عربي21:
2025-03-29@02:15:39 GMT

كيف نجحت كازخستان في تغيير ميزان القوى بسباق الفضاء؟

تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT

كيف نجحت كازخستان في تغيير ميزان القوى بسباق الفضاء؟

نشر موقع "أويل برايس" تقريرًا يسلط الضوء على دور كازاخستان في سباق الفضاء، ويشير إلى أن هذه الجمهورية السوفيتية السابقة تُعتبر من أهم مراكز إطلاق الصواريخ في العالم، وتمتلك موارد وخبرات كبيرة في مجال الفضاء، كما تعمل كازاخستان على تطوير برنامج فضائي خاص بها، مما قد يؤدي إلى تُغيّر موازين القوى في سباق الفضاء.



وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الاتفاق الجديد الذي يسمح لكازاخستان بالانضمام إلى الخطط التي تقودها الصين لبناء وتشغيل قاعدة بحثية على القمر من شأنه أن يمهد الطريق لتعميق التعاون بين البلدين مع تقدم بكين لتصبح قوة رائدة في مجال الفضاء.

تم توقيع اتفاق 3 تموز/ يوليو على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون، والذي اعترف بكازاخستان باعتبارها العضو الثاني عشر في محطة أبحاث القمر الدولية، وهي مبادرة تقودها الصين مع وكالة الفضاء الروسية روسكوسموس لإنشاء قاعدة قمرية تم الإعلان عنها في سنة 2021 وتشمل أذربيجان وبيلاروسيا ومصر ونيكاراغوا وصربيا وباكستان وجنوب إفريقيا وتايلاند وفنزويلا.

وقد كشفت وزارة التنمية الرقمية والابتكار وصناعة الفضاء الكازاخستانية عن تفاصيل جديدة لهذا التعاون في 5 آب/ أغسطس، قائلة إن بكين وأستانا ستستكشفان الاستخدام التجاري لموانئ الفضاء الخاصة بكل منهما وستكون كازاخستان أيضًا جزءًا من تطوير وإطلاق مشروع تلسكوب قمري.



وأفاد الموقع بأن إضافة كازاخستان تعزز خطط استكشاف القمر الصينية وتضع الدولة الواقعة في آسيا الوسطى على مسار التكامل مع صناعة الفضاء المزدهرة في الصين، والتي تعد جزءًا من حملة بكين التي يقول الخبراء إنها مدفوعة بطموح لمنافسة الولايات المتحدة.

وبحسب بروس ماكلينتوك، الملحق الدفاعي السابق في السفارة الأمريكية في موسكو والباحث الكبير في سياسة الفضاء في مؤسسة راند، فإن الصين تعتزم منافسة الولايات المتحدة وتجاوزها كقوة فضائية.

وقد كانت عودة المركبة القمرية الصينية تشانغ إي-6 إلى الأرض في حزيران/يونيو الماضي أحدث إنجاز في إطار سعي بكين إلى الانتهاء من بناء محطة أبحاث القمر الدولية في ثلاثينيات القرن الحالي، كما قالت إدارة الفضاء الوطنية الصينية إنها تخطط لإرسال رواد فضاء إلى القمر قبل سنة 2030، وأنشأت بكين منظمة التعاون الدولي لمحطة أبحاث القمر في نيسان/أبريل، وهي هيئة تقودها الصين لتنسيق البعثات القمرية مع الدول الأعضاء.

ويُنظر إلى الخطط المتعلقة بمحطة أبحاث القمر الدولية على أنها استجابة لبرنامج أرتميس التابع لوكالة ناسا، وهي مبادرة تقودها الولايات المتحدة وتهدف إلى إرسال مهمة مأهولة إلى القمر بحلول سنة 2025، مع وجود مستمر حتى سنة 2028. وكجزء من جهودها الدبلوماسية في مجال الفضاء، نجحت واشنطن في إقناع أكثر من 40 دولة بالتوقيع على اتفاقيات أرتميس.

ووفقًا لإيفا سيويرت، المحللة في معهد ميركاتور للدراسات الصينية ومقره برلين، فإن الصينيين يحاولون بناء منظماتهم الخاصة في سباق محتدم لمعرفة من يمكنه الحصول على أكبر قدر من الدعم لبرامجهم. وبالنسبة لكازاخستان، فإنهم يرون الصين كمصدر مستقبلي للمعرفة والتدريب والتمويل لصناعة الفضاء الخاصة بهم.

انطلاقة للصين
وأشار الموقع إلى أن كازاخستان كانت جزءًا لا يتجزأ من برامج الفضاء السوفييتية والروسية لمدة تقرب من 70 سنة.

وأطلق بايكونور، المجمع الواسع الواقع في جنوب كازاخستان، مئات الصواريخ إلى الفضاء ويحتل مكانة خاصة كموقع انطلاق بعض الإنجازات التاريخية في رحلات الفضاء، مثل إطلاق الاتحاد السوفييتي سنة 1957 لسبوتنيك، أول قمر صناعي في العالم، وأول رحلة بشرية لرائد الفضاء يوري جاجارين إلى الفضاء الخارجي سنة 1961.

وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، ظل بايكونور موقع إطلاق لوكالة روسكوسموس الروسية، التي حافظت على موقعها المهيمن داخل صناعة الفضاء.

لكن المجمع الفضائي كان في قلب نزاع بين روسيا وكازاخستان لسنوات، وتخطط روسكوسموس حاليًا لنقل عمليات الإطلاق الفضائية إلى الأراضي الروسية.

في الوقت نفسه، واجه برنامج الفضاء الروسي تخفيضات في التمويل، وانتكاسات فنية، كما أدت العقوبات الغربية التي فرضت على روسيا في سنة 2014 وتوسعت بعد غزوها الكامل لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022 إلى إضعاف برنامجها الفضائي بشكل أكبر حيث تم منع بعض المكونات الأساسية المصنوعة في الغرب.



وقد حدثت هذه التغييرات مع تقدم برنامج الفضاء الصيني في السنوات الأخيرة، مع استثمار مليارات الدولارات.

واكتسبت الشراكة الفضائية بين روسيا والصين زخمًا لأول مرة في سنة 2014 ونمت تدريجيًا على مر السنين حتى بلغت ذروتها في مشاريع مشتركة مثل محطة أبحاث القمر الدولية.

وبحسب جوليانا سوس، زميلة الأمن الفضائي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث مقره لندن، فإن روسيا ليس لديها العديد من الخيارات الأخرى، فرغم أنها تتمتع الكثير من الإرث والخبرة، لكنها تبدو وكأنها الشريك الأصغر في العلاقة بين الصين وروسيا.

وفي الوقت نفسه، واصلت بكين توسيع نطاق وصولها، فقد أضافت المكون الفضائي إلى مبادرة الحزام والطريق التي تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات، وسعت إلى بناء وربط صناعتها الفضائية بدول أخرى.

وأكدت سوس أن الصين تعمل بنشاط على بناء مكانتها كقوة فضائية، وهذه القاعدة القمرية التي انضمت إليها كازاخستان ليست سوى جزء واحد من جهد مستمر للقوة الناعمة الفضائية.

عصر جديد في الفضاء
وأوضح الموقع أنه بينما يمثل توقيع كازاخستان على نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية الدولي خطوة أخرى إلى الأمام في طموحات الصين الفضائية، فإن الجوانب الأخرى للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين أستانا وبكين قد تكون أكثر أهمية في الأمد البعيد، بحسب بليدين بوين، الأستاذ المشارك المتخصص في سياسة الفضاء في جامعة ليستر.

وأضاف بوين أن الاتفاقية تعني وضع المزيد من الأقمار الصناعية في مدار الأرض، وهو أمر مهم لأنه يوفر البنية الأساسية اليومية التي نعتمد عليها وهو أمر أساسي للاقتصاد الفضائي.

وبالنسبة لبكين، فإن المجال الحاسم لتعزيز قدرتها على المنافسة في الفضاء مع الولايات المتحدة هو نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية بيدو (BDS)، وهو الرد الصيني على نظام تحديد المواقع العالمي الأمريكي، أو نظام غلوناس الروسي، أو أنظمة الملاحة الأوروبية جاليليو.

إن التبني الواسع النطاق لأي من النظامين يحمل قيمة تجارية هائلة، وتريد الصين استخدام نظام بي دي إس في الملاحة الجوية والسيارات والسفن، فضلاً عن المساعدات الإنسانية والكوارث، وتحسين الزراعة، وتوقعات الطقس. وكما أشار تقرير صادر عن معهد دراسات الفضاء الصيني التابع للقوات الجوية الأمريكية، فإن جميع أقمار بي دي إس البالغ عددها 30 قمرًا صناعيًا موجودة منذ سنة 2020، وبدأت بالفعل أكثر من 120 دولة في استخدامه.

وأفاد الموقع بأن انجذاب كازاخستان نحو بكين بدأ في سنة 2013 عندما بدأت شركات الفضاء الخاصة الصينية والكازاخستانية في التعاون، وقد تسارع التعاون مع فشل برنامج الفضاء الروسي في مواكبة برنامج الصين.

ويُعد استخدام الأراضي الكازاخستانية لإطلاق الصواريخ الفضائية أمرًا مهمًّا أيضاً في ظل سعي روسيا إلى سحب استثماراتها من مجمع بايكونور.

وفي حين أن روسيا لديها عقد إيجار للمنشأة حتى عام 2050، فإن الصين تعمل حاليًا على تعزيز وصول منصات الإطلاق في مختلف أنحاء العالم لمقدمي خدمات الفضاء التجارية، كما تستضيف كازاخستان، التي تشترك في حدود طويلة مع الصين، موقع ساري شاجان لاختبار الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية.

وقد أكد بوين أن كازاخستان بحاجة إلى تنويع مصادرها وإشراك دول جديدة لدفع ثمن ما كانت روسيا توفره في السابق، والشراكة مع الصينيين تشكل جزءاً من هذه الخطة للمستقبل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الفضاء الفضاء كازخستان اطلاق صواريخ ميزان القوى سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی سنة

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية فرنسا يدعو الصين لـإقناع روسيا بالتفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا

بكين"أ.ف.ب": حضّ وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بكين اليوم الخميس على المساعدة في الضغط على روسيا للدخول في مفاوضات تهدف لإنهاء حربها على أوكرانيا، وذلك أثناء لقائه نظيره الصيني وانغ يي.

سعت فرنسا والصين لتعزيز العلاقات خلال السنوات الأخيرة، لكن باريس ضغطت أيضا على بكين في ما يتعلّق بعلاقاتها مع موسكو التي توطدت منذ بدأ الحرب في أوكرانيا.

وأفاد بارو بعدما اجتمع مع وانغ في دار الضيافية الحكومية "ديايوتاي" صباح اليوم الخميس بأنهما أجريا "محادثات صريحة وبنّاءة ومعمّقة".

وأضاف أن على الصين وفرنسا "التنسيق لدعم سلام عادل ودائم في أوكرانيا".

وتابع أن "لدى الصين دورا ينبغي أن تؤديه يتمثل في إقناع روسيا بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مع مقترحات جديّة وعن حسن النية".

وركزت محادثات اليوم أيضا على العلاقات الاقتصادية إذ تواجه كل من بكين والاتحاد الأوروبي رسوما جمركية واسعة النطاق فرضتها الولايات المتحدة فضلا عن الخلاف التجاري القائم بين الطرفين.

وقال بارو إن "فرنسا تعارض أي شكل من أشكال الحروب التجارية وتدافع عن الحوار في ما يتعلق بالمسائل التجارية، خصوصا بين الاتحاد الأوروبي والصين".

ولفت إلى أن الطرفين يأملان في التوصل إلى "حل سريع" لفرض بكين رسوما جمركية على البراندي المستورد من الاتحاد الأوروبي.

ورد وانغ بالقول إن الصين "ستعزز أكثر تنسيقنا الاستراتيجي بشأن القضايا الدولية والإقليمية الملحة".

وتصر الصين على أنها طرف محايد في نزاع أوكرانيا. لكنها حليف سياسي واقتصادي مقرّب من روسيا علما بأن أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) وصفوا بكين بأنها "عامل تمكين حاسم" في الحرب التي لم تدنها قط.

وأقر بارو في وقت سابق بوجود "خلافات" بين بكين وباريس حيال هذه المسألة وغيرها.

لكنه قال إنه "يتعين بالتالي على بلدينا العمل معا لتعزيز.. الحوار".

وقال لوانغ "في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية، تظهر أوروبا جديدة بشكل سريع. تتمثّل بوصلتها الوحيدة بالسيادة الاستراتيجية".

وتابع "ستكون يقظة خصوصا في الدفاع عن مصالحها وقيمها".

في المقابل، حذّر وانغ من أن "الوضع الدولي تغيّر مجددا وسيكون فوضويا أكثر".

وأكد أن على البلدين "التزام التعددية" و"العمل معا من أجل السلام والتنمية في العالم".

وبدأ بارو اليوم بزيارة جامعة اللغة والثقافة في بكين حيث توجّه إلى الطلاب الذين أكد لهم ميّزات تعلّم الفرنسية والعلاقات القوية بين البلدين.

وقال للطلبة "يحتاج السياق الحالي أكثر من أي وقت مضى إلى شراكة فرنسية-صينية من أجل تحقيق الاستقرار الجيوسياسي والازدهار ومن أجل مستقبل كوكبنا".

وأعربت الصين عن أملها في أن تشهد زيارة بارو هذا الأسبوع تعميقا للتعاون في عالم يواجه "اضطرابات وتحوّلات".

ولفتت إلى أن الجانبين سيناقشان سبل "مقاومة الأحادية وعودة شريعة الغاب بشكل مشترك"، في إشارة ضمنية إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أحدثت عودته إلى البيت الأبيض في يناير هزة في النظام الدولي.

وبعد المحادثات مع وانغ، اجتمع بارو مع رئيس الوزراء لي تشيانع الذي يعد المسؤول الثاني في الصين، في قاعة الشعب الكبرى في بكين.

وقال لي إن "العالم حاليا لا ينعم بالسلام ويزداد عدم الاستقرار والضبابية".

وأضاف أن "الصين وفرنسا، كدولتين رئيسيتين مستقلتين ومسؤولتين، عليهما تعزيز التعاون".

وتابع "علينا من خلال تعاوننا ضخ مزيد من اليقين في العلاقات الثنائية والعالم".

ومن المقرر أن يتوجّه بارو إلى شنغهاي حيث سيدشن محطة لإنتاج الهيدروجين الجمعة أنشأتها مجموعة "اير ليكويد" ويشارك في منتدى اقتصادي فرنسي-صيني.

وذكرت بكين أنها ستستغل الزيارة لـ"ترسيخ الثقة السياسية المتبادلة".

وتأتي زيارة بارو للصين في إطار جولة أوسع في آسيا تشمل محطتين أخريين هما إندونيسيا وسنغافورة.

مقالات مشابهة

  • ماذا قال ترامب عن المسيرات الإيرانية التي تستخدمها روسيا لضرب أوكرانيا؟
  • بكين تنشر قاذفتين في بحر الصين الجنوبي
  • بكين: وزير الخارجية الصيني يزور روسيا
  • زلزال بقوة 5.2 درجة يضرب وسط كازاخستان
  • وزير خارجية فرنسا يدعو الصين لـإقناع روسيا بالتفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا
  • الصين تطلق قمرًا صناعيًّا جديدًا لنقل البيانات
  • الشيخوخة السياسية والانقلاب الداخلي.. مرحلة جديدة نحو تغيير النظام السياسي
  • الصين تطلق قمراً اصطناعياً جديداً
  • الصين تتحدى سبيس إكس بإطلاق أول منصة صواريخ كهرومغناطيسية في العالم
  • سبيس إكس تطلق أول تجربة لزراعة الفطر في الفضاء تمهيدا لرحلات القمر والمريخ