عن قرارها بعد أشهر بعد أن رفع محامون إسرائيليون دعوى قضائية جماعية نيابة عن المضيفين وغيرهم ضد إزالة القوائم. 

وقالت الشركة إنها تتبرع بالأرباح من المنطقة لمنظمات الإغاثة. فيما قال تقرير لأمنستي انترناشونال في عام 2019 إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي كانت تزيد من دعمها لصناعة السياحة المرتبطة بالمستوطنات وشيّدت "العديد من مستوطناتها بالقرب من المواقع الأثرية لتوضيح الارتباط بين إسرائيل وتاريخها اليهودي". وأضاف التقرير أنّ: "تعيين مواقع معينة كمواقع سياحية يستخدمه أيضا الحكومة الإسرائيلية لتبرير الاستيلاء على الأراضي والمنازل الفلسطينية"، ما أدّى إلى عمليات الإخلاء القسري والقيود المفروضة على الفلسطينيين لتوسيع منازلهم أو زراعة الأرض.


إلى ذلك، أبرز التحقيق أنّ: "سياسة إسرائيل في استغلال المواقع التاريخية والدينية وكذلك المناطق ذات الجمال الطبيعي والمحميات الطبيعية المخصصة والمتنزهات الوطنية في الضفة الغربية للسياحة الدولية، سارت جنبا إلى جنب مع إضعاف صناعة السياحة الفلسطينية، وفقا لتقرير صدر عام 2017 عن قطاع السياحة الإسرائيلي من قبل منظمة غير حكومية إسرائيلية تسمى: هو بروفيتس".

وتابع: "على سبيل المثال، 0.3٪ فقط من المرشدين السياحيين المرخص لهم بقيادة الجولات في إسرائيل والضفة الغربية هم فلسطينيون، على الرغم من أن ما يقرب من 40٪ من المواقع السياحية التي زارها السياح الدوليون إلى إسرائيل في عام 2014 تقع في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وفي ردهما على التحقيق الذي قامت به الصحيفة، رفضت إير بي أن بي الكشف عن التبرعات التي قدمتها للمنظمات الإنسانية منذ عام 2019.

مقالات مشابهة

  • الغارديان: كيف تدعم إير بي أند بي وبوكينغ الإستيطان في الضفة الغربية؟
  • بعد شكوى المستخدمين من ظهور محتوى غير لائق.. "ميتا" تعتذر وتبرر
  • فيديوهات صادمة تجتاح إنستغرام.. وشركة "ميتا" تعتذر
  • ميتا تعتذر عن خطأ تقني تسبب في عرض محتوى غير لائق على إنستجرام
  • بالعربية والإنجليزية|حمل الآن نماذج استرشادية لامتحانات الثانوية العامة في الأحياء
  • بالعربية والإنجليزية|حمل الآن النماذج الاسترشادية لـ امتحانات الثانوية العامة في الرياضيات التطبيقية
  • حملة دعم لفلسطين تجتاح ملاعب أوروبية
  • شركة المناصير للزيوت والمحروقات الداعم الرسمي لتطبيق التكسي الأصفر في الأردن
  • دعم الغرب المطلق لإسرائيل جعل قادتها ينفصلون عن الواقع والدولة العبرية أصبحت مصدر خزى وتهديد ليهود العالم
  • أكثر من 100 عقوبة بريطانية جديدة على جهات متهمة بدعم روسيا